طباعة هذه الصفحة
الخميس, 18 نيسان/أبريل 2013

الشـــهيد

  ضياء تريكو
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 الصـَّمتُ أولى مِنْ قريـضٍ يفـــــــأدُ        ومِـنَ المَـنيّــــــةِ رهْـبـــةٌ تتوعّــدُ

كمْ ملَّ مَحْـلٌ في العــِــــــراقِ وأهلهِ        حتى بشــــــــــامٍ كـَحْـلهُ مُـتســوّدُ

وكـَرَهـْتُ مِنْ دنيــا تناقـضـَهـا، أبت       إلاّ بقـَسـْــــــرٍ للحِقــــاقِ تـعــــانِـدُ

ما أبخـَسَ الإيثـــارَ صوبَ ربيعــِها،        فمُـدجـَّــــجٌ بظـلامِـــــــــهِ، متلبِّـدُ

يبكي شـــَـــآمٌ شــَــــأمَهُ وجــــراحَهُ        ولعَـلـّها يَــومَ القيـامــــــةِ مـَوعـِدُ

وســـألتُ أهلي هلْ ضَــواكم نحْسـُها       أمْ أنَّ في تشــــريدِكم مـا يُحـسَـــدُ

ولكم ســـــقيناها دَمـَـــــاً، حُــــريّـةً،       ورفـــاتنا حينَ الظليمةِ شــــــــاهِدُ

فاضَ النـَّجيعُ على ثرى شــَــــهدائنا        ســــفاحـُهم دَهــــرٌ وأوغــــــادٌ يدُ

وعجـبتُ مِن مــوتٍ يلاحِــــــقُ آدماً        ومِـنَ الأنـــامِ كِرامَــــــها يتصـيَّـدُ

رَحـَـلَ الشـَّـــــهيدُ مخضـّباً بدمـــائهِ        وعـــــزاؤهُ حـُـــزنُ الثـريّا ترقـِـدُ

مُـترفـّعـــــاً يزهــو بلحـــــدٍ قـَدرُكم       والقـبرُ مِن طعـــمِ الكـَرامةِ يصفــِدُ

كلُّ الكــواكبِ عُـــتمةٌ، ونجـومِـــها،        والشمسُ غـَضبى والسُّها والفرقـَدُ

يصلي الدمــــوعَ لهيبُها مِن جـــمرةٍ       والعينُ مِن فرطِ اللظى هل تبردُ ؟

وتعدّدتْ أســـــبابُ مـوتِ عـِــزازِنا،      فمُعـــــذَّبٌ ومـُكـبَّـلٌ ومـُشـــــــــرَّدُ

ريعــــانُ عــزٍّ في شــــبابٍ وأدُهــا        يبكي المســيحُ نـُضارَها، ومُحـمَّـدُ

وهمســتُ في أذنِ الشــهيدِ مُـعَـــللاً،      القتلُ واحـِــــدهم وربُّـكَ أوحـَــــــدُ

فانهـضْ بفخــــــــرٍ أنتَ آهلهُ، ودعْ       أمســــاً بمــاضٍ شــأنهم، لكـُمُ الغـَدُ

ومعــــافـياً قـُمْ لســــتَ تـَفدي غمَّهم       طـُوبى لمَـنْ أكـفــــــــــــانـُهُ تتمرّدُ

ولـَكـَمْ أناحـَت أمُّـكـُم غـَورَ الأسـَــا،       إن تلحــدوا فعَـذابُـهــــــــا لا يُلحـدُ

الدخول للتعليق