• Default
  • Title
  • Date
الخميس, 04 نيسان/أبريل 2013

التعميد المندائي-المصبتا

  الربي رافد الشيخ عبدالله الشيخ نجم
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

( المصبتا ) العماد ، هو باب المندا والحياة المندائيه ، وبه يصير الانسان المندائي ابنا بارا وينتسب للمندائيه روحا وجسدا ، (آتوا الماء الجاري ، واصطبغوا صبغة تهب نفوسكم حياة من عالم النور -كنزا ربا ).

 

منذ فجر الانبعاث، ومنذ اول البشر ادم مارس (الاثري والملكي) والمندائيون العماد والى وقتنا هذا بدون انقطاع ، فتعمد ابونا آدم بهذا التعميد من قبل الملاك )هيبل زيوا ( فالتعميد ركن اساسي من اركان الدين وواجب على كل مندائي . وبما ان العماد بدء طريق يفضي الى اتباع الله ، لذا يشدد المندا على ضرورته فيدعوا الاطفال والراشدين والكبار الى تقبله والتعرف على قيمته ومفعوله فيهم ، فالانسان المندائي بالغا كان ام طفلا عليه ان يلج هذا الباب المفضي الى الله، الطريق والحق والحياة . وهذا مايبرر اصرار المندا على تعميد الاطفال ايضا في وقت مبكر بعد ولادتهم بشهر واحد، مرتكز على ايمان الاهل ويتجسد ايمانهم بالحي الحي العظيم من خلال تكريس اولادهم بواسطة العماد الذي يفضي بالمعمد الى حياة النعمه فيعيش في جوه ويتنشق عبيره .

 

في حفلة العماد يتقبل المندا باسم (هيي قد مايي) الحي الاول ويمثله في ذلك (الترميذا)عادة والمشتركون في الاحتفال ، وتكون مادة المعموديه هو الماء الطبيعي الجاري .الذي يسكب في القلب املا جديدا بافق يتفتح عن نقاء وبهاء حيث يقول الله في كتاب (سيدرا اد نشماثه- هذا هو الماء المقدس للحياة ، وانشىء في دار الحياة حيث عبر العوالم وجاء وشق السماء واصبح طاهرا). وهكذا فالماء الطبيعي الجاري الذي هو مادة العماد يتفق في رموزه مفاعيل العماد نفسه. فاذا بهذا الماء النقي حياة جديدة للمعمد، وهو الفرح الحقيقي الذي ينشأ عن نقاء القلب وصفاء العهد في نفس اتحدت بينبوع الحب والسعادة . وعندما يسيل على رأس المعمد وجبهته وذلك بالتغطيس والرش ، يردد المتعمد بعد الكاهن في اثناء التغطيس (انا -الاسم الديني- تعمدت بعماد الملاك بهرام العظيم ابن القدرة عمادي يحرسني ويسمو بي الى العلا اسم الحي العظيم منطوق علي) . يستقبل (الترميذا ) الراغب في التعميد في المكان المعد للعماد والمنداهو المكان الطبيعي لتقبل هذا العماد ،إذ انه اللقاء الطبيعي بين المؤمن والله ونقطة التفاف المؤمنين بعضهم مع بعض اسرة واحدة حول الله معربين بذلك عن انتماء ايماني وحياتي. وعندما يدخل الراغب بالتعميد الى المندا يتهيأ لينخرط في المجموعه التي اسسها الله ، وليصبح فردا فيها تسانده في معترك الحياة فلن يبقى في المستقبل منفردا ازاء صراعه الحياتي بل سيشعر انه ضمن مجموعه اخويه يعيش فيها الجميع متضمنين حياة الخالق الازلي . وبعد ان اختار والداه اسما يحمله طيلة حياته يتلفظ به محبوه بحنان، لكن في العماد قد جرت العادة الدينيه ان يمنح المعمد اسم ديني (ملواشا) رمزا للولاده الجديدة الروحيه واشارة الى الاسرة الجديده التي انضم اليها اسرة الحياة الاولى التي حافظت على الدين المندائي مدى العصور .

 

وقبل الشروع بهذا التعميد المقدس على الانسان المندائي ان يتخذ عهدا وموقفا معينا فيرفض الشر ويتبع الخير يرفض كل ماهو مناقض لله الحي الواحد ، الشيطان (روها)واعوانه واعماله معلنا ذلك بلسان طاهر ويعلن بذلك ايمانه وايمان الاهل ويشاركهم الرغبه، فمفاعيل العماد عظيمه تحير العقل فهو يمحو اغلب الخطايا وعقوباتها ويهب الفضائل الالهيه وحق الحصول على نعم حاليه وحق ارث السماء ومشاهدة عوالم الانوار وبعد هذه التهيئه ياتي التعميد .

 

يذهب ( الترميذا)الى الماء الجاري (يردنا) وينزل الى حد ركبتيه في الماء ويكون وجهه مقابل جهة الشمال اي عالم الانوار الابدي ، ويكسي (المركنه) العصا المقدسه باكليل الآس والمرماهوز ويثبتها داخل الماء اثناء التعميد وبعدها يحرك (الترميذا) الماء بيديه ثلاث مرات ليرسم ثلاث دوائر تعبر عن حدود التعميد وبعد هذا يبارك الترميذا الماء الجاري طالبا الى الله الحي الازلي ان يحل عليه روح (الاثري شلماي وندباي) فيتقدس ويطهر المتعمدين فيه وان يهب المتعمدين فيه نعمة الفداء فيخلع عنه الانسان المظلم ويلبس الانسان النوراني الذي اصبح متحدا مع الله ومحصن ومحصى بين الاولين المكتوبين في السماء .

 

وعندما ينتهي ( الترميذا)من قراءة صلوات الماء الجاري يكون طالب التعميد قد تهيأ للتعميد من حيث ارتداء الملابس الدينيه البيضاء (رستا) التي ترمز الى انسان النور ، واكليل الاس الذي وضع في خنصر يده اليمنى اي اقصى اليمين. وبعدها يردد (الترميذا) صلاة الترخيص بالنزول الى الماء الجاري (بشما اد هيي ربي انا اثبل بهيلا وهيلا اد يردنا الاوي شري نشي نيثي ونينهث ليردنا ونصطبا ونيقبل دخيا رشما ونلبش اصطلي اد زيوا ونترص بريشي كليلا راوزي شما اد هيي وشما منداد هيي مدخر الي)- المعنى بسم الحي العظيم انا اتيت بقوة الحي وبقوة الماء الجاري الذ ي سارقد عليه لانزل الى الماء الجاري واتعمد وانال الرسم الطاهر وارتدي رداء النور واضع على راسي اكليلا متالقا اسم الحي العظيم منطوق علي .

 

ثم ينزل الراغب بالتعميد وعلى اليمين الخلفي (للترميذا) الذي يقف مقابل جهه الشمال ويغطس جسمه كله داخل الماء ثلاث مرات ويرش (الترميذا)الماء على المتعمد من خلفه في كل مرة واثنائها يردد المتعمد مع الترميذاصلاة الاغتسال (طماشه ) ( انا الملواشه صبينا بمصبتا اد بهرام ربا ربا بر روربي مصبتاي وتيناطري وتسق الريش شما ادهيي وشما اداد مندا اد هيي مدخر الي ) - المعنى انا الاسم الديني تعمدت بعماد الملاك بهرام العظيم ابن القدرة عمادي يحرسني ويسمو بي الى العلا اسم الحي منطوق علي .

 

ثم يرسم الترميذا جبين المتعمد بالماء ثلاث مرات من اليمين الى اليسار وفي كل مرة يردد المتعمد مع (الترميذا) صلاة الارتسام (انا الملواشة رشمنا بروشمه اد هيي شما اد هيي وشما اد منداد هيي مدخر الي) المعنى انا الاسم الديني ارتسم برسم الحي العليم منطوق علي . ثم يعطي (الترميذا) بكف يده اليمنى الماء الى المتعمد ليشربه ثلاث مرات وفي كل مرة يطلب من المتعمد ان يعطي العهد (كشطا اسيخ واقيمخ) -المعنى العهد يقويك ويثبتك . وبعدها يرد (الترميذا) على المتعمد (بي وشكا وامر وشتما)- المعنى اطلب تجد تحدث تسمع . وبعدها يقرأ (الترميذا) الجزء الرابع من صلاة الانبعاث ويتوج بيده اليمنى للمتعمد على راسه . ثم يضع (الترميذا) يده اليمنى على راس المتعمد ويقرا الاسماء الطاهرة المقدسه طالبا له قوة ونعمة الحي المنتصر على الشر فيتسلح بذلك لصراع مستقبلي محافظا دوما على نقاء القلب.وبعدها يبسط (الترميذا) يده اليمنى الى المتعمد وياخذ منه العهد ويرد عليه )الترميذا ( ثم يخرج المتعمد من الماء وبعدها يقرا المتعمد صلاة الحياة (فرة الطريانا)وهو يدور حول الطريانا (وعاء البخور ).

 

حيث يقول (اسوثا وزكوثا نهويلخون ياملكي واثري ومشكني ويردني ورهاطي وشخناثي اد المي اد نهورا كليخون) -المعنى السلام والنزاهه لكم ايها الملائكه والاثريون والمساكن والمياه الجاريه والجداول وعلى ساكني عوالم الانوار جميعا. ثم يجلس باتجاه الشمال وفي هذه اللحظه يتحقق الحدث المهم في حياة المعمد ، اذ يتحرر من قيود الخطيئة ليلبس رداء النور ليعيش نقيا طاهرا معدا لميراث الحياة الابديه . وعندما يخرج(الترميذا)من ( اليردنه)وبيده وعاء الماء الذي (ممبوها)اي الماء المقدس يتم تكريس المعمد برسم الحي العظيم اذ يمسح (الترميذا ) جبهه المتعمد ثلاث مرات بال(مشا)وهو زيت السمسم الابيض الذي ارسله الحي العظيم الى هذا العالم ليشفي كل الالام وقد باركه ( الترميذا) بقراءة كل الصلوات الدينيه .

 

هذا هو سر التثبيت الذي به ينضوي المعمد تحت لواء الله الخاق الاعظم متسلحا بكل الطاقات الطبيعيه ترفدها المواهب الفائقة الطبيعيه التي نالها في العماد ليستطيع مقارعة الشر والامراض وتخطي الصعوبات الحياتيه التي تعترض سبيله نحو الفضيلة والكمال، فمن خلال زيت السمسم الابيض (شوشما هيوارا)الذي مسح به المعمد باسم الله لتحل البركه عليه كماحلت على الاباء الاولين .

 

وبعدها يضع ) الترميذا(يده اليمنى على راس المتعمد ويقرا عليه صلاة الاغتسال(طماشا) والاسماء الطاهرة المقدسة التي لفظها عندما كان واقفا في الماء الجاري ثم يمسك (الترميذا ) بيده اليمنى يد المتعمد لياخذ العهد من المعمد ان يغسل يده اليمنى بالماء الجاري لتصبح طاهرة حتى يمسك بها الخبز المقدس (بهثا) والماء المقدس(ممبوها) وعندما (يطمش ) اي يغسل يده يجب عليه ان لايتكلم تقديسا لصلاة (البهثا والممبوها)وبعد ان ياكل المعمد البهثا ويشرب جرعتين من الممبوها والثالثه يرميها المعمد على كتفه الايسر دلالة على غفران خطاياه ، حيث يقول (الترميذا) للمعمد(كل بهثخ شد ممبوهخ شد هللتا من يردنا اشد بيدا ال سمالا) -المعنى كل خبزك المقدس ، اشرب ماءك المقدس الذي حللت من الماء الجاري ارم بيدك على يسارك . ثم ياخذ الترميذا العهد من المعمد . ويستمر ( الترميذا )بقراءة الصلوات والتراتيل وعندما يصل الىصلاة شهادة التعميد يمد المعمد يده اليمنى الى الماء الجاري ويردد بعد الترميذا ( يردنا اد إصطنابا الاوين نهوي بسهدي اد لا فخنن من رشمن ولاشنينا لدخيا ميمران ) - المعنى الماء الجاري الذي تعمدنا به سيكون شاهدنا الذي لانغيره من رسمنا ولانبدل كلماتنا الطاهرة . وبهذه الشهاده يدعوا المعمد الى الحفاظ على شعلة الايمان الساكنه اعماق كيانه فيلتزم الصمت كل متطلبات هذه الشهاده الطاهرة ويسعى في اشعاع هذه الشهاده الطاهرة ويسعى في اشعاع هذه الشهادة نورا يضيء لمن حوله الطريق نحو الكمال والحقيقه. وعندما ينتهي ( الترميذا) من قراءة التراتيل يقف مع المعمد ويقرأ صلاة التوسل وطلب الرحمه والغفران وكذلك المعمد يطلب التوسل من ربه ان يغفر له خطاياه ويقبل ادعيته النزيهه وعند الانتهاء من الصلاة يعطي الترميذا العهد الى المعمد ويستمر الترميذا بالقراءة حتى يتناول (البهثا) ويشرب جرعتين من ( المبوها) والثالثه يرميها اسفل ( المركنا)دلاله على غفران خطاياه وبعدها يعطي(الترميذا) العهد الى (الشكندا) مساعد الترميذا حيث يمسك (الترميذا) يد (الشكندا) اليمنى ويقول ( كشطا اسيخ وقيمخ) ثم يرد عليه المساعد (بي وشكا وامر وشتما اثري اد سغدت وشبتنن نويلخ ادياورا وسيماخا ومبرقانا ومشوزبانا بثر ربا اد دنهورا ودورا تاقنا ومشبين هيي )- المعنى اطلب تجد ، تحدث تسمع . الاثيريون الذين قدستهم وباركتهم سيكونون لك مساعدين ومثبتين ومنقذين ومخلصين بالمكان العظيم للنور والدار الازليه وليسبح الحي .

 

وبعد هذا يجلس ( الترميذا) ويقرأ صلوات الختام وهي عبارة عن حل او فك مارسمه في بداية التعميد ثم يخرج تاجهمن على راسه الذي توجه في البدايه ويقبله ثم يرميان اكاليلهما في الماء الجاري رمزا للخلاص والطهارة .

الدخول للتعليق