• Default
  • Title
  • Date
  • موسى الخميسي-روما
    المزيد
     مدينة فاريزى الشمالية، وفي صالات قصر" ميرابيلو" التاريخي العريق، يقام
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    انتفض شباط من سبات شتائه و بدأ ينفض عنه غطاء
  • موسى الخميسي
    المزيد
    لم تكن تلك الحقبة الفريدة من تاريخ الحروب الحافلة بالأحداث
  • موسى الخميسي
    المزيد
    حادثة الاصطدام التي تعرضت لها الفنانة المكسيكية فريدا كاهلو، التي
الخميس, 03 تشرين2/نوفمبر 2016

"فاوست" نموذج الإنسان الساعي الى القوة اوالكمال

  عزيز عربي ساجت
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

يعتبر يوهان فولفغانغ فون غوته (1749-1832) والمعروف بجيته ، من اشهر ادباء المانيا المتميزين ، والذي ترك إرثاً أدبياً وثقافياً ضخماً للمكتبة الألمانية والعالمية ، وكان له بالغ الأثر في الحياة الشعرية والأدبية والفلسفية ، وما زال التاريخ الأدبي يتذكره بأعماله الخالدة التي ما زالت أرفع المكتبات في العالم تقتنيها كواحدة من ثرواتها ، وقد تنوع أدب غوته ما بين الرواية والكتابة المسرحية والشعر وأبدع في كل منهم ، واهتم بالثقافة والأدب الشرقي والعربي واطلع على العديد من الكتب فكان واسع الأفق مقبلاً على العلم ، متعمقاً في دراساته. واليوم يُقام في كل عام معرض للكتاب الألماني على قاعة غوته في مسقط راس هذا الأديب الكبير في مدينة فرانكفورت رائدة الثقافة والاقتصاد الالماني ، وقد خُصص بيته كمتحف لمقتنياته واثاره الأدبية الخالدة ، ونظراً للمكانة الأدبية التي مثلها غوته تم إطلاق اسمه على أشهر معهد لنشر الثقافة اللغوية الألمانية في شتى أنحاء العالم وهو "معهد غوته " والذي يعد المركز الثقافي الوحيد لجمهورية ألمانيا الاتحادية الذي يمتد نشاطه على مستوى العالم ، كما نحتت له عدد من التماثيل.
"فاوست"بالالمانية Faust هي مسرحية تراجيدية من تأليف الكاتب المسرحي الالماني يوهان فولفجانج فون جوته . هي عبارة عن ملحمة شعرية ، ومن اشهر المسرحيات التي عرضت على مسارح المانيا انذاك ، وقد ترجمها عن الالمانية ، احمد بدوي عام 2009 . تقع في فصلين : الجزء الاول منها نُشر للمرة الاولى في عام 1808، والجزء الثاني من هذه الملحمة نُشر للمرة الاولى ايضا 1832 وهو العام الذي توفى فيه جوته .على الرغم من أن المسرحية حققت نجاحاً باهراً إلا أنها ما كانت تؤدى على المسرح ، لكنها حصدت أكبر جمهور في المسارح الالمانية . ويعتبر "فاوست" عمل جوته الأكثر شهرة ويضعه الكثيرون ضمن أعظم الاعمال الأدبية في تاريخ الأدب الألماني .
الملاحظ في هذا النِتاج الكبير لجيته ان الجزء الثاني يختلف تماما عن جزئها الاول حيث لم يركز على روح فاوست التي تم بيعها للشيطان بفعل سلوكه الرديء ، بل ركز هذا الكاتب القديرعلى الظواهر الاجتماعية مثل علم النفس والتاريخ والسياسة وموضوعات فلسفية وصوفية ، وهذا الجزء عكس السنوات الاخيرة من حياته ، وان هذا العمل المسرحي قائم بأكمله على قصيدة نظم بعضها قبل صدور الجزء الاول ، ونظم الباقي بعد صدور القصيدة كاملة في عام 1827 وسماها "خيال الظل الكلاسيكي الرومانتيكي " نُشر الجزء الثاني من المسرحية بعد وفاته في عام 1832.
لكن جاء لسنج كريستوفر مارلو (1729- 1781) فأوجد ضالته فأنقذ فاوست من هوة المهانة التي انحدر اليها في المسرحيات الشعبية والعرائسية ، اذ رآى في فاوست يحقق ما يصبو اليه من الرجوع الى ينبوع الروح الجرمانية الأصيل ، إبتغاء النهوض بالأدب الألماني .
ان لنزعة التنوير في المانيا بتمجيدها للعقل والانسانية عامة ، لها دورها الكبير ، وهذا سر توهجها ، لقد أعقبها حركة مضادة عنيفة هي حركة "العاصفة والاندفاع" Sturm und Drang ، راغت الى تمجيد الغريزة والعاطفة على حساب العقل ، والى اطلاق العنان للمشاعر العارمة التي تحدها قيود الدين أو التقاليد أو الحكمة ، والى تجاوز القواعد الكلاسيكية في الفن ، والى التماس النماذج البشرية في الشخصيات الغريبة القلقة ، وكانت شخصية "فاوست " أنسب شخصية لتجسيد هذا النموذج .
إن من حسن حظ غوته كونه ألماني أوربي ، وليس عربياً ، والا لصاح " النقاد" في وجهه : سارق!سارق! ، ولنعتوا هذا العمل الأدبي العظيم بأنه ( سرقه ) لأنهم سيجدون أن هيكل المسرحية هو الهيكل نفسه الموجود في ( الكتاب الشعبي ) ، وان فصول كثيرة لها فصول مناظرة في " فاوست " مارلو وغيره من المؤلفين الذين أتينا على تلخيص أعمالهم الأدبية عن فاوست ، ان الألاعيب والحيل السحرية ، والمناظر الطبيعية والمغامرات في المدينة موجودة كلها بصورة أو بأخرى في تلك المصادر .
في الانسان دافع الى المزيد من الكمال ، واضح دؤوب حيث لا يهدأ أبداً ، وهذا سر عظمته ، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف يستوي لديه أن يسلك سبيل الممكن أو سبيل المستحيل ، ان أمكنه ما هو طبيعي ، والا فليتخذ وسائل خارجة عن الطبيعة ، عالية عليها أو أدنى منها ، فالأمر في النهاية سيان ، لأن العبرة هي بلوغ الهدف . وبالرغم من كون فاوست وغداً ، لكنه يظل انساناً يبحث عن الكمال اوالقوة في الوصول الى الغايات .
بطل مسرحية جيته ، فاوست هو شخصية تاريخية غامضة ، ولد في أواخر القرن الخامس عشر ، وتوفى على الارجح في سنة 1543 ، وان شخصية تقوم بمثل هذه الأعاجيب كان من الطبيعي أن تتحول الى أسطورة ، واسطورة فاوست كما جاء في كتاب فاليجان ، ان حياة هذه الشخصية اختلط فيها التاريخ بالاكاذيب ، كونها رواية اسطورة تناقلها الناس من خلال الخيال الشعبي اي الحكاواتي ، ثم انتقلت هذه الاسطورة من الشفاه الى سجلات وقبل تحرير الكتاب الشعبي .
ان كانت شخصية اسطورية او واقعية ، فان فاوست هو نموذج الإنسان الساعي الى مزيد من القوة او الكمال ، بوسائل خارجة عن الطبيعة هي ما يعرف بالسحر ، بأوسع معانيه : فالمستقبل مجهول ، والانسان يريد معرفة ما سيجيء به ، والقوى الطبيعية الميسورة له قاصرة . فليبحث عن قوى خارقة كي يسخرها لتنفيذ ما يصبو اليه ، والطبائع الموجودة في الواقع تقف في سبيله أو تعجز عن اداء ما يطلب ، فليتمس اذن ادوية لتحويلها الى ما ينجح في تحقيق اغراضه ، وتلك مهمة السحر .
ولما كان السحر تحدياً للألوهية ، لانه يدفع الى خرق النظام الذي خلقته ، فانه استعان بقوى متمردة على الألوهية ، على رأسها الشيطان ، ومن لف لفه من الجن ، ولكن الجن ليسوا اشراراً فقط ، بل منهم الأشرار ومنهم الأبرار ، ولهذا فان الاتصال بالجن قد يكون مقبولاً ، وقد يكون مرذولاً .
ومن حيث المسكن ، ينقسم الجن الى : جن المنازل (الأشباح ) ، وجن الطبيعة (جن الماء ، أو الهواء ، أو الغابة ، أو الجبل ، او الصحراء ) كما جاء ذلك في رواية عزازيل (جن الصحراء ) للأديب اللبناني يوسف زيدان ، حسب ما ذِكر في سفر اللاويين ، وقد اطلق العهد القديم على الجن اسماء والقاب عديدة ، وقد نظر الفكر اليهودي للجن على انه ظلال واشباح للاجسام . اما في اللاهوت المسيحي لا يوجد اثر فعلي لدور الجن الا فيما يتصل بالجنون ، وقد ظهر الجن فقط في "رؤيا" يوحنا اللاهوتي . وله دور كبير في الفكر الاسلامي كما جاء في الكتب الاسلامية المقدسة . وهذا الاعتقاد موجود في القديم قدم الانسان ، وهؤلاء ينسبون الامراض او الجنون او الكوارث الى الجن ، وقد وجد أيضاً في الحضارات العالمية القديمة اليونان وفي مصر والصين واليابان والتبت ، وما بين النهرين (العراق ) وفي ايران ، والاعتقاد بالجن جزءاً اساسياً في الديانة المثنوية ( الزرادشتية ) اي القائلة بأن للعالم أصلين هما النور والظلمة . والإيمان بالجن موجود في الديانة الهندوسية في الهند .اما المعتقد المندائي يؤكد على وجود الأرواح الشريرة . اما من حيث التأثير ينقسمون الى : جن الموت ، المرض ، العاصفة ، الصاعقة ، الوساوس ، الكهانة ...الخ .
وفاوست خرافة قديمة يردها بعض المؤرخين إلى ما قبل غزو النورمان لإنكلترا ، وتناولها العديد من الأدباء في مؤلفاتهم منهم جوته ومن قبله الشاعر الانكليزي ( كريستوفر مارلو) والشاعر الفرنسي (روتييف) والكاتب الالماني جوتهلد إفرايم لسنج .
"الخرافة تحكي عن شخص (فاوست) ورث عن عمه أموالاً ، وتعلم كل ما أمكنه من علوم زمانه ، ولكنه بعد أن ادركه الكبر اعتقد أن كل ما أخذه من علم لا نفع له ، فندم على سنوات شبابه الذي أضاعها ولم يقضيها في متعته ، فظهر له الشيطان (مفستوفيليس) يقايض روحه وجسده على أن يمده بأربع وعشرين سنة وهو في شبابه ، اقتنع فاوست بما عرض عليه الشيطان فمضى في سبيل الشر فقتل وفسق ووقع في كل رذيلة أمكنه فعلها ، وفي هذه المسرحية عشق فاوست مارجريت ( وتُعرف أيضاً باسم جريتشن) ، وعندما عرض عليه الشيطان النساء رده رداً عنيفاً قائلاً بأنه لا يريد سوى مارجريت المرأة التي أحبها . في الخاتمة تبع جوته منهج ليسنج فعندما أتى الشيطان ليأخذ حقه من الاتفاق في النهاية أتاه صوتاً من السماء قائلاً ( لن تفلح فيما تريد) ويُكتب الخلاص لفاوست ومارجريت" .
إن من اهم اعمال غوته : ألام الشاب فيرتر 1774 ( رواية في شكل رسائل )، المتواطئون 1787 ( مسرحية هزلية ) ، غوتس فون برليشنجن ذو اليد الحديدية 1773( مسرحية ) ، بروميتيوس1774(قصائد) ، كلافيغو 1774(مسرحية مأساوية ) ، إيجمونت1775(مسرحية مأساوية ) ، شتيلا1776(مسرحية)، إفيغينا في تاورس 1779(مسرحية)، توركواتو تاسو1780(مسرحية) ، فاوست(ملحمة شعرية من جزأين) ، من حياتي.. الشعر والحقيقة 1811/1831(سيرة ذاتية ) ، الرحلة الإيطالية 1816(سيرة ذاتية عن رحلته في إيطاليا) ، المرثيات الرومانية 1788/1790(قصائد).
دمتم بخير.
المصادر :
*فاوست / جيته / ترجمة د.عبد الرحمن بدوي ، والناشر دار المدى ط1/ 1998 ، ط2/ 2007 / اعمال خالدة -3.
* فاوست / الرواية / تاليف جوته / ترجمة محمد عوض محمد / تقديم - طه حسين.
*الموسوعة الحرة
*منتديات

 

الدخول للتعليق

التجمع المندائي الثامن عشر


 
لاتفوتكم فرصة المشاركة في التجمع المندائي الثامن عشر هذا العام

مفاجئات وفعاليات الخاصة