طباعة هذه الصفحة
الأربعاء, 17 أيلول/سبتمبر 2014

لابد أن نعود

  حامد خيري الحيدر
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

ل سنعود يا فاروق
سنعود .. يوماً ما سنعود
رغم قروح قلوبنا
ودمع عيوننا
وآلام غربتنا وغدر الزمان الجحود
حتماً سنعود
أملاً كنا قد زرعنا هناك
غصن زيتون وسنابل خير وورود
خلفنا ذكريات تركنا
وطيبة ومحبة وعهود
وثراً عبقاً
ضم أجساد الجدود
لكل ذلك لابد أن نعود
لازال النخيل يرنو بشموخ لغارسيه
لازال الهور يحن لشجن عاشقيه
لازال الجبل يبتسم لدهشه ناظريه
لازال الفرات يتوق شوقاً لشاربيه
لازال خمر دجلة ينطر ليلى محتسيه
و تسألني لمن نعود؟
ليس هذا بعض من هذر
أو بطر من وحي الرقود
لكنها حتميات الوجود
علمتنا أيام (أوروك)
أن مسيرة الحياة
ليست بسنين تحسب أو عقود
بل بصبر و نضال و صمود
(كًلكًامش) هام البقاع
فلم يجد ألا في وطنه
معنى الخلود
أسأل كم قتل (الكًوتيون)*
من (ذوي الرؤوس السود)*
وكيف أباح (هولاكو) عرس بغداد
لحراب الجنود
لكن أرض السواد
ظلت كعهدها دوماً
صامدة صابرة
بوجه شياطين الرعود
من وحي هذ الصمود
حتماً لتلك الواحة سنعود
حتى وأن سرقت الدنيا أعمارنا
لابد لأرواحنا أن تهيم
حاملة آهاتنا
عائدة الى منبعها الودود
لابد أن نعود يوماً ... لابد أن نعود

*((الكوتيون)) قبائل بربرية أحتلت بلاد وادي الرافين عام 2230 ق.م ، عاثت فيها خرابا و فساداً لأكثر من قرن ، حتى قضى عليهم شعب سومر.
*((ذوي الرؤوس السود)) كناية سومرية لشعب وادي الرافدين.

الدخول للتعليق