• Default
  • Title
  • Date
  • عوني سلمان الخشن
    المزيد
    في لحظات من الخوف والقلق زاد من شدتها احمرار لون
  • بقلم. نعيم عربي ساجت
    المزيد
    اليوم هـو الجمعـة ، عــطـلة ( نـضال ) عـن الـعمل ، الشَّمـسُ تـتأَلـقُ في
  • صلاح جبار عوفي
    المزيد
      رنَّ جرسُ الدار..! تسابقت الصبایا الثلاث ( شھد ، تمارا ، مایا
  • فارس السليم
    المزيد
    في ليلة ممطرة شديدة البرودة والصواعق تنشر الرعب في نفوس
الثلاثاء, 26 تشرين2/نوفمبر 2013

أدب الـحـوار

  فارس السليم
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

أُحّصُد ما تَزرعْ

 

كانت المستشفى مزدحمة بالمرضى وقد أصابت ألاقسام الطبية بالشلل ألتام وخاصة ملحقات ألطواريء.ألعجز والفوضى أستمرتا إلى ساعةِ متأخرة من ألليل ألمظلم ألبارد حيث تلبدت ألغيوم ألسوداء وهي تنذر بسقوط ألامطار بغزارة وقوة مما سيزيد ألطين بلة.الطبيب ألمسؤول ومدير قسم نقل ألاعضاء ومدير ألمستشفى أبراهيم ألكبة ,تراه يتنقل كالساعة بين أقسام ألمستشفى بكل نشاط وعزم وصبر وحكمة لكي يزرع ألامل في نفوس ألمرضى ويضيف شيئا من ألعزيمة في سبيل درء ألالام, بسبب أجتياح مرض عدوى ألكليرة ألمزعج. دكتور أبراهيم ألكبة لم يتجاوز ألاربعين من عمره جميل ألمظهر أشقر ألشعر ولون ألعينين كزرقة خط ألتقاء السماء مع البحر في ساعة ألغسق,طويل ألقامة عريض ألصدر مفتول ألعضلات طيب ألقلب متسامح كريم ألنفس. ينحدر ابراهيم من عائلة غنية جداً ومعروفة وذات نفوذ قوي ومتمكن فلهم أملاك تمتد من وسط المدينة حتى تلتقي في أطرافها,من بساتين وعمارات وفلل وعقارات بالجملة ومجموعات من المستشفيات ألخاصة وأسهم في ألبنوك وأرصدة كبيرة ألاحجام في بنوك أوربا وسويسرا. متزوج من دلال سيدة نبيلة ومن عائلة عريقة تعمل في مجال الابحاث الجيلوجية سمراء اللون رشيقة الجسم مخصرة جميلة جداً وشعرها يتخطى الورك نزولا من الرأس وعلى ألاكتاف يتسبل كالحرير عندما يعكس لون الشمس. مر على زواجهم قرابة سنتين لم يحصلوا من خلالها على ذرية رغم سلامة الزوجين من كل العوائق. 

لقد أعتادت دلال ألجلوس وحيدة أيام وليالي  في منزل ألزوجية ألواقع على ألنهر من ألناحية الشرقية للمدينة.يحيط المنزل حديقة واسعة وكبيرة فيها اشجار مثمرة أغلبها الرارنج والتين ألاصفر والبرتقال المطعم  بالاللنكي وقد فرشت أرضية ألحديقة بالثيل الاخضر ألجميل ولأن الجو بارد جداً بدأت بعض الاماكن في الحديقة تميل ألى اللون الاصفر,هناك مشكلة خطيرة,يستطيع دخول ألحديقة من هب ودب والاختباء فيها قدر

ما يشاء بسبب كبر حجمها وكثرة ألزوايا فيها. الطيبة الكبيرة في قلب الطبيب أبراهيم وأهتمامه اللامحدود بألام الناس وخاصة ألفقراء عمد على بناء قسم طبي كامل المعدات والتجيهزات في منزله الواسع الكبير لأقامة بعض العمليات بعيدا عن عيون الاخرين وخاصة المستشفى ألعام

بدأت قطرات المطر بالهطول وزادت سرعة ألرياح مما تراقصت ألاشجار واغصانها مع انغام الريح.الظلمة حالكة ولا يوجد بصيص من الضوء سوى ضربات البرق بين الحين والاخر.فُتحت باب الكراج الخارجي لتبشر بقدوم الدكتور أبراهيم من ساعات العمل المضنية ألمتأخرة.ترجل من سيارته المارسيدس السوداء وقد وضع على رأسه ما يحميه للوصول إلى باب منزله أخرج المفاتيح,وبحركة لولبية فتح فيها القفل دفع الباب,وأذا بشخص يضع السلاح على رأسه طالبا منه الهدوء وعدم التسرع والدخول على مهل. لم يحرك الطبيب إبراهيم رأسه ونفذ ألاوامر وقد دخل مع أبراهيم خمسة أشخاص ملثمين,يرتدون ألملابس السوداء مسلحين بأسلحة أوتماتيكية ومعهم حبال وأصفاد وأكياس لجمع المسروقات 

جلس ألطبيب مقيد اليدين والقدمين مع وضع اللاسق الشفاف على فمه وقد جُلبت السيدة دلال من غرفتها مقيدة أليدين ولكن وضعوا قناعا أسودا على رأسها لكي لا ترى أي شيء.وقف أحد أفراد العصابه مراقبا أما الاخرين فقد عبثوا في المنزل حتى عثروا على كل المدخرات والاموال والالماس.أثار أنتباه اللصوص وجود غرفة ألعمليات الخاصة في المنزل,لذلك أنعطف رئيسهم للتكلم مع الدكتور إبراهيم عن سبب بناء القسم الطبي داخل المنزل وعن هذه ألامكانية ألضخمة وما هو الوارد المادي وما هي العمليات التي تجرى في القسم. بعد الشرح الموجز وما قدمه الطبيب المقيد إنذهلت ألعصابة لما سمعته من أحاديث وعمليات كبيرة لمساعدة ألناس الفقراء وفاقدي الامكانيات المادية.في تلك ألاثناء صرخ أحد أفراد العصابة من ألم فاجئه ليسقط من شدة ألالم على ألارض.رفع رئيس العصابة اللثام عن وجهه وإذا به شاب في مقتبل العمر أصفر الوجه يتعرق بكثرة. هنا بدأت الحكاية المهمة عندما طلب الدكتور إبراهيم أن تحل وثاقه ووثاق زوجته للعمل من أجل أنقاذ هذا اللص من الموت المحقق.

حمل أفراد العصابة الثلاث الشاب المريض,بينما راح احدهم يراقب وفي يده السلاح الاوتماتيكي من بعيد. بعد الفحص والمعاينة قرر الطبيب إبراهيم نقل المريض إلى المستشفى بأسرع وقت ممكن لأجراء عملية نقل كلية بسبب التوقف المفاجيء للكليتين عن العمل. الوقت يمر بسرعة وجاء قرار العصابة بعد أجتماعهم فيما بينهم بأن تجرى عملية نقل الكلية في هذا القسم داخل المنزل. خرج الطبيب مع أحد أفراد العصابة مسرعاً إلى ألمستشفى لجلب الكلية المتوفرة فيها وبقت المجموعة المسلحة مع دلال الزوجة ألمرعوبة وحياتها بيد تصرف زوجها الحكيم. إبراهيم لا يكترث لما فعلت هذه المجموعة ألمنحرفة وأنما همه الوحيد أنقاذ إنسان من الموت المحتم.وماهي سوى لحظات حتى عاد أبراهيم ومعه الشيء المطلوب. ولكن وقف أمر ما يعيق إجراء العملية ألا وهو حاجة ألمريض إلى نقل الدم المباشر,لذلك طلب الطبيب من الحاضرين التبرع بالدم على شكل وجبات حتى تنتفي الحاجة. بدأ العد العكسي لأنتهاء كل الملابسات الحاصلة وبحركة من الطبيب في وجهه عرفت زوجته دلال ما هو واجبها وتصرفت في الحال. لقد تبرعت جميع أفراد العصابة بالدم والغريب في ألامر بأن فصائل الدم متشابهة مما سار الشك في بدن الطبيب بأن هولاء هم أفراد عائلة واحدة.

بعد اجراء نقل الدم وبوقت نصف ساعة,باشر الطبيب بأجراء عملية أنقاذ اللص من براثين الموت المحتم,وقد وقف الحي مع الطبيب في مسعاه حتى كللت العملية بالنجاح التام. عادت الاموال إلى أماكنها مع المجوهرات والمدخرات وجلس الزوجان المنهكان لياخذا قسطاً من الراحة في منزلهم وبعد المناقشة المستفيضة مع رجال الامن والشرطة تم وضع اجراءات أمنية مشددة لدرء تكرار مثل هكذا محاولات. استفاق اللصوص بعد نوم عميق وطويل ليجدوا انفسهم في السجن المركزي للمدينة,أما اللص ألمريض فقد أستفاق ليجد نفسه في المستشفى التابع لسجن المدينة وتحت حراسة مشددة ريثما يتماثل إلى الشفاء. هنا جلست دلال مستغربة لما حدث لهولاء اللصوص طالبة من زوجها التفصيل الممل حتى تروي فضولها. ضحك الطبيب الطيب إبراهيم قائلا..لقد تم كل شيء بسرعة البرق عند ذهابي إلى ألمستشفى لجلب الكلية خطرت اليه فكرة أن أجلب معي أبر التخدير العام مع المصل المخدر.عندما استلقى المتبرعون لم يلاحظوا بأنني زرقت كل متبرع بأبرة التخدير السريعة ولشدة خوفهم من زرق الابر أخذ كل نصيبه من التخدير المنوم والباقي أنت تعرفيه فقد أتصلنا بدائرة ألشرطة وراح الجميع إلى أماكنهم المناسبة.

يوم المحاكمة..اعترف اللصوص بتخطيطهم لعملية دهم وسرقة منزل الطبيب إبراهيم وهم أب وأبناءه ألاربعة,هذا ماصرح به الابناء الاربعة..أما الاب فلديه قصة ثانية. عندما عرف مرض ابنه وعدم تجاوب كليتيه بعد الفحص السريري خطط للسطو المسلح وأرغام الطبيب على أنقاذ أبنه الشاب بعد حصوله على معلومات مستفيضة حول منزل الطبيب وزوجته وأوقات تأخره وقد ساعدتهم الظروف الجوية السيئة. أما المحكمة..فقد طالبت اللصوص بدفع تكاليف العملية مع سعر الكلية وما سببوه من أزعاج ورعب للعائلة.رفض الطبيب متنازلا عن الدعوى لأسباب انسانية بحتة .  

 

الدخول للتعليق

مسابقة القصة القصيرة جداً

فارس السليم - حال الدنيا - 2.4%
إلهام زكي خابط - حبات اللؤلؤ - 4.9%
عزيز عربي ساجت - اليمامة - 0%
جمال حكمت عبيد - لمسة إصبع - 17.1%
فاروق عبد الجبار - موسيقى - 56.1%
هيثم نافل والي - الراقص - 19.5%
د. نصير عطا - حادثة تحصل يومياً - 0%

Total votes: 41
The voting for this poll has ended on: حزيران/يونيو 15, 2014