• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
الأربعاء, 17 نيسان/أبريل 2013

حي التنك

  فارس السليم
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس الناس داخل بيوتهم تصول وتجول تحت رداءة الطقس السيء.تضرب بين الحين والاخر,يشع المكان بالضياء القوي حتى يرى الناظر مدينة أشباح وليست مأوى للبشر.الرياح بدأت تشتد اكثر فأكثر والغيوم تتفاقم وتميل إلى اللون الداكن ,خيم الظلام الدامس حتى بدأت ألحالة تنذر بألشؤم ,وما زاد الطين بلةً أنقطاع التيار الكهربائي حتى أكتملت مسببات إشاعة الفوضى في ألتنقل وألحركة. الحي قديم جداً وألطريق بين المباني ضيق ولا يسمح بمرور اكثر من شخص واحد. النوافذ عالية في تصميمها والازقة في هذا الحي متشعبة وطويلة. في وسط الطريق الذي يشق الحي توجد ساقية لمرور المياه الاسنة والفضلات ومياه ألامطار وفي هذه الحالة الممطرة تعلى مناسيب المياه لتغمر المكان بالفيضان حتى يبلغ النوافذ ويدخل إلى البيوت عن طريق الابواب الخشبية البالية المهترئة.

حي التنك ألاسم الذي أُطلق على المكان.من بين ركام ألانقاض وهوس الظلام وقساوة ألطقس وشدة البرد ألقارص وصوت خرير ألمياه الجارية في وسط الحي..سمع ألجميع صرخة صوت إمراة ,فساد المكان نوع من الرعب والخوف من المجهول. جاءت الصرخة الثانية حتى عرف الجميع أنها أم غائب.إمراة تعدت سن الخمسين تعمل قابلة مأذونة قصيرة ألقامة تميل إلى اللون ألاسمر محبوبة من اهل الحي لرقة أخلاقها وطيبة قلبها. زوجها أبو غائب مريض وهو طاعن في السن وعقيم.ليس لديهم أية ذرية وتمنى ألزوج أن يرزقه الباري بطفل يحمل أسمه ويفرح به,ولكن للاسف لم يحقق مراده وبقى محروم من الخلفة. والعجيب في ألامر ان زوجته تعمل في مجال الولادة ولكنها لم تتجرأ اخذ طفل من أحد رغم الفرص التي أتيحت لها.مأساة كبيرة لعائلة بيت أبو غائب في وسط هذه الملابسات التي أجتمعت في وقت واحد.كيف ستحصل على المساعدة ومن يكلف نفسه للخروج في هذا الطقس الرديء.سكان حي التنك من المتجاوزين على أراضي الدولة ساقتهم ظروف الحياة الصعبة وغلاء السكن وفقر الحال أن يبنوا هذا الحي لكي يعيشوا تحت رحمة وبؤس الظروف القاسية.
جميع المباني تفتقر إلى الصيانة ,وجاء البناء على شكل عشوائي مؤلم وأستطاع نفر من الساكنين أن يجهزوا الحي بالماء والكهرباء مقابل اجور شهرية متفق عليها.بنيت السقوف من جذوع النخيل أما الحيطان والابواب فقد بنيت من الصفائح والطين والجص وبعض من الاسمنت.ولزيادة الحماية من الامطار والبرد فقد غطى الاهالي سقوف بيوتهم بمادة البلاستك الحراري لدرء مياه الامطار وشدة البرودة.هذه المرة تصاعدت وتيرة الخطر بسبب شدة المطر الهاطل وسرعة الرياح أنه الموت لا محالة.يعتبر حي التنك من افقر المناطق السكنية المعدمة ولكنه بعيد عن متناول سلطة ألدولة,حيث لا يأبه له أي مسؤول.

أنه بعيد عن حسابات الحكومة وغير خاضع لمراهنات السياسيين المتبجحين وأصحاب النفوذ. قبل شهر من ألان تعرضت شاحنة نقل الاموال المتجهة من البنك الرئيسي إلى السطو المسلح وأختفت ألاموال وكأنها فص ملح وذاب.مئة مليون دولار هذا ما صرحت به وكالة ألانباء,خصصت الدولة مكافأة كبيرة لمن يعرف او رأى أو سمع شيئاً بخصوص ألسرقة.عندما عرف اهالي حي التنك بفقدان الاموال تحت ذريعة السطو المسلح خرجت الجموع تطالب الدولة بتحسين احوالهم والنظر بعين العطف إلى اولادهم وعوائلهم.كالعادة لا مجيب وأهمال للطلبات. حدثت جلبة قوية وسمع سكان الحي طبة حتى تبين سقوط أحد المباني وجرف الماء لمحتويات المبنى مع السيل الجارف ليبقى سكانه في العراء وتحت رحمة المطر وشدة البرد القارص. تعالت الصرخات وطلب النجدة وزاد النحيب والبكاء,ولكن لا مجيب.الكل يشعر بالرعب والخوف من الموت.الفقراء يرفعون ألايدي متضرعين إلى طلب الرحمة والتوبة من غضب الرب.

ألله يغضب فقط على الفقراء فهم كبش الفداء,لا كهرباء ولا ماء ولا غذاء,لا سقف ولا رداء الجميع في العراء.بين الصراخ وسقوط الابنية بالتوالي وبدون تخطيط خرجت العوائل متحدية هذه الموجة الخطرة لأنقاذ أولادهم والابتعاد عن مركز الخطر الماحق. وقف الرجال في الطرق الضيقة تساعدهم النساء لسد الفتحات الجارفة حتى يتسنى إنتشال اكبر عدد ممكن من الاطفال والمرضى وكبار السن.لقد نجحت المحاولات وخرج عدد كبير من حي التنك. استمرت محاولات الانقاذ وقد شملت أم غائب,حمل الشباب والرجال رفاة ابي غائب,بين عويل زوجته وبكائها وصراخها حتى بلغت الناجيين من الغرق والموت خارج الحي.الناجون يرجفون من شدة البرد. وقد حدث ما كان بالحسبان فقد تهدم حي التنك وجرفت المياه ألانقاض والجميع شاهد على هجمان بيوتهم التي افتقرت إلى ابسط وسائل الحماية..وفجأة نظرت الحشود إلى شيء سلب العقل وزغلل العيون واثار حالة جنونية عند ألاهالي بعدها تعالت الصيحات الهستيرية وبدأ الهجوم على السيل الجارف والكل لا يصدق ما يرى!!! دولارات بالملايين تطفو وتسير مع السيل.
نسى الفقراء وحشة وقساوة الطقس والخوف من الموت وضربات الصواعق وأرتفعت درجات الحرارة في ألاجسام.نال الناجون رزم المبالغ واختفى الجميع بلمح البصر. اختفى حي التنك من خارطة التجاوز واختفت العوائل القاطنة.أكتشفت دوائر الدولة ألامنية عن وجود مخطوطات وأدلة لمسؤولين في الدولة سكنوا في حي التنك وتحت أسماء وهمية وأشخاص ليس لهم وجود.
مصائب قوم عند قوم فوائد

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014