شعائر ومفردات دينيه و معانيها
الترميدا سلوان شاكر
الجزء الاول
الرشامة : وهي شعيرة رئيسية من شعائر الدين المندائي ويراد بها تطهير الانسان قبل البراخة (الصلاة) او التبارك لهيي ربي الحي العظيم او الطقوس الدينية الاخرى والمقصود بتطهير الانسان هو ان يتطهر روحاً وجسداً فليس بالماء فقط يتطهر الانسان وانما بكلامٍ مقدس طاهر نقي يرافق التطهير بالماء وتتكون الرشامة من اثني عشر فقرة حيث يطهر الانسان ابتداً من اليدين وانتهائاً بالقدمين وهي مفصلة باللغتين العربية والمندائية في موقع الرشامة والبراخة .
البراخة: وهي الشعيرة التي تلي الرشامة وتعني التبارك والسجود لهيي ربي وهي الرابط الروحي الذي يربط الانسان بربه علاوةً على انها اعترافاً طواعياً بالحي العظيم وبصورةٍ ابسط ان البراخة هي صورة تجسد ان الانسان هو مخلوق ٍ محدد القدرات وان هيي ربي هو الخالق المطلق القدرات ، فمن خلال السجود والنطق بأن الرب لاخالق له( إلاهه اد من نافشي افرش ) من نفسه ابعث وهو الملك العلي لكل الاكوان ( إلاهه ربا راما و ماريهون اد كلهون المي) اذن ومن خلال هذه النصوص البسيطة نقول ان البراخة هي الراحة التي يركن اليها العبد لربه من اجل مغفرة الخطايا ومن اجل تقوية الروح بالايمان من خلال زيادة الثقة بالنفس وهو ان يعترف الانسان بما عمله الوقت بوقته من اجل ان يكون على الدوام مراجعاً ذاته وان تكون صفحته بيضاء لاشائبة فيها امام خالقه .
المصبتا : وهي طقسٌ وركن من اركان الديانة المندائية و تعني الارتماس بالماء الجاري، اصل الكلمة مندائياً ارامياً حيث جاءت الكلمة من الجذر( صبا) اي ارتمس او غطس وكذلك جاء هذا الجذر في اللغة العربية مماثلاً كما في اللغة المندائية وجاء تفسيره في المعاجم العربية هو صب الماء من الرأس الى اخمص القدم او الارتماس في الماء وجاءت تسمية الصبة او الصابئة من خلال المحيط لهم وهم يغطسون ويرتمسون بالماء واطلق البعض عليهم تسمياتٍ مختلفة مثل المغتسلة .والمندائيون يفضلون تسميتهم بالمندائيين بدلاً من الصابئة لان هذه التسمية جاءت في الكتب الدينية المقدسة.
روحياً يفسر هذا الطقس على انه العمود الفقري للديانة المندائية لانه ومن خلاله يصطبغ الانسان بصبغةٍ جديدة يبدل بها صبغته القديمة اي بمعنى انه يترك الظلام ويهتدي الى النور او ان يغسل اخطائه واثامه وحوباته بالماء الجاري الحي الذي هو اصل كل شئ وعندما نتوسع في التفسير فأننا نصل الى ان المصبتا هي نوع من انواع العبادة المكثفة للانسان حيث ان جزءاُ منها ومن مكوناتها البراخة اضافة الى القرآت الخاصة في كتاب تراتيل الصباغة او المصبتا وفيه يتساوى الانسان مع اخيه الانسان حيث الكل يرتدي بياضاً ولباساً واحداً لافرق فيه بين كبير وصغير او غني او فقبر. ومن شروطه ان يجرى هذا الطقس بماءٍ جارٍ وان يكون الشخص مرتدياً ملابسه الدينية (الرستة) وان يملك اسماً دينياً ايضا وهو (الملواشة) وان تسبقه شعيرة الرشامة .
و المصبتا هي البوابة التي يدخل من خلالها الانسان في الديانة المندائية عندما يكون عمر الشخص ثلاثون يوماً اي بعد فترة شهر الولادة مباشرةً (الصورثة) اي فترة الرجاسة والتي تبدأ بالمخاض وتنتهي بعد شهر من ذلك وتشمل الام والطفل المولود، ولابد من توفر شخص بدرجة (حلالي) يصطبغ مسبقاً وبعدها يقوم بحمل الطفل ويكون اباً روحياً له وذلك لان الطفل في هذا السن لايستطيع التكلم .
والمصبتة يستطيع الانسان ان ينالها لمراتٍ عديدة خلال فترة حياته من خلال الصباغة في جميع الايام وخاصةً ايام الآحاد والاعياد وذلك لتقوية الايمان داخل الانسان وكذلك لمغفرة الخطايا والذنوب كما قلنا سلفاً.
يأخذ الشخص المصطبغ خلال الصباغة الامور التالية :
¤خمسة عهود(كشطا) وذلك بتصافح الايدي بين المصطبغ ورجل الدين
¤الخبز المقدس والماء المقدس(بهثه وممبوهه) حيث يمثل الخبز جسد الانسان والماء هو النبض(الحياة) الذي ينبض به ذلك الجسد.
¤اكليل الآس(اكليلة اد اسه) وهو اشبه بالخاتم يتكون من غصنين من شجرة الآس المقدسة ذي الرائحة الطيبة الغصن الاول يمثل الصباغة الاولى اما الغصن الثاني يمثل الصبغة الجديدة يضعه المصطبغ في خنصر يده اليمنى قبل الغطس في الماء وبعدها يأخذه رجل الدين ليضعه في رأس المصطبغ ويمثل هالة من النور يتوج بها الشخص دليل على انه وهب صبغةً جديدة وبهاءاً جديد والاكليل يمثل ايظا رمز الام فبمجرد الغطس سيكون هناك تزاوج بينه وبين الماء الذي يمثل الاب وسينتج عن ذلك الزواج ولادة رمزية جديدة للانسان وهو المعنى الاساسي للصباغة .
الليافة: وتسمى الدخرانا اي التذكر وهي شعيرة مهمة في حياة المندائيين يتذكرون فيها موتاهم من خلال اقامة وجبة طعام مباركة مقدسة تعد اعداداً دينياً خاصاً تتكون من سبع انواع من الفواكه والخضروات بوجود الملح الذي يمثل الروح اضافة الى الماء والخبز وهما رمزان مهمان كما اسلفنا وكذلك السمك او اللحم والليافة تعني الاتحاد وهنا ربما يسأل سائل ماعلاقة الاتحاد بذكرى الموتى !!
ان الاتحاد في المندائية لوفا هي عبارة عن اتحاد النسمة(نشمثة) التي وهبها هيي قدمايي للانسان مع الروح التي تمثل النزعة الشريرة ليصعدا معاً الى عالم الحساب( المطهرات ) لتحاسب الروح على ما اكترفته من اخطاءٍ وذنوب وبذلك تتألم النسمة لمحاسبة اختها الروح لذا فأن المندائيين يترحمون على موتاهم ويثوبون على ارواحهم ويقرؤون نصٍ ديني ضمن نص اللوفاني يبدأ ((بشميهون اد هيي ربي لوفا ورواهه اد هيي ...)) أي بأسماء الحي العظيم اتحاد وتجدد للحياة ...)) حيث ان النسمة والروح لا يموتان وانما الجسد هو الذي يموت لانه من طين ويعود الى الطين اما النسمة والروح هما من هيي ربي ويعودان اليه ، وان تفاصيل هذا الطقس موجودة في كراس الليافة .
الطماشة: وهي شعيرة يراد بها تطهير الجسد والروح من خلال الغطس بالماء وذلك للاسباب التالية :
¤الجنابة عند الرجل.
¤الحيض عند المراة.
¤مسك الميت.
¤مسك المتزوج خلال فترة اسبوع الزواج(الصورثة).
¤تسبق الطماشة جميع الطقوس.
¤هي جزء من الرشامة ولكن تنفيذها يكون بشكل رمزي اي برمي قليل من الماء على الرأس.
¤هي جزء من المصبتا (الصباغة) حيث عندما يغطس المصطبغ يقرأبوثة الطماشة وهي:
(( بشميهون اد هيي ربي (الملواشة) اصبينا بمصبتا اد بهرام ربا بر روربي مصبتي تناطري وتسق لريش اشما اد هيي واشما اد مندادهيي مدخر الي ))
الترجمة
(( بأسماء الحي العظيم (الاسم الديني) اصطبغنا بصباغة بهرام الكبير(احد الملائكة) ابن القدرة صباغتي ستحرسني وتسموا بي الى العلا اسم الحي واسم مفجر الحياة مذكورٌ علي)).
ملاحظة : عند الطماشة يجب التوجه الى القرفصاء (اباثر) وان نغطس اذا كانت الطماشة في النهر ثلاث مرات اما اذا كانت بماء الاسالة فيجب على الشخص قراءة النص ثلاث مرات ايضاً مع استمرار سكب الماء بدون توقف .
السكين دولا: وهي اداة تتكون من ثلاثة اجزاء الخاتم والسلسلة والسكين ويجب ان تصنع من الحديد وتستخدم كرادع للشر ، حيث نقشت اربعة رموز على خاتم هذه الاداة وهذه الرموز تمثل المكونات الاربعة للمادة حيث الافعى وتمثل التراب والاسد ويمثل النار والعقرب والذي يمثل الماء والدبور الذي يمثل الهواء وهذه الرموز تمثل وفق النظرة المندائية ملوك عوالم الشر ، الذي قيدها ملاك الرب هيبل زيوا (جبريل الرسول) وكشف اسرارها عندما هبط الى اعماق عوالم الشر بأمر الرب لردع قوى الظلام حيث نقشت فيما بعد خلق ابونا ادم على الحديد والذي يمثل هو ايضا رمزاً ضد الظلام وعندما يتمعن الانسان في هذه الرموز يرى ان الخاتم عبارة عن درع يصد شرور الظلام والسلسلة عبارة عن الرابط الذي يربط الدرع بالسكين التي تمثل السلاح الرمزي ضد اي محاولة للشر . وتستخدم هذه الاداة في الحالات التالية, كما ويستطيع الشخص حملها معه في اي وقت يشاء:
¤فترة اسبوع الزواج .
¤فترة النفاس عند المرأة التي تلد ومدتها شهر واحد .
¤تستخدم في طقس الزواج حيث يحملها العريس واضعاً اياها في الجهة اليمنى من الهميانة .
الرستة: وهي اللباس الديني الخاص بالمندائيين حيث ترتدى في جميع الطقوس الدينية كالصباغة والزواج والطراسة والمسقثة وفي النحر وطقوس تصعيد الكتاب المقدس(كنزا ربا) وكذلك في طقس الزدقة بريخا (الصدقة المباركة) وكذلك في طقس القماشي(الهدوت ماني) من اجل الموتى.
تتكون الرستة من الاجزاء التالية التي جاء ذكرها في الكتاب المقدس كنزا ربا:
.1الاكسويا وهي قميص طويل يصل الى القدمين تخاط على الجهة اليمنى من الفتحة الموجودة اعلى الكسويا(الزيق) قطعتين صغيرتين من القماش يكونان معاً جيباً صغير يستخدم في طقس (مشا دخيا) الدهن الطاهر الذي يوضع في قنينة صغيرة وهو الرسالة التي يرسلها الترميذا ليرتقي لدرجة اعلى وهي درجة الكَنزورا.
.2الشروالا وهو السروال الذي يخاط بطريقة خاصة .
.3النصيفة (الكَنزالة) وهي قطعة من القماش بطول مترٍ ونصف تقريباُ توضع حول العنق متدليةً وتستخدم استخدامات مختلفة فالشخص العامي يستخدمها بوضعها فوق رأسه عند الصباغة وكذلك يمسكها بيده عند اخذ الكشطا اما رجل الدين فأنه اضافةً الى ما تقدم فأنه يعقدها عقدةً خاصة عند صباعة شخص وكذلك عند الزواج حيث يقوم العريس بمسك كَنزالة الكَنزورا لانها رباط روحي يربط الشخص برجل الدين .
.4الهميانه وهي كالزنار(الحزام) والتي تتكون من احدى و ستين خيطاً من صوف ابيض جز لخروفٍ حمل وهذا العدد يمثل مكونات الانسان من نخاع العظم الى الشعر وتتكون من طرفين احدهما على شكل حلقة وتمثل الكمال او( لكل بداية نهاية) وهي تمثل عالم النور اما الطرف الاخر فهو عبارة عن شراشيب متدلية تمثل حزمة من النور تنير الطهةاليسرى والتي تمثل الظلام وتعقد الهميانة بطريقة خاصة تكون فيها دائما الحلقة والتي تمثل النور على الطرف الايسر الشراشيب والذي يمثل الظلام بعقدتين .
.5البرزينقا وهي العمامة التي تربط بطريقة يبقى جزءاً بطول نصف متر يتدلى على جهة اليسار و يسمى الفندامة والتي تمثل النور الذي يبقى مشعاً على جهة اليسار الذي يمثل الظلام اما الباقي والذي يكفي لربط العمامة ثلاث دوراة حول الرأس من اليمين الى اليسار . والفندامة يطويها رجل الدين على فمه من اليسار الى اليمين والمعنى في ذلك وفقأً لكتاب ترسر والف شيالة انها تمثل الردع لرموز الشر المتمثلة بالاسنان الثمانية والعشرين عندما يؤدي طقوساً من اجل الاخرين ولكن عندما يكون الطقس من اجل رجل الدين نفسه سوف لا يقوم بطي تلك القطعة من القماش على فمه وان الكَنزالة تستخدم ايضاً من قبل عامة الناس وذلك بطيها على الفم في حالة واحدة هي في رفع جنازة المتوفي من قبل الحلالية .
اما بالنسبة لرجل الدين فأنه يمتلك قطعتين اضافيتين هما التاغة (التاج) ويكون من الحرير الخالص وهو الذي يميز رجل الدين عن الشخص العامي كونه ملكاً كما جاء في الكتب الدينية المقدسة والمركَنا وهي عصا الزيتون او عصا الماء (كَوازا اد يردنا او اد ميا) والتي ترمز للسلام وهاتان القطعتان يعطيان الى رجل الدين عند التكريس.
الشوم ياور: وهو خاتم من الذهب الخالص يمنح لرجل الدين عند التكريس منقوش عليه ((شوم ياور زيوا)) اي أسم الضياء الساطع وهو احد اسماء هيي قدمايي( الحي الازلي) ويلبسه رجل الدين في خنصر يده اليمنى وذلك في اقصى اليمين اي في اقصى النور لان اليمين يمثل النور كما اسلفنا.
الرخصة: وهي عبارة عن نصٍ ديني يقراءه الشخص قبل الدخول الى الماء الجاري وهو:
(( بشميهون اد هيي ربي انا اثبن بهيلي وهيلة اد يردنا ايلاوي ، اشري ايثي انهث ليردنا واصطبا ، قبل دخيا روشمي ، البش اصطلي اد زيوا ، واترص بريشي كليلة راوزي ، اشما اد هيي واشما اد مندادهيي مدخر الي ))
والترجمة
(( انا جئت بقوة الحي وقوة الماء الجاري العلي ،جئت ناوياً ان ادخل الماء الجاري لأصطبغ ، وانال الرسم الطاهر ، وارتدي لباس النور ، واثبت في رأسي اكليلُ السرور ، اسم الحي واسم مفجر الحياة مذكولرٌ علي)).
الميسرة: وهي حدود ترسم على الارض بأشكالٍ مختلفة اما دائرية او بيضوية او حسب الحاجة وتطمش بالماء ويوضع في داخلها الحيوان لينحر .
فرة الطريانة: وهي حركة طوفانية يقوم بها المصطبغ حول وعاءٍ مكونٍ من اربع قطع طينية يسمى بيث الريها وتكون الحركة الطوفانية عكس اتجاه عقرب الساعة لان جميع الاشياء في الكون تدور حول مركزها ابتداً من النواة وانتهاءاً بالنجوم والكواكب التي تدور حول الثقوب السوداء في المجرة بنفس الطريقة والارض تدور حول الشمس عكس اتجاع عقارب الساعة ويقرأ :
(( اسوثة وزكوثة نهويلخون ياملكي واثري ومشكني ويردني ورهاطي وشخناثا اد آلمي دنهورة كليخون ))
الترجمة
(( السلام والتزكية لكم ايها الملائكة والاثيريين ومساكن العبادة والانهار الجارية والجداول الجارية وساكني عوالم النور جميعهم )) .
بيث الريها : وهو مكون من اربع قطع طينية وهي:
.1الطريانة وهي وعاء طيني دائري الشكل فيه جيب طيني صغير يسمى الميسرة.
.2القوقة وهي وعاء طيني صغير يشبه القدح يوضع بداخله البخور ويستقر في الميسة الموجودة في الطريانة.
.3البريهي وهو وعاء طيني مثلث الشكل يوضع فيه النار من اجل البخور ويوضع على الطريانة .
.4الكنكنة وهي وعاء طيني صغير دائري الشكل يوضع تحت الطريانة .
وهناك بيث ريها يختلف عن الاول بعض الشئ فبدل الطريانة هناك وعاء على شكل صندوق له غطاء ويسمى( الكينثة ) ويستخدم بيث الريها هذا في المناسبات الدينية والطقوس الدينية الكبرى ويجب ان يكون مرافقاً للدرقش .
ترجمة واعداد
كنزبرا سلوان شاكر