• Default
  • Title
  • Date
الخميس, 04 نيسان/أبريل 2013

الناصروثا علوم الفلسفه المندائيه

  رمزيـه عـبـداللـه فـنـدي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

مبارك هـــو صوت الحــي......... ومـمـجد الـشعـاع العـظـيـم الـذي كـله ضـياء

(كنزا ربا)

 

التعريف :

 

تــُعرف { الناصِـروثا } بأنها :

علوم التبحرفي الدين والفلسفيه الروحانيه ، عميقة الجذور إلاهية حــْق ،علوم الحقيقة الكامنة والمعرفة أللامتناهية وكلمات الحق والصدق الأسمى.،جُلبت من كنــز عوالم النورالأزلية واعطيت للنفس التي دخلت الجسد المادي عند أتمام خلقه؛ لتكون لهُ السلاح النوراني الذي به سوف تقاوم الـشر والظلام القابع في العالم ألفاني [ آلما اد تيبل ] العالم الارضي ؛ علوم أزلية موجودة بوجود سـيد العظمة (الحي العظيم ، هيــي قدمــاي) متسـربلة بأشـعتها وأضويتها الذاتـية في سـكينة تامة ؛ لم يحين الموعـد بعـد لتخرج من سـكينتها ، لأن الآدميين لم يخلقوا بعد لإحتوائــها . وعندما حان موعـد خلق الآدميون نـادو على (الناصِـروثا ) ، فـأرتفع النداءُ (بالدعاء والتسبيح ) عـالياً ليصل الكون الذي هو فوق جميع كـل الأكوان والى العالم الذي هو فوق جميع كـل العوالم لِصل الى كنوز النور ، وبأمر سـيد كنوز عوالم النور (هيـي قدمايـي ، الحي العظيم ) ، أنطلقت (الناصِروثا ) وتمـددة ملئ الأكوان والعوالم عابرة الزمان والمكان لإحتضان النفس (النشمثا) وبالتالي أحتوائها جـسد الطين الفاني ، من هنا بدأت رحلة ( علوم الناصِروثا ) الى العالم المادي ، وستبقى مع الأدميين لحين خروج آخـر نشمثا طاهر من هذا العالم ، حين ذاك يأذن ( الرب اللــه العظيم ) 

لـها بالعوده الى بـيت أبيها الذي جُلبت منه . الناصِـروثا طريق سهل وطـيب لعودت النفس الطاهره (نشمثا )الى عوالم النور السامية .

 

هذا مقطع من نص ديني للكتاب المقدس ( الكنزا ربا ) الا يمين ، عن هبوط (نشمثا) في الجسد :

 

" باسم الحي العظيم

 

أنا { نشمثا} تحدثت الى الأثـري اخواني، وقلت لهم:

{ماذا إقترفت من إثم،حتى أغويتموني وازحتموني من بينكم ؟

أخذتموني من مسكني أسيرة، واغويتموني وازحتموني من بيت أبي

واخذ كل واحد منهم يتحدث اليها :

يا نشمثا الحياة المنتصرة، يارسولة كل النيرات

يانشمثا الحياة الطاهرة ،يا نشمثا ، قفي واذهبي هناك،

وادخلي الجسد وابقي مقيدة في القصر { الجسد}،

ومن خلالك سيُقيّد الاسد الهائج ،وسيقتل الشرير في مكانه،

ومن خلالك سيُقيّد ملك الظلام.....

وتجيب { نشمثا} وتتحدث الى { مندادهيــي}:

أيها الصالح،رسول النور،

اذا أردت مني ان اذهب الى هناك ،

وادخل في الجسد ،وأبقى أسيرة فيه،

فاعطني إذن سلاحاً سامياً،لأبعد عني { الاشرار }.

{ وأجابها مندادهيـي } :

ما هو السلاح السامي الذي تريدينه يا { نشمثا }،

حـتى نجلبه لك من كنز الحياة ؟

سلاحُــك هو { نـاصيروثـا }، وكلمات الصدق التي جاءت

اليك من موطن النور .

وهنـا قالت { نشمثا }:

باسم { الحي العظيم }، وبعون { منداد هيــي}

ذهبتُ الى هناك ودخلت الجسد.

ذهبتُ الى هناك ودخلتُ الجسد ، وجعلت ذاتـي أسـيرة فيـه .

ومن اليوم الذي دخلتُ فيه الجسد، كنت قرينته على مرْ الدهور .

قرينته كنت على مـرْ الدهور ، وكان الاشرار من الاعماق غاضبين عليّ."

 

ومـن وصايا الرب للمؤمنين : ( سِّلـحوا نفوسك م بأمضى من الحديد ... سلاح 

ناصروثا وكلمات ربكم الصادقة ) .

 

يتضح من النص المبارك اعلاه ان { نشمثا ـ النفس } إمتنعت من الدخول في الجسد واخذت تشكو وتنوح ؛ وهنا ترجو رسول النور { مندادهيــي } ان يـُـرسل لهــا { مُخلّصاً } يخلصها بعد الوفاة من الجسد ويرافقها الى عالم 

النور ؛ والسلاح الذي تحصل عليه { نشمثا } هو { ناصيروثا } (1 ) أذن اعُـطيَ هذا العلم والسلاح الروحاني لللادميين محبــة ًورأفــة ًإلاهيــة ، تعينهم في مكوثهـم وخروجهـم من العالم الفانـي ؛لأنه من خلال التعمق

بهـذا العلم والتبحر بفلسفتـة اللاهوتية يكون الناصورائي المؤمن ؛ قد وصل الى اعلى درجاة التصوف { الزهـد في الدُنيا } ، ونكرانها ونكران مغرياتها وملذاتها الوقتيه المزيفه ، لان فلسفته الروحانيه قــد فتحت ابواب عقله وفكره وحررته من كل سيطرة وعبودية ممكن ان تلحق به من هذا العالم ، بعــد أن أ ستطاع تــحقيق توازنه المختل ، بين طبيعته الانسانية المادية بما فيها من قوى سالبه المتمثلة بـ { الغرائز والشهواة والحواس } وبين طبيعته 

السماوية النورانية المتمثلة بعناصرها الايجابية كــ {الحب والعطاء والايمان } ، واستطاع أن يرسم طريق حياته المثالية التي يحياها في هذا العالم ..... ، وطريق حياته هذا سوف يؤدي به الى الوعي وتفتح طاقاته الباطنية وإمكانياتــه الإنسانيــة ، كالعمل والنظام والصبر وبرؤية واضحـة تفهــم كافــة الأمور الحياتية ....؛ ولنا في قول الحي العظيم طريق يـُـنير بصيرتنا :

 

" بـاســم الحي العظــيم

 

أحببتُ العـَدل منــذ ُ أحببتــك

وأحببتُ الحـقَّ منـــذ ُ حببـتك

منــذ ُ يوم عرفتك ، عرفت أن الدنيا باطلة

وأن جميع نعـَـمها زائلة

صرت أحـبّ إلي من أبـي وأمــي

أحـبَّ إلـي من أخواتـي وإخوتـــي

ومن أبنائي و زوجـتـي

لم تـعُــد تهُـمني الأموالُ ولا القصـور

لم تعُــد تهُـمني الثياب ولا الــعطـــور

لا الــجـاهُ ولا الــســلطــان

إ نـي وجـدتُ نفــسي .....فـمــالـي وللأكـوان " 

( جزء من نص حب المؤمن للحي ...كنزا ربا الايمن )

 

" بأسم الحـي العظيـم

 

ياســـيدي المالك العالي للنــــور

الذي عيناه مفتوحتان ، تبحثان عن العدالة

والذي يضــع العدالة لهؤلاء الذين يحبونـه

وينفذ العدالــة على هؤلاء الذين أضطهدونا

وعلى المضطهد يـــن الذيــــن يلاحــقوننـــا

وعلى الشريرين وعلى الغــاضبيــن .

الذيـــن يحتالون لعمل الشر علينـــا .

أذا كـنا نرضيك يامالك النور العالي

انظر الى هذه النفس التي تؤمن بــك

ومن أجل أسمك حضروا على الارض واضطهدوا .

أرنــــا الهــواء الطـــاهر

كــي ننســـى أ ضطهادنــا الدنيــوي

حتى ننســـى أضطهاد الارض

واغاظــة الشريـرين والكذابيــن

قـــــوَّ بصيرتنا وصوتنا ويقظتنا وتســبيحنا

لأننـا بـهذه الوســيلة نستطيع أن نصلـك أيـهـا الـحـي العــظـيـم

مـــــــــــن الـبـدايــــة الــى 

الــنـهــايـــــــــــــــــــــــــــــة ،"

( جزء من النص 18من كتاب التعميد )

تعتبر بشرية السلالة الاولى لنبي آدم (مبارك اسمه ) من اولى السلالات (الناصورائية) ، ونواة الديانة المندائية من بذرة حكماء أنقياء اجتمعت فيهم كل عناصر علوم) الناصِـروثا) ؛ مما جعلتهم يمتازون بالمقدرة الروحانية الفائقة في البصيرة والتعمق الروحي والتبحر في الدين اضافــة ً للمقدرةالجسمانية والصحية ؛ كُـشِفت لديهم الكثير من اسرار النفس والذات ، واسرارعلوم السماء والارض ؛ وممارستهم لهذه العلوم السامية في حياتهم الروحية والعملية فتحت لهم ابواب اتصال روحانية بين عالمهم المادي والعالم الفوق المادي ( النوراني ) ما جعلهم على ثقــة واحساس تاميين بمعانقتهم للحياة الابدية الخالدة ؛.(2 )... ويطلق اسم (الناصورايي ) على الروحانيين (رجال الدين ) الذين يراعون تطبيق الاحكام والاوامر الدينية قبل غيرهم ، والمؤمنون الحقيقيون ( النقاة ) ؛ (فالناصورايي ) هم الاشخاص الذين يفهمون (الناصيروثا) التي هي فلسفة الديانة المندائية ، ( كان النبي يحيى ( ع ) ناصورائياً وكذلك والديـَه ، والسيد المسيح ايضاً ) ذا معجزات تعالج بصورة رئيسية شفاء أبدان الناس وارواحهم .

وكلمة (ناصورائي) من الجذر السامي ( ن ص ر ) ويعني ( راقب ، حدس ، صان ) وفي الاكدية نجد معناها نفسه في طقوس الكهنة الاكديين ، وفي البابلية ( nasaru ) بمعنى (مراقبي السماء او حافضي الاسرار ) وفي 

العربية (نصر، ونظر ) وفي العبرية نصر (نطر ) فالصيغة المندائية تعود الى الصيغة الاراميه القــديمة العهد ، لذالك لا يمكن أبدا ارجاع كلمة ناصورائي المندائية الى المصطلح السرياني ( ناصُرايَ ،ناصري ) اي مسيحي ( نصراني ) ، ومن ناحة اخرى اعتبر الباحث الماني ( ماتسوخ ) بحق ان لفظة( ناصورائي ،ناصورايا )

هــي الدليل القاطع على قِــدَم الناصورائية المندائية وأصلهـا......

تتمتع ا لفلسفة المندائية بخاصية عظيمة تجعلها ثابـتة وكريمة ، ومحافظة على نقاء جوهرها لاتخضع لأحكام الزمان و المكان ، ما ان يصيبها اضطهاد، اوأذى دنيوي المتمثل بقوى الشر، والضلام على مر الدهور والعصور حتى يضن البعض انها قد تزول ، تنبعث مجدداً من بين الفوضى والاضطراب ، كاشفة عن ا شعتها النورانية ،واسرارها العظيمة بكل قوة وفخر، مبشرة أحبابها بالامل والاطمئنان والانقاذ الابدي من الخراب الدنيوي ؛ لانها متجذرة ... و الجذرُ لايموت ابدا .

" مبارك أنت { الناصِـروثا } الذي منك تعلم المختارون"

{ مقطع من دعاء النبي سـام بن نوح (ع)

مــن مواعــظ النبي يهيا يوهانا (يحيى بن زكريا ) عليه السلام للناصورائيين 

الصادقين والمؤمنين ...

" إذا أصبحت ناصورائياً ،فكلّ فضيلـةٍ من فـَضائـِلكَ ســلاحٌ

يـُعينُ باهري الصـدق أنك تـُعينهـُم بالإيمان والاستـقـامــةِ

والمعرفــةِ والحكمــةِ ، والتعــليم ِ، والرجاء ِ، والصــلاةِ

والتسبيـح ِ، والصـدقةِ، والطيبــةِ ، والتواضـع ِ، والاتقــان ِ

والرأفـة ِ، والحنان ِ، والتبصر ، ومـحـبة ِالــحـــــــــــــــق 

( كنزا ربا يمين الكتاب التاسع(

 

المصادر :

 

1ـ النشوء والخلق في النصوص المندائية اعداد وترجمة الاستاذ الدكتور 

صبيح مدلول (هبوط نشمثا في جسد ادم )

2ـ النبي يحيى بن زكريا نبي الصابئة المندائيين اعداد وترجمة الاستاذ 

الدكتور صبيح مدلول السهيري

3ـ النص الديني (18) من كتاب التعميد المندائي ترجمة وتعليق الترميذا 

الدخول للتعليق