طباعة هذه الصفحة
الجمعة, 08 تشرين2/نوفمبر 2013

محاضرة الدكتور الاستاذ يوسف قوزي في الجمعية المندائية في أربيل

  فوزي صبار طلاب
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

أقامت جمعية الثقافة المندائية في أربيل ندوة استضافت فيها الاستاذ الدكتور يوسف قوزي صاحب ترجمة كتاب الكنزاربا المقدس عند المندائيين ، المحاضرة موسومة بعنوان (نشأة اللغة المندائية ولمحة عن تراثهم الأدبي ) ،ركز الدكتور يوسف قوزي على الجانب اللغوي الأكاديمي وخصص له الجانب الأكبر من المحاضرة ثم عرج على كتبهم ودواوينهم ولم يتحدث عن الجانب الديني الا لماما حيث أكد على عدم إعطاء الجانب الديني  في الحديث حرصاً على عدم التشعب . 

يقول الدكتور يوسف أنٓ الكلمة المندائية هي كلمة مركبة وفيها إدغام وخصوصا في استبدال الحاء الى هاء ويسأل مستفهما من اين جاءت ذلك ولماذا ؟ لا يدري ، ويؤكد أن الحروف وحركاتها قد ورثوها من الأكدية والسومرية ، وان اول ظهور للغتهم المندائية هي في ميسان على المسكوكات ، لقد ظهرت الآرامية في القرن الثاني عشر ق.م وتعددت من بعدها اللهجات وتفرعت اللغات ، وان المندائية فرع منها لكن الكلمة مركبة ما معنى ان الدكتور يوسف يريد ان يقول ان اللغة المندائية ليست من جذر واحد ، ثم قال لا ادري لماذا كتابهم الكنزاربا من جزأين اليمين واليسار ، ويستمر ويقول يكاد يفقد المندائيون لغتهم الأصلية ولم يتحدث بها في العراق الا القليل وحديثهم غير متقن ، وهناك في ايران يتحدثون المندائية ولكنهم يتحدثونها بلهجة قديمة إيرانية تكاد تكون غير مفهومة ، ويقول لقد ضاع الكثير من تراثهم ولم يستطيعوا الى اليوم بتدوين ما فقدوه بسبب جهلم باللغة ، ثم يقول ان للغة السريانية تأثير كبير على المندائية حتى انه ذكر جملة موجودة في الكنزاربا (أنا سرياني ....) .  

‏‫ثم جاءت مداخلتي بعد انتهاء الاستاذ المحاضر : إن اول ظهور للغة المندائية بشكل موثق هو ظهورها على المسكوكات النقدية في منطقة الكرخة التي تأسست سنة ١٦٥ ق.م ثم استمرت وظهرت دولة ميسان وظهرت فيه مسكوكات كثيرة لحين سقوط دولة ميسان على يد القائد اردشير سنة ٢٢٣ م وظهور اللغة على مسكوكات الكرخة يعطي دليلا على وجود المندائيين وبأعداد غير قليلة بدليل سك تلك المسكوكات بهذه اللغة ،لكنها لغة وليست ابجدية ناضجة مكتملة لان هذا النضج والاكتمال ما اكتمل الا بدولة ميسان حيث ظهرت الأبجدية المندائية بشكلها الموجود حاليا ، وقلتُ انني اجهل اللغة المندائة وغير دارس لها لذلك لا أستطيع معرفة حقيقة الامر لحركاتها وجذر كلماتها وهو عيب نتحمل وزره ، إن التدوين يأتي متأخراً عن ظهور الأفكار ونضجها وبما أن المندائيين قد دونوا تراثهم الديني وأصول طقوسهم في القرون التي سبقت الميلاد ( وكما يقول الاستاذ عزيز سباهي / أصول .....،ان المندائيين قد استقرت طقوسهم واكتملت في القرن الخامس عشر قبل الميلاد وهذه الطقوس هي نفسها المتبعة في يومنا هذا ، يعني  هذا سبقهم في التاريخ ، إن وجود حرف او كلمة سريانية بين ثنايا اللغة المندائية لا يعني ان اللغة المندائية غير نقية وأكدت ُ ان اللغة المندائية هي بنت الآرامية وهي لهجة من لهجاتها أسوة ببقية اللغات الاخرى ثم استشهدتُ بقول الاستاذ عزيز سباهي ان إنجيل توما قد كتب بلغة اقرب الى اللغة المندائية بل وهو متأثر بها كثيرا ، حيث ذهب بعض المستشرقين يقولون  أن الذي كتب إنجيل توما هو مندائي ثم اعتنق المسيحية بعد ذلك مما يعطي المندائية السبق في التاريخ .

 اما ما يتعلق بكتابنا المقدس وكيف انه يتكون من جزأين الأيمن والأيسر فأشرت ُ أن المندائية تنظر الى الحياة وخلقها والإنسان  بأنها دائرة مكتملة ومتصلة وليست خطا مستقيما يبدأبنقطة وينتهي بها بل الحياة تبدأ بخلق الكون والإنسان لذلك جاءت التراتيل مصاحبة لهذا الخلق وهذا ما يمثله الجانب الأيمن من الكتاب المقدس  ثم تستعد النشمثا للرجوع الى باريها فتصاحبها  التراتيل والأدعية للعروج وهو ما يمثله الجانب الأيسر . نعم تتعرض لغتنا المندائية الى خطر الانقراض وضياع الكثير من كتبنا وسببه نحن ،  آخذا بنظر الاعتبار قلة عدد المندائيين  وضعف مواردهم وتشتتهم في ارض الله الواسعة ، لقد  حرص الدكتور يوسف على إظهار ما يهدد المندائية لغة وتراثا وعلى ديانتهم بالتالي فهو الاستاذ البارع المختص ، ثم استمرت مداخلات الحضور فكانت ندوة ناجحة ومفيدة رغم الحضور المبتسرللمندائيين فيها .                                                   

الدخول للتعليق