طباعة هذه الصفحة
الثلاثاء, 29 أيلول/سبتمبر 2015

كلما يأتي الخريف ..

  شامل مهتًم
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

كلما يأتي الخريف ، وتبدأ أوراق الأشجار تتساقط من أغصانها لتذكرنا بنظام الطبيعة المرسوم .. مثلما تذكرنا بحياتنا وطبعة البشر الذين هم جزء لا يتجزأ من هذه الطبيعة و نظامها ودورتها الأزلية

كانت خاطرتي بعد أن قدمت دولة السويد منذ حوالي السبع عشرة عاما ، فكتبها في حينها وأنا أتطلع الى تلك الأشجار وهي تتخلى عن بعض أجزائها المرتبطة بها كلياً ، فتذكرت أمي ( أرواه نهويلا وشابق هطايي ل سمت بث سيمت ) وكان ذلك قبل وفاتها بأشهر معدودة فقط .
فالخاطرة هي ليست شعرا لاني لستُ بشاعر وإنما نثر الخواطر في حينها ومكانها .
ورغم اني نشرتها سابقاً ، إلاّ أني رغبت بنشرها مع كل خريف يأتي بعد أن يأخذ دورته السنوية ، وبذلك أثبت لنفسي أولاً أني لا زلت على قيد الحياة ، وثانياً : وكما قال " جورج إليوت "
الموتى ليسوا موتى بالنسبة لنا حتى ننساهم !

جاء الخريف .. فتساقطت أوراقها
وبكت أمي فراقي .. حتى جفت دموعها
عُذراً يا والدتي .. فالأقدار لها وقعها !
فهذه أقدارنا أخذتنا مُكرهين .. فرضخنا لها !
لسنا ، فقط من ضحاياها .. فالكثير قد اكتوى بها
ولكن ، سندع الخريف يمضي .. وبعدهُ شتاؤها
سنداوي جراحاً لم نكن .. وما كنّا أسبابها
فالحياة غَرْسٌ ذُقتِ .. وسنذوق من ثمارها
وهكذا ، سنمضي ، يوماً .. ومن بعدنا أجيالها !
فما الباقي فيها أخيراً .. سوى الحب والخير
ينشدان ...... لربيعها
23 / 10 / 1998 م
وأختتم هذه الخاطرة بما قالوا سابقاً :
أقدارنا كتبت علينا .. فمشيناها ..
ومن كتبت عليه .. مشاها !؟

 

السويد

الدخول للتعليق