• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 08 شباط/فبراير 2016 06:29

وداعا عزيز سباهي

بحزن بالغ ينعي ابناء الصابئة المندائيون ، وثقافتهم الوطنية، الباحث والصحفي والفنان عزيز سباهي ، الذي فقدنا فيه واحدا من ابرز كتابنا العراقيين الذين تجسدت في كتاباتهم وبحوثهم روح شعبنا الحية ، وتاريخه الطويل ، المليء بتضحيات مبدعينا ، المفتوح ابدا على مستقبل الانسان الذي حمله الراحل محبة في القلب ، وأفقا في العينين ، وجدلا متواصلا من الافكار .


عزيز سباهي ، كبيرا كان في ساحات الحرية ، وفي معارك شعبنا ، وكان ، في اللحظات العصيبة من تاريخ العراق ،يتعالى على الجراح ، في كل دعواته الانسانية الراقية في دفن الاحقاد ، كان يدعوا الى التوحد في الوطن ، في تصميم ثابت، على الاستمرار في الطريق نفسه ، طريق الحرية ، التي ظل هاجسه حتى اللحظات الاخيرة ، مستنطقا دلالاته، مقتربا منه رغم منفاه البعيدة ، مؤكدا ان حقيقتنا هي حقيقة شعبنا التي لايمكن ان تحجبها عن اعيننا ابدا اوهام الفاشية والطائفية المقيتة وثقافتهما القائمة على التدجين والقمع والغاء الآخر. فحقيقتنا ، هي التي نستمد منها يقيننا الحاضر واحلامنا القادمة ، وشرطنا التاريخي .
نعرف جميعا ، اصدقاء واحباء ، هنا وهناك، كم عانى هذا المناضل القدير في عقود عمره الطويلة . منذ ايام الشباب الاول، في الاربعينات من القرن الماضي ، في سيره العاصف على خطى والده الشاعر سباهي ، وعلى خطى الفكر الماركسي ، الذي ذهب اليه بحزم في يقظته الواعية ، فبقي شامخ الرأس، متجاوزا كل الآلام ، يواصل سيره في الطريق نفسه، طريق الحرية. وكان ، في هذا الطريق نفسه ، وهو يودع الشهيد تلو الشهيد من رفاق عمره ، واولهم كان اخيه المناضل صبيح سباهي ، الذي قطع جسده الفاشيست عام 1963، فسقط بشرف وكبرياء وشجاعة ، وهو بعمر الزهور في ساحة الحرية ، دفاعا عن شرف الكلمة ، التي كان يكتم اسرارها في مطابع حزبه السرية .


ربما لايكون للكلام الآن ، مهما كان بليغا ، مكان هنا، تماما مثل الدمع ، الذي يكاد يصبح ، مثل هذه اللحظات ، على عمق ما فيه من مشاعر انسانية ، استذكار لواحدا ممن صنعوا الذاكرة الثقافية المندائية الحديثة . انه انسان وضع قلمه وفكره منذ تلك اللحظة التي قرر فيها الالتزام بحركة شعبه، ليكون في قلب المعركة ، من اجل حرية الكلمة ، ونشر الثقافة التقدمية ، فظل يراعه حاضرا ابدا في المقالة النقدية ، والبحث والمعرفة والتاريخ بعدد من المؤلفات ، في الزراعة والعمل النقابي والسياسي ، واصول الديانة المندائية ، متوجا بثلاثيته الخالدة عن تاريخ الحزب الشيوعي العراقي.، فقد كان لكل من عرفه عن كثب، كتلة ابداع لاتتوقف لحظة ، فقد كان ذهنه الوقّاد ، وذهنه الثاقب ، يجوب في رحاب الثقافة ، وهو ينهل من ينابيع المعرفة الانسانية اينما كانت .
فكل ما تبقى لنا الان ، هو ، ان نكتب كلمات في توديع الراحلين ، وننتظر الكلمات الجديدة ، كي نودع من سيرحل غدا . لم يتبق لنا حتى كلمات جديدة ، لقد جفّ كل شيء ، الكره وحده ، هو من يعلمنا الانتظار، فالوطن الذي ناضلنا من اجل حريته، مرصودة حريته للقتل، يغدو فيه الشجعان ، الاكثر تجاسرا على الكلام ، في فوهة النار والاغتيالات ، حالمون بهناء العيش ، حالمون بالخلاص من المذبحة المفتوحة التي تحصد المئات كل يوم ، وتستنزف المشاعر وترمي المرء في بئر من تبلد الحسّ ، ماؤه اليأس من كل مصادر الرجاء ، والمناضلون لاجل مثلهم تبقى احلامهم نزهة في مناطق ممنوعة. وكان الراحل عزيز سباهي ، اكثر من يعلم ان المرء يظل اسير احلامه ما دام تواقّا الى الحرية .


انه بيننا وسيظل لامحالة، خالدا، فهو لن يرحل ، وهل يمكن للتاريخ ان يرحل؟ هل يمكن لرمز لحركة شعب ان يرحل ؟ لن يرحل الحلم بعراق ديمقراطي ، كما كان يراه ، عراق بعيد عن غزارة الدم الذي يشق في ارضه الرخوة مجاري الى محيطه. هل يرحل من هوعائدا بيننا كلما تهيجت انفسنا الى النضال من اجل الحرية ؟ بكلماته ، ومواقفه ، التي كانت وستظل تاجا ارفع من الكلمات ولا امارة أليق به منها.فالكلام الذي كتبه قلمه ، وريشته التي خطت باسلوب النسخ والثلث ، اجمل العبارات والاشعار، يستطيع ان يغطي غيابنا جميعا ، الان في محنتنا الاليمة التي نعيشها ونحن في الشتات ، او في المستقبل الذي نحلم به .
ننافح بالكلمة حد السيف، ونقول في غيابه، بان الكلمات هي التي تبقى، ونحن نعرف اننا كائنات من كلام، لهذا لانستطيع ان نصمت طويلا، وحتى حين يكون الجرح مفتوحا واليد على القلب تمنعه من السقوط، فاننا سنقول كلاما ينتصر للانسان وحريته . فمنذ البداية ، ومع هذا الانسان ، انتصرنا للكلمة ورفضنا الدم.
تودعك المحبة يا عزيز سباهي، وكنت سيدا من رعاتها
ويودعك الوفاء، وكنت من سادة بيته
يودعك النقاء، وانت الانسان الذي عرف كيف يحيا البراءة والصدق تحت عباءة النضال من اجل الحرية

 

نشرت في وجهة نظر

 لقاء مع الكاتب العراقي عزيز سباهي 

اجرى اللقاء: موسى الخميسي

لقد دفع مجمل التغيرات والتناقضات التي يعيشها مجتمعنا العراقي العديد من المندائيين العراقيين الى إعادة النظر بشكل انتقادي في المفاهيم القديمة حول المثقفين ودورهم الايجابي في حركة المجتمع ، فهم الآن لا يمثلون مجتمعا خاصا قليل العدد متجانسا اجتماعيا ومنفصلا عن دورة الإنتاج المادي والفكري ، لان ممثليه يمارسون المهنة او العمل الذهني الصرف كل على انفراد. اذ اندثرت مفاهيم تقليدية كثيرة حول المثقفين وانعزالهم في أبراجهم البعيدة عن الناس وهمومها وتطلعاتها . المثقفون اليوم باعتبارهم أمناء للحقيقة ومثل العدالة ومدافعين عن مصالح الذين حرموا من حق الكلام ، لا زالوا يعيشون بيننا ويربطون بين نشاطهم المهني والنضال ، في سبيل التقدم الذي نسعى اليه جميعا.
والمندائيون يعتزون بان عدد من مثقفيهم لا زالوا يمثلون إحدى رموزهم ورموز مجتمعهم الروحانية التي لا تنقرض ، من خلال أفكارهم وطروحاتهم وعملهم النضالي الدؤوب ، الذي لا يزال الى يومنا هذا مؤثرا في العلاقات المتبادلة بين أبناء الطائفة بشكل خاص والشعب العراقي بشكل عام. وعميد المثقفين المندائيين الأستاذ عزيز سباهي الذي انخرط منذ صباه في العمل النضالي والفكري ، هو نموذج الإنسان البار الذي مثل ايجابية الموقف مع نتاج الفكر، حارب كل اغواءات الحلول الفردية ومغريات مؤسسات السلطات الرجعية البائدة ، التي عملت على تحطيم وتشويه الإنسان العراقي ، ودفع ثمنا لأفكاره سجنا وتجويعا وتشردا ، من اجل ان لا تزاحم الإنسانية شريعة الغاب ، ومن اجل ان لا يتم التلاعب في قيمة الإنسان .
هذا الإنسان ، المفكر ، المناضل ، النموذج ، ظل حتى يومنا هذا يطالب بان تكون الثقافة بنهوضها وآفاقها الرحبة بكل عناصرها المترابطة ، مسخرة للإنسان ، وان تأخذ زمام مصيره وتاريخه العام بيديه ، وان تكون جميع روافدها في خدمته ، وان تؤخذ بالاعتبار جميع جوانب الحياة الثقافية المتعلقة بالعلم والتقنية والفن والرياضة والأخلاق وتربية المواطنة والسياسة. لقد عكس هذا الإنسان البار بكل معاركه ونشاطاته ومواقفه وفصاحته ، في ظروف الانحطاط الفكري التي سادت العراق او خلال هوامش العمل الديمقراطي والانفتاح ، مفهوم المثقف الذي لا ينفصل عن نصير الآراء التقدمية بكل جلاء :
هذا اللقاء مع الكاتب والمفكر الاستاذ عزيز سباهي

1- كيف توفق بين التزامك الشيوعي وانتمائك الديني المندائي حيث اصدرت كتابا اعتبر من اهم المصادر الحديثة عن تاريخ ومستقبل هذه الديانة العريقة ، بالمقابل عملك الحالي في انجاز الجزء الثالث من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ؟

2- لقد تربيت في المناطق الريفية في جنوب العراق في وسط ديني . كيف استطعت ان تخرج شيئا فشيئا من هذا الوسط وتصبح كاتبا ماركسيا ؟

3- هل لا زلت تعتقد بان الفكر الماركسي لازال صالحا لاصلاح الواقع العراقي

إذا سمحت ، سأجيبك على تساؤلاتك هذه مرة واحدة ، وكلها تدور كما ترى حول جمعي مابين الأنتماء الى المندائية واعتناق الماركسية في آن واحد ، وما تولد عن هذا من اهتمامات في ميداني الفكر والسياسة.

في البدء أود أن أشير الى انني حين انخرطت في صفوف النضال الشيوعي في العراق إبان السنوات الأولى من أربعينات القرن الماضي ، لم أكن يومها قد تعرفت على جوهر الفكر الديني ، مثلما ، في المقابل لم أكن قد الممت بالماركسية بعد ، كفكر . ولكل من الأمرين أسبابه. فلا الوسط الديني الذي نشأت فيه كان بوسعه ان يقدم الأجابات الواضحة والمقنعة لجيلنا من الشباب ، الذي كانت المعارف التي يتلقاها في المدارس (ويومها لم تكن الصحافة او وسائل الأعلام الأخرى قد دخلت بيوتنا بعد) تفتح امامه آفاقا لا تسعفه بيئته العائلية البسيطة بتفسيرات مقنعة من جانبها . بالمقابل لم تكن المكتبة العراقية تزوده بما تطرحه الماركسية من تفسير للمشكلات التي تواجه هذا الجيل الا في النادر . وكل ماكان هنالك لايتعدى افكارا وطنية صيغت لتوضيح المهمات الوطنية التي تنطرح امام الشباب من وجهة نظر الحزب الشيوعي العراقي .

هذا اولاً ، ما اود التنبيه اليه ثانياً ، هو انني انحدرت عن عائلة صابئية معدمة حقا ، فقيرة الى حد البؤس ، الى الحد الذي يدفعني الى التساؤل بحيرة : كيف ياترى استطاعت هذه العائلة ، مع كل هذا، ان تدبر امر إعالة خمسة اطفال ؟ هذا من جانب (وهو بحد ذاته كما ترى يدفع بالشباب الى الإحتجاج والنضال) من الجانب الآخر فالصابئة في العراق سابقا وراهنا يواجهون نوعا من الإضطهاد ، خفي احيانا ، ومكشوف أحيانا اخرى ، من المجتمع وحتى من السلطات التي يفرزها هذا المجتمع. إضطهاد ماكر ، ايديولوجي ومادي ، لا يقر لهم بالمساواة ، رغم انهم لايقلون عن اقرانهم بشئ ، ان لم يتفوقوا أحيانا ً. وكان لابد لهذه الحال ان تدفع بالشبيبة المندائية الى البحث عما يعينها على الخلاص ، ويحقق لها طموحها في المساواة ، وهو ، كما ترى بحث مشروع . وكان منطقيا ان يتجه الشباب ، ومنهم المندائيون ، الى الحزب الشيوعي العراقي بالتحديد، ليس لصدقه في مايفعل وحسب ، وإنما لكونه يشرع ابوابه أمام أبناء الشعب ، دون ان يضع أمامهم اية قيود أو اشتراطات ، قومية او دينية او عشائرية او جاه ... الكل يجد فيه متسعاً رحباً للتعبير عن هموم جماعته ، والكل يتساوى فيه ويتآخى فيه مع الآخرين ، ويتصدر صفوفه من هو أهل لذلك ، بغض النظر عن كل الفوارق التي اتينا على ذكرها .

ومع الزمن ، وتنامي المعارف وخبر الحياة والتجربة النضالية ، بات يتضح لي ما خفي من افكار كلا الأنتمائين في بادئ الأمر ، المندائي والماركسي . ولاأكتمك ، إن هذه التجربة في كلا جانبيها لم تخل من قصور في الفهم ، وتشنج في التعامل ومن نزعات الطفولة اليسارية احيانا . لا أزعم انني غدوت أمتلك من كلا الأمرين ناصيته الآن . وعسى ان تمتد بي الأعوام قليلاً لأشبع بعضاٍ من فضولي في فهم العلاقة أكثر بين الأنتمائين ، تحقيقا للحكمة الصابئية المندائية : "ويل لعالم لا يمنح من علمه ، وويل لجاهل منغلق على جهله". والحقيقة أقول : إنني كلما إزددت وعيا بما تعانيه هذه المجموعة الصغيرة من الناس ، إزددت يقينا بالحاجة الى الإقتراب منها ، والسعي للأخذ بيدها لكي تتلمس سبيلها الى الإنعتاق مما تكابده من مرارات.

قبل بضع سنوات كان لي لقاء مع جمع من المندائيين وبعض المثقفين من غيرهم في السويد في محاضرة, وضعت لها عنوان غير مألوف : "الأشتراكيــة والحلــم المندائــي". يومها قال قائل إنني أمارس دعاية سياسية . لكنني كنت يومها ، ولا أزال ، أؤمن حقا بما قلته . ظل الصابئة المندائيون ولقرون طويلة يعيشون في بيئة منعزلة يسودها إقتصاد المقايضة . يحلمون بالمساواة والحرية... حتى إذا زحفت نحوهم العلاقات الرأسمالية الحديثة ، بدأوا يواجهون وضعاً صعباً... تكيفوا له حقاً بما عرف عنهم من طيبة ومسالمة ومثابرة ، لكنهم باتوا يواجهون خطراً جديداً هو إنحلالهم كطائفة ذات معتقدات خاصة. وفي المهجر تحولوا ، وسيتحولون ولاشك ، الى ما يشبه الأيقونات في المتاحف ... تحتاجهم دوائر الدراسات اللاهوتية كعينات حية لدراسة ماض سحيق من الصراعات الدينية ... ولهذا لن يجدوا هنا ، ايضا ، متسعا رحبا لتحقيق أحلامهم كما علمتهم إياها معتقاداتهم . إن ابرز ما تؤكده العقائد المندائية تأكيدها على الجمع ما بين التطلع الى العلم ، والحث على العمل . حتى الإنسان الراهن يعجب حقا بما تسعى المندائية الى تقديمه في تفسير ظهور الكون وخلق الإنسان الراهن والإنتقال به من عالم الحيوان والظلام الى دنيا النور ورحاب المعرفة الإنسانية ، وتأكيدها على التآخي والسلام ما بين الناس . إن حكمتهم ترى ان أسمى ما يسعد به الصابئي هو احترام الناس : "رأس غبطتـك ان تحتـرم النــاس" التعاليم المندائية تؤكد على التعامل النزيه مع الناس وتحرم القتل وتقف ضد الحروب وتدعو الى السلم والى الإبتعاد عن الركض وراء المال واكتناز الذهب والفضة ، وتنادي بالمساواة الكاملة بين الجميع وبين حقوق الرجل والمرأة . أليس في كل هذا ملامح من العدالة والمساواة التي تدعو لها الإشتراكية ؟

لقد دعا ماركس الدين "زفرة المحرومين", فأي تناقض ، اذن ، بين ان تدعو الى إنعتاق المحرومين (ومنهم المندائيون) ، وان تدلهم على الدرب الذي يضمن لهم هذا الإنعتاق ! واي تناقض بين أن توفر لهؤلاء المحرومين فرصة التنفيس بالزفرة عما يضطرب في صدورهم الى جانب العمل من أجل خلاصهم من عوامل الأضطراب هذه ! لعل من أجمل معالجات الماركسيين في هذا الشأن ما كتبه فردريك أنجلز ، رفيق ماركس ، عن نضال المسيحيين الأوائل لنشر المسيحية بين اواسط الأرمن وغيرهم في آسيا الصغرى ، ونضال الإشتراكيين في مساعيهم الأولى لنشر أفكارهم في أوربا .

لقد كان منطقياً أن يتوصل القدامى ، مع قصور ادواتهم المعرفية الى فهم العالم الموضوعي الذي يحيط بهم على نحو ما توصل اليه الأنسان في قرونه المتأخرة ، وبالتالي عجزهم عن تبين السبل التي تحررهم من تشابكات العالم وصراعاته . لقد تناول ماركس الدين تناولا موضوعيا كشكل من اشكال الوعي الأنساني كأديولوجيا برزت وانتشرت في ضروف وبيئات معينة ... لكن نقده إنصب على المؤسسة الدينية التي جعلت من نفسها ومعارفها أداة للتبشير بما يخدم خضوع عامة الناس المستضعفين الى مشيئة المالكين والحاكمين . ولاتنسى أننا ورثنا ما صور لنا المحتلون البريطانيون عن الشيوعية ، والا فقادة العراق الأوائل الذين حاربوا الأنجليز كان لهم رأيهم المعاكس تماما بالبلاشفة ولينين. ولأن المندائية توظف معتقداتها في خدمة عامة الناس وليس السلاطين ، وتؤكد على معتنقيها بالأبتعاد عن السلاطين ، كان هذا هو ما قربها من المفكرين العرب الأسلاميين الذين عرفوا بنزعاتهم المتحررة كالفيلسوف ابو بكر الرازي او الشاعر المفكر ابو علاء المعري .

4- هل لا زلت تعتقد بان الفكر الماركسي لازال صالحا لاصلاح الواقع العراقي ؟
5- هناك من يقول لنضع صورة ماركس الى جانب صور العديد من مفكرينا العرب والعراقيين لرؤية المستقبل ما هو رايك بمثل هذه الطروحات ؟

دعني اصارحك القول في ضوء الفوضى الشاملة والتخبط الذي يجري في الواقع العراقي ، وغابة الشعارات التي تذهب الى حد التعارض احيانا ، أعتقد ان لا سبيل الى الخروج الى بر الأمان وأكتشاف السبيل الذي يؤدي الى التقدم ، الا بامتلاك المنهج التحليلي الذي دعا اليه ماركس لفهم هكذا واقع, وتبين العوامل التي تدفع الى إضطرابه ، والمصالح التي تحرك هذه او تلك من المجموعات والوجهات التي تؤدي اليها حركة هذه او تلك من المجموعات ، وموقعها من الحركة العامة للمجتمع. الواقع العراقي في حاجة الآن الى ما يوضح طبيعة الصراعات الجارية ، والى ماينزع عنها أرديتها الأيديولوجة للكشف عن المصالح الطبقية التي تحركها ، وتمييز تلك التي تدفع الى تقدم المجتمع . إن ماينطرح الآن ليس بناء الأشتراكية . لكن ماركس لايحدثنا عن هذا وحده ، وانما هو يدلنا على السبيل الذي يفضي الى القضاء على كل أشكال الأضطهاد ، الطبيقي والقومي والديني والأستعماري ... وحين تضطرب الأمور وتغيم المقاصد وراء مختلف الشعارات ، ولا تعود الطبقات الفقيرة و المسحوقة والجماعات الدينية والإثنية المضطهدة تتبين طريقها في هذا الجو المتلاطم ، يبرز الفكر الماركسي كدليل يقود الى السبيل الذي يعبر عن مصالح الفقراء والمضطهدين وشغيلة الفكر .

بعد انهيار المنظومة الأشتراكية في اوربا الشرقية ترآى للكثيرين ان صفحة الماركسية قد انطوت ... واليوم ، وبعد ان مر مايزيد عن عقد من السنين على ذلك الزلزال الكارثة تبينت كثير من الدعوات ... وبات كثير من الذين ناصبوا الأتحاد السوفيتي العداء يندمون على مافات . لكن ملايين من البشر تعود الى ماركس من جديد وتقرأه بعيون فاحصة في ضوء واقعها الحي الملموس ، وتتلمس منه سبيلها الى المستقبل الأفضل ، وليس التباكي على "الماضي السعيد" ، وتتلمس منه العون للخروج من مشاكلها الأجتماعية والأقتصادية. إن عراق اليوم ، ليس في حاجة الى لطم الخدود على ماض ولى, وإنما هو في حاجة الى إكتشاف سبيل المستقبل. وفي ظل المساعي التي تبذلها الأحتكارات الأجنبية ، متدرعة بعدة العولمة اللبرالية وآلياتها ومؤسساتها للأستحواذ على خيراته ، فان الشعب العراقي أكثر من أي وقت مضى في حاجة الى إستشارة ماركس من جديد وبعين فاحصة ومدققة ، كما قلت ، في ضوء واقعة الملموس .

 

6- هل تجد ثمة علاقة بين الدين المندائي ونزعتك المادية ؟
7- كيف توفق بين نزعتك الماركسية واهتمامك بالدين المندائي وكتاباتك ومحاضراتك المستمرة عنه ؟
8- المسيحيون والمندائيون بدأوا يهربون من موطنهم العراق بفعل تصاعد حدة الاضطهادات التي شملت القتل والاغتصاب ومطالبتهم بدفع الجزية من قبل عصابات دينية متطرفة . ما هو رأيك بعملية النزوح هذه وهل تعتقد بانها ستكون مؤقتة ؟

لا احسب أن اي عراقي ، غيوراً على وطنه وشعبه وتراثه ومستقبله لا يقلق للحال التي يتعرض فيها كثيرمن المسيحيين والصابئة للألوان من التضييق والإضطهاد ، بما فيها القتل والإغتصاب والإبتزاز ، مما يدفع بالعديد منهم الى البحث عن الأمان في الهجرة الى خارج البلاد . وأنا الذي عانيت ، ولا أزال من الغربة منذ ما يزيد عن ربع قرن ، أدرك بمرارة ، ما يعنيه التشرد والهجرة. من المؤسف ، حقا ان ابناء العراق الأوائل ، أعني بهم الصابئة والمسيحيين ، أحفاد بناة الحضارة العراقية القديمة والذين عاشوا وعمروا بلاد الرافدين ، قبل ان يدخلها العرب والمسلمون ، يرغمون اليوم على الهجرة عن وطنهم . ان من حق المرء ان يتساءل بأي وجه حق تسمح عصابات تدعي الأسلام ، لنفسها ان ترغم أبناء البلاد الأصليين على ترك وطنهم تحت طائلة التهديد بالقتل . ويجري كل هذا في القرن الحادي والعشرين ؟ ثم اليست هذه العصابات تخالف بهذا الشرع الذي تدعيه ، وهو الذي خاطبهم بقوله "ان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" ؟ ولماذا تسكت المرجعيات الدينية ، الشيعية بالذات عن هذا التجاوز على الشرع ، وعلى القوانين ، وعلى شرعة حقوق الأنسان ؟ وهل هذه العصابات اعلى نسبا وأشرف قدرا وأكثر إدراكا ومعرفة من امامي الطالبيين ، الشريف الرضي والشريف المرتضى ، حين حزنا اشد الحزن على الكاتب الوزير أسحاق ابن هلال الصابئي وحين رثياه بأجمل المراثي ؟

أنا أدعو كل القوى الخيرة في المجتمع على اختلاف مشاربها ، لاسيما اليسار الديموقراطي ان تقف بقوة اكبر في وجه مايتعرض له الصابئة والمسيحيون من إضطهاد ، إن كانت تحرص حقا على إشاعة الديموقراطية في البلاد واطالب الأحزاب السياسية والصحافة والمنابر الأعلام كافة ، لاسيما الشيعية ان تجاهر بمعارضتها هذه الممارسات ، والتصدي للعصابات التي تمارس التنكيل بالمواطنين الأبرياء وإيقافها عند حدها .

في الجانب المقابل ، أقول لأخوتي وأخواتي المسيحيين والصابئة الذين ينشدون الهجرة عن الوطن للخلاص مما يكابدون ، ان الهجرة لن تحل المشكلة . فسيتعرض غيرهم للمحنة وان السبيل الوحيد للوقوف في وجه هذا الأجرام هو النضال ضده ، ومشاركة من يكافح من اجل الديموقراطية في سعيه . ان هجرتهم قد تضمن سلامتهم, وقد توفر لبعضهم عيشا افضل ... لكنها ستولد متاعبها المقابلة ، وستولد وضعا يجر غيرهم الى الهجرة حتى وان لم يرغبوا فيها ، ولم يتعرضوا الى مايدفعهم اليها .

 

ما هو رأيك بالدعوات الجديدة للثقافات العراقية المتعددة الاخرى التي تطالب بازاحة هيمنة مظلة الثقافة العربية قليلا لتجد هذه الثقافات ، هي الأخرى ، وجه النور الذي حرمت منه لعقود طويلة ؟

 

دعني اولا ، اشير الى ان لهيمنة الثقافة العربية في العراق عواملها التاريخية الطويلة ، اذ تولدت من هيمنة العرب والإسلام على مقدرات البلاد طوال حقب طويلة ظل فيها الأقوام من غير العرب ، ومن غير المسلمين يتعرضون الى التضييق والى الأضطهاد وفي ظل هذه الهيمنة الطويلة فرضت اللغة العربية نفسها لا في ميدان الثقافة وحدها ، وإنما في التعامل اليومي والحياة الأجتماعية عامة . لقد تمثل العرب المسلمون ثقافات الأقوام الأخرى التي كانت سائدة في البلاد قبل احتلالهم وكسوها برداء من الأيديولوجيا الأسلامية ، مضيفين لها ما ابدعوه هم واعادوا فرضها على المجتمع . وبات على المثقف من غير العرب المسلمين ان يسايرهم في هذا وإلا فأنه ينتهي الى زاوية النسيان ويتوارى . وهكذا انمحت شيئا فشيئا لا الثقافات الخاصة بأقوام العراق الأولى ، ومن بينهم الصابئة المندائيون والكلدانيون والآشوريون وحسب ، وإنما انمحت ايضا المعالم القومية الأخرى أساسا وباتوا يحسبون في عداد العرب . واضحى على علماء الأثار ان ينقبوا عن ادابهم في مكتبة آشور بانيبال وغيرها . وفي كتب المندائيين يشار في مواضع عديدة الى فنونهم الموسيقية التي ما عاد لها اثر اليوم .

ان ازاحة هيمنة الثقافة العربية ، ولو قليلا كما تقول لن تتم بمرسوم واذا شئت الحق فأن الثقافة العربية هي الأخرى باتت تعاني من سلطان الذهنيات المتخلفة التي تدفع بها الى التحجر ، وكذلك مما تحمله العولمة الليبرالية من وافدات ... وليس غير الديموقراطية الحقة من علاج . وفي ظني ان الأبداع في جو ديموقراطي بحق ، هو وحده ما يفرض التعدد والأزدهار في الثقافة بما في ذلك ثقافة الأقليات ... ولنتمثل ، بعد هذا بالقول الصيني : " دع المئة زهرة تتفتح ! "

 

انصب جهدك خلال السنوات الاخيرة على كتابة تاريخ الحزب الشيوعي العراقي فاصدرت جزئين وانت تعمل على الجزء الثالث . ماهو الفرق بين كتابك وكتاب الراحل حنا بطاطو عن تاريخ هذاالحزب ؟

 

عديدون هم الذين سألوني عما يميز كتابي (عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي) عن ما اورده الأستاذ الراحل حنا بطاطو في كتابه (الطبقات الأجتماعية القديمة والحركات الثورية في العراق) الذي صدر عن جامعة برينستن بالأنجليزية عام 1978 وترجم الى العربية بعنوان (العراق) . واذا كان بعضهم خشي التماثل بين العملين فأن الأستاذ بطاطو ذاته قد عبر لي عن ترحيبه بمشروعي ، وابدى استعداده لقراءة المسودات وابداء ملاحظاته . ولكن لسوء حظي ان يرحل قبل ان يتحقق له ما اراد . على انني اذكر تأكيده على اهمية ان يبادر الشيوعيون العراقيون ذاتهم الى كتابة تاريخهم ، فأبناء مكة ادرى بشعابها . ثم ان بطاطو يتحدث عنهم حتى منتصف السبعينات في ما يتواصل عملي الى عقدين تاليين ، جرت فيها أحداث خطيرة واذا كان هو قد نظر الى الأمر من خارجه فانا انظراليه من داخله واتابع حركته الداخلية بما لايتسع للمراقب الخارجي ان يتابعها وستتيسر لقارئء العملين فرصة الجمع بين النظرتين ليحصل منهما على الرؤية الأدق.

الأحد, 31 كانون2/يناير 2016 22:59

عزيز لم يمت

عزيز لم يمت
شمس لن تغيب ونجم لن يأفل ، لم ترحل أيها القمر السرمدي ، تبقى فكراً نيراً طوال الدهر، راسخاً ثابتاً ، يامن علمتنا الصمود والتحدي ، يامعلمنا الكبير علمتنا للحياة طعم آخر ...
ما أرثي عزيز ألموت يخسه الموت
منهو الچفنه ومنهو الحمل تابوت
ورد جوري
شموع وياس زفتنا
عرس مدلول ومدلل
خلها أتهلهل الچيلات
أحط كل چلمة للطيبين
هم سامع شمس أتموت
هم سامع رفاق وياك
طاحوا والدمع عبرات
أهل كانون ...أهل تموز
ما لاذوا .. ولا لاذوا
صدر ديوان موش أمخاتل وبسكوت
يخسه الموت
دلتنا الچبيرة أوجاغ ما يطفي
ثاريها المنايا فوت
حسافة أتموت
يا تاج الزلم وألليلو والياقوت
يا محلة الحرف منك عزيز الروح
يا أبن العراق الموت منك خاف
چم تحقيق
چم سجان
چم سلمان صاح الصوت
چم بصرة ..چم بدرة
چم جصان سجن الكوت
يخسه الموت
چم حي السكن الگبور
وچم ميت يعيش أفوت
چثيرة وداعتك حضنتهم الغبرة
چثيرة وداعتك ما خانوا العشرة
چثير وداعت الماتوا على أحبال
المشانق سكنوا النجمات
ياهو المات
گولولي
سلام عادل ..ستارخضير
صبيح سباهي ..كريم الداخل
العبلي ..حازم ..صارم
گولولي منهو المات
لا هيهات ...ألف هيهات
ندريّه الدرب عثرات
ندري الذيب والسجان
ندري الحوت
ندري الحوم والونات
چثيرة ورودنا الطيبات
چثيرة الجوري والنعناع والزينات
يا بو زياد
صار الموت مرجوحة
رجولة وزفة أحديثات
يابو سعود بديار الغرب مثواك
وأنت مأصل ومعروف
من بغداد الكريمات
متهاب المنايا العين مارفت
ولا ونت على الصعبات
انت أشراع عالي أتسابگ الروجات
ماهمك شباط البين
بقيت اتلاوي الموجات
أبن الهور لو هلهل تفگ چيلات
انت اجبال كردستان
أبن بغداد والچلعة
مناضل رافع الرايات
أبن ديرة هلي من طيب الولايات
شكتب يا عزيز سباهي شنهو أكتب
شفافي أميبسه والقلم صب مزنات
حقه القلم يبدي يذكر الزينين
رفعة راس أهلك والحزب
والناس
رفعت راس للهامات
ياهو المات
چثيرة أحياء بس أموات
چثيرة أموات بس احياء
چثيرة أتخاتل الچلمات
جثيرة وجوها أمرايات
نزف جرحي
غم البين
كل لحظه يطگ نشغات
تدريني جرف سبعين
جدم تعبان انوني الظم الحسبات
ياهو المات
شكتب ياعزيز سباهي شنهو أكتب
ياخيمة بصدر تاريخ
كلها اتهون
كلها أتموت
السهلات والصعبات
تبقى أنت رفيف الروح
أسمك بيرغ الشدات
منهو المات


28\1\2016
سيدني ....استراليا

نشرت في شعر

هل أصبحت جاهزا للمراثي يا أبا سعد؟
من سيرثيك يا أبا سعد؟ كلنا حتما .. عراقيون وعرب ، ملائكة اصطفت مع فكرك ، وشياطين طاردتك
اما انا فلا اصدق موتك ، لاني لازلت حتى هذه اللحظة اراك حيا
لن أقول لك نم قرير العين، فانا اعرف انك لازلت وستظل تتوسد ارض معارفنا واخلاقنا وثقافتنا
لن ابكيك ، فسيبكيك كل العراق
كيف لي ان ابكيك واسمك لازال يخوض واحدة من اشرس معاركنا ، والتي تتعلق بالمصير
لن تسقط بهذه المعركة، فانت بعيد عن السقوط ، ونحن نسير على ارض اليقين التي رسمتها لنا جميعا
لا اخاطبك مندائيا فحسب ، انما اخاطب فيك العراقي المندائي الثوري الذي لاينام مدام العراق به جوع واضطهاد
ولقد رايتك حين يستبد بك الصمت والحيرة معا
في امانينا وسجالنا ، رأيت المرارة تملأ قلبك وانت ترى العراق تغادره المحبة والتسامح والوئام
انت بيننا وستظل
تنهض وتقف مثل عملاق
تدافع عنا بمواقفك وفكرك ضد من يضيق الخناق على متاريسنا وخنادقنا
فقد علمتنا ان لا نتراجع ولا نتخلى عن مواقعنا حتى الموت
انت الصحو القادم واليقظة التي سيتدافع بها أبناء ملتك
اليقظة الشبيه بعيون الخيل : صافية وواضحة ونبيلة
كقامات النخيل التي تعانق السماء، الثابتة الى الأرض ثبوتا مديدا
ستعيش يا أبا سعد في قلوبنا وضمائرنا

 

الأحد, 31 كانون2/يناير 2016 15:28

رسالة الى عزيز سباهي


تحية مندائية طيبة
وبعد
كنت دائما اؤجل هذه اللحظة للكتابة اليك، الى زمن اشعر انك تعافيت من المرض الذي الم بك مؤخرا، وها انت قد تعافيت بسلام فانت زمن لا ينتهي.
انت العراق، مفعم بالحكايات والاساطير والبحث الدؤوب عن الأبدية، وموئل ندى الحروف والكتابة ومهبط الوعود، ومستوطن الروافد والينابيع والخصوبة، بكل جماليات الحلم الذي تأبطته في قلبك ، وبكل الفواجع والانكسارات التي حملتها روحك الابية .
نجحت من جديد وان كنت انت النجاح بماضيك وحاضرك ومستقبلك، ولأنك صاحب الكلام لا تملك سلاحا غير الكلمة لتواجه بها المرض والحزن والانكسار، فانت تظل انسانا يحب الحياة، ويفتنه شغف العيش ككل شخص يعرف للكلمة معنى غير اللغو الذي يطالعنا به كل الباردين على هذه الأرض.
حينما اصابك المرض في الآونة الأخيرة، وخرجت منه معافى،انتبهنا جميعا الى ان من علائم تضامننا وشهامتنا، ان لا تنتكب وتستوحد وانت الرجل المناضل القدير ، في تاريخنا جميعا، الذي اصبح رمزنا ، بدون ان يلغي هذا مسؤولية على عاتق مجتمع ودولة لم تبحث عنك.
انت موطن الحلم والخيال وشاهد صرخاتنا الاولى ومحتضن طفولتنا وتلك البراءات الأولية التي لم نزل نحاكيها ونستنطقها باشعارنا وفنوننا وكتاباتنا ونلجأ اليها كلما هالنا داء الحنين واغلق الحنان نوافذه وابوابه وفجواته بوجوهنا عندما نكابد مرارات الغربة .
من هنا اجدني محملا بحلم مندائي قديم وبرهبة المتخيل اود اكتشافه مرات ومرات كلما اتذكرك وكأنك دجلة بضفتيه ، وكأنك ذاكرة شعب نتداول اخبارها ونعيش عاداتها وطقوسها.
انت ابن سباهي الشاعر، صاحب الحكمة، والرأي السديد الذي كنا في بيتنا المطل على نهر دجلة نحلف باسمه ونحن أطفال صغار.
نروح طيلة النهار وسحابة اليوم نفهرس النيات ونتأمل النخل في تنويعاته الوافرة ونملي تشكيلات الماء والغرين وتدرجات الظلام والنور.
انت الوديع الهادئ ، الطافح بنفسه من اجل الاخرين، وتلك خصال لا تنشأ من اهواء النفس وحدها بل تنشأ من رحم ثقافة وتاريخ، وقد مثلت بحق ثقافة الرفض والاحتجاج ولا زلت سائرا بها الى يومنا هذا ، ورفعت صوتك عاليا، محتجا، لكل ما يمت للتخلف والجهل.
انك حفيد التقدمية وابن عصر يسير بين الوعود والصواعق والاحلام الطيبة لكل الناس، واذ كان كثيرون تزعزعوا في نصف الطريق فانك زدت شيئا بمواصلتك الامينة بقدر ما كانت كل الحروب التي عايشتها تخسف بأحلامنا جميعا.
انت الحالم الذي لم يتخطى بعد ثوريته، كنت ماكنة فكر وماكنة انتاج متواصلة، وكنت ورشة وطاحونة تأكل وتتآكل، الا انها تعطي ما تحتاجه الأرواح من امل.
صحفي وباحث ومؤرخ وفنان، وقبل كل هذا وذاك شجرة عامرة نتفيأ بظل نقاء فكرها واصالتها .
لاتزال الى يومنا هذا تشكل وعدا حقيقيا لكل احلامنا الاولى.
افترست حياتك، منذ ايام الوعي الأول، الإفلاس والمطاردة، وظلت مسيرتك لا تتعب ولا يتعب من حولك من اشاراتك الهادئة لمواطن الخلل ، فكنت واحد من مربينا الكبار.
هل لنا ان ننصفك وانت الميمون النقيبة، مبارك النفس، شريف السجايا ، ممدوح الخصال .
نحن من جيل لم يترك لهم العالم بقية من عدل او انتباه. إلا اننا نود ان نهمس لك ، بان في قلوبنا محبة كبيرة لمواقفك الشجاعة الناصعة ، ما يخلد اسمك عاليا وابدا.
تظل مرتبطا في ابداعك بالمخيلة التي لا تحدها حدود، ما دمت تناهض كليا المواقف والأفكار التي تؤطر وتحدد الحرية.
بقيت ولا تزال منشغل بالتطهر، تغسل نفسك بالتاريخ، مثلما يغسلها بالحاضر، وهذا التطهر بك هو شرفك الذي هو شرفنا جميعا ،وقفت به امام الجميع قادة وعمالا وكادحين وخونة وطغاة، في الحياة اليومية وداخل اقبية السجون، ولم توظف نفسك لدى الحياة ولم تقبل معطياتها الزائفة. فبقيت ابيا.
يا ابا سعد.. انت شاهد امين على التاريخ من خلال تجارب كثيرة خضتها وعجنتها عيانا ومعايشة، انت اكثر الناس حساسية وتوجسا للمصائب التي حلت على الرؤوس العراقية منذ العهد الملكي مرورا بالجمهوري الى الديكتاتوري، وحتى زمن الاحتلال ، حيث ينهمر شلال الدم العراقي غزيرا ليشق الوطن الأعزل، والشعب الأعزل، والذي تزدحم به مواكب الجنازات .
انت الرجل الامتن جسورا مع اماني شعبه، والاوثق صلة بالمستقبل الذي نحلم به جميعا وندافع عن حريته من اجل الحياة، لا من اجل الموت والعتمة، فقد علمتنا بان الحرية هي الحياة، ولايمكن لاحد ان يخنق قاماتنا في الصمت والموت والقمع والقتل. علمتنا بان الدفاع عن الحرية هو دفاع عن وجودنا، عن التراب والهواء والبشر والحجر، وعن الجلد والفضاء، عن العيون الممتلئة بالدموع والاحلام والدم، عن الحرية التي يسكنها امان الحرية وقلقها.
فأحببناك، واعتبرناك رمزا لنا جميعا.

نشرت في اخبار عامة

تناقلت الأوساط المندائية بألم وحسرة نبأ رحيل المفكر والمترجم والمؤرخ والسياسي المناضل عزيز سباهي خلف ، الذي عاش صابراً عقوداً في ظل معاناة كبيرة مع ظلم الاستبداد السياسي
متنقلا بين السجون
والمعتقلات أفنى الجزء الأكبر من شبابه فيها ، قبل ان يتوجه الى المسألة الزراعية فيطرح حلوله لمعالجة إخفاقاتها في العراق، ويضع الأسس لبناء زراعة متطورة، ثم يتوجه للتأريخ فينغمس بشغفه، ويستخرج من نفائسه أثمنها فيصوغها بملحمة أرخت أهم فصول الحركة الوطنية في تأريخ العراق الحديث والمعاصر، ولكنه لم ينس البحث في تأريخ أهله ، فيكتب بضعة كتب عن اصول ديانتهم، وتأريخها العريق .
لقد اثرى المكتبة العراقية والعربية بعشرات البحوث والدراسات العلمية الرصينة التي تعتبر
بحق أرث حقيقي للعمل المهني وقد شكلت بحوثه
ودراساته علامة مضيئة في تاريخ الحركة الوطنية العراقية ومرجع مهم لكثير من الباحثين .
نتاجاته كثيرة وثرية ((عضو تحرير مجلة الثقافة الجديدة ، ممثل العراق في مجلة قضايا السلم
والاشتراكية ، عضو ادارة تحرير مجلة النهج ، محرر في جريدة إتحاد الشعب ، معد أخبار
لأذاعة صوت الشعب العراقي ، مؤلفات وبحوث وترجمات كثيرة ومنها تاريخ البصرة في القرن الثامن عشر ، ثلاث مجلدات عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي , مستقبل الرأسمالية ، إصول الصابئة المندائيين ومعتقداتهم الدينية ، الكومنترن والشرق الاوسط ،
تاريخ الحركة العمالية في العراق ، الدراسات الاشتراكية في العالم العربي والكثير الكثير))
كان لرحيل ابو سعد أثر عميق على الساحة الثقافية العراقية، وبرحيله فقدت عنصر مهم قدم الكثير لها بلا تردد .او ملل
اتحاد الجمعيات المندائية في
المهجر يتوجه الى زوجته الوفية، أم سعد (ليلى الشيخ)، وأخيه المهندس عبد الإله سباهي، وأولاده الاستاذ سعد، والمهندس زياد وسامرة وجميع عائلته، بأحر التعازي وعميق الأسف، مبتهلين للحي الأزلي ان يتغمد روح الفقيد بواسع رحمته، ويجعل مثواه عوالم النور ، ويلهمهم الصبر والسلوان .

نشرت في كلمة الأتحاد
الجمعة, 29 كانون2/يناير 2016 22:34

مَجْنُونَينِ

قالوا

عنكِ وعنِِّّّّي

ما أكثرَ مَا قالُوْا

أحَادِيْثَ طِوالاً

نَسَجُوا، ورِوايَاتْ

وأشَاعُوا

أنَّكِ مُغْرَمَةٌ

غارِقَةُ حتَّى أُذُنَيكِ

بِحُبِّي

قَلْبُكِ مَجْنُونٌ

يَبْحَثُ عنْ مَجْهُولٍ

عَنِّيْ ..في الطُرُقَاتْ

ويُقَضِّيْ اللَيْلَ قِبَالَةَ نافِذَتِيْ

ْشِعْرَاً يُنْشِدُنِي، ويُسامِرُنِيْ

ويُزَوِّدُنِيْ بالكلِمَاتْ

منْ جَفْنِيْ يَسرِقُ نومِيْ

يُؤْرِقُنِيْ

يَعْلَمُ أنِّيْ أهوَى ذِكْرَكِ

أنْذِرُعُمْرِيْ لَكِ

يا ... غَدِيَ الآتْ

وأشَاعُوا

لَخَيالُكِ يَرْقدُ جَنْبِيْ

في ْ نَوْمِيْ، ويُحاوِرُنِيْ

يَهْمِسُ فيْ أُذُنِيْ

أحْلَى الهَمْساتْ

أقوَالٌ ... وإشاعَاتْ

وأنَا لُصٌّ

أتسَلَّلُ مَذْعُوراً ..

أتَسَلَّقُ سورَاً ..

أتَحَدَّى النَاطُورَ، ولَيْلَ جَحِيْمٍ

وإيَّاكِ ... أبَاتْ

أقوَالٌ، وإشَاعَاتْ

ما أجْمَلَ أنْ نُمْسِيْ، كِلانَا

مَوْضُوعَاً لإشاعَاتْ

َيُسْعِدُنِيْ، يا مَجْنُونةُ

أنْ نُصْبِحَ أُعْنِيَةًً للحُبِّ تُغَنَّى

وتُرَدِّدُهَا الفَتَيَاتْ

يُفْرِحُنِيْ .. يَوْمٌ

تَلُوكُ الألْسُنُ في أسامينَا

وبِلا حَبٍّ

تَدُورُ الرَحَى فيْنَا

لَحْنَاً غَنَّتهُ الرَحَوَاتْ

حبيبتي

بِاسْمِكِ كُلُّ وَلِيْدٍ

جَدِيْدٍ يُسَمَّى ، وَتُسَمَّى مُدُنٌ

وَحَدَائِقُ، أوْ طُرُقَاتْ

ما عادَتْ سِرَّاً قِصَّتُنَا

فالطَيْرُ يُرَدِّدُهَا، والنَجْمَةُ تَسْرِدُهُا

والعَالَمُ يَحْكِيْ دَوْمَاً

قِصَّةَ مَجْنُونَيْنِ

بِأعلَى الأصْوَاتْ

نشرت في قصة
الأربعاء, 27 كانون2/يناير 2016 07:22

عزيز سباهي وصاحب الزمان

 

حلمت أن زائراً أتاكَ سائلاً أن تقتفي خطاه
بدلتهُ بيضاءْ في يدهِ عصاهْ , تراهُ لا تراهْ
في حُلكةِ المتاهْ ,حلمت أنّ زائراً أتاكْ
زاركَ في المساءْ بالفكرةِ البيضاءْ ولُعبةِ القَدَرْ
قلتَ له في حينها لنْ أقتفِ خُطاكْ
فأنتَ صاحبُ الزمانْ
أما أنا فلعبتي المكانْ
والأرضُ والبشرْ
اٍني عشقتُ الناسْ والخبزَ والربيعَ والقمرْ
لكنه أتاكْ,غصناً من الزيتونْ وتاجُهُ منْ آسْ
حلمت أنّ زائراً أتاكْ
الزائرُ المهيبْ مشيتُهُ وئيدةْ ,لوّحتَ بالمنشورْ لوّحتَ بالجريدةْ
حفرتَ اٍسماً آخراً على الضلوعْ
لوحتَ بالوداعْ غبتَ مع الجموعْ
في لعبة الممنوعْ
لكنه يراك متابعاً خطاكْ في دورةِ الأفلاكْ
حلمت أنّ زائراً أتاكْ
قالَ لكَ:الضياءْ ,يصبغُ كلَّ ماءْ
قلتَ له: المأساةْ يا صاحبَ الزمانْ
محسوبة أحياءْ,معدودة أحياءْ تعيشُ كالأمواتْ
أرنو اٍلى البعيدْ أريدُها تعيشْ في عالمٍ سعيدْ
فهزَّ رأسَهُ وقالْ:لكنني أراكْ تعيشُ كالنسّاكْ يا أيها الملاكْ
حلمت أنّ زائراً أتاكْ
الزائرُ المهيبْ نشّرَ في المغيبْ جناحَهُ وقالْ:
اٍركبْ اٍلى المتاهْ ,هناكَ لاتراه لكنهُ يراكْ مباركاً خطاكْ
فصاحبُ الزمانْ يعرفُ يا عزيزْ بقصةِ الاٍنسانْ
وأنكَ العزيزْ على قلوبِ الناسْ
تاجٌ منَ الآسْ يكللُ الجباهْ
ومن هناكْ تراهُ اٍذ يراكْ
ومن هناكْ ومن هناكْ
حلمت أنّ زائراً أتاكْ

10 كانون الثاني 2009

 

الأربعاء, 27 كانون2/يناير 2016 21:47

حذرتني

حذرتني
لك في ضلوعي شراع دائم يسافر معي الى اي مكان وزمان يامن جعلت من
حبك قصيدة عمري ومفردات حياتي ، أخذ الفجر شعاعه منك هل ذكرين
للشمس شروق أخر ..
ولك يمدلل تراهي الدنية ظلمة
كتلي يمه الدنية بيها أگلوب سودة
أگلوب ما تعرف الرحمة
گتلي يمه لا تطر الهور
مشحوفك غرگ بأول المطرة
لا تطر الهور
يمة الدنية غمه
أحذر من الذيب لو طب النده
ضاعت الچلمة
التفگ مشاية رعنة
تحصد أطيور المحبة أبلايا هوش
ونت يمه يالغريب أبلايا لمه
تدري شيبات الوكت ترسن الهامه
أخياط أرعن
غدر سمة
شكثر همة
حتى طير أمسكتك ضيع السچه
تاه بلمة
حتى غرنوگك صفن بوجوه غربة
وجوه طاعون الفجرياهو اليسلمة
يمه باعوك أبرخص هاي تاليها
أبرخص يل ماكو ذمة
هدردمه
بيدر أظلم
يا زماني خيط عگيد الفجر
الگصب والبردي هلهل
أنا تدريني هوه أعذيبي المحنة
مو زمنة
أخ حرثات الوكت يل كلها منه
أخ دخان الغدر چلچل عليه
وسيفة سنه
شنهي أخيط ...شنهي الظم
بين حسرات الوكت والذل شتلنا
هو منا ...أحنا منا
روحي شاغت
أتعثرت نص الدرب
جويرد يحصد
والزلم تصرخ أبونة
ذاك طاعون الوكت
أتراب موگد موش أهلنا
دنية هند س
حذرتني
مهرة تعثر
نجمة الغبشة هوت للگاع
تصرخ يا زمنا
يمه فدواتك تراهي الدنية صعبة
مطروح يوليدي حملنا
يبني حنة زفتك مو من نزلنا
لا شموع العرس يضون
لا الياس العطر فاح
لا هلال العيد لاح
كلها خرسان التغني
الطبل بطل الرنا
ياحزنا ...ياحزنا
شكثر همنا
يادرابين المحلة الغافية
عافت الحنه
ياحزنا
ياحزنا اعله العدل
المات خلص ما كو ضنا
الزرع ماهو النا
بيدي تالات السواجي هيرتها
حشت مزنات المطر ورد عمرنا
يا خسارة منجل الحاصود اعمى
شنهو يحصد
أشواكنا ....لوعاتنا
حرثاتنا البيها تهنه
رد يخايب ...السكته اولى
مات سفان الوكت غرگت سفنا
1\1\2016

سيدني ....استراليا

نشرت في شعر

باسم الحي العظيم

البيان الختامي لاعمال المؤتمر السابع لطائفة الصابئة المندائيين في السويد
المنعقد في ستوكهولوم للفترة 23-24/كانون الثاني /2016

تعبيراً عن الروح المندائية الخالصة النقية واستلهاماً للقيم الدينية المندائية التي تنبذ التفرقة والعنف وتؤكد على روح المحبة والتسامح والتعاون والعمل المشترك ، وحرصاً منّا على تعزيز هويتنا المندائية وترسيخ مقوماتها وعناصرها الأساسية ، الاجتماعية والثقافية والدينية ، وفي ظل ماتواجه الطائفة من تحديات ومخاطر تهدد كيانها على الأصعدة كافة ، وتأكيداً على الضرورة الملحّة لإستعادة روح التضامن المندائي وحماية أبناء الطائفة وتطوير مؤسساتها الناشئة والشرعية .. إنعقد المؤتمر العام السابع لطائفة الصابئة المندائيين في السويد وفي مدينة ستوكهولوم بتاريخ 23-24/ كانون الثاني/ 2016 وتحت شعار :
المندائية غرس التوحيد الأول ... حمايتها مسؤولية الجميع ) (
وقد ضمّ مندوبي المناطق السويدية الثلاث الشمال والوسط والجنوب .. وبحضورفضيلة الكنزبرا سلام غياض كاطع وسعادة السفير العراقي لدى مملكة السويد الأستاذ بكر فتاح حسين وعدد من اركان السفارة والدكتور بشير عبد الواحد سكرتير مجلس العموم وعدد من أعضاء العموم والشؤون للدورة السادسة وجمع خير من أبناء الطائفة والضيوف ..
وقد ناقش المؤتمرون كل الأمور التي تعترض مسيرة العمل المندائي في السويد بشفافية ووضوح وخاصة التنظيمية منها واتخذ عدداً من القرارات والتوصيات التي من شأنها معالجة الواقع المندائي على الأصعدة الدينية والاجتماعية والتنظيمية وخاصة بعد النجاح الباهر لعملية التعداد والاحصاء الثانية وكذلك عملية الانتخابات العامة في السويد والتي تمخض عنها وصول مندوبين يمثلون مناطقهم لهذا المؤتمر السابع .
وبعد إفتتاح المؤتمر عند الساعة الحادية عشر صباحاً وحسب المنهاج المعّد ، وقف المؤتمرون والحضور والضيوف الكرام دقيقة صمت إكراماً للشهداء المندائيين والعراقيين ، ثم قراءة عدد من البوث من كتابنا المقدس كنزاربا من قبل فضيلة الكنزبرا سلام غياض ، بعدها تم قراءة كلمة الريشمة ستار جبار حلو رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم من قبل السيد حازم ورد عنبر ، وكلمة السفير العراقي لدى مملكة السويد وكلمة سكرتير مجلس العموم الدكتور بشير عبد الواحد للدورة السادسة وكلمة رئيس الهئية العليا للتعداد والانتخابات السيد سهيل نجم عبدالله وقرأت كلمات أخرى من جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني
تم تثبيت النصاب القانوني للمؤتمر وذلك من حضور المندوبين المنتخبين والبالغ عددهم ( 43 ) وذلك من خلال قراءة أسماءهم علناً ، فقد كان عدد الحضور ( 35 ) مندوبا وتغيب ( 8 ) مندوبين وبالتالي أخذ المؤتمر الصفة الشرعية والقانونية .
تم بعدها فتح باب الترشيح لإنتخاب هيئة الرئاسة للمؤتمر، فقد ترشح فقط ثلاث وهم كل من :
السيد سليم كثير صكر/ السيد فاضل ناهي طلاب / السيد نديم فزع ضيدان ... وتم التصويت من قبل المؤتمرين بالموافقة عليهم .
تم انتخاب لجنة ضبط القاعة وقد رشح كل من :
السيد وسام قاسم صباح والسيدة عاتية عبد السلام مجيد ، وتم التصويت والموافقة عليهم من قبل المؤتمرين
تم انتخاب لجنة الاعتماد لتوثيق القرارات والتوصيات الصادرة عن المؤتمرفقد رشح كل من :
الدكتور طالب عاشور الكيلاني والسيد ماجد جبار لفته ، وتم التصويت والموافقة عليهم من قبل المؤتمرين.
خلال الجلسة المسائية لليوم الأول للمؤتمر ، تم قراءة التقرير الانجازي وتوصيات مكتب سكرتارية العموم للدورة السادسة من قبل السيد رمزي معيدي وقد تم فتح باب المناقشة المستفيضة من قبل هيئة الرئاسة للمؤتمرين حول الإخفاقات والتلكؤات التي رافقت نشاطات وفعاليات الدورة السادسة واتخذت من خلال ذلك عددا من القرارات والتوصيات ...تم بعد ذلك تم الايعاز من قبل هيئة الرئاسة بقراءة التقرير المالي ولعدم حضور الأمين المالي السيد احمد سمير نوري وحضور فقط أحد أعضاء لجنة الرقابة والتدقيق المالي السيد وسام قاسم صباح فقد وضح جزءا من ما موجود لديه من الحسابات لمالية الطائفة للدورة السادسة ، وبعد المناقشة وجدت الإخفاقات والهدر المالي بالصرف وصدرت من المؤتمرين عددا من القرارات والتوصيات المهمة بذلك .
بعد ذلك أعلن الدكتور بشير عبد الواحد سكرتير مجلس العموم حل المجلس وإنتهاء الدورة السادسة لطائفة الصابئة المندائيين في السويد
طلبت هيئة الرئاسة من فضيلة الكنزبرا سلام غياض قراءة القسم وترديده من قبل المؤتمرين .
: ثم تشكلت ورش عمل وهي
1- ورشة عمل لتعديل النظام الداخلي النافذ .. وتشكلت لجنة لهذا الغرض مؤلفة من :
الدكتور سعدي عواد / فوزي صبار/ سعيد غازي / رحيم خلف / وليد غالب / صلاح جبار / حازم ورد / الدكتور طالب عاشور/ جمال راجي / موفق الرومي/ سعيد مال الله / حكمت ناشور.
2- ورشة عمل للشؤون المالية والإدارية .. وتشكلت لجنة لهذا الغرض مؤلفة من :
سمير غياض / صباح حالوب / نمير السليم / وسام قاسم / وليد الناشي

الجلسة الصباحية لليوم الثاني .. تم تعديل هيئة الرئاسة للمؤتمر ، فقد إعتذر السيد فاضل ناهي عن الاستمرار بالهيئة وقد تمت الموافقة على طلبه من قبل المؤتمرين وتم ترشيح السيد سعيد غازي رمضان بدلاً عنه وتمت المصادقة عليه أيضا.ً
اجتمعت عند الساعة العاشرة صباحا اللجان المعتمدة لورش العمل كل على انفراد لمناقشة التعديلات وتوثيقها وإصدار التوصيات وعلى مدى ثلاثة ساعات متواصلة من التداول فيما بينها أكملت عملها وطلبت هيئة الرئاسة من رؤساء تلك اللجان قراءة التعديلات امام المؤتمرين لغرض مناقشتها والتصويت عليها ، وقد تمت المناقشة لتعديلات النظام الداخلي أولاً بعد قرائتها من قبل الدكتور سعدي عواد والسيد حازم ورد وتمت المصادقة عليها، وكذلك قام السيد سمير غياض بقراءة التوصيات الخاصة بالجانب المالي وتمت المصادقة عليها.
الجلسة المسائية لليوم الثاني للمؤتمر ، تم انتخاب هيئة الرئاسة لطائفة الصابئة المندائيين في السويد وضمن تعديلات النظام الداخلي النافذ حيث تتألف من ثلاث أعضاء وأحد رجال الدين وتكون فترتها محصورة بين مؤتمرين ،حيث فتح باب الترشيح لهذا المنصب وقد رشح كل من السادة أدناه وتمت المصادقة عليهم :

1- نديم فزع ضيدان
2- سمير غياض كاطع
3- نزار نسيم عربي
بعدها تم انتخاب الهيئة الإدارية التي تتألف من ( 11) عضوا أساسيين من ضمنها اعضاء هيئة الرئاسة وعضوين احتياط حيث تمت المصادقة عليهم، وهم:
1- سلام كثير صكر 2- ماجد مهدي حطاب 3- نظير رزج كريم 4 – وليد غالب هاشم 5 – سعد خشان حاتم 6 - كريم ثامر موزان 7 - رائد ساري جبارة 8 – رحيم خلف صكر.
الأعضاء الاحتياط
1- ولاء كرملي خيري
2- فاضل ناجي حرز
تم انتخاب لجنة التدقيق والرقابة المالية وتمت المصادقة عليهم وهم :
1- عادل فنجان نجم
2- حسيب راجي برغش
3- نمير نهاد السليم
تم انتخاب عضو الارتباط kontakt person بين هيئة الرئاسة للطائفة والجهات السويدية الرسمية وتمت المصادقة عليه وهو : السيد
ليث جبار عيدان
وقد طالب المؤتمرون رئيس الطائفة في السويد للدورة السادسة فضيلة الكنزبرا سلوان شاكر خماس بتسليم كافة الوثائق والمستمسكات الإدارية والمالية والسجلات والاختام وكل ماهو متعلق بهذه المؤسسة الى هيئة الرئاسة الجديدة المنتخبة للدورة السابعة .
بعد ان اوشك المؤتمرعلى انتهاء اعماله عند الساعة السادسة مساءاً لليوم الثاني، قدم المؤتمرون الشكر والتقدير الى كل الجهود الخيرة والداعمة لإنجاح المؤتمر وفي مقدمتهم فضيلة الريش أمة ستارجبار حلو رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم وكذلك رجال الدين الافاضل والمؤسسات المندائية في داخل السويد وخارجه والشخصيات المندائية الفاعلة في الساحة المندائية .
وبإسم هيئة رئاسة المؤتمر والمؤتمرين والضيوف نقدم الشكر والتقدير والعرفان الى :
- اللجنة التحضيرية للمؤتمر
- المجموعة المتطوعة لتهيئة قاعة جلسات المؤتمر وكل ما متعلق بوجبات الطعام والقهوة والشاي الفاكهة وفي مقدمتهم السيد محمود سلمان عاصي .
- ، اللجنة الإعلامية لتغطية وقائع المؤتمر وتوثيق كل الجلسات وهم لؤي حزام ،عدي حزام ، باسم ناجي ، قيس مزهر  و سهاد غياض .
- لكل من ساهم في دعم المؤتمر ماديا ومعنويا، جمعيات وأفراد .
- رئيس الهيئة العليا للتعداد والانتخابات السيد سهيل نجم عبد الله واعضائها وكافة أعضاء فروعها .
- السيدين خلدون صلاح جبار عوفي وكريم ثامر موزان لتجهيزهم اللافتات والاعلانات وخطها باسم المؤتمر .
والحي مزكى

المؤتمر السابع لطائفة الصابئة المندائيين في السويد
ستوكهولوم 23-24 / كانون الثاني / 2016

نشرت في اخبار عامة