أستيقظ مفزوعاً ليجد قطرات العرق قد ملأت وجهه وجبينه حتى شعر بأختناق من شدة ألخوف والهلع,كابوس بارد كالسقيع سرق دفء دمه.نهض ببطء يترنح ويرتجف حاول بكل جهد أن يترك ألمكان ألذي عاش فيه أحداث الحلم المرعب,أنها ألمرة ألثالثة التي يشاهد فيها ( روحاً ) بين ألرمال تصرخ بكل قوة وتطلب ألنجدة
رامز الرجل القوي وقاهر الصعاب, بلغ سن الاربعين ولا يزال يتمتع بعنفوان الشباب حيث رسم الخالق خطوطه الجميلة على وجهه, الناجي الوحيد من حادث سقوط الطائرة في وسط المحيط ويرجح سبب نجاته لقوة جسمه ولياقته البدنية ووجود باخرة عملاقة في نفس مكان غرق الطائرة.لا يزال يعيش ماسأة موت الركاب داخل الطائرة في وسط المحيط التي بلعتها المياه العميقة مما اصبح عاجزا عن انقاذ ولو ....هذا ما يردده ويبكي ألماً وحسرةً عاى الجميع. لقد مرت ثلاث سنوات على الحادثة المشؤومة,وبالكاد بدأ يستفيق من الكوابيس المزعجة ويخرج من المصح النفسي ويمارس حياته الطبيعية بشكل منتظم. قال الاطباء انها اعجوبة الزمان واغرب مفاجأة حدثت في القرن المنصرم. الشي الذي امده بالقوة واعطاه اكسير الحياة وساعده على الشفاء بسرعة,حب دق باب قلبه ليفتح ستارة مسرح تروي قصة عشق سلبت ارادته وسكنت ديار روحه حتى بات اسيرا لغرام مسؤولته فهي جميلة الطلعة . اليوم جميل جدا والشمس تنشر اشعتها لتضيف السعادة والسرور في نفوس البشر,انها ايام الربيع ,واليوم هو عيد ميلاد رامز. قررت ميادة ان تشتري هدية مناسبة لعيد ميلاده لانها تحبه.هي غير متأكدة من مشاعرها وهناك خوف من شئ مجهول. لكن توجد مؤشرات في الافق تنبأ عن ولادةِ حب بين رامز وميادة.عمل رامز في سلك التحقيقات الجنائية وكان سبب وجوده في رحلة الطائرة المنكوبة هو اشتراكه مع لجنة مؤلفة من ثلاثة اشخاص مرسلة من قبل قسم التحقيقات الجنائية للتحقيق في قضية اختلاس مبالغ كبيرة من البنك الوطني عن طريق عصابة للتزوير قبض عليهم البوليس الدولي. قالت ميادة وهي تشيرُ بيدها الى صاحب محل بيع الهدايا بانها ستشتري المزهرية وورودها الزجاجية الملونة لانها تبعث الامل والتفاؤل. اشترك الكادر الطبي باحتفالية عيد ميلاد رامز وبنفس الوقت مغادرته اروقة المصح النفسي بعد ان تماثل الى الشفاء وعودته الى عمله في قسم التحقيقات الجنائية تكريما له ولبطولته في النجاة. لقد اصبح مشهورا لكثرة ما تناقلته وسائل الاعلام والصحافة وقنواة الشاشة الفضية. بين يديه الهدية التي اشترتها ميادة ما اروعها وما اجملها انه اختيار يفوق التصور ومعها كلمات فيها الاعجاب وعبارات تميل الى دفء الحب.انه الان في طريقه الى استلام مفاتيح شقته الجديدة وقبل خروجه من المصح استلم ظرفا فيه مبلغا من المال كبداية لمشوار حياته القادمة. النجدة..النجدة..كلمات تدور في فلك تفكيره روح مدفونة في الرمال تطلب منه المساعدة..لماذا هذا الكابوس ولماذا في هذا الوقت بالذات حاول جاهدا الابتعاد عن المؤثرات الجديدة وربما انها ركام من الماضي السحيق. وضع الزهرية الجميلة في زاوية غرفة الاستقبال حتى لا تبتعد عن نظره واتجه الى النافذة محاولا فتحها واذا بضربة هواء قوية تدخل عنوة من النافذة مسببة تيارا سريعا لتسقط الزهرية من مكانها وتتحول الى قطع زجاجية متناثرة في ارجاء الغرفة. وقف مشدوها مرتبكا يتنفس بسرعة وقلبه يدق بقوة يندب حظه العاثر لهذه الصدفة العجيبة.فكر سريعا كيف يعالج الموقف حتى اهتدى اخيرا الى ان يذهب الى نفس المكان ويشتري هدية مشابهة وينقذ نفسه من هذه الورطة. جلب فرشاة لتنظيف المكان حتى وقع نظرة خلسة على قصاصة ورق قفزت من بين الزجاج المنتشر على الارضية. ترى ما هذه الورقة الملفوفة ومن اين جاءت؟ تفحص اللفافة حتى صرخ بكل ما يملك من قوة ثم تهاوى من شدة الالم على الاريكة.وجه بين الرمال تحت الجبال كانها روح مدفونة تطلب النجدة ويا لها من صدفة عجيبة ان يتطابق الحلم الذي يراوده على شكل كابوس مع الصورة داخل اللفافة.انها رسالة موجهة اليه ربما ساقته الاحداث حتى ينقذ انسان من الموت او التهلكة ليرتاح ضميره ويهدأ باله وتفكيره من شدة ما مرت به من معاناة. رتب امر الزهرية ووضعت واحدة مشابهة تماما في زاوية الغرفة. بحث في سجلات قسم التحقيقات عن جرائم الخطف والقتل المجهول وحدق في صور اصحاب الحوادث لكنه للاسف الشديد لم يهتدِ الى شئ مما اصابه اليأس, وهو في دوامة العمل ,رن جواله ليسمع صوت اجمل كائن حي صادفه في حياته,حتى شعر بحرارة مشاعره وقوة شوقه وسعادة قلبه,,ميادة الملاك الطاهر والصوت الدافئ والقلب الحنون...ما بالك مشغول وتفكر كثيرا هل هناك خطب ما؟ قالت ميادة, حتى انفجر باكيا يشرح لها ما يعاني من كابوس اقلق منامه وأتعب تفكيره.وضع قصاصة الورق امامها وسرد لها حكاية الكابوس الملازم لحياته الجديدة. قالت له منذ متى يراودك هذا الحلم وهل وجدت القصاصة في الزهرية؟ اومأ براسه وتنهد قليلا واجاب بنعم,نهضت وطلبت منه مرافقتها الى مكان معين. دخلا سوية الى محل بيع الهدايا وبعد برهة سألت البائع عن مصدر الزهريات؟ الصين. قالت ميادة هل تعرف من انا ومن هي عائلتي؟ انا أبنة المليونير الدرزي صاحب اكب شركات استيراد السيارات في العالم ولا نعرف سبب اختفاءه منذ ثلاث سنوات. كانت معه مبالغ كبيرة ويرجح بانه استقل الطائرة التي كنت انت فيها وبما انه لا يوجد احد ناجي غيرك؟؟؟ذرفت الدموع وتملكها الحزن..ولكن المفاجأة ان الصورة تشبه الى حد بعيد صورة والدي ما هو الربط ولماذا هذا الانذار وكيف التقينا؟ هناك خطأ كبير في تسلسل الاحداث ترى ماذا تخبأ لنا الاقدار؟ اول سؤال طرق باب تفكيره هل اطلعت على سجل اسماء الركاب بمعنى اصح هل استقل والدك الطيارة المنكوبة وباى مقعد؟ قالت نعم والرقم 25. نظر رامز بطريقة غريبة الى ميادة وفيها حالة تعجب قائلا ترى كيف اتفق ان نجلس انا ووالدك على نفس المقعد! انه رقمي 25 اريد صورة لوالدك قبل سفره! قال لها بعد ان رأى صورة والدها الاخيرة قبل السفر لقد تذكرت لقد جاءت المضيفة وطلبت من والدك ان يرافقها ولم يعد وكان رقم مقعده 25أ وهو بجانبي 25 ب انه لم يعد حلقت الطائرة بدونه! والدك مخطوف لذلك يطلب النجدة,قفزت ميادة بين احضانه وقد انهالت عليه القبل كالمطر وشعرت بالفرحة وهنا استقر رأسها عاى كتفه بحنان واعجاب. انه خبر فيه الامل شكرا لك يا رامز. اجتمع قسم التحقيقات الجنائية وقد وضع رامز كل ما يملك من ذكاء وتفسير امام اللجنة التي ابدت اعجابها بما يتمتع به من دهاء. قال رامز خلال سبعة ايام ستلتقين بوالدك! واختفى رامز بعدها وبقت ميادة في ذهول لا تعرف شيئا انها في دوامة كبيرة ارهقت تفكيرها المترقب الى الحدث الرائع. مرت سبعة ايام واقبل الليل ولم تبقَ سوى ساعة واحدة للعبور..وقفت ميادة امام النافذة وهي تقبل عتمة الليل وتنظر الى النجوم وهي تتلألأ مع قطرات الدموع رن جرس التلفون ,اليدان ترتعشان من خوف وارباك وقلق حتى صرخت رامز لتسقط من شدة هول ما سمعت غير متأكدة من صوت والدها في الجانب الاخر. وقف الجميع في ذهول ,ينظرون الى الدرزي بكامل هيئته ولكنه ضعيف وهزيل انه شئ اغرب من الخيال كيف نجحت يا رامز انت فوق مستوى البشر انك ملاك ايها الرائع؟ ضحك رامز وقال لها ان الله فوق الجميع وانا واسطة فقط للانقاذ. قال لها لانها تسأل وتريد معرفة كل شئ! عند ذهابنا الى محل الهدايا وقد عرفنا مصدر الزهرية من الصين,عرفت بأن القصاصة قد تسربت من هناك اي بفعل فاعل. وضعنا الصورة وحسب الترجمة وصلنا الى ما يلي._ الجبال هي جبال التبت في الصين ووالدك مسجون في مغارة تحت الجبل الثاني لان الشمس لا تشرق من الغرب وهذه الدلالة اي الشمس هي دائرة لمعرفة المكان وقد رسم والدك صورته تحت الارض اي في مغارة على شكل سجن. اتصلت الشرطة مع السلطات الصينية شارحة لهم ما توصلنا اليه من معلومات وقد غارت قوة من الشرطة والجيش لمداهمة المكان لتجد مجموعة كبيرة من رجال الاعمال واصحاب الاموال تحت رحمتهم. لقد خطف والدك من المطار وقد استقل طائرة متوجهة الى

الصين ولو بقى على متن الطائرة المنكوبة لكان الان في عداد الاموات.قالت ميادة لماذا اتصلت بك السماء لماذا انت بالذات؟ قال لها رامز لقد فزت بالنجاة لكي انقذ والدك من الموت واتعرف عليك ونتزوج