• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
الأربعاء, 29 أيار 2013

الفرحة التي ....

  فاروق عبدالجبار عبد الإمام
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

شعورٌ عارمٌ  بالغبطة والسعادة ، طيرٌ محلّقٌ بلا أجنحة  ،الفضاءُ الرَّحبُ لا يسعه ؛ فالفرحةُ تغمرُ كيانَه ، حتى لا تكاد قدماه تطأ الأرضَ من شدةِ السعادةِ التي تسربله ؛ وهو يقرأ إسمه بين أسماء الناجحين ،ليس هذا فحسب بل ولقد  كان  مجموع درجاته عاليا  ؛  ومعدله أكثر من سبعٍ وتسعين  بسبعة ِأعشار الدرجة ؛ وهذا ما يمنحـه الفرصة  لدخول أي كلية عالية المستوى ، كالكليّة  الطبيّة  أو أحدى كليات الهندسة المرموقة ، معـدلٌ سيؤهله للبدء بحياة جديدة أسمها الحياة الجامعية  ؛ حيثُ الفتياتُ الجميلات  ،اللواتي كثيراً ما سَمِع عنهن من أخيه الأكبر ، كيف يكنَّ ، وكيف يتعرّفـن على (زملائهن )  وكيف يتعرف الزملاءُ بهن  !     نعم لقد كدَّ وتعب من أجل هذا اللحظة الموعودة والتي طالما حلم بها ، نعم لقد وفّي نذراً  ، وعهداً قطعه على نفسه أن يكون نجاحه ليس نجاحاً عادياً؛ بل متميزاً ؛ ليشار إليه بالبنان وليقال عنه : الأول على مدرسته ، أو الأول على  مدارس الرصافة أو على بغداد مثلاً أو حتى العراق ؛ فطالما سيكون من الأوائل في بغداد ؛ فمن الضروري  أنه سيكون من  الأوائل على العراق للعام 2001 ؛ وهاهو يعلم اليوم  ، إنه الأول على تربية الرصافة ، بمعدّل سبعٍ وتسعين درجةً وسبعةِ أعشارِ الدرجة  !

 لقد كان يحلم  ومنذ دخوله القسم العلمي ؛ بأن يكون طبيبـــاً ؛ فلقد زهد في أن يكون إداريـاً أو  محامياً بل صيدلانياً  أو مهندســاً ؛ فعائلته الكبيرة والصغيرة تكاد تغصُّ بالمهندسين من كافةالإختصاصات الهندسية ، إعتباراً من الهندسة المعمارية ، والكيمياوية ، والمدنية والإنشاءآت ، والنفط ، وآخرها هندسة الطرق والجسور ، وتذكّـر عمته ؛ فلقد كانت مهندسة ري وبزل ، ولن يكون صيدلانيا ً ؛ لأن الصيدلة ستعني أن يجلس وراء منضدة عالية  ، ووراءه عشرات الأغلفة التي بداخلها أنواعٌ متعددة من الأدوية ذات الروائح النفّاذة والتي تُثير عنده الحساسية ، أو يدور من رفٍ لآخر ليوفّـر الدواء لمن جاء يطلبه ، بل وسيكون كعطارٍ في سوق الشورجة  لكنه إستدرك و قال في سره ( مع الإعتذار للصيادلة فلولاهم لهلك البعض ) ؛  لذا فهو قد فكّـــر : سيكون من الأجدر و الأنسب له وللعائلة أن يكون طبيباً  ؛ السبب  بسيط ٌ جــــداً ؛ لأن ليس في العائلة من كان يحمل لقب {طبيب – دكتور}   ولا يريد أن يكون إقتصادياً خريج إدارة وإقتصاد ؛ فهذه إختصاصات إنسانية وهو فرع علمي ، ولا يريد أن يكون محاميـا ؛ لما يحمله المحامي من مراوغة وإخفاء لبعض الحقائق من أجل تبرئة موكله ؛ حتى وإن كان قاتلاً مع سبق الإصرار والترصد ، وهذا أيضاً لخريجي الدراسة الأدبية  !

أريدُ أن أكون طبيبـــــاً بشريا   ! ردد ذلك مع نفسهِ  وسرح بخياله ،  ياله من شعورٍ طاغٍ بالزهو والغبطة وهو في أعلى درجة  من درجات  نشوة النجاح ،  وتصّور نفسه كيف سيكون وضعه  ، عندما يضع السماعة - والتي ستكون شعاره في الطب  - وهو يضعها  في إذنيه ويستمع إلى دقات قلب أول مريض يفحصه .... لا لا سيكون هو أولُ من يجرّب السماعة ؛ عندما يفحصها بعدةِ  نقراتٍ من إصبعه ، بعدهـا يضعها على جنبه الأيسر ليستمع إلى ضربات قلبه المتسارعة  ،  ثمَّ  يمد يده اليسرى ليجسَّ النّبضات  المتسارعة و التي يكاد شريانهُا ينفجرُ تحتَ ضغط إبهام يده اليمنى  ؛ يتأكد  بعدها أن كلَّ شيءٍ سيكون على مايرام . ؛  أنها  الآن صالحة لإستبقال مرضاه ، وبالتأكيد ستكون اُنثى ؛ فهن رقيقاتٌ ، سريعاتُ العطب  ، ولأقل وعكة صحيّـة  يذهبن للطبيب !

  لطالما حلم أن يكون قريباً من النساء ؛ لا حبـــاً بهن فحسب ؛  و لأنهن دائمات التعطّــر وقلما تجد إحداهن وهي تسير بلا عطرٍ فواح  ، أوبلا  زينةٍ كاملة ، أصابع ملونة البنان ، وألاظافر تزهو بأجمل الألوان ، تسريحات الشعر وهو يتماوج كشلال ( كَـلي علي بك )  ما أجمله من شلال ومن شعور بالشعر وهو ينسدل  على أكتافهن التي تكاد تنكسر من رقتها كحرير ناعمٍ ، ياللروعة وياللجمال أنه حقاً ما يتمناه المرءُ وما يرغب فيه  .  لا يعرف كيف تسلل له الشعور بأن الرجال أكثر عرضه من النساء للإصابة بمختلف الأمراض أو إصابات العمل   ؛ فهو والحالة هذه سيكون مضطراً لفحص الرجال مع ما يفوح من أجسادهم من  رائحة العرق والتي تجعله يشعر بالغثيان عندما يمرق أحدهم من جانبه ، وفكّـر هذا لايهم طالما أن النقود التي سيجنيها ستكون كافية لإكمال دراسته  ، دراسته !  نعم سيُكمل الدراسة التي تؤهله لأن ينال أعلى المراتب العلمية ، الماجستير ، لكنه وفي الثانيةِ الثانية َإستدرك ؛ لماذا لا تكون دراسته، الماجستير والدكتوراه  في نفس الوقت !   نعم هذا أفضل وأقل عناءً  وهو في نفس الوقت سيبُقيني منشغلاً بجو الدراسة والإستفادة  من كلَّ ثانية أقضيها من أجل الحصول على مبتغاي  .

 وفكّـــر : هو الآن في السابعة عشر ؛  [فلقد سبق زملاءه بعامٍ دراسيٍّ كاملٍ نتيجةً  لتفوقه الدائم  في الدراسة ]  ، غضٌّ ، قد خُطَّ شاربه توّاً  ،لكنه قويُ  البنية ، جسمٌ رياضي ، يكاد طوله يكون  أفضل  من أقرانه . مع ما يمتاز به  عنهم  بما يملكه من روح المثابرة  والجـد في اُمور الدراسة والتحصيل العلمي ؛ فما  كان ليفوّت محاضرة واحدة خلال السنة الدراسيّة الأخيرة

وثانية ثاب إلى رشده  ؛  فللوصول إلى مبتغاه النهائي أي  { الدكتوراه } عليه أن يحسب بدقة كم سيكون عمره وقتذاك !

 وكما تعوّد أن يفعل كلما أراد أن يخطو خطوة في تحصيله العلمي والمهني  ؛ بــــــــــدأ   يحسب وكانت بداية  حسابه  الرقم {  ستة  }  !

و بأصابعه بدأ يحسب ، لكن، بتمهلٍ وبدون إستعجالٍ أو تهــوّر ؛ لأن المستقبل مهمٌ و يجب أن يتم الحساب له دونما تهاون ، ودونما  إغفال لأي جانب من جوانب الحياة الأُخرى ؛ ستة ، نعم ستة ؛ الكلّية الطبية الدراسة فيها ستُّ سنوات ،ثلاث أو اربع سنوات طبيباً مقيمـــاً ، سنة دراسية تحضيرية للماجستير أو على أكثر تقدير سنة ونصف ، لتكن سنتان ! وستكون ثلاث سنوات للدكتوراه  ؛ وأفرد أصبع الخنصر  من يده اليسرى ،  {ست سنوات، أربع سنوات البنصر ، الوسط سنتان ، السبابة ثلاث سنوات  ، الإبهام وكان هو المحصلـة النهائية  ، خمسة عشر عامـــــا  }، وأضاف سبعة عشر ؛ فكانت النتيجة { إثنان وثلاثون }، واتسعت عيناه  رعبـــاً ممزوجـــاً بالإندهاش ؛ فأعاد الحساب ثانيةً  على عجل ،( ست + أربع+ إثنان + ثلاث= إثنان وثلاثون  ) وصرخ يا الله يا مندادهيي ! إثنتان وثلاثون سنـــةٍ على أقل تقدير ، متى سأتزوج ، متى سأكوّن عائلة ، متى ...... آلاف المشاريع في بالي ، السفر ، التمتع بمباهج الحياة  ، وهل سأتزوج عندما أتخرج من الكلّـــية  أم عندما اُنهي الدكتوراه  ، أم خلالهما ، أو أثناء الماجستير؟    وعاد يُسائل نفسه ،أنا أعرف إن الزواج والطب خصمان أبديان ؛ خاصة لمن كان مثلي يريدالحصول على ما يُريد بأسرع وقت ! الزوجة لها حقُهـــــــا ، والطبُ والمرضى لهم الحق أيضاً في إهتمامه بهم  ،  والعيادة  ...العيادة !  كيف نسي أن يضع العيادة في حسبانه ، الطبيب ( يجب أن تكون له عيادة ) هذا هو المنطق الصحيح  والمعمول به في جميع الأوقات وفي جميع البلدان ، نعم ستكون لي عيادة ، لكن متى سأكون في العيادة ومتى سأعود إلى البيت  ؟  الزوجة لها حقها الطبيعي والمرضى لهم حقهم  والمستشفى  والخفارات  ، والحالات الطارئة  ويمكن أن يطلب أحدهم عيادة في بيته  كيف سيكون وضعه لو أن أحداهـن جاءها المخاض وأرادت أن تضع وليدها !  تُرى كيف ساُوفق بين الإثنين  ؟

ياإلهي ما أصعب أن يكون الإنسان طبيبـــــا  ! وماذا لو تزوّج وأنجبت زوجته  مولوداً ؟ ماذا  ؟ وليدٌ في البيت ؟ كيف هذا ؟ لا ،  لا أُريد أن أتزوج كيلا يُفسدَ عليَّ الوليدُ ما اُخطط له ؛ إن المستقبل أكثر أهمية من إنجاب الأطفال ، لكن أبي يحبُّ الأطفال ، وسيكون سعيداً عندما يحمل حفيده  بين يده ،يناغيه ويلاعبه ويدلعه ،  وماذا عن أمّـي  ؛ فهي الأخرى لا تمّـــلُّ من الإنجاب  ، ورعاية الأطفالِ هوايتها المفضّلة  ؛ فمنذ أن وعيت  وتفتحت عيناي في هذا العالم ، وأُمّـي أمّـا حاملاً أو أنها وضعت وليداً جديداً قبل شهر أو شهرين  ! إنه أمر لا يُصدّق ! ياإلهي ما العمــــــل ؟ لو حملت زوجتي ووضعت توأمـــــــاً ، توأم  ! إنها والحق يقال ستكون الطامة الكبرى  ! كيف سيكون وضعي ووضع زوجتي وهي تتحمّـل أعباء بكرين ، البكر الواحد حمل ثقيل على الزوجةِ الحديثةِ  الولادة ؛  لطالما سمعتُ أن المولود البكر تكون تربيته في غاية التعب والإرهاق للأم  ، تؤأم ، وماذا سيحدث لو كان التوأم مختلطا   ! وماذا يفرق لو كان كذلك  لا أدري ولا اُريد أن أعرف ، لا ،لا إن هذا الأمر خارج عن إرادتي وإرادة زوجتي ، إنها إرادة الله أن نبتليَّ بتوأم !  لا يهم سأتدبر الأمر مع أمي  ، وإن كان الأمر فوق طاقتها سأعمل على إستخدام مربيّة ، أو مدبرة منزل لتحملَ بعض الأعباء عن زوجتي . وما هي إلا لحظة ، حتى إستدرك هذا الموقف الطاريء ، لكن كم سيكلّــــف هذا الإستخدام وأنا في أول سلّمة على طريق بناء حياتي المهنيـّة ؟  وفي اللحظة التالية ، همس يحاور نفسه : إذا كان أمر الزواج بهذا التعقيد سأقوم بتأجيل الزواج لما بعد الدكتوراه ، هذا أفضل وأسلم  لكن ، من سيقوم بأمور البيت ،  في حال قيامي  بتأجير بيتٍ بعيداً عن بيتنا الحالي ؟   ، ولماذا تأجير بيت ؛ وسأكون في معظم الأوقات في المستشفى  ، لكن من سيقوم بغسل ملابس وتهيئة الطعام  ، -الزواج والطب خصمان لدودان  - ؛ فلهذا  فمن الأنسب ألّا اتزوج لأني لن أكون متفرغـاً للزوجة ومطاليبها التي لن تنتهي ؛ خاصة وأنها ما زالت عروسا !   ومن يضمن لي أنها ستكون متفرغة لي  ولإحتياجاتي ، إحتياجاتي   ! وحينها هوت على أمِّ رأسه صاعقة  لم يكن قد  وضع لها حساباً ولم يعرها قبل الآن أية أهمية ؛ أنا دكتور ، و.. وضعي الإجتماعي يحتّـم عليِّ أن أتزوج بمن تليق بمستواي وبمركزي  ومركزها يجب ألّا يقـل عن مستواي العلمي ؛ فقد يحدث وأن اُعيّن أستاذاً في إحدى الكليّات الطبيّة  وعندها سيكون الأجدر أن تكون زوجتي طبيبة أيضـــا أو لنقل : لتكن مهندسة على أقلِّ تقدير؛ لأن المهندسين أقل إنشغالاً من الأستاذة في الكليات الطبيّة   ، وانتبه لامر قد سها عن باله : في أي المواضيع سيكون إختصاصي  ؟ إختصاصي ، هو طب الأطفال ، لا ، لا الأطفال لا يتكلمون ليفصحوا عمّـا بهم ، إذن سأكون طبيب باطنية  ، ولماذا لا يكون الأمر باطنية وأطفال ؛  لكثيراً ما أقرأ في شارع الرشيد ، وحافظ القاضي ، وشارع السعدون بالذات  ( دكتوراة باطنيّة وأطفال )  ، وسرعان ما نفى تلك الفكرة أيضا ، أنا لا أحب أن اعالج الأطفال ؛ لأني لا أعرف كيف اُمسك بأحدهم ، إذن سأختار ( جلدية وتناسلية ) وغرق بعدها بضحكة مكتومة وهو يتساءل : ما علاقة الجلدية بالتناسلية ؟ ألم يكن الأجدر أن تكون بولية وتناسلية ؛ للمجاورة بين الإثنين ! لا يهم ، ليكن ما يكن ،المهم أني الدكتور ......ولم يُكمل الجملة التالية ؛ فلقد كانت هناك يدٌ توضع على كتفه الأيمن وصوت أبيه يسمعه يقول له : هيا لنذهب إلى دائرة الجوازات  لإستخراج جوازسفر باسمك  ؛ ليتسنى لنا الخروج من العراق بأسرع وقت ؛  فسيكون عمرُك  في العام  القادم ثمانيةَ عشرَ عامــــاً ولن يكون  بعدها بمقدورك مغادرة البلــــــد   ، ولن نغادر بدونك  ......

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014