طباعة هذه الصفحة
الأحد, 23 آب/أغسطس 2020

سیمبا

  صلاح جبار عوفي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 

رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا )، نحو الباب الرئیس، بعد أن

لمَحنَ، من خلالِ نوافذِ الصالة، أباھنَّ الحبیب "وسام" .. وسام، أبٌ عراقي مھاجر لمملكة السوید،

منذ ربع قرن.. رَحَّبنَ بھ، وفَرِحنَ بھدایاه الیومیة المعتادة، وقد فُوجئنَ بمَن یرافقه! فسبقَ الوالدُ

إستفسارَھنَّ، وقدَّمَ لَھنَّ الصغیر " سیمبا "، وأوضح لھنَّ، لماذا "سیمبا" سیعیش مع العائلةِ،

كأحدِ أفرادِھا، وأوصاھنَّ برعایتھ والاھتمام به.

مرَّت الأیام، وتلتھا الأشھر .. وفي یوم ربیعي من أیام السوید، إنتبَھت، الفتیات الثلاث، أنَّ دموعاً

غیر إعتیادیة، تنزل من عَینَيْ "سیمبا"..! أتبكي یا سیمبا..؟! كان سؤال الفتیات..! فھزَّ رأسه

یمیناً ویسارا، بمعنى لا..! فأخبَرنَ والدَھنَّ بالأمر !.. وبمكالمة ھاتفیة، حدَّد الطبیب الخاص، موعداً

لفحص "سیمبا".. ذلك الفحص، الذي إنتھى بمداخلة جراحیة، لمعالجة خلل في القناتین

الدمعیتین.. دفع "وسام الأب" رسماً مالیاً بسیطاً، من خلال الھویة الرسمیة ل "سیمبا"، لتتحمل

" دائرة التأمین البیطري " ، تكاليف إجراء المداخلة الجراحية، التي إكتملت بنجاح، لیعود

"سیمبا" ذلك الكلب الوفي الجمیل، ذو العینین العسلیتین والفروة الجوزیة اللون، المطعَّمة بخصلٍ

من الشَعر الذھبي، لدار مالكھِ وسام.. ومنذ اللحظة الأولى، لعودته للدار، التي حفظ كل زوایاھا،

وحتى ملامح أھلھا، عاد " سیمبا" من جدید، یلعب ویمازح ویرقص مع صدیقاتھ الفتیات الثلاث.

فھنیئاً لكَ یا "سیمبا".. وھنیئاً للشعوب الواعیة، التي تصنع أنظمتھا الراقیة، وتكتب دساتیرھا،

بما یُضمن، لیس حقوق الانسان، فحسب، إنما، حتى حقوقكَ أنتَ یا "سیمبا"، وحقوق فصیلتكَ

الوفیَّة، المُصنَّفة على المملكة الحيوانية، لا مملكة الانسان ..!ا

~~~~~~~~~~~~~~~

 

الدخول للتعليق