• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 08 حزيران/يونيو 2014

أجراس باريس

  ثائر صالح

تحولت باريس منذ النصف الثاني للقرن السابع عشر إلى مركز هام للموسيقى في اوروبا، فقد تبلور اسلوب فرنسي خاص ومتميز في التأليف الموسيقي بفضل بذخ الملك لويس الرابع عشر وولعه بالموسيقى، وكذلك الرقص. كانت الحفلات الموسيقية الراقصة في فرساي محط اعجاب اوروبا. اجتذب البلاط جمهرة من الموسيقيين مثل جان باتيست لولي (دكتاتور الموسيقى الفرنسية في ذلك الوقت) ومارك انتوان شاربنتييه ومسيو دو سينت- كولوم وميشيل ريشار دو لا لاند وكذلك ماران ماريه (1656-1728) الذي أود الحديث عنه اليوم.
تعلم ماريه التأليف من لولي وكان يقدم أعماله، فقد عمل معه في بلاط لويس الرابع عشر كعازف على أداة الفيول (الباص) من عائلة أدوات اسمها فيولا دا غامبا (فيولا الساق، وهناك سبعة أحجام منها). وهي أداة تشبه التشلو الحالي، لكن أصغر منها، فيها سبعة أوتار ورقبة مقسمة إلى خانات لتسهيل العزف. ويعتبر ماريه، سوية مع استاذه مسيو دو سينت- كولوم، من أهم عازفي الفيول والأدوات الوترية التي يعزف عليها بالقوس في فرنسا آنئذ. ومع ذلك، لا نعرف عن حياته الكثير. وأغلب المعلومات المتوفرة عنه جاءت من كتاب لتيتون دي تيلليه (1732) يتناول جوانب الحياة الفنية لبلاط لويس الرابع عشر فيتحدث عن الشعراء والموسيقيين والراقصين والمسرحيين. وماريه من أوائل المؤلفين الموسيقيين الذين ألفوا ما يسمى بالموسيقى البرنامجية (أو لنطلق عليها اسم الموسيقى التصويرية) في التاريخ. من أعماله الشهيرة "أجراس سنت-جنفييف على تل باريس" وهو دير قديم يقع اليوم خلف مبنى البانتيون الشهير وبالقرب من برج كلوفيس ومكتبة الدير المعروفة في دائرة باريس الخامسة. ويصور ماريه بالموسيقى صوت أجراس الدير والبرج باستعمال أدوات الفيولا دا غامبا والكمان بمصاحبة الهاربسيكورد. من أعماله الشهيرة الاخرى عمله "المتاهة" المكتوب لأداتي فيولا دا غامبا مع اسناد من أداة مثل الغيتار. من مؤلفاته خمس مجاميع (مجلدات) لموسيقى الفيول، ومجلد لموسيقى لثلاث أدوات، ألف كذلك أربع أوبرات.

أجراس سنت جنفييف

http://www.youtube.com/watch?v=FAoxkVQ5NDA

 

المزاح أو المناكفة

http://www.youtube.com/watch?v=ydudrOGACTY

 

المتاهة

http://www.youtube.com/watch?v=whvPaZ_tiGY

موعدنا معكم السبت القادم ومزيد من النوادر الموسيقية

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد