• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
الأحد, 12 نيسان/أبريل 2020

شوقٌ في زمن (الكورونا)... قصة قصیرة

  جمال حكمت عبید
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

لا أحد كان یتوقع، أن یجد غالبیة محلات مدینتھ ومقاھیھا قد أغلقت أبوابھا، وأرصفة شوارعھا
خلت من المارة، أو من أي عابر سبیل كان یتحف الناس بصوتھ او بمعزوفتھ، طیور المدینة
أصبحت تأخذ ساحتھا الكبیرة طولاً وعرضاً دون أن تجد من یدلّلھا بفتات الخبز، والأصعب من ھذا
أن یجد الفرد نفسھ فجأة حبیساً بین حیطان البیت، یدیر عملھ منھ، وإن كان بلا عمل فالكارثة أكبر،
كل ھذا وأكثر جاء بسبب فایروس (كورونا) اللعین الذي حلّ على البشریة ضیفاً ثقیلاً غیر مرغوب
بھ... قصة ظھوره في الكون اختلف المنظرون علیھا، منھم من قال: إن الطبیعة توازن نفسھا،
ومنھم من قال: بسبب الإھمال، أو أكل طعام غیر معتاد ، ومنھم من اكتفى بنظریة المؤامرة.
لم یكن مھتماً بطریقة ظھوره وأسبابھا، بقدر ما كان مشتاقاً لرؤیة وجھ من أحبھا، بعد أن فرضت
السلطات حظر التجوال، ونصح الأطباء الناس بالبقاء في بیوتھم، وھذا أسلم الحلول في نظرھم؛
لكي لا تحدث الملامسة، وتنتقل العدوى بینھم، فینتشر ھذا الوباء . حقاً إنھ زمن الموت الذي لم
یكن بالحسبان، في الحرب أحیاناً تعرف عدوك وتستطیع أن تنقذ نفسك بغالب الأحیان، أما ھذا
الوباء فعدواه سریعة الانتقال بین البشر، ویمیت من یصیبھ بعد أیام، حزینة أیامنا ھذه دون لقاء .
لم یستطع إخفاء اشتیاقھ لھا، كان یتوسل أن یصل إلیھا، یتحایل لرؤیتھا، وھذا أكثر الأخطار علیھ،
وعلیھا، إن خرج من البیت، والتقاھا.
أخذت الحیاة تضیق بھ ذرعا، بات یبحث عن شيء یفرحھ ویجلب لحظات السعادة إلیھ، إذ لم تفارقھ
صورتھا، ضحكتھا البریئة، وابتسامتھا التي كان یجد فیھا ربیع أیامھ؛ وسرُّ محبتھ لھا أنھا كانت
كلما ابتسمت أو ضحكت لھ، یضمّھا في الحال إلى صدره، لا یتركھا إلا وقد أودعَ قبلة على خدھا،
لم تطلب منھ شیئا یضنیھ، ولم تقل لھ شیئاً ذا كدر، جعلت أیامھ أملاً بعد خریف مملّ، وأصبحت
سلوتھ عند شتاء بارد، وأمیرة أیامھ وربیعھا الدائم.
- لا... لا... بصوت عالٍ صاح، وأردف: الوضع لا یطاق ما الذي أبعدك عنّا، ما أصعب الاشتیاق؟،
حمل ھاتفھ دون تردد أو مواراة...
- ألو: - أھلا: كیف حالكم؟ - الحمد .. ھل ھي صاحیة؟
- نعم - أرجوك اذھب إلیھا، وافتح الكامیرا معھا الآن، فقد ضاق صدري ولم أعد أحتمل عدم
رؤیتھا.
- لحظة:
وإذا بوجھھا یملا شاشة الھاتف... تنظر إلیھما بعین حائرة، كأنھا لا تعرفھما، ترید أن تتذكر من
یكونا.
لقد فرحا فرحاً عظیماً برؤیتھا، وأخذا یلوحان لھا بیدیھما، ینادیان علیھا : ھلو (نینیا) أنا جدو...
وأنا جدتك...
تسمرت في مكانھا، وأخذت تجول بعینیھا نحوھما.. كادت أن تبكي من فراقھما، أو من استغرابھا
لوجھیھما، فھي حبیسة البیت أیضاً، ولما عرفَتھما، أخذت تھزّ جسدھا فرحا، وتطلق أصوات
سعادتھا، وحین ابتسمت عادت البسمة والفرحة لھما، یحدثانھا وھي ترقص على نغمات صوتیھما،
وبینما ھي تضحك، بان سنھا اللبني الوحید، كأنھ حبة قمح في فمھا، وغدا مفاجأة لھما، لقد كبرت
حفیدتنا بعد شھر من غیابنا عنھا.
لَعَنا (كورونا) بما فعلتھ من فراق جبري، سارقةً أجمل لحظات العمر مع الأحفاد. ھكذا تعلمنا
الأیام... قد یأتي الربیع ویذھب دون أن نشعر بجمال أزھاره . صبرا جمیلاً، عسى أن تزول ھذه
المحنة، وتعود إشراقة الأیام .
حمى الله البشریة جمعاء من قادم الأیام.
******************************************

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014