• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
الجمعة, 08 تشرين2/نوفمبر 2013

ثمن الغربة - قصاصة ورق من زمن مضـى

  فاروق عبدالجبار عبدالامام
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 

لكلِّ شيءٍ في الحياة ثمنٌ ؛ حتى الهواء الذي نتنفسه له ثمن ، لكن أقسى ثمنٍ ،هو ما تدفعه وأنت في الغُربة ، تعاني ما تعاني بعيداً عمن تعودت أن تعيش معه ، وعمن تراه وتأنس بوجوده ؛ كلّما دعت الضرورة ، وكذلك ،عمن تحب .

في المقابل كانت غربتي النفسية في اليمن ولمدة سنتين وحيداً مع أفكاري، لا  أشرك أحداً فيها ،سبباً لآلام جسدية كثيرة  ؛ على الرغم من أني محاط بأحبة لم يدخروا جهداً في سبيل إبعاد شبح الكآبة والبؤس الذي لازمني ؛ بل قدموه بكل أريحية وحب منقطع النظير .

كنت في اليمن عام 2003 وها نحن في العام 2013 لكني موقن الأن ؛ إنني قدمتُ شيئاً ما إلى التراث المندائي  والأدب المندائي عمومــاً  من مقالاتٍ وتوضيحات مما كان له الأثر الطيب على من أطلع على ما قدمته من مقالاتٍ تتحدث عن عظمة  ديننا القويم القديم قدم  الدهــر  .

 حدث الإنعطاف حين إستعرت من إبن خالتي الدكتور { زهير مجيد العيداني }* كتاب { دراشة أد يهيا } فأذا به كنزٌ معرفيٌّ ومعينُ لا ينضب ؛ فكلما أخذت منه زاد عطاؤه  ،رافد معرفيٌّ لا يقـلُّ شأنه عن باقي كتبنا الدينية ، لكنه يختلفُ عنها ،بما يحويه من أحاديث ومعلومات قيّمة عن الدين وعن الحياة ، عن الفناء والوجود ، وكذلك مباحث في تعميد السيد المسيح والذي  يُعتبر الوثيقة التاريخيّة الوحيدة التي فيها الوصف الكامل لعمليّـة التعميد وكيف بدأت وكيف إنتهت .  أقـرأ بنهمِ الجائع ، وشراهةِ من مُنع عنه الطعام . أنتهي من القراءة ؛ لتبدأ بعدها مرحلة الكتابة والتي تمتد حتى بواكير الفجر التالي ،بل  تنتهي في معظم الأحيان وآذان الفجر يعلو في مدينة صنعاء ، وبعد أن اُعيد القراءة والتصحيح ، أطلبُ من أحدهم أن يطبعهـا على الكومبيوتر لغرض إرسالها إلى موقع الياهو كروب المندائي أو موقع إتحاد الجمعيّات المندائّيـة ؛ لغرض النشر ، وليس تباهيـاً بمقدار ماهو ردُّ جميل ؛ لما حباني الحيُّ الأزلي من كرمهِ ؛ ما أعانني لأجتاز منحــ’ أسمها الغُـــــــربة ،  

لكني هذا اليوم  ، لن أكتب مثلما كتبته من مواضيع دينية أوضحت فيها عمق الفكر المندائي والذي كان فيه كتاب { دراشا أديهيا } هو المفتاح الرئيسي فيه ؛ بل سأختار المعاناة النفسية  الخانقة وكيف كنت أواجهها والتصرّف معها بالشكل الذي كان يأخذ جلَّ وقتي وجهدي  ؛ ألا وهو الكتابة والكتابة فقط ؛ فليس عندي السلاح البديل للتخلص من الضيق وعذاب الإنتظار  .

هذا اليوم وجدت في قاموس اللغة العربية  { مُـختار الصحاح } والذي رافقني منذ أن خرجت من العراق عام 2001  وهاهو اليوم ينظر إليّ ويقول ألم تكتفِ مني ، إعتقني  لوجة الكريم الرحيم ، لكنني  ، لن أسمع له ولن أبعده عني  ؛ فطالما كان ، وما زالَ رفيقُ سفر ، ورفيق معناة  ، ورفيقاً لا يُملّ .

أدناه قصاصة ورقٍ كنتُ كتبتُها   لنصفي الآخر ، لنصفي الجميل  ، الحلو دائمـــاً ، والذي كانت وما زالت تشدُّ من أزري وتقف معي خطوة إثر خطوة ، وكذلك بقيّة أهلي ولهم أوجهة التحية والشكر ، وأدعوالحي الأزلي أن يمدَّ في عمري لأردَّ لهم بعض أفضالهم التي طوقوا عنقي بها ، دينٌ ثقيلٌ ، لكن سيكون تأديته هيّـناً طالما كان هنالك التسامح والمحبّة التي تغلّف علاقات الأحبة   .  لهذه الوريقة  لم أضع لها تاريخاً ، لكني وكعادتي قد دسستها دفات قاموسي الأثير  ( مختار الصحاح )  وهاهي اليوم تنشر ولأول مرة ؛ فهي جزء يسير من :

                                                 ثمن الغربة

{{  منذُ أن سمِعتُ صوتكِ عصرَ هذا اليوم والحزنُ يُغلّفُ فؤادي ،ويعتصرُ قلبي ، والدمعاتُ ، ومنذ أن أغلقت جهاز [الأنترنيت] تتساقط ؛ وكأني لم أبكِ منذُ سنواتِ  ، وكأني لم أعرف طعمـاً للدمعاتِ ، تكلمتُ معكِ ودموعي بللت وجناتيَّ

كلمتُكِ وشهقت ؛ وقلتِ لي : ماذا بك يا إبن عمي  ؟ قلتُ [غصّيت ] ،نعم غصصتُ بدموعي  ، بضعفي ، ضعفي طغى على قوتّي ، قلقي أزالَ كلَّ ما أملك من دفاعات ، إنهرتُ وكأني أواجه شيئـــاً أقوى من قوتي ، يا للعجب ، كلمة ٌ أو صوتٌ واحد يهزُني كلً هذه الهزّات !

لِمَ  كلُّ ذلك ؟ أأنا عاطفيٌّ ؟ أأنا جبانٌ  لا أستطيع مواجهة أقل الخسرات ، وأبتعد عما يمكن أن يعترض طريقي ! أسأل نفسي مراراً ومراراً وتكراراً لكن .... لن أُجد الإجابات، والعبارات لن تجد طريقها للخروج ، طريقـاً للتعبير عن ذاتها .

لازلتُ أضعفُ أمام العبارات التي تمسُّ شغافَ الروح ، ولا أجد من يشدّني نحو الحقيقة التي أجد في أيجادها المشقّـة ، أ وتوجد حقيقة وأنا لا أعرفهـا !    آسف ..... بالتأكيد هناك حقيقة ، لكني لا أستطيع إدراكها أو الوصول إليها ؛ لأني.... ...لأني لا أعرف سبيل الوصول إليها ..... ؛ فلقد لفتني دهاليز الغربة المظلمة ، ولم يعد هنالك من بصيصٍ استطيع أن أسترشد به  !         

قــــد ( قد حرف تقليل وتوكيد  ) وهوهنا للتقليل ، قد أجـد سبيلاً ...لربّما ...غـــداً ... أو بعـــــد غـــدٍ أو بعـد سنة .

كـــفى بالله عليك ، ألا تمـلُّ من جلب الأحزانِ  إلى نفسـك ، كفــــى الله  يخليك

سأسكبُ دمعـاً فوق دمي ، سأسكبُ قلبي فوق راحتـي ، سـأحرقُ كلَّ أشرعتي ، سـأكسرُ كلَّ أضلعـي ، وسأسكبُ دمـاً فوق دمعتـي .

أحزنٌ طـرقَ قلبي ، أم طرق مسامعي ، أبين القلب ِ والسمعِ وشائج ، أبين العقلِ والقلبِ وسائل ، أكتب، ولا أدري ما أكتب ، أهو هذيان محموم ، ، أم لوعة مكلوم ، ، أم عصراً صار مشؤما ، أم أُمنيات محكوم ، أجوابـاً تريدُ معلوم ، أو تريد أن أكون مـلومـا، أم من عينيكِ أظـلُّ محروم ، سأمزّق أشرعتي ، سأمزق سفني ، سأدمّر .....ماذا أدمّـر ! أأدمرُ ذاتي ، أأحرقُ دمعاتي  ! ، أم ... وأظلُّ حائراً مع تنهداتي   ..... عروجة تيتي ، عروجة تيتي ...كلُّ البنات تزوجن وظليت[ي ] إنت[ي ]

فرواه لماري الذي أزال هذه الكآبة ، وأنزل الطمأنينة والسكينة ، فـرواه ماري ، فرواه ماري ، أكا هـييّ ، أكا منداهيي .

لن أضع أٌدوّن لهذا تاريخ ؛ فكل الأيام سواء .                  

                                                                        فجر الأربعـــاء ، لكن لا أعرف التاريخ ؛ فمـا عادت الأيام تهـمُّ لكن بقيَّ من العام ثلاثــةُ أيـــــــــــــــــــــام .}

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014