• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
الخميس, 24 تشرين1/أكتوير 2013

رحيل

  سنان نافل والي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 

رحيل _ قصة قصيرة

 

 

 

منذ اللحظات الاولى لاستيقاظ الشمس من سباتها الليلي وحبات المطر تتناثر هنا وهناك بشكل عبثي كحبات متناثرة لمسبحة مقطوعة بينما بدأ الناس يتجمعون حول السيارة اتي وقفت وسط الزحام بلا حول ولا قوة وهي ترفع الراية البيضاء لتلك الضربة القوية التي تلقتها منذ لحظات خلت . كان سامي يجلس بجانب السائق بكل وقار وهيبة كجبل شامخ يرفض الانحناء الا للشمس التي تحييه كل صباح بأبتسامتها الذهبية وعيناه تنظران للناس من حوله بهدوء وحيرة ! دون ان يتمكن من من الاتيان بأي حركة الا ذلك الخيط الرفيع من اللون الاحمر الذي بدأ ينساب برقة وخجل من رأسه المصاب كشلال صغير عنيد ليصبغ قميصه الازرق ذو الياقة القصيرة والاكمام البيضاء بلون ارجواني زاهي , وعلى الرغم من كل الصراخ وضجيج الناس من حوله وهم يحاولون بكل قوة ان يفتحوا الباب من جانبه لاخراجه الا انه لم يكن يسمع شيئا من ذلك !! لم يكن يسمع الا جرس المدرسة وهو يرن وسط الساحة ليدخل الطلاب الى صفوفهم بينما وقفت امه عند الباب الخارجي تنظر اليه لتشجعه في أول يوم مدرسي له وحقيبته الجلدية الصغيرة بيده كمحام مبتدئ يذهب لأول مرة الى المحكمة ليرافع عن وكيله المتهم . بدأ المطر يتزايد بشكل غريب وكذلك الناس المتجمهرين حول السيارة الا انه مازال يلوح بيده الصغيرة لأمه ودمعة خائفة بدأت تتعرف على طريقها نزولا على خده الاسمر الصغير وهو يشاهد كل اولئك الاطفال في باحة المدرسة . حاول أحدهم ان يكسر زجاج النافذة في محاولة يائسة لشده خارجها لكن الاخرين منعوه خشية ايذاءه وجعل الامر أسوأ مما هو عليه , ومع مرور الدقائق أخذت شفتيه بالارتجاف وكأنها تعزف لحنا لا يفهمه الا المجانين وازداد شعوره بالبرد وهو يجتاح جسده بالكامل بينما عينا امه الحنونة القلقة لا تكاد تفارقه حتى بعد ثلاثين عاما مضت على رحيلها . لم يكن يشعر بأي ألم في جسده وكأنه كان مخدرا بالكامل مع انه كان واعيا تماما لاصابته الشديدة ويعرف ان السائق بجانبه قد رحل في طريق اللاعودة ومع ذلك لم يكن يشعر بالخوف بل هو السلام والسكينة التي تتدفق من عينيه كسحابة صيفية ناعمة . قطب حاجبيه قليلا بعد ان لمح من بين الحشد الصاخب حول السيارة طيفا مألوفا واقفا على مسافة قريبة منه , حاول ان يدقق النظر أكثر ليتعرف عليه بشكل أفضل واذا برعشة تهزه كسعفة يابسة عندما تعرف على عبائتها السوداء وغطاء رأسها الابيض , يالهي ..انها هي !! وقفتها , ملامحها , عينيها الحنونة ..انها هي ! قال لنفسه عندما بدأ جسده يتحرك فجأة وكأنه يريد الطيران ليحلق بين السماوات , فألتفت الى الناس من حوله وتحركت ساقيه لينهض من كرسيه ويمر عبر الباب المحطم ويمرق من خلال الجمهور الواقف كنسمة هواء باردة في ليلية صيفية حارة واقترب من امه التي أخذت تتلمس معالم وجهه المغطى بلون احمر وكأنه أيادي عروس في ليلة حنتها , وهمست في اذنه : بني ..اشتقت اليك كثيرا , أمسك سامي يدها وابتسامة مكبوتة ارتسمت على اطراف شفتيه عندما نظر الى كل الناس الواقفين حول السيارة وهم يحاولون بعد ان تمكنوا من خلع الباب المهشم ان يجعلوه يتحرك أو يفيق دون جدوى !! بينما كانت عيناه تقول لامه وهما يسيران كظلين تحت جنخ الظلام ..اماه ..لن نفترق بعد الان , شد على يديها وهما يبتعدان شيئا فشيئا ليختفيا كأوراق شجرة حل عليها الشتاء من دون موعد مسبق .

 

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014