طباعة هذه الصفحة
الجمعة, 25 آب/أغسطس 2017

شعلة الشهداء

  همام عبدالغني
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)


القصيدة التي ألقيتها في الذكرى الأولى لاستشهاد المثقف والمفكر التقدمي كامل شياع , على يد إحدى الميليشيات الإسلامية الحاكمة
.
بكَ نبتدي يا مُلهمَ الشعراءِ يا مصنعَ الأبطالِ والشهداءِ
بكَ نبتدي أبداً , فأوَّلُ ومضةٍ هتكتْ ستارَ الظلمِ و الظلماءِ
من فكرِكَ الوهاجِ جاءَ شعاعُها فجراً أضاءَ صرائفَ الفقراءِ
فرأوا بأمِّ العينِ , أيَّ خديعةٍ كانت تمثلُ دولةُ العملاءِ
ورأوا بأمِّ العينِ , كيف تقاسموا خيرَ البلادِ بحجَّةٍ عوراءِ
عجزتْ عن الرؤيا , لغيرِ جيوبها ومصالحِ الأسيادِ والأمراءِ
ورأوا بأمِّ العينِ , كيف تناهبوا خبزَ العبادِ وفرحةَ البسطاءِ
ورأوا بنورِكَ أنَّ كلَّ رذيلةٍ نبتتْ بليلِ الجهلِ والجهلاءِ
وبأنَّ كلَّ المُجرمينَ تلفَّعوا جنحَ الظلامِ , وغفلةَ الدهماءِ
لكنَّ فكرَكَ , وهو شمسُ حقيقةٍ بزغتْ تلوحُ بوجهها الوضَّاءِ
" فتكشفوا عرياً على أضوائها مثلَ اللصوصٍ بليلةٍ قمراءِ" 1-
****
ورثوا الخطيئةَ واقتدوا بدعاتِها عملاً , بأنَّ الفكرَ محضُ دهاءِ
وبأنَّ قتلَ الناذرينَ نفوسَهم للخيرِ , يُطفئُ حُزمةَ الأضواءِ
لكنَّ نورَ الشمسِ زادَ توهجاً حينَ استضافتْ شعلةَ الشهداءِ
****
يا " كاملَ " الأوصافِ , قيلَ بأنهم عادوا , وعدتَ إلى رُبى الزوراء
لكنَّهم عادوا لكي يستحصلوا ثمناً , وعدتَ بلهفةِ البنّاءِ
عادوا يغذونَ الجموعَ جهالةً ورجعتَ تحملُ مشعلَ العُلماءِ
شتانَ بينَ مُشيّدٍ بناءِ ومُهدِّمٍ مُتعطشٍ لدماءِ
حسبوا الكواتمَ حينَ تُطلقُ نارَها ستزيلُ فرقَ القَعرِ والعلياءِ
أو حينَ تُسكتُ قلبَ أيِّ مُفكِّرٍ سيجفُّ نبعُ الفكرِ والإيحاءِ
خسئوا, فهذا الفكرُ نبعُ عدالةٍ وتحضّرٍ وتمدنٍ وعطاءِ
يتسابقُ الأبطالُ حولَ ضفافِهِ يتناوبون بهمَّةٍ ووفاءِ
يتجددونَ تأَلقٌاً وتدفقاً ويفجِّرونَ منابعَ الإرواءِ

همْ ملحُ هذي الأرضِ , ما بقيتْ بقوا والأرضُ تستعصي على الأفناءِ
1- هذا البيت للجواهري الكبير من قصيدته " خلَّفتُ غاشيةَ الخنوعِ ورائي " التي ألقاها في حفل تأبين الشهيد عدنان المالكي رئيس أركان الجيش السوري , قبل الوحدة بين مصر وسوريا , وتمهيداً لها .

 

 

الدخول للتعليق