في ذكرى الباحثة الكبيرة ناجية غافل
لم تكن القربى من بين ما قرب تريكو صكر وناجية غافل، والقريب منهما يدرك، وبحق، أن المجــد، العطـــاء، الألق، التواضــــع، نكران الذات، الأدب الإنكليزي والخــلود في ذمة التاريخ، هي ما يجمعهما
وأخيراً القــَــدَر ....وبضعة أمتار بين لحديهمـا... ولسان حالي يخاطب ناجية غافل ويقول
إلى ناجيّة المرّاني
ثَقــُلَ الثرى، هذا الثرى عَجَبُ والمجـْـــدُ مِنْ مُـرّانِنـا ذهَــبُ
ومِنَ الثريــــــــــــــا آفـلٌ درراً هذي التي تشــــتاقـُها الرُّتـبُ
إني أتيتكِ باســــطاً لســَــــــني ومَعـَـــاذري بيـنَ الربّى أدبُ
فلئِنْ مسَـسْـتُ مديـــــــحَ امرأةٍ جـاوزتُ قــدري حينَ أقـتربُ
ولئنْ وصفتُ خصـــالها فبدتْ وطـْبَاءَ ضوءٍ في السَّما تضِبُ
هيَ صفوةٌ بين النســـــــاءِ أبَتْ إلاّ بضـفـْـــــوٍ رائـــــعٍ تَهـِبُ
بحــثٌ وعِــــلمٌ والصــوى أدبٌ ومِنَ البسـاطةِ ريعــــُها عَذِبُ
فاحتْ بنفحةِ ضـوعِــــها ألقــــاً طوبى لقــومٍ إن دنا نسَــــــبُ
والقـَــــــدُّ أبهى في عـَزازتهــــا ما همَّها، حتّى الردى، نشـَبُ
قدْ جاورتْ في القـَـدْرِ مـُجـترئاً واللونُ في سـِـيماهما شــَـهَـبُ
لا تحســـــــبي قولي مـُجــامـلةً والعـــــينُ لا ترنو لها الهَدَبُ
يبكي خشـــوعَ وداعِـكِ الحـَزَنُ ولفقـدِكِ الأطيــــــــارُ تنتحبُ
فاسقي الثرى مِن ضَفوِ مِجْـدَلِكم وليشـــهدِ التاريــــخُ والكـُتبُ
ضيـاء تريـكو صـكر
معــــاني الكلمـــــات
والمُرّانُ، بالضم : الرماح الصُّلْبة اللَّدْنةُ، واحدتُها مُرَّانة
آفلٌ : يقال للحامل آفِل
والمُجْتَرِئُ: الأَسَدُ
الشَّهَبُ والشُّهْبةُ: لَونُ بَياضٍ
والمِجْدَل القَصْر المُشْرِف لوَثَاقَة بنائه