• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 18 نيسان/أبريل 2016

الرقصات السيمفونية لرخمانينوف

  ثائر صالح

اشتهر الموسيقار الروسي سرغي رخمانينوف (1873 – 1943) بكونشرتو البيانو البديعة رقم 2 التي قدمها سنة 1901 بنجاح ساحق، وبقطعته الرائعة "فوكاليز" التي ألفها في 1915 للبيانو والسوبرانو أو التينور(اغنية من دون كلمات). هذان العملان دفعا أعماله الباقية إلى الظل بلا سبب. فلدى رخمانينوف أعمال اخرى رائعة مثل "الصلوات الليلية" (عمل رقم 37، 1915) وعشرات من أعمال البيانو الجميلة، وسيمفونيته الثانية (عمل رقم 27، 1907) من بين أربع سيمفونيات، وعدد من الأغاني بمصاحبة البيانو أو الأوركسترا، كذلك الرقصات السيمفونية (عمل رقم 45)، التي ألفها سنة 1940. ومن أعماله الجميلة الاخرى تنويعات على لحن باغانيني (1934).
ترك رخمانينوف روسيا بعد قيام ثورة اكتوبر بأسابيع، في 22 كانون الأول 1917، وانتقل مع عائلته على زحافة جليدية من بتروغراد إلى هلسنكي، تاركاً خلفه كل شيء. وقال أنه فعل ذلك لأن روسيا التي كان يعرفها قد انتهت، فقد خسر أملاكه وعمله ونمط حياته. فهو يتحدر من عائلة ارستقراطية برعت في شيئين متناقضين: فقد أنجبت عائلته الضباط العسكريين والموسيقيين، وخدمت القياصرة منذ القرن السادس عشر.
انتقل إلى الولايات المتحدة في 1918، وكان في أوج نشاطه كعازف بيانو بارع، وقد قدم 40 حفلة خلال ثلاثة أشهر فور وصوله هناك. وواصل في الولايات المتحدة عمله كمؤلف موسيقي مشهور وعازف بيانو بارع وقائد اوركسترا، ولديه تسجيلات موسيقية كثيرة قدم فيها الكثير من أعماله، منها كونشرتات البيانو الثلاثة. حصل على الجنسية الأمريكية قبل وفاته في 28 آذار 1943 ببضعة أسابيع.
تميز رخمانينوف بيدين كبيرتين ساعدتاه على الأداء، وبذاكرة ممتازة يحسد عليها. فكان يكفيه أن يستمع إلى العمل الموسيقي مرة واحدة ليحفظه ويؤديه لاحقاً بحرفية فنية عالية، حتى بعد عقود من السنين.

××××××××××××××××
الرقصات السيمفونية لرخمانينوف، تسجيل حي من كونسرتخباو في أمستردام سنة 2011، فرقة الراديو الهولندي الفيلهارمونية بقيادة أدوارد غاردنر.


https://www.youtube.com/watch?v=otJmf3pyb1E

 

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد