• Default
  • Title
  • Date
  • موسى الخميسي-روما
    المزيد
     مدينة فاريزى الشمالية، وفي صالات قصر" ميرابيلو" التاريخي العريق، يقام
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    انتفض شباط من سبات شتائه و بدأ ينفض عنه غطاء
  • موسى الخميسي
    المزيد
    لم تكن تلك الحقبة الفريدة من تاريخ الحروب الحافلة بالأحداث
  • موسى الخميسي
    المزيد
    حادثة الاصطدام التي تعرضت لها الفنانة المكسيكية فريدا كاهلو، التي
الخميس, 13 تشرين1/أكتوير 2016

داريو فو وفيللينى رحلة اللون من الورق الى الشاشة .. وخشبة المسرح

  موسى الخميسي
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

 

توفى الكاتب المسرحي والممثل داريو فو الفائز بجائزة نوبل للاداب عام 2008
واشتهر بنقده السياسي الساخر في روايات مثل "موت فوضوي صدفة".
وذكرت تقارير إعلامية إيطالية أنه توفي عن 90 عاما بعد أن نقل إلى مستشفى في ميلانو قبل 12 يوماً.
وأعرب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي الذي تعرّض شخصياً لنقد فو اللاذع عن تعازيه.
وقال رينتسي "بموت داريو فو خسرت إيطاليا أحد أعظم رموز المسرح والثقافة والحياة المدنية في بلدنا".
وأضاف "نقده الساخر وبحثه وعمله في التصميم المسرحي وأنشطته الفنية المتعددة ستظل إرثاً عالمياً لعظمة إيطاليا".
وخلب فو وزوجته الشاعرة والممثلة المسرحية الراحلة فرانكا راما قلوب وعقول الإيطاليين من خلال مواقفه السياسية اليسارية والكتابة والأداء على المسرح وفي الإذاعة والتلفزيون والانتقاد الحاد للزعماء السياسيين بالحوار الرشيق الذكي.
بهذه المناسبة تنشر " الاخبار" مقال للزميل الصحفي الفنان التشكيلي موسى الخميسي مقالا عن الرسم عند الفنان الراحل سبق وان نشر سابقا في كتابه المعنون" الحركة واللون" الصادر عن دار المدى

فى لوحات داريو فو،تظهر لغته وحواراته المسرحية النقدية التى يستخدمها كأداة لايصال مضامينه النقدية المتصادمة مع الواقع الايطالى الذى يصفه على الدوام (بالواقع المنخور بالمرض). وفى اعمالة التشكيلية المتعددة، نقف امام فنان تشكيلى يمتلك كل ادواته الفنية والحرفية المقتدرة فى بناء معمار اللوحة الفنية التقليدية ، فهو من ذوى المواهب العالية والمهارة العظيمة والمعرفة الكبيرة والخبرة الممتازة، ومشبع بالروح التفاؤلية المحبة للحياة والناس، كما انه يزاوج بين قوة الاسطورة والثورة بغية نقد الواقع بسخرية حادة تجعل من بعض اعماله الفنية التشكيلية ذات ابعاد كاريكاتيرية فى احيان كثيرة، فهو على الدوام يزاوج ما بين الحقيقة والخيال، بين الواقع والعبث، حتى اصبحت هذه الحالة واحدة من خصاله السلوكية العادية،وتميز منذ طفولته بروح المداعبة واثارة المواقف المضحكة، فقد ولدعام 1926 لاب كان عاملا فى السكك الحديدية ملتزما بالقضايا الاجتماعية ومناهضا للفاشية ، ويزاول النشاط المسرحى فى فرقة هاوية استخدمت المسرح كوسيلة تربوية وتحريضية، وقد زرع فى روح ابنه الرغبة فى الاقتراب من المسرح منذ الصغر حيث بنى له مسرحا صغيرا للدمى فى باحة الدار.
ادرك داريو فو ما للاسطورة الشعبية فى العلاقات الحاضرة للناس من دور كبير فى بناء السلوك والايديولوجية، ولهذا فهو حاول ربط كل اعماله المسرحية والتشكيلية بالحكاية التراثية الرحبة والمترامية الاطراف، معتمدا فى ذلك على معرفته الواسعة والدقيقة فى الجوانب التراثية والفكرية التى انتجها ولايزال المسرح الشعبى الايطالى.
انه ينتقد الواقع من خلال نقده الساخر والعميق للفكر الاسطورى، وهو يدرك بان نقده هذا يأخذ شكله من خلال ما يطالب به من تغيير فى عملية النمو الاجتماعى، ولقد وصفه الناقد الفرنسى" برنارد دوارت" قائلا( ان داريو فو عمل ليكون اكبر حاملى الملهاة الخارقة، وبه اصبحت الحركة المسرحية تمتلك كل وضوحها).
فى اعماله التشكيلية المعروضة والتى يقول عنها بانها ( تشبيهات ورموز متهكمة ملونة اعتبرها تتمات ساخرة لاعمالى المسرحية) يبدو وكأنه دارس ومحلل نقدى ساخر، لايقدم معارف تاريحية معينة، بل يدأب فى كيفية ايقاظ الرغبة بالتغيير، فهو يرى الاشياء التى تقف على المسرح او فى الحياة اليومية بعينين غير مغمضتين، ويقدم كل ما يراه على شكل اناشيد لونية حارة صارخة تبدو وفى احيان كثيرة وكأنها متعارضة، وذلك لطبيعة استخداماته المتنوعة باللون على سطح اللوحة الواحدة، فهو يطرح من خلال هذه اللوحات ظواهر معاشة فى ايطاليا مثل ظاهرة العنف والسلطة والحرية والجنس والتفاوتات الطبقية، والفضائح السياسية والاخلاقية.. الخ.
ان جسد داريو فو وهو يرسم بحركاته المرنة التلقائية غير المتصنعة عوالم مدهشة على خشبة المسرح، فانه يعكس كل ذلك على سطوح اعماله التشكيلية، ليتحرى كل مسارات الاسئلة التى ظلت تشغله كفنان قدير ادرك بوعى كبير ماهية الترابط ما بين القدرات الابداعية والسمات الحساسة لمشكلات الواقع الايطالى.
لقد استفاد داريو فو من تجربته الدراسية ايام شبابه للرسم والديكور فى اكاديمية الفنون الجميلة فى ميلانو،كما درس المعمار، الا انه بدأ اولى خطواته فى العمل فى الاذاعةالايطالية ومسرح المنوعات، اذ كان يقدم برنامجا يعتمد على رواية الحكايات الشعبية، وهو البرنامج الذى فتح الطريق امامه من اجل تأكيد قدراته كراو للحكايات. وقد انعكست اثار هذه التجربة على مسرحه لاحقا، كما حملت نتاجاته الفنية التشكيلية آثارا مماثلة من الأثر، فاصبح كل ملصق جدارى وكل لوحة من لوحاته الفنية التى تحمل اتساعا كبيرا بحدتها وصرامتها اللونية، تجسد حدثا او موقفا او حركة لمشهد مسرحى ينطوى على رمز كأداة مساعدة وضرورية وظّفها داريو فو، ليجعل من لوحاته جزءا متمما يتابع المشاهد من خلاله العديد من الادوار المسرحية غير المرئية.
وتحوى العديد من اعماله التشكيلية صورة القناع الذى يضعه العديد من شخوص هذه اللوحات على وجوههم، وهو يحاول التاكيد على تلك النصوص الشعبية التى كان يكتبها ويوظفها للحياة المعاصرة والتى اسماها( الكوميديا) فالقناع بالنسبه له يخفى الانحطاط والرياء الاجتماعيين. وتميزت تلك النصوص بنوع من البناء النصى الشبيه ببناء مقاطع الكلاون( المهرج الكوميدى) الذى يزاول فنه فى السيرك والساحات العامة من خلال التمثيل الايمائى، واستخدام جسده وقناع وجهه وصوته المتلون فى خلق الصورة البلاستيكية للشخصيات، سواء انسانية او حيوانية او خارقة- شخصيات خيالية- واستخدام الحاجات الشيئية والحالات الطارئة مع المتفرج كعناصر من اجل خلق نسق تمثيلى مضحك، كما ان اللغة التى استخدمها هى الاخرى مزيج من اللغة الادبية واللغة الدارجة.
ركز على الجسد الانسانى الذى رسمه فى اغلب اللوحات عاريا،، باعتباره اكمل مخلوقات الطبيعة.. وعلى اعتبار ان الجمال يكمن فى طبيعة الاشياء ذاتها، ومهمة الفنان من وجهة نظره تنحصر فى تقليد الطبيعة باعتبارها امهر صانع للاشياء، فالعالم رائع فى جوهره العميق، والجمال موجود فى كل تشعباته، وما على الفن الا الكشف عن قوانين الجمال ، والاعلاء من شخصية الانسان والتعبير عن ايمانه بلا محدودية طاقاته الخلاقة وبغده الافضل.

الدخول للتعليق

التجمع المندائي الثامن عشر


 
لاتفوتكم فرصة المشاركة في التجمع المندائي الثامن عشر هذا العام

مفاجئات وفعاليات الخاصة