طباعة هذه الصفحة
الخميس, 14 تموز/يوليو 2016

ما مرَ عيدٌ والعراقُ سعيدُ

  يحيى غازي الاميري
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

أنظرُ الى وجوهِ الناسِ والحزنُ يسكنُها
موشحةً بالوجعِ والسوادِ
وقلوبُها تطفحُ
ملبدةً بالهمومِ
تنشجُ بلوعةٍ زفراتِ بؤسِ حظِها
وتشتمُ كلَّ من حنثَ بالوعودِ
وخان العهودِ
يُزيدُ ألمَها شجنُ الروحِ
وأنينُ الفؤادِ
بعد أن هَجَرَ الجفونَ الرقادُ
وحلَ السهادُ
و
رحلَ الفرحُ وحطتْ
متواترة ًالنكباتُ و الويلاتُ على البلادِ

في كلِّ لحظةٍ
وفي كلِّ مدينةٍ شبحُ الموتِ
يطاردُ أهلَها
بفعلِ مجازرِ الأوْغادِ
بعد كلِّ مجزرةٍ يقفُ مُنتشياً
مجرمٌ وخلفه عن قربٍ وغدٌ وجلادُ
كنتُ أتابعُ بألمٍ من التلفازِ
أخباراً وتقاريرَ عن مآسي العراقِ
شاهدتُ
مشاهدَ فزعٍ ، أرتعدَ لهولِها مرعوباً خافقي
جموعٌ من الناسِ
تصرخُ وتستغيثُ بجنونٍ
وهي تتقافزُ وتركضُ
ذاتَ اليمينِ وذات الشِّمال
تلاحقُها أصواتُ الإنفجاراتِ
و ألسنةُ النيران وأعمدةُ الدُّخانِ
والأشلاءُ والأشياءُ
تتصاعدُ شظايا متطايرةً متناثرةً
بين فضاءِ المكانِ وكـبدِ السَّماءِ
مشاهدٌ
تُدمي القلوبَ، وتُنطقُ الحجر
فزعٌ لا مثيل له
ثلاثةُ رجالٍ يحاولون سحبَ إمرأةٍ من جوف سيارة
حوتها النيرانُ
وهي تحتضنُ طفلَها الرضيعَ
تستغيثُ بصراخٍ والنارُ تلتهمُ
ثيابهَا
فتحيلُها بلحظةٍ لكتلةٍ من نارٍ و رماد
أمٌ تصرخُ بهياجٍ شديد
وهي تلوحُ بيدٍ وتتضرعُ باخرى
فرشت عباءتها على قارعةِ الطَّريقِ ؛
لتجمع أشلاءَ ولديها بين الحُطامِ
وأُخرى تلطمُ رأسَها وهي
تُقبّلُ شلواً من الأشلاء
وشابٌ مضرج ٌ بالدماءِ
يحملُ نصف َ جسدِ ابيه وهو ينتحبُ
ويصرخُ هذا ( أبي)
وعلى جانبيه ثلاثةُ رؤوسٍ
تسبح بالدم المُراقِ في العراق
نحرتها شظايا الشيطان
صوتٌ نسائيٌّ ملتاعٌ يرددُ دون انقطاع
(يمه أوليداتنا)
لم أنمْ ليلتي
فقد اغرقتُ وسادتي بالدموعِ
في الصباحِ شاهدتُ
في كلِّ شارعٍ
الخيامَ ضُربتْ أوتادُها
ولافتاتٍ لا حصرَ لها ولا عـد
تنعى بمرارةٍ فلذاتِ الأكباد
وتلعن الفساد

الدخول للتعليق