• Default
  • Title
  • Date
الخميس, 04 نيسان/أبريل 2013 01:14

اسماء اعلام ومصطلحات مندائية

1. هيي : الحي، وهو اسم الخالق (الرب)، الاله المعبود في المندائية. وهو احد صفات واسماء الرب واقدسها. وتاتي بمعنى الحياة ايضا، لان الحياة هي الله، والله هو الحياة، ودائما ترتبط كلمة (هيي) بالمقدسات المندائية الاهية مثل مندا اد هيي ( معرفة الحياة )، ميا هيي ( الماء الحي )، اثر هيي (مكان او ارض الحياة )، بيت هيي (ملكوت الحي ). إن المندائية، من الديانات الموحدة Monotheism، والتي تؤمن باله واحد معبود مستقل ومبعوث بذاته (الاها اد من نافشي افرش – الإله الذي انبعث من ذاته)، غير محدود الأسماء والصفات والقوة والإرادة، فلذلك تطلق عليه اسم (هيي – الحي = الحياة) والحياة هنا يقصد مفهومها العام والشامل المتمثلة بالحركة اللانهائية للوجود. والحي الرب موجود ومنتشر في جميع الفضائل ويسكن الشمال القاصي.

 

2. مندا اد هيي: وهو أحد اسماء الرب وأقدسها، وعندما ياتي بمصاحبة (ملكا) فتعني انه احد ملائكة الخالق الازلي المقربين، واذا قبله جاءت كلمة (ماري) فتعني انه الرب العظيم الازلي. اسمه يدل على جوهر الفلسفة المندائية التي تدور حول (الحياة والمعرفة) وترابطهما للصعود والارتقاء الى العوالم النورانية والاتحاد مع علة الوجود. والملك مندا اد هيي هو الذي نزل من ارض النور، واعتق نفس (نشمثا) الأب ومعلم الحق يهيا يوهنا (مبارك اسمه). ودائما يوصف (ملكا مندا اد هيي) بالفطنة واليقظة. وهو الذي انزل شريعة عوالم الأنوار وعلمها لأدم الإنسان الأول.

 

3. هيبل زيوا: وهو ملكا من عوالم النور العليا، ومعنى اسمه (واهب أو معطي الضياء)، وهو بمثابة جبرائيل (كبراييل). وله أدوار مهمة وكبيرة في الفكر الديني والروحي المندائي. ويدعى أيضا برسول النور (شليها اد نهورا) او برسول الحياة او الحي (شليها اد هيي)، فهو الذي جلب الحياة إلى الأرض وازهرها وجعلها صالحة لخلق الإنسان الأول (آدم وحواء)، وذلك بأمر وتسليح من الحي العظيم (مسبح اسمه). ويعطى صفة (المخلص). ولقد قام هيبل زيوا بالنزول إلى عوالم الظلام لتقويض الشر والشيطان، وذلك بأمر الحياة. ويطلق اسمه على الصباغة الكبيرة المعروفة باسم (صباغة ملكا هيبل زيوا) والتي هي 360 صباغة. ولقد شارك هذا الملاك بعملية خلق العالم الارضي، وهو الذي نزل الى عوالم الظلام بامر من ملك الانوار السامي، ليكبح جماح الشر ولينشر نور الحياة. ويلقب ب (الابن الطيب، ابن الحياة) وان هذا الملاك له مكانة مميزة في نفوس المندائيين المؤمنين لانه حافظ السلالة الحية على هذه الارض.

 

4. اباثر موزانيا: وهو أحد ملكي عوالم الأنوار، والذي يلقب بأنه (صاحب الميزان)، وهو المسؤول عن المكان الذي توزن فيه الأنفس البشرية عند معراجها إلى باريها وتحديد طالحها وصالحها، فهو يزن الانفس مقبل نفس ابونا (شيتل) باعتباره انقى الانفس الانسانية. وكان أحد الأقطاب التي شاركت في عملية خلق الأرض. ومكان هذا (الملكا) في الشمال، وواقف عند بوابة الحياة. ويوصف بعدة صفات منها (الاول، الحارس، الخفي).

 

5. بثاهيل: وهو أحد الملائكة الرئيسيين والذين شاركوا في عملية خلق العالم الارضي (ارا اد تيبل). فهو وبامر من (الحي العظيم) مسبح اسمه، صلب الارض (ماسي ارا) ونجد السماء (ناكد ارقيها) ورمى بجوفها النجوم والكواكب (رامي ترسر وكوكبي)، وقام بصنع آدم وزوجته حواء، ولكنه عجز عن اتمام خلق الانسان الاول الى ان امر الحي العظيم بانزال (نشمثا – النفس) من ملكوت الحياة (بيت هيي) واحلالها في جسد الانسان الاول.

 

6. أنوش أثرا: وهو احد الملائكة الاثريين الثلاثة (هيبل وشيتل وانش) والذين يوصفون بانهم حماة اسرار الحياة ومن مساعدي (ملكا مندادهيي). ولهذا الملاك دور متميز في حياة ابونا ومعلمنا المقدس (يهيا يوهنا). فهو الذي علمه اسرار الحياة الاولى، وكان حافظه من الشر الذي كان يضمره اليهود له.

 

7. آدم: ويدعى (آدم كبرا قدمايا) أي (آدم الإنسان الأول)، ولقد خلق بأمر من الحي العظيم (مسبح اسمه) من الطين مع زوجته وقرينته (هوا – حواء). وهو الأب الأول الذي نزلت عليه التعاليم الأولى، ولديه صحف في كتاب (كنزا ربا – الكنز العظيم). ويعتبر آدم رئيس الدارة الأولى – الجيل الأول (ريش دارا) والتي أفنيت بالحرب. ولقد اجله الحي العظيم وأعطاه رتبة الملكي. وهو أول الأنبياء والآباء المقدسين الذي تؤمن به المندائية.

 

8. شيتل: وهو ابن آدم وحواء البكر. ويعتبره المندائيون أحد معلميهم وآباءهم المقدسين. أفدى والده وهو ابن الثمانين عام، وصعد على سحابة من النور إلى عوالم الأنوار (آلمي اد نهورا). غير متزوج. عرف بصلاته وتقواه وشدة تعبده وتسبيحه للخالق. وهو أول من توفى (ارتقى) من الجنس البشري. يعتبر رمز الكمال الإنساني في المندائية، فلذلك يقاس مدى صلاح النفس البشرية من خلال نفس النبي شيتل ويلقب ب(شيتل طابا) أي الغرس الطيب أو الصالح. وفي المصادر اليهودية يسمى ب(شيث) أي منحني الله.

 

9. يهيا يوهنا: وهو آخر أنبياء واباء المندائية، واسمه يهيا يوهنا (م.أ) (يحيى يوحنا)- يلفظ لفظا مشاعا ب (يهيا يهانا)، وهو الاسم الآرامي المندائي للنبي يحيى بن زكريا (في المصادر العربية والإسلامية) ويوحنا المعمدان (في المصادر اليهودية والمسيحية)، وهو نبي الصابئة المندائيون، ولد من أبوين طاعنين في السن ومن أم عاقر، وهو رسول الحي العظيم إلى الإنسان، لإرجاع مبدأ النور الأول (ديانة آدم) الديانة المندائية، ولنشر التوبة والغفران والحق بين البشر. لديه 360 تلميذ (ترميذي)، وقام بمعجزات كثيرة منها (شفاء المرضى). له كتاب يعرف ب (دراشا اد يهيا – تعاليم يحيى) مخطوط باللغة المندائية. اشتهر باداءه المصبتا (التعميد المندائي) فلقب ب (يوهنا مصبانا – يوحنا المعمدان)، توفي وعمره 64 عام، وقام بتعميد السيد المسيح في نهر الأردن، ويعتقد ان المسيح كان أحد تلامذة يوحنا المعمدان وانشق عنه فيما بعد. ومقامه الان في الجامع الأموي في دمشق. وهو من الناصورائيين الكبار، ولقد اجله الحي العظيم وأعطاه رتبة الملكي والأثري. ويعتقد الباحثون ان يوحنا المعمدان شخصية بارزة ومرموقة من جماعة الاسينيين، وهو نفسه معلم الحق. وتربى النبي يهيا يوهنا بعيدا عن والديه في جبل بروان الأبيض.

 

10. ادثان ويدثان: وهما كائنين نورانيين متلازمين، وهما المسؤولان عن حراسة اليردنا السماوية، فيكونان مرادفان ل(شلمي وندبي) المسؤولان عن حراسة اليردنا الأرضية. وهما يتضرعان لارواح الناس الصالحين عند بوابة الحياة في ارض النور.

 

11. شلمي وندبي: وهما كائنين نورانيين متلازمين، وهما المسؤولان عن حراسة اليردنا الأرضية. ولهما دورا مميزا في الصباغة المندائية ومساعدة الأنفس على الخلاص. وهما اللذان يمنحان خواص اليردنا (النور الالهي المتجسد) للمصطبغين.

 

12. هيمنوثا: ( وردت ايضا بالعبرية والسريانية )، ايمان، تصديق، الايمان والاعتقاد بالرب والدين، وهي احدى ثلاثية المعرفة والعبادة المندائية المقدسة ( لوفا وكشطا وهيمنوثا – اتحاد وعهد وايمان ) .. وجاءت منها تسمية المرء المؤمن ب( مهيمن ) أي الورع، التقي، المؤمن.

 

13. اسوثا: الشفاء، السلام، الصحة، العافية، النقاء، الطهارة، القوة، وجذرها ( اسا - ). وهي ذات دلالة دينية روحية رمزية مرتبطة بالطقوس الدينية، والتي تعطي الشفاء الجسدي والروحي للفرد.

 

14. بغره: جسد، وعاء النفس، وهو أحد تراكيب الإنسان الثلاث (جسد، روح، نفس) حسب الفكر المندائي. وهو يمثل الجزء المادي والهيكلية التي تعيش بها النفس في هذا العالم، خلق من طين، مصيره الزوال والفناء بعكس النفس (نيشمثا). ويطلق عليه بالعالم الصغير، وهو عالم متكامل مقسم إلى عدة أقسام قائمة بذاتها ولكن الواحد يوازن الآخر ومعهم تناغم بديع ومشترك. ذلك يبين عظمة الخالق في خلقه.

 

15. يردنا: الماء الجاري، الماء الحي، الماء السماوي في عوالم النور، اليردنا من عناصر الخلق الأولى في الفكر المندائي، وتوجد نسبة منه في الأنهار الأرضية، فاليردنا الأرضية تغذى من اليردنا السماوية والتي تعطيها صفة الحياة والديمومة وهي عبارة عن نور الحي المتجسد في الماء .. وليس كل ماء مقدس في الفكر المندائي، وانما فقط الجاري الحي منه الذي يأخذ صفة الحياة والانبعاث (ميا هيي – الماء الحي)، واليردنا لها أهمية رمزية كبيرة في عملية الخلق وانبثاق الحياة والعوالم. وهي من صفات الخالق والحياة المقدسة. وترمز إلى السائل الحيوي للحياة والتكوين. وجاءت تسمية نهر الأردن من هذه الكلمة أو ممكن العكس. (مباركة ومسبحة وممجدة هي الأثري التي تسكن في اليردنا – بريخي ومشبي وميقري اوثري اد شرين ليردنا).

 

16. كشطا: العهد، الميثاق، القسم، الحقيقة، القسط، العدالة. وتتجسد كشطا بمفهومها في الطقوس الدينية المندائية المقدسة، لتعبر عن أداء القسم والولاء وصدق العهد، ولا يتم ذلك إلا بالمصافحة باليد اليمنى (رمز النور)، وتقبيل الأيدي (رمزا لقداسة العهد والإيفاء به). وتجسد كشطا في بعض النصوص الدينية على أنها الله الحق ( كشطا ياقرا ) وهي صفة من صفات الخالق العليا .. وكشطا لها أهمية ومدلول كبير في الفلسفة واللاهوت المندائي، فهي المشاركة في عملية الخلق .. وهي دلالة أو رابطة المؤمنين بالرب، فتطلق على الذين في حظيرة الرب، تسمية ( اخشيطي - ) أبناء العهد أو الحقيقة.

 

17. شكندا: المساعد ، الشاهد، المعاون، الرسول أي بمعنى (شليها). وهو الشخص الذي يشهد على صحة المراسيم الدينية المقدسة، وبدونه لا يتم أي عمل. فالكاهن يأخذ من (الشكندا) العهد (كشطا)وتتم عن طريق المصافحة باليد اليمنى،على انتهائه من عمله الديني المقدس .. ويرد عليه الشكندا بان كل ما يطلبه سوف يتحقق لان العناية الربانية والملائكة والأثري سيكونون عونا له. الشكندا بمثابة (شماس). وممكن أن يرتقي الشكندا إلى مرتبة ترميذا بعد أدائه الطقوس والمراسيم الدينية، واجتيازه الاختبارات الخاصة . وهي عند السومريين (أش.كان.دا) وعند الاكديين (اشكندوا). وتأتي في النصوص والتراتيل الدينية بمعنى الرسول الطيب (الجميل) الذي يأتي بأمر الحي العظيم (مسبح اسمه) ويفتح قلوبنا للأدعية والصلاة، ولخلاصنا.

 

18. مندا: العلم، المعرفة، الحقيقة. المعرفة الحية هي لب الديانة المندائية، وتعني معرفة علة الوجود (الرب) وتوحيده، والتامل الحي بلاهوته وخلقه. وهي دائما مرتبطة بالمقدسات المندائية. فمثلا ( بيمندا – بيت المعرفة ) وجمعها (مندي). والتوحيد في اللغة ( الايمان بالرب وحده لاشريك له ). وفلسفيا ( تجريد الذات الالهية عن كل ما يتصور في الافهام، ويتخيل في الاوهام والاذهان ).

 

19. مصبتا: من جذر الكلمة المندائية ( - صبا ) أي ( غطس، صبغ، غمر )، وهي المعمودية المندائية بالذات، وهي بالعامة ( صباغة ). ومن جذرها جاءت تسمية المندائيين بالصابئة. وهو اصل التعميد المسيحي والذي يسمى (معميدوثا)، ومخالف له في نفس الوقت. المصبتا، هي علامة التطهير الروحي والمادي، وهي صلة الارتباط الوحيدة بعالم النور، وعن طريقها يرتقي المؤمن بالعلم والمعرفة الروحية إلى العوالم النورانية العليا. وهي وسيلة لتخليص الإنسان من الخطايا. والمصبتا محملة برموز ومعاني روحية كثيرة، تعتبر حالة متكاملة ومهمة لروحية الفرد المندائي (وعموما هنالك ترابط روحي بين الطقس المندائي والإنسان بمكوناته الثلاث (نفس=عقل، روح، جسد) وعوالم النور، وذلك عن طريق الأسرار التي تحملها الرموز المختلفة في الطقس). وتعتبر المثيلوجيا المندائية ان المصبتا اصلها سماوي وجلبها (أول من جلبها) هو الملاك (هيبل زيوا) عندما عمد (صبغ) آدم الرجل الأول. وهي قديمة في أصولها. (سوف تصدر قريبا الطبعة الثانية من دراستي حول المصبتا).

 

20. كنزا: كنز، تعاليم الرب، ويطلق على الكتاب الديني المقدس للمندائيين (كنزا ربا) –الكنز العظيم- وأيضا يطلق (كنزا اد هيي) –كنز الحي. وتأتي بمعنى معرفة الحياة (الحي)، لان المعرفة كنز، وتطلق مجازيا على عقل الإنسان لانه كنز، أو (كنزا تاقنا) –الكنز الكامل (المتقن) .. ويطلق مصطلح (بيت كنزي) على المكتبة الحاوية على الكتب والمخطوطات الدينية المقدسة أي (بيت الكنوز). والكلمة موجودة أيضا بالعربية والسريانية والعبرية، وتأتي في اللغة بمعنى (كثير). ومصطلح كنزا يأتي في عدة معاني منها: الأفكار المثالية، الكتب الدينية، الكنوز الفكرية، الطقوس، الصلاة والأدعية، الأسرار اللاهية.

 

21. لوفا: الاتحاد، الشراكة، وهي من اساسيات المعرفة والعبادة المندائية، وهي مركز الارتقاء الى عوالم الانوار والحياة، وتصف بعدة صفات: (الاتحاد العظيم، البهي، السني، الموقر، اتحاد الحياة او الحي). وهي احدى ثلاثية التوحيد (المعرفة) المندائية (كشطا ولوفا وهيمنوثا) وهي تعبر عن المحبة والشوق للاتحاد بالعائلة المتقنة في ملكوت الحي. لوفا تعني التواصل بين الاحياء والاموات في طقس (اللوفاني)، والتواصل بين الرب والانسان من خلال مراسيم الصباغة (المصبتا). فالاتحاد يحصل بين الروح (روها) والنفس (نيشمثا) عند الانتقال من الارض (الموت) .. والاتحاد بين النفس والشبيه (دموثا) .. والاتحاد مع الذات العليا للحياة ، وهي احدى وعود الحي العظيم (مسبح اسمه) للنفس (نيشمثا) اثناء نزولها في جسد الانسان الاول (ادم وحواء).

 

22. يادويا: من (يادا) العليم، البصير، العارف، العالم، الفاهم، الدارك. وهي صفة من صفات الخالق (الحي). ومن الجذر نفسه جاءت تسمية (المندائيين) أي العارفين، العالمين (بوجود الله) أي الموحدين .. ومن الجذر نفسه جاءت تسمية (مندا اد هيي) .. و(مندا) من اساسيات العبادة والارتقاء المندائي .. وايضا من اساسيات تنقية (تطهير) الانفس، والوصول لعالم الرب (ملكوت الحي).

 

23. اثري وملكي: ملك، ملاك، أثرى، كائن نوراني من كائنات عوالم النور (تجليات الحياة في عوالم النور) .. لهم عوالمهم الخاصة، وخلقوا بأمر من رب الحياة. لهم أهميتهم في توصيل المعرفة والنور إلى جميع الأكوان والعوالم ومن ضمنها الأرض (رسل النور للحياة). مفردها (أثرا وملكا)، وكل أثرا يجب أن يكون ملكا، لكن ليس بالضرورة أن يكون كل ملكا أثرا.

الخميس, 04 نيسان/أبريل 2013 01:06

تعميد السيد المـسيـــح

كثـر الحديث وما زال يكثر يومـا" بعد يوم عـن ديـانة السيد المسيح (ع) قبل أن يبشربالديانة المسيحية

ان النصوص المندائية الآتية لهي خير دليل وخير وثيقـة تثبت وبما لا يقـبل الدحـض أو التـشكيك بأن السيد المسيح لم يكن إلا رجلا مندائيـا"، تعمّـد بعماد الـماء الحـي والـذي لا يـزال المسيحـيون وحتى الـلـحظة هـذه يـتبـركون به عند دخول الكنائس أو في القداسات ، ومن الرموز المندائية والتي ما يزال المسيحيون يمارسونه* التناول * حينما يضع رجا ل الدين المسيحي (قطعة من خبز فطير ) في فم المتناول وهي في حقيقة الامر { صا }

والتي يحضّـرها رجال ديـننا الافاضل اثناء مراسيم الـزواج * بـهثـا * .؛فالتعمـيد( الصباغة ) والـتناول (البهثا) ما زالـتا عـلامتين مـن عـلامات الديانة

المندائية وقـد يكون هـناك الكثير الذي لم نلتفـت اليه باعـتباره شيئــا" ليس بـــذي بال .

*مواعـظ وتعاليم يحيى بن زكـريا * كتاب ووثيقـــــة يصف وبشكل ٍ واضح ٍ لا لبس فـيه [كيفـيّة] تعـميد الـسيد المـسيح(ع) والـذي غــدت بعـد ذلــك ملايين البشر تدين بديانته ،وهؤلاء يجهـلون أو يتجاهـلون مــن قـام بالتـعمـيد . ليس بـخـاف ٍ عـلى احـد أن اليصابات ( أنشبي) والـدة نبـيـنا العظيم و(مريم )والدة السيد المسيح * عليهم السلام جميعا"* اخـتان شقـيقـتان وهما امان لنبيين اختارهما الحي الأزلي و وضعهما فـي رحـميهمـا بمعجزة من لدنه ؛فاولاهما * انشبي * في الثامنة والثمانين حينما حملت ب** يهيا يهانا ** مبروخ ومطروس بأمر من الواحد الأحد : ( أقول لكم : هـل هناك من مات ثـم عـاد ثانية حتـى تلـد أنشبي مولودا" ؟ هل هناك من اصيب بالعمـى ثـم أبصر ، أو كـان كسيحـا" ثم قام حتى تلد أنشبي مولودا"؟ منذ اثنين وعشرين سنة لـم أقترب من زوجتي ،،،،)*1 ولا شك في كلام هذالشيخ الجليل ما الا محض صـدق ؛ فإذا كل الامور كانت كمـا وصف بهذا الشكل فلا بد أن أمرا" خارقـا" للطبيعة قد حصل ! ويذكـر لنا القرآن الكريم هذه الحاثة الربانية : بسم الله الرحمن الرحيم { يا زكريا إنا نبشرك بغلام ٍ اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سمـّيا }*2 صدق الله العظيم __ وآية اخرى يؤكد فيها رب العزة الحدث العظيم ، فيقول سبحانه وتعالى

بسم الله الرحمن الرحيم { فـنادته الملائكة وهـو قـائم يصلي فـي المحـراب إن الله يبشرك بيحيى مصدقا" بكلمةٍ من الله وسيدا" وحصور ا" ونبيـا" مـن الصالحين ،،،}* 3 صدق الله العظيــم . ان الاحـلام والرؤى التي انتابت اليهود قـبل ولادة نبيـنا العظيم لتؤكد هذه المعجزة { في سماء الخلد ذكر اسم مولود ، انجلى سـرٌ فـي اورشليم ... ضجيج وأصـداء مخاض ٍ تعلن ولادة طفلٍ في أورشليم ...} 4 __ أما الاخت الثانية فهي عـذراء بتول ما مسها بشر ، لكن، أمرمن الله صدر فحملت مريم العذراء وكان عيسى الذي اختاره المولى القدير ليكون نبيا" كإبن خالته ، عند إستقراء نصوص{ دراشة يهيا} نعرف أن عيسى ( ع) كان ملازما" وتلميذا" لنبينا ومنه أخـذ الحكمـة والمعرفة { تكلم المسيح مخاطبا" يحيى في اورشليم : يا يحيى أستحلفك بالحي العظيم وبملاك الاحد الوقور وبالدرب الذي سلكه المختارون ، حدثني ، ماذا تشبه سفينة صورييل ؟ اخبرني عن النفس كيف تغادر الجسد وبماذا تكون متلفعة ، وماذ تشبه وهـي داخل الجسـد الفاني ؟ ألـيس تشبه الـدم الذي يمنح الدفء للجسد المغلق ؟ أو كأنها الريح الذي يعيقها الجبل ؟ أو كالندى عـلى أوراق الاشجار، وما يلبث أن يتبخـر ويتلاشى ، **- لكن وبطريقـة الـمعـلم الذي اخـتاره الله ليكون عارفا" بالخبايا وما تضم الحنايا- ** قـال يحــيى بصوتٍ عال ٍ : لا تشبه الدم الذي يدفيء الجسم ولا تشبه الريح التي تعيقها الجبال ، ولا تشبه الندى الذي يتكون على الاوراق ؛ يتبخر ويزول ...

النفس محتجبة تدخـل خـفـية الى الجسد الـفـاني ، وعندما يحين الاجل تنسل خفية متلفعة برداء النور }*5 إنـه لوصف يعجز البشر الأتيان بمثله لأنه صادر عن نبي . في النص الخاص بالتعميد نجد أن عيسى المسيح يطلب من النبي يحيى ان يعمّـده تعميدا" مندائيــا" ، إلا أن يوحنا يرفض ذلك لاسباب نجهلها نحن البشر، لنقرأ من النص السابع والعشرين { يا يحيى اصبغني بصباغـتك وانطق الاسم الذي تذكره عـلـيّ ، وسأذكر صنيعك هذا في وثيقة ,وإن لم أتتلمذ ؛إلغ ِ اسمي من سجلك ...} بيد أن النبي لم يكن واثقــا" من قول المسيح فيقول {.. كيف اصبغك وقد هـزأت بكهنة اليهود وأخزيتهم وقد قطعـت الـنسل والحمل وانت سجـل في صحيفة موسى نشرت في اورشليم ، قال عـيسى: لم أهزأ بالرجال الكهنة وإلا سأمـوت مرتين ... }} 

لـذا وكمرحلة اخرى يبـدأ النبي يحيى بطرح عــدة بـديهيات يختبر من خلالها كيف سيكون الرد وكيف تفسّــر تلكم البديهيات {... قال يحيى : الأخرس لا يصبح معـلما" ، والأعـمى لا يكتب رسالة ، وبيت الخراب لا يتألق ، الأرملة لا تصبح عروسا" ،والماء المنتـن لا يتضوع طيبا"والحصى لا يترطب بالزيت ... } بـيد أن الـتـلميذ أراد أن يبرهـن لأستاذه أنه أهل لتفـسير ما يطلب منه وأن تلك البديهيات ليست بالمستحيلة وهـو جدير بأن يفسرهـا بما يجعله أهلا" ليصبغ صباغة مندائيــــة {...

قال عيسى : الأخرس يصبح معلمـا"والاعمى يكتب رسالة ؛ و بيت الخراب يتألق ، ألارملة تصبح عروساً ،و الماء المنتن يتضوع طيباً و الحصى يترطب بالزيــت . قـال يحـيى الى عيسى أوضح ذلك ...الاخرس ايصبح معلماً ، المولود الذي يأتي ينمو و يتكلم و يصبح كبيراً و يمنح الزدقا و يكسب الأجر، الاعمى يكتب رسالة ...ا بن السوء إذا حـسنت أخلاقة و ترك الزنى و السرقة و آمن بالحي العظيم . بيت الخراب يتألق ، إذا رقّ ابن الحياة و هجر القـلعة و الفـراش و بنى بيتاً عند الشاطيء و جعل له بابين ، فمن جاء من سهل فتح له باباً و من جاء من علٍ فتح له الباب الآخر و قابله فأن طلب طعاماً، أعد له المائدة بالحق، وإن طلب ماءً سقاه ، وإن أراد النوم جهّز له فراشاً ، وإن طلب الرحيل ارشدة الى طريق الحق و الايمان و ارتقى متطلعاً الى موضع النور . الارملة تصبح عروساًُ ... عروسُ في شرخ الشباب ... أحتجبت و أعتزلت من أجل رعاية ابنها ، و كلما خرجت لم يغادر نظرها وجة زوجها . الماء الآسن يتضوع طيباً : فـتاة غانية متحررة بلآ قيود أصبحت أماً صعدت قاصدة المدينة ، و لم ترفع الوشاح عن وجهها ، الحصى يترطب بالزيت : الزنديق الذي هبط من الجبل ،تاركاً السحر و الشعوذة و آمن بالحي العظيم و آوى اليتيم ... يا يحيى أصبغني بصباغتك و انطق الاسم الذي تذكره عليّ فسوف اذكر هذا لك في وثيقـة ، فأنت مسؤول عن خطاياك و انا مسؤول عن خطاياي )) 6 حينذاك هبط وحي من الحي الازلي يدعـو النبي يحيى لصباغة عيسى { يا يحيى ، اصبغ المسيح ، اصبغه فـي يردنا ، واصعد ضفـة الـنهر حيث روح القـدس تمثـلت فـي حـمامة رسمت صليبا"

فوق يردنـا ولونت الماء بالوان ٍ متعددة وقالت ليردنا : أنت قـدستني وقـدست أبنائي ..فـالـماء الذي اصطبغ بـه الـمسيح أصبح لـه ماء" مقدسا" والخـبز المبارك الـذي تناوله ، أصبح لـه روحا" للقـدس ،و الماء الـذي شـرب منه أضحى قربانا"}6 هـكـذا وبأمر من الحي الأزلي تعـمّـد السيد المسيح عمادا" مندائيا" ؛فـلقـد اصطبغ وتناول البهثا وشرب الممبوها وبذا لايمكن الا أن يكون الا مندائيا" خالصـــــــــــــــــــــــا" .

لكن قبل الانتهاء من هــذا المـوضوع ارجو أن الفت النظر الى ما ورد في النص السابق وهي اشارة لا أستطيع اغفالها أو التغاضي عنها :الا وهي قول

النبي يحيى * مبروخ ومطروس* لعيسى المسيح ( وقـد قطعت النسل والحمـل ) وهي لا شك في أنها تحمل اشارة واضحة الى مبـدأ ( الرهبنـة ) الذي اعتمده المسيح والذي يخالف الشريعة الربانية الداعـية الى التناسل الطبيعي ،ومن هـنا جـاء رد المسيح (فأنت مسؤول عن خطاياك وانا مسـؤول عـن خطاياي ) .

والملاحظ كذلك أن نبينا كان قـد اعتمد هذا المبـــدأ أول الأمر كيـــلا يضطـر الى عـدم القيام بواجباته الدينية أمـام رب العباد ؛لاعتقاده بأن الزوجـة يمكن أن تبعـده عـمـا نذر نفسـه اليه فنراه يقول { أخشى إن تزوجت ،و جـاء الليل ، وحان النوم وأقتربت منها أن أكـف عن أداءطقوسي السماوية وأنسى خالقي ، أخشى اذا اقتربت منها أن انتقطع عن أداء صلاتي في أوقاتها .... بينما كان يحيى يفكر في هذا جاءته رسالة من السماء تقول : يايحيى اتخذ لك زوجة ولتقر نفسـا" ولا تغشاها يومـّي الأحـد والخميس ، واحـذر كل ما هو باطل في هذه الدنيا الزائلة }7 وبـذا تحــرر نبينا الكريم مما اعتبره عــائقــا لزواجه فتزوج بعد ذلك وكانت زوجه {* أنــهر*} قد حملت اول الامر بـــ( هـندام وشارات ) وفي الثاني ( بهـرام ورهيمات هيي ) وفي الحمل الثالث ( أنصاب و سـام وأنـهر زيوا وشار) قال يحيى لزوجـته ** أنــهــر ** { أنتِ علمي بناتك ِ عـدم الخنـوع وانا اعـلّـم أولادي واوصيهـم أن لا يكونوا منغلقيـن } 8 حقــــــــــــــــــــــــا" لقد تحقق كلام نبينا العظيم فلا نجـد حتى هذه اللحظة مندائيـة خانعـة خاضعـة ولا مندائيـــا" منطويـــا" منــغـلقــا" عـلى ذاتـه ، بل فـرحـــا" مستبشـرا" بأن الحياة ما زالت جـديرة بأن تعاش !

كتاب دراشة يهيا * مبروخ ومطروس * مليء ، بل لا تكاد صفحة من صفحاته النورانية تخلو من حكمة أو موعظة تحث البشر على السير على الطريق القويم ؛ فلقد فاضت الترجمة بيديع البيان وطرزت بأعذب الكلمات الاستعارة كأسلوب من اساليب الخطاب الموجّـه يظهر جليا" في معظم نصوص دراشة يهيا * مبروخ ومطروس* 
الفكر الديني المندائي والتزامه الصارم بكلِّ ما خيّر وبكلِّ ما طيب يرفض وبشدة أي صيغة من صيغ التراخي والابتذال والانخراط
في متاهات الحياة الدنيويةالزائلة والتي تؤدي بصاحبها الى التهلكة والانحطاط . الديانة المندائية وبأعتبارها بذرة التوحيد الاولى ما كانت لتترك الانسان الا وتقوده نحو الايمان بأن خالق الخلق واحـد أحـد لا شريك له في ملكـه وملوكته وإرادته ، وبإرادته وحده خلق البشر والشجر والحشر .
دعـونا الآن نتعرّف على ثلاث نصوصٍ من نصوص دراشة يهيا المليئة بالحكمة والحياة والتأمل .
{{ أمام بوابة العالم وقف الحق متسائلا" مم خلق آدم }} *1 لنقف ونتأمل هذه العبارة [ الصورة] التي تصور رجلا" يقف منتصبا" بقامة لا نعرف كم هو طولها أو عرضها ، وهل كانت لحية بيضاء تغطّـي وجهه ، وهل كان بيده [ صولجان ] على عادة ذوي الشأن والنفوذ ! يقف أمام بوابة ؛ أهي باب عادية مصنوعة من الخشب أم من حديد ٍ هي ! أهي باب لدار ؟ هي ليست بباب بسيطة لدار ولا هي مصنوعة من حديد او خشب ؛ انها { بوابة} تفضي الى عوالم شاسعة مترامية الاطراف لا يدركها بصر ولا يمكن لخيالنا المحدود
أن يتصوّر أو يتخيل مجرد النخيّل ماذا يكمن خلف هذه البوابة التي يقف [ الحق] مسبح اسمه ، امامها . 
[ ممّ خلق آدم ] أيمكن أن نتصور الصوت الذي انطلق آنذاك ؟ أهو صوت جهوري ٌ يهز صـداه جنبات الارض و السماء ! 
ايمكن أن نعيد تصّور ( هيئة) الحق المتسائل ** مم خلق آدم ** وطبقـا" لتصورنا الارضي المحدود فسيكون من الأنسب أن نتخيله 
( مشبـه اشمه ) * كـتلة متعاظمة من نور يـتدفـق وكـأن شلال نور يغطّي الافـق ويسد المنافذ وأين ما أدرت رأسك أو رفـعته أو خفضته فسيكون النور أمامك ؛ فهو إمتداد لا منتهى له ولا مبتدأ ؛ هو امتداد ووجود في كل الوجود ، أمـا الصوت الصادر من وسط هذا النور المتعاظم ؛ فإننا نسمعه من كلِّ الجهات وفي كلّ المواقع وبنفس القوة والعنفـوان وبنفس النغمة وبنفس القسوة واللين التي نريد أن نتخيل أو تبعـا" لحالتنا الآدمية المتقلبة غير المستقرةلإننا ( نسقط ) ذواتنا لتناسب الحدث ونكيّـف الحدث بما يتلائم وأذواقنا .
وثانية دعونا نتخيل صوت الحق المتسائل وهو يطلب الإجابة ( أجيبوا .... من أخذ المبخرة وأدخلها حيث مانا العظيم ) *1
هل ران الصمت على الجميع خشية أن يغلط في الاجابة وعند ذاك سيكون غير مستحق أن لوجوده قرب الحي العظيم الذي يعرف الاجابات جميعـا"؟ أم أنه يسأل ليختبر الذين جعلهم أدوات لتنفيذ تعاليمه وتوصياته ! 
(( من من الأثري تقبّـل الدعوات والتسبيح ودلف متخفـيا" الى بيت كنـزي )) *1( [ د ل ف ] فعل من ثلاث حروف لكن .. لنتخيّل معنى هذا الفعل الثلاثي وما يوحي به ! أنه وببساطة يعني – الدخول بخفة وسرعة كاللص المتخفي الذي يخاف أن يكشف سره انه دخول غير سوي لانه لا يكون مباشرةَ الى الامام بل ألى أحد جوانب المدخـل خـشية أن يرصدة أحد ما )
وهنا نسمع صوت * ابثاهيل * -مبروخ ومطروس وهو يجيب الحق عن تساؤله ** شنكلان أثرا هو الذي حمل المبخرة ** 1 هل لنا تصور الصوت أو كيفية الاجابة ؟ أكان الصوت مرتعشا" أ كا ن وجلا" خائفا" أم أنه كمن يدافع عن الآخرين ليغطّي عـيوبهم ! 
ولكنمل الصورة الذهنية ** والذي تقبّـل الدعاء والتسبيح وانسل متخفيا" الى يت كنزي فهو سمندرئيل أثرا** [ انسلّ ] فعل آخر يدلّ على الخفة والخروج بسرعة لئلا يرصد أو يرى من قبل الآخرين _ دلف / انسل _ فعلان متضادا المعنى .
** من قوة أحاديثي وتراتيلي توقف الماء في الجداول والقـنوات**2 لنتريث قليلا" ونتأمل ونتعمق لمعرفة معاني هذا المقطع المملوء عنفـوانا" والمؤطر بالقوة الموحية بالعظمة والابتعاد عمّـا يمكن أن يخلّ بالصورة الجميلة الناطقة بكلِّ المعاني الدالة على قوة الشخصية وعلى اعتزازها بخالقها القوي . وكلنا يعلم أن للأحاديث والخطب قوة دافعـة أو كابحة إذا ما اريد لنا ان نخفف من غلوائنا ولا نندفع وراء خيالِ محضٍ يزينه لنا الشيطان الرجيم ؛ لذا نجد الشق الأول وهو القوة الدافعة الداعية الى الإستماع والتهفم ؛ لأن الأحديث لا توقف تدفق النهر ولا يوقف الطير عن الطيران وهل توقف الصلاة ما يمكن أن يحدث ! ويقف الفكر عاجزا" عن إيراد ما يمكن حدوثه من معجزات في زمنٍ توقفت فيه المعجزات عن الحدوث .... نعم ، في زمن الفطرة ، في زمن النقاء ، في زمن كان الانسان فيه انسانا" مؤمنا" يصدق ما يسمع به ويراه ؛ آنذاك كان للأنبياء والرسل معجزات لا يمكن للبشر مثلنا الإتيان بها أو بمثلها .
الاستعارة هنا- صورة – متحركة ناطقة ، نستطيع أن نضعها في جهاز التسجيل المرئي _ الفيديو _ ونوقفها ونعيد تشغيلها أنى نشاء لتدقيق جزئيات كل صغيرة وكبيرة من هذه الصورة . 
** يحيى يعظ في لياليه ، ويرشد في أماسيه ، يقول : إهتزت العجلات و المركبات .بكت الشمس وناح القمر ، سالت دموع الروهة أما أنا فقد أشبهت الجبل المحروق ، حيث لا تنمو زهرة على سفحه ، أو النهر المهجور الذي جفّ ماؤه ؛ فلا تغرس على ضفتيه الأغراس كلّ من نظر اليه إنتابه الحزن **3 . 0 الله الله الله ؛وكأن قبل كلِّ كلمة وبعدهـا سحر وبيان ، يا لروعـة الكلمات والمعاني الربانية ويا لها من موسيقى تشنف الآذان وتريح الأبدان وتزيل أطنانا" من الوصب والتعب ، يا لروعة التشبيه فلقد فاق الاعجاز كل شيء أراد أن يقول ،، أنه قبل الزواج كانت حياته قاحلة لا أمل فيها ولا ضياء .

فاروق عبدالجبار عبد الامام

*1النص الاول
*2النص الحادي عشر 
*3النص الثامن والعشرون 2 / 4 / 06 

الخميس, 04 نيسان/أبريل 2013 00:55

زدقـــا بـريــخــا الصدقة المباركة

خـُلق الإنسان ليكون كيانا. لذا حين خـُلق آدم خـُلقت معه حواء. ولكي لا يبقيا خلقا بهيما فقد كشفت لهما ولذريتهما المعرفة " وفرش مادا لآدم ولهوا زوا وشرباتا " . هذا ما يرد في نصوص عقيدة الديانة المندائية. وبعد معرفة الخالق كانت معرفة شأن الحياة. ومن شأن كيان الحياة التراحم والبر بعضا ببعض الى اليوم العظيم " رهوم وزبر هداديا وبريا ليوما ربا". ومن علامات التراحم أن تكون قريبا من أخيك سائلا حانيا متقاسما الرغيف. وقسمة الرغيف أبرز علامات المشاركة والإتحاد، لذلك ترى أن في إقامة طقس " اللوفاني" يتقاسم كل شخصان متقابلان جالسان على سماط هذا الطقس رغيف الخبز بينهما ومنه يأكلان ويشاركان المقام له ذلك الطقس. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل حين ننظر في أركان العقيدة المندائية الخمسة نجد أن الصدقة المباركة" زدقا بريخا" ركنا منها. وما وجود هذا الركن، الذي لا تكتمل العقيدة المندائية دونه ولا يكتمل إيمان المندائي إلا بالحرص على إجرائه، إلا دليلا على قيمة كيان المندائيين فيما بينهم وعلى تنفيذ وصايا الدين بالبر والتراحم. 

فكيف يبر أحدنا بالآخرين ويتراحم معهم إن لم يكن قريبا منهم وهم قريبون منه. ومن هذا القرب تتحسس إحساس أخيك ويتحسس إحساسك. وليس المقصود بأخيك هنا أخوّة النسب والجسد فهذه زائلة باطلة، بل أخوّة الحق والمحبة تلك التي ترفع الى عليين " إد بيسرا وزما باطلا، وإهيا إد كـُشطا متقيمهون أناتون، إهي إد كـُشطا ماسقتون رهمتكن لريش". وحتى يتحقق ذلك ويكون لزاما على المندائي الحرص على أخوة الحق والمحبة، كانت الصدقة المباركة وصارت ركنا من أركان الديانة. 

تقوم كلمة الصدقة " زدقا " على الفعل الآرامي المندائي " زدق " صدق الذي يرد معناه في اللغة المندائية كما في اللغة العربية. والمعنى يقوم على أن تصدق نفسك أولا وتصدق دينك وإيمانك لتصدق ربك. فما من صدق للرب إلا بصدق النفس والإيمان. وبما أن الإيمان الحق يطلب منك أن تتراحم وتبر مع إخوتك، يكون صدقا عليك" زدقوتا" أن تظهر ذلك لنفسك وبنفسك. ومن هنا صارت التوصية بأن تكون تأدية هذا الركن ليست علانية. 

تحض جميع الديانات على أداء الصدقة والديانة المندائية أولها. وربما وردت في الديانات الأخرى بتسميات أخرى فهي الهبة والعطية وهي الزكاة وهي الخـُمس في أخرى. ويشار الى أن حروب الردة التي دارت في صدر الإسلام قامت في جملة ما قامت إثر امتناع بعض القبائل التي سبق وأعلنت إسلامها عن أداة الزكاة الى بيت المال بعد أن عُدّ أحد أركان الدين أيضا. وتجاوزت الدول المتقدمة الأمر اليوم ولم تتركه دون سيطرة انطلاقا من أهميته في حفظ عيش الآخرين ووجودهم فأوجدت نظام التكافل الاجتماعي. بل وشرعت القوانين التي تلزم بالضريبة ليكون فيها مصدر عيش للمعوزين وغير القادرين على العمل كمصدر للحياة، ليس بصفة المنـّة ولا هي مكافأة للتكاسل، بل واجبا للتكافل حين لا يقدر المرء - على ما يسعى- من العمل وتدبير متطلبات العيش. 

والصدقة حق ومحبة وتكافل، وما من عيب في قبولها في وقت وظرف، حتى قيل أن الكلمة الطيبة صدقة. ولأن الديانة المندائية لا تحض على اكتناز المال، فلم توص شريعتها بزكاة لهذا المال لأنه أصلا غير موجود، بل أوصت بالصدقة ، فإن أمتلك المرء رغيف خبز عليه أن يتصدق بجزء منه لأخيه الجائع .. وهكذا. 

ولأهمية الـ" زدقا " نجدها مؤكدة بنصوص عديدة في كتب الديانة المندائية وتعاليمها. فهذه وصايا النبي يحيى تؤكد (ع) على أن:" رأس صدقاتك ونعمتك أن تطعم الجائع وتسقي العطشان". وتذكرة بأهمية هذا الركن وتوعية بالالتزام به وبيان ذلك نورد نصوصه في الكتب الدينية . 

أما في" الكنزا ربا" فيرد في القسم اليمين : 

1- " أيها المؤمنون والكاملون: إذا رأيتم أسيرا مؤمنا صادقا فافتدوه، ولا تحسبوا الذهب والفضة منقذين نشماتا، إنما ينقذها الصدق والإيمان والتسبيح والإحسان...

2- يا أصفيائي، أيها المؤمنون: أرشدوا الأعمى، وأحسنوا الى الفقير، وإذ تهبون صدقة يا أصفيائي لا تـُشهدوا عليها، لا تعلم يمينكم بما وهبت شمالكم، ولا شمالكم بما وهبت يمينكم، بئس من وهب صدقة فأفسدها بالتشهير. 

3- يا أصفيائي: إذا رأيتم جائعا فأطعموه، وإذا رأيتم عطشانَ فاسقوه، وإذا رأيتم عاريا فاكسوه. 

طوبى لمن وهب فإنه لمأجور، طوبى لمن كسا فسيكسى أردية من نور، طوبى لمن أنقذ أسيرا فسيستقبله رسل ملك النور". 

4- " أما المندائيون الذين هم على اسم مندادهيي مقيمون، ولكنهم في أعماق قلوبهم لا يؤمنون، ولا الى المندي يَقدمون، ولا أبناءهم وبناتهم بصبغة الحي يصبغون، والصدقة لا يمنحون، ويعظهم رجال دينهم فلا يسمعون، أولئك 

نـُشهد عليهم الحي الأزلي العظيم.." 

وأما في القسم اليسار منها فيرد: 

1- " يا نشمثا.. ماذا فعلت في دنياك، لنصطحبك في أ ُخراك؟ 

أبي فرّق الخبز على الجائعين، وأمي وهبت الصدقة للمحتاجين... 

يا نشمثا، عن نفسها يد أبيك الخبز فرّقت.. وعن نفسها يدُ أمك تصدّقت... فماذا فعلت أنت لكي نكون لك مصاحبين؟ 

أنا أحببت هيي.. وأحببت مندادهيي، لقد حلا في قلبي، وملكا عليّ لبي، وفي كل يوم أحد، أحمل الصدقة لا يدري بي أحد، أسير الى المشكنا.. أهب الخبز لليتامى، وللأيامى، إن هيي يعلم كم جائعا أطعمت، وكم عطشانا سقيت، وكم عريانَ كسوت، يعلم كم مسبيا حررته، والى وطنه أعدته، وبزاد الطريق زودته.. إنه بكل شيء عليم، وهو المحسن الكريم."

2- تقول النشمتا: 

" باهر الصدق سأناديه.. وسأعطي الصدقة بإيمان. إن من يعطيها بإيمان يثبـّته صاحب الميزان. 

سمع مندادهيي صوتي فناداني من موتي: 

هلـّم هلـّم يا باهر الصدق 

هلـّم يا صاحب الرحمة والشفقة يا مانح الصدقة، بإيمان وقلب حي

هلـّم يابن الحي المحطات سأعديك، والروهة والمحاسبين أعديك، وسأصعدك وأزكيك.." 

3- " قل لنا يابن الحياة.. حين نغادر الضيق، ماذا يكون زادنا في الطريق؟ 

الصدقة والإحسان.. وثبات قلبك في الإيمان.. ذاك هو زادك في طريقك الى الدّيان"

وأما في كتاب يحيى " دراشا إد يهيى" فنجد أن يحيى عليه السلام يوصي تلاميذه وأتباعه مخاطبا: 

" يا تلاميذي تريثوا وإهدأوا، كونوا رحماء بعضكم لبعض، أحبوا ملاك الأحد، وعظمـّوا يومه، أعطوا الصدقة العظيمة التي هي أفضل من الزوج والأبناء.. الصدقة تـُطلب في الطريق، هي كاليد للفم، الصدقة ترتجى في الطريق، هي كالدليل للأعمى، فإذا انعدمت الصدقة ليس هناك من أجر ولن يكون للنفس معبر على نهر الحياة. إذا انعدمت الصدقة، ليس هناك من أجر، وسوف لن تمتلئ العيون بالنور. 

ويل للذين يتناسون الصدقة ولم يمنحوها، ويل لمن نسوا أمر الخالق بأدائها. 

أيها المختارون: امنحوا الصدقات، وأحبوا ملاك الأحد الذي وضع معبرا على البحر، يقف الجميع عند ضفافه، من بين كل ألف يعبر واحد، النفوس الصادقة المتصدقة التـّواقة للنور وحدها ستعبره ". 

تأسيسا على ما تقدم يكون التبصر بقيمة الصدقة ملزما، فزوادة "النشمتا" في رحلتها الى عالم الأنوار حيث المستقر والخلود هو إيمانها بالحي خالقها وباريها، وصباغتها في اليردنا، وعملها الصالح، والصدقة التي قدمتها. ليس من مـُلزم لك في أن تؤديها سوى إيمانك ومعرفتك بأن لا معبر للنيشمتا الى عالم الأنوار إلا بها. فما من صدقة إلا ومباركة من الحي الكريم وما من عطاء إلا مـُثاب منه. 

ثم أليست هي علامة المحبة؟ أليست هي علامة القناعة والرضا؟ أليست هي علامة المشاركة والتوحد؟ أليست هي علامة نشاط الذاكرة في أنها ما زالت تحفظ ويحفظ لها؟ أليست هي علامة أن تـَذكر فتـُذكر، أليست هي خير من ألف كلمة تقال. 

أيها المندائيون، يا أحبة الحي الأنقياء، لا يَبيتن لكم رغيف خبز إلا واذكروا به في اليوم الثاني إخوان لكم جائعون، ولا تضموا قرشا فوق قرش إلا أن تفرقوا أحدها على محتاج ذو عسر، ولا تدخروا معرفة وعلما إلا وتدلوا به السائلين وتنفعوا به الطالبين. فنحن اليوم أحوج ما نكون فيه الى الصدقة المباركة ذلك أن فينا الشَبع والجائع، وفينا القادر والمحتاج، وفينا المهتدي والضال، وفينا العارف وغير العارف. اعملوا على أن يكـّمل بعضنا بعضا بالصدقة. فالصدقة تشمل كل هذا وزيادة.

الأربعاء, 03 نيسان/أبريل 2013 20:52

الحي العظيم و النصوص الناصورائية

ان المندائية الناصورائية عقيدة وشريعة..فالعقيدة: هي جناح المندائية النظري الذي يطلب الايمان بالحي العظيم اولا,ايماناَ لا يرقى اليه شك.

أما الشريعة: هي الجناح العملي الذي شرعهُ الحي سبحانة لعبادة , ليقيموا به ِ العلاقة السليمة بينهم وبين خالقهم ,وبينهم وبين الكون بما فيه من موجودات.. وما يربطها من علاقات.

فالعقيدة إيمان.....والشريعة عمل, ولكل منهما أصول وفروع..ومن بين العقائد الأصلية التي طلبت المندائية بها

الأيمان بالحي ووحدانيته , وتفرده بالخلق والتصرف,وتنزهه عن المشاركة في العترة و السلطان و المماثلةفي الذات و الصفات ,وتفرده باستحقاق العباده والتقديس, والأتجاه إليه سبحانه بالأستعانه والخضوع ,فلا خالق ولا مدبر غيره, ولا يماثله مما سواه شئ ,ولا تخضع القلوب وتتجه إلى شئ سواه. وهذا ما يتصل بعقيدة التوحيدوتفرد الحي العظيم وحده بالكمال وأستحقاقه دون غيره من الموجودات تقديس المخلوقين وعبادتهم إياه و التفريق الواضح بين مقام الألوهية ومقام النبوه و العبودية.

ان أساس العقيدة الناصورائية المندائية تقوم على الأيمان الراسخ ب(هيي قدمايي)الحي الاول الازلي مسبح اسمه الطاهر دون غيره وأثبات لهُ صفات الجلال و الجمال ... وهذا ما تؤكده( الكنزا ربا) الكتاب المقدس للمندائيين مبارك اسمها ب( بوثها) سورها المتعددة وكتبنا الدينيةالمقدسة فأذا تطلعنا الى السياق الكنزوي نلاحظ هنالك بوث كثيرة تشير الى وحدانية الحي العظيم { ملك النور السامي تبارك الجميع ببركاته منذ القدم وألى أبد الأبدين ,منذُ البداية والى النهايه هو الخالق لكل شئ } الكنزا ربا القسم الايمن, و { سبحانك ربي العظيم ,أسبحك ربي بقلب طاهر رب العوالم كلها, مسبحٌ ومباركٌ ومعظمٌ , ذ و الوقار والجلال , الحي الرب العلي سبحانهُ ملكُ النور السامي ذو الحول الشامل ,الذي لا حدود لقدرتهِ . النور البهي, والضياء الساطع الذي لا ينضب الرؤؤف التواب, الغفور الرحيم مخلص كل المؤمنين وناصر كل الطيبين , العزيز الحكيم , العليم البصير العارف الذي على كل شئ قدير } كنزا ربا القسم الايمن.. وهذه أول بوثا بالكتاب المقدس الكنزا ربا مبارك اسمه والتي تدل بدليل قاطع مانع من أثار رأي شك بأن الديانه المندائية تقوم على عقيدة التوحيد بالحي العظيم الجبار وتفرده بالألوهة لا يشاركه أي أحد ذو الحول الشامل...ولو سلطنا الأنظار على أحد أضواء كتبنا المقدسة نلاحظ في كتاب( سيدرا اد نشماثا ) كتاب الانفس الخاص بالتعميد (المصبتا) و طقس الارتقاء (المسقثا) في هذه البوثة على سبيل المثال وليس الحصر { باسم الحي العظيم .مبارك أنت ياسيدي عارف الحياه (مندا اد هيي) وموقر ومبارك المكان الذي جئت منه,وموقر و ممجدومتألق ذلك المكان العظيم , ويسبحك المختارون الصالحون في بيت الدين (المندا) فهم يسبحونك لمعرفتك وحكمتك .وعلمك وطيبتك وأنهم يجدونك معهم .أنت جئت, وأنت أتيت وكنت مفصحاً عن نفسك, أنت لا تحد وأبدي لا تنتهي.أنك أنت الأب وأنت الأخ وأنت الأبن* وأنت المنبع وأنت الأصل الحياه العظيمة وأنت الأول وأنت الأخر وأنت المستقبل, ... أسمك هو عارف الحياه (مندا اد هيي) , أسمك هو الحق أسمك هو نقي, أسمك هو ممجد .أسمك هو موقر , أسمك هو مزكى أسمك هو منتصر ومنتصرةهي كلمات الحق التي تنبعث من فمك على جميع الأعمال}**.

أن هذه النصوص المندائية المقدسة وغيرها تؤكد على وحدانية الخالق العظيم مسبح أسمه وأن لا معبود إلا الحي, ولا خالق ألا الحي ,ولا من يقدم النفع ويدفع الضرر عن البشر الأ الحي العظيم مبارك ومسبح اسمه.

أن من خصائص الشريعة المندائية الناصورائية أنها تشريع سماوي, يصدر الحكم على غرار ذلك فيها عن الحي سبحانه (هيي قدمايي) . فالحكم ومصدر الحكم حقيقة هو الحي سبحانه , أما ما يقرره رجال الدين في بعض الامور الدينية فهي تلك المسالك التي يكشف بها حكم الرب ,فهي المصدر بالمعنى المجازي لا الحقيقي , وأن الأصل بالأتفاق أن الحاكم هو (هيي قدمايي ) مبارك اسمه الحي الأول الأزلي وأنه لا شرع ألامنه وقد استند هذا الأتفاق الى نصوص من كتابناالمقدس الكنزا ربا مبارك اسمه {أنظروا وأسمعوا بأيمان وخذوا بكلمات ربكم } .. أن الحي سبحانه خالق جميع العوالم وجميع الكائنات والمعطي كل المواهب الحسنة الذي نوره لا يحد ,أزلي غير متغير في وجودهِ وحكمتهِ وقدرتهِ وقداستهِ وعدلهِ وجودتهِ وحقهِ.

أنهُ المرتجى الذي تتجه اليه الأبصار وحده لتخليص المخطئين من خطيئتهم و لأستمداد العون منهُ هو الحي الأول الأزلي الذي ليس لهُ بداية وأبدي ليس لهُ نهاية.

وعلا غرار ذلك يثور سؤال مهم .. هو كيفية الوصول الى رضاء الحي العظيم ؟

فنقول..يمكن ذلك عن طريق المواظبة على الصلاه و التعميد وذكر الحي سبحانه وأن لا يغيب من أفواهنا ذكر أسمه المُبجل ..حيث يقول سبحانه { كونوا لي ضياءاً وسأكون ضياءكم, وأسمي يكون في فمكم وسأكون معكم} سيدرا اد نشماثا ... هذه هي حقيقة الحي العظيم سبحانه أنهُ لن ولم يتخلى عن المندائيين في كل وقت و مكان.. و هذا هو سر بقاء الشرشا المندائيي الناصورائي الشريعة المندائية الزكية...منذُ نبينا الأول أدم كبرا قدمايا (أدم الرجل الأول) عليه السلام وألىحد اليوم على الرغم من الصعوبات التي وجاهها الدين المندائي من أضطهادات و أبادرات كما اليوم على أيدي اعداء الأنسانية و القتلة المتمرسين على اغضاب الحي الجبار.... 

أنت سيدنا يا هيي قدمايي الذي كلك رحمه ونحنُ عبيد لك وكلنا مخطئون , وأنت السيد الذي كلهُ رحمة..

وفي الختام نستخلص فيما سبق بأن الشريعة المندائية الناصورائيةهي شريعة الحي العظيم شريعة توحيدية وقائمة على التوحيد وأن منهاجها و عقيدتها تصب في التوحيد ..هذا ما دلت عليه البوث الدينية... و النصوص الفقهية...

{طوبا لمن سمع وعلم وارتفع بالنصر وشاهد مكان النور} كنزا ربا القسم الايمن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*الأبن : المقصود أن الحي العظيم هوه كل الحياه.

** كتاب التعميد المندائي.الربي رافد الريشما عبد الله ص 34-38 (نصوص مختاره)

 

 

الله ( الفكرة والقدرة )

أن مبدأ التوحيد ليس فكرة طارئة على الديانة المندائية أو خارجا عن مضمونها ، بل هو في جوهر العقيدة المندائية وركن أساس من أركانها الخمسة المعروفة وهي ( التوحيد – التعميد – الصلاة – الصوم – الصدقة ) ، وقد ارتكزت ديانتنا في بنائها اللاهوتي على حجر الزاوية فيها وهو ( التوحيد ) ، ولا تكاد تجد في أي من نصوصها الدينية أو الأدبية أو في أدعيتها 

وتراتيلها ، نصا لايبتدىء بذكر الحي العظيم ، الأزلي البصير القدير العليم العزيز الحكيم ، الذي هو منبع النور والخير والحكمة والتشريع . ويعود قدم الاعتقاد بالتوحيد في الديانة المندائية الى ( آدم ) نبي الصابئة المندائيين الأول الذي جبل على الأيمان والاعتقاد بوجود الحي العظيم ، وعلى يد الملائكة والأثريين الذين يسبّحون للخالق جلّ وعلا ، صبحا وعشيا . فوجود الخالق في ديانتنا – وهذا أمر بديهي – هو وجود سابق لوجود ( آدم )ع . ولم يك الله فكرة أبتدعها ( آدم ) أو الأنبياء من بعده ليهتدي بها بنو البشر . فقد جاء في كتابنا المقدس ( كنزا ربا ) – القسم الأيمن } ما كان لأنه ما كان ، ولا يكون لأنه لا يكون * خالد فوق كل الأكوان . لا موت يدنو منه ولا بطلان {، أي أنه أنبثق من ذاته ، ولم يك من زمن قبله ، بأمره بدأ الزمان وعرف المكان . فزمان الحي ليس كزماننا الأرضي الذي به نقيس أعمارنا ، وهو زمان ربّاني . كما ليس لله في ( كنزا ربا ) من صيرورة أو كنه ، وليس له } لا أب ولا ولد ولا يشاركه في ملكه أحد {، صانع كل شيء ، ولم يصنعه أحد .. يسمو فوق الأفكار وليست له دار.. موجود بيننا بالمعنى الغيبي وغير موجود بالمعنى المادي ..نستدل عليه حين نرى بديع صنعه ، ولا تراه أبصارنا ، بل تستدل عليه بصيرتنا} البهيّ ، الساكن في الشمال العلوي {. يتجلى لنا في الطبيعة وما وراء الطبيعة ، وهاهو العقل الإنساني يتبين ويتعرف على قدرة الخالق في كل حقول المعرفة ، فقد سقطت وعلى مر الزمن كل النظريات العلمية والفلسفية التي تشير إلى أن الصدفة التاريخية قد خلقت الوجود ، أو أن تفاعلات كيماوية أو إحيائية قد خلقت الإنسان والحيوان ، أو تلك القائلة بالنشوء والارتقاء وغيرها كثير ، وهذه ( كنزا ربا ) تقول } قال ملك النور السامي قوله فكان كل شيء * نزل بثاهيل (1) فرفع السماء وبسط الأرض ونادى ملائكة النار * وهبت الشمس ضياء ، ووهب القمر بهاء والنجوم سناء ، ورفعت كلّ إلى مدار * وتكونت العواصف والماء والنار * وتكونت الثمار والأعناب والأشجار * وكوّن الحيوان الأليف ، والوحش الكاسر * ومن التراب والطين الأحمر ، والدم والمرارة ، ومن سر الكون ، جبل آدم وحواء .. وحلت فيها نشمثا (2) بقدرة ملك النور{، وهو الذي قال للملائكة كوني فكانت ، ومن ضيائه النقي انبثقت ، أنه الله الخالق المتفرد في علاه ، آمن به المندائيون – غرس التوحيد الأول – وماآحتاجوا عبر تاريخهم الطويل أن يجسدوه في شاخص مادي ، بل أبقوه غارسا للأيمان في قلوبهم ، ومصباح هداية في عقولهم .. يحبونه لأنه كل المحبة ، ويجلوّنه ويعظمّونه في شعائرهم وصلاتهم لأنه ممجّد ، معظم ، موقر ، قيّوم ، ولم يشاركوه في سلطانه أو يصاحبوه في صولجانه ، وبهذا فقد سبّحوه وحده ،وباركوه وحده ، وعظمّوه وحده ، منحوه كل الصفات الإيجابية ، } نور لا بطلان فيه ، وخشوع لا عصيان فيه ، وبرّ لا شقاق فيه ، وأيمان لا خداع فيه ، وصدق لا كذب فيه { ، وأمتثل المندائيون لوصاياه ، عرفوها وفهموها فجسّدوها ، ثم استقاموا بها .. رجوه واتكلوا عليه ، ونهلوا من حكمته ، فاهتدوا ، وها هي ( كنزا ربا ) توصينا أن لا نشرك بالحيّ الأزلي ، ولا نسجد للشيطان ، ولا نكتنز الذهب والفضة ، وأن نموت عراة كما خلقنا .. توصينا ، أن لا نزني ولا نسرق ولا نبدّل في الكلام ، وأن نحترم الآباء والأمهات والأخوة الكبار ، وأن لا نشتهي مقتنى غيرنا ، وان الحي الأزلي يوصينا بالمحبة والألفة والرحمة والود وفرائض الدين .

 

وفي ( التسبيح الثاني من كنزا ربا – القسم الأيمن ) ما يغني النفس ويثريها ، ويزيد تقواها ويهديها ، فقد حددت أن معرفة الغيب والتنبؤ به وبما سيأتي من الزمان ، كالموت وغيره ، مرهون بأمر الحي العظيم البصير القدير العليم . ولذلك ، فأن ديانتنا لا تؤمن بالتنجيم والسحر والشعوذة ، وتؤمن بالقدر ، ولكنها لا تلغي الحذر . والله الحي الأزلي ، غفور ، رؤوف ، رحيم ، فاحص ، خبير ، قدير ، حليم ، موحي الخفايا ، كاشف الرزايا ، مقوّم الصالحين ، مخلـّص المؤمنين . } أيها الزاكي المزكي : أعف عنّا ولا تحكم علينا * نحن عملنا كل الخطايا .. عيوننا غمزت وأفواهنا لمزت وأيدينا همزت وآذاننا الى الشر أصغت : ربّنا تب علينا وترفـّق بنا وخذ بأيدينا { ، فالله – هيّي – كما نرى فاصل الحياة عن الموت ، لطيف ، رحيم ، منـّان ، منقذ لعباده الصالحين من ظلمات النار ، وهو واهب الحياة الأولى والثانية والثالثة والرابعة ، وخالق الماء الحي ، فكان للماء قدسية ، به نتعمد وفيه نرتسم برسم الحي الأزلي ونعطي له العهد ( الكشطا ) ، فنصبح مندائيين . هو الخالق الذي قدّر للأشياء منازلها ، وستبقى تدور في معاقلها الى أن يأذن الذي أمر .

1-بثاهيل : ملاك أثـري يمثل الحياة الرابعة ، شارك في عملية الخلق 

والتكوين وله مطهر

2-نشمثا : النفس وجمعها نشماثا ، وهي جوهر الحياة ، ومصدرها عالم 

النور ، وهي هبة الخالق سبحانه للأنسان

الخميس, 04 نيسان/أبريل 2013 00:33

قوة مشاهدة الارواح

سأقص عليك كيف رأيت ملاكا لاول مرة. كنت في الرابعة عشرة من عمري، وكان بيتنا من القصب، وكان امامه جدار من الطين، وكان والدي يحب ان يرى البيت نظيفا، وكان النهر يجري امام البيت، وقد نمت على ضفته الحشائش والقصب. وقد كان مكانا جميلا، لطيفا، وكان الوقت وقت عيد" دفة شيشلام ربه". وفي ذلك اليوم وفي الليلة التي تسبقه تفتح ابواب عالم النور على مصراعيها، والمسلمون يعرفون ليلة كهذه. ان هذا العيد يقع بعد نضوج التمر.

وكان من عادة والدي ان ينهض مبكرا ليصلي، وكان ذلك اليوم عيدا ويوما سعيدا، فنهضت في الفجر كوالدي، وكانت الشمس لما تشرق بعد حين خرجت، وكان والدي في النهر لم ينته من صلواته بعد. شاهدت في الساحة المنبسطة امام البيت كائنا وعصاه" مركنه" على كتفه، يصلي متجها نحو الشمال. لقد كان ابيض، براقا. اسرعت الى امي التي كانت لاتزال نائمة وايقضتها وقلت لها،" يا امي من هذا الذي يصلي امام البيت؟". ولم يكن يصلي بصوت مسموع.

قالت " لااحد لاتخف، لايوجد احد". قلت " بلى يوجد شخص يلبس "رسته بيضاء". وعدت ثانية لانظر اليه فاستدار ونظر اليّ، وظهر ان ضوءا ينبعث من وجهه، لقد كان في غاية الجمال، ثم لم ار شيئا بعد.

وحين عدت الى امي ثانية قالت لي" كان احد الناطري (1) – الروح الحارسة- لبيتنا فلا تخف".

وجاء والدي من النهر، فاخبرته بما رأيت قائلا" لقد جاء شخص الى هنا في زي درويش بملابس بيض، وذهبت لادعو امي، فلما عدت اليه ثم اختفى".

قال والدي" لماذا لم تأت اليّ؟ او فعلت ذلك لكنت قد تحدثت اليه، لقد كان ذلك حارسا، ولا داعي للخوف لانه من الصالحين". وحزن والدي وبدأ يصلي، وحين انتهى من صلاته غمره السرور وقال لي" انت تشبه اسرتنا، لانك ترى وتكشف، انك ترى الارواح، فاذا رأيت احدا منهم فادعني لاتمكن من التحدث اليه".

وبقيت كلمات والدي في ذاكرتي فاذا رأيت اي شيء اخبرته بذلك، وفي مرة اخرى، رأيت احد الجان وكانت

" قرطاسة" اخت الشيخ جودة قد عملت لي عباءة، وقد تعودت ان اعلق تلك العباءة التي كنت احبها كثيرا في غرفة جدي، في بيت الشيخ محيي، وذهبت في احد الايام لاعلقها هناك، وكانت الساعة العاشرة نهارا، كان المكان قديما وواسعا ومظلما فدخلت وذهبت لارمي عباءتي على الحبل(2) وكانت توجد منضدة عالية في مؤخرة الغرفة موضوع عليها بصل وقرع واوان من الطين، فنظرت فرأيت على المنضدة" روحا طولها حوالي القدم الواحد، وكان جنيا صغيرا قبيحا، قلت له" لقد امرني والدي ان لا اخاف ، فمن انت؟".

فهز رأسه، وكانت ابنة خالي معي في الغرفة وكان اسمها"عليوه" فصحت بها" تعالي وانظري فههنا جني". فصعدت على مقعد خشبي، وكانت هي في الطرف الاخر من الغرفة، قلت لها" اعطني عصا لاضربه ولآخذه فاريه لوالدي".

لقد كنت طفلا لا افهم. واردت ان اعامله معاملتي للحيوان. وناولتني العصا. فضربته ولكنني ام انله، فقالت

" اضربه على الرأس ودعني اراه حين تقتله" الا انه فر ونجا.

ذهبت الى والدي الذي كان مشغولا في عمله، واخبرته بما رأيت، وكيف ان الجني هرب حين اردت ان اقتله.

وبدأت اشعر بالخوف ولم اضع عباءتي في تلك الغرفة ابدا ولم ادخلها.

وكان في بيتنا شجرة آس نبتت في الساحة، وكان والدي قد غرسها، وفي احد الايام رأيت جنيا يجلس تحت شجرة الآس. فبدأت اصيح" أبي، أبي تعال، فهذا هو" فقال والدي" قل له اشم اد هيي( اسم الحياة) ولاتخف". وقالت عمتي ان الصبي خائف ان يوقع به الجني، فيجب ان اكتب له "زرسته"(3) قال والدي" نعم اكتبي له واحدة فانا لاوقت لي". وكتبوا لي زرسته، وحين وضعتها في صدري لم اعد اشعر بالخوف. فقد تخلصت من القلق واحسست بالسعادة.

ملاحظات

(1)ناطري : مفردها ناطره اي حارس او ناطور

(2)على الحبل: علاقة الملابس ولاتستعمل في بيوت القصب وترمى الملابس غير المرتداة على حبل كما وصفت هنا

(3)زرسته : درج طلسمي يحفظ في حق ويلبس. وقد قدم اليّ واحد من قبل رواي هذه القصة قائلا" انه مكتوب من قبل" رابي سام" الذي مات منذ مائة وخمسين سنة او اكثر. وكان عمره لدى وفاته قد بلغ مائة وثمانين عاما وكان على قدرة عظيمة وكانت ذاكرته نشيطة. لقد كان يحب الازهار. ويقولون انه لايزال يعمل بين الازهار حاملا سيفا ومسحاة. لقد اصبح غنيا، وكان اسمه يذكر عند الحاجة، فاذا كان هناك زائرا ثقيل مثلا، وان زيارته ستطول، فان الصابئي المزار، يهمس قائلا" رابي سام هات مسحاتك وسيفك واجعله يمضي".

وبهذا يستأن الزائر ويذهب باختياره

بالرغم من قلة المصادر المادية المندائييه عن وضع المندائيين في فلسطين وظهور الدعوه التي بشر بها المرشد يهيا يوهنا واهدافها الاجتماعية الاان هناك اشارات مقتضبة وردت في كتاب الكنزا ربا ودراشة اديهيا عن وضعهم والاضطهاد الديني الذي كان يلاقونه من قبل اليهود والاشارة الىتدمير وحرق اورشليم , واذا ربطنا هذة الاشارات بما كتبه المؤرخون عن الحاةالاجتماعية والسياسية التي كانت سائدة انذاك فاننا سوف نرى في فترة ظهور(يهيا يوهنا) 

الفترة التي سبقت تبشير المسيح بدعوته بان فلسطين كانت تخضع للاحتلال الاجنبي الروماني وكان المجتمع يشهد تمايزا طبقيآ حادا بين جمهور الفقراء المعدمين وهم الآغلبية الساحقة والطبقة الحاكمة المسنودة من قيل الاحتلال الروماني اضافه الى ذالك كان المجتمع الفلسطيني ينقسم الى اربع مجاميع هي جماعة الصدوقيين والفرسيون والغيارى والاسنيين وكانت هذه الفئات تتقاتل في ما بينها وقد تعاون قسم منا مع الرومان المحتل واستغل بقية ابناء الشعب ابشع استغلال , ما عدا فئة الاسنيين الذين رفضوا جميع الفرق المتواجده في فلسطين وانسحبوا الى البرية واطلقوا على انفسهم ابناء النور وعارضوا الطقوس التي يمارسها الاخرون ونظروا اليها بانها فاسده وكانوا بعيدين عن كنز الاموال ويعيشون مشتركين في المأكل والملبس والمسكن ويدعون الى مساعدة الجميع ويشير الباحثون بان يوهنا ظهر ونشط وسط هذه الجماعة

في هذه البيئة المضطربة بدآ المرشد بالوعظ وبتحريك الشعب ورفضه للحالة السائدة متهمآ الجميع بما فيهم الطبقه الحاكمة والارستقراطيين بألفساد والخطيئه بدعوة شعبية عامه صارخآ:

(ايها المختارون لا تقربوا الملوك والسلاطين وذوي النفوذ في هذا العالم و لا تثقوا بهم وبالاسلحة والمتاريس التي يجمعونها والاسرى التي يحشدونا حشدآ ولا تعتمدوا على الذهب والفضة سوف تنكسر شوكتهم وقوتهم ولن تفيدهم اموالهم الطائلة ان الذهب والفضة والمال لاتاتي لهم بألخلاص بل سوف تزول سيطرتهم وتفني ويصدر الحكم عليهم). من الكتاب المقدس للمندائيين الكنزا ربا 

(اعطوا الفقراء من الناس والمضطهدين الملاحقين خبزآ وماءآ ومأوى) الكنزا ربا

(لا تسلمواالعبيد الصالحين الى اسيادهم الاشرار ولا الضعفاء الى الظالمين الفجار ) كنزا ربا

ولكن اي سلاح يستعمله ( المعلم يهيا ) لمحاربة هؤلاء االمستبدين؟ هل يستعمل الاسلحة المصنوعة من الحديد ويقتل بها هولاء الاعداء؟ وقتل النفس الانسانية لاي سبب محرم في العقيدة المندائية

وقد جاء في الكتاب المقدس الكنزاربا:

( ايها المؤمنون الكاملون تدرعوا بأسلحة غير مصنوعة من حديد, لتكن اسلحتكم الناصورائية والايمان بألكشطا ) 

(ايها الصادقون سلحوا انفسكم بأ مضى من الحديد: سلاح ناصوراثا : وكلمات ربكم الصادقة

وليكن سلاح الناصورائي التعميد بالماء الجاري: 

{ اجر ايها الماء الحي وامتزج مع الماءالعكر ومن خلال عبيرالماء الحي يؤرق العالم برمتة وينمو ويزدهر) كنزا ربا الكتاب المقدس.

الماء الجاري والتعميد فيه رمز الحياة عند المندائيين يمنح القوة للبدن والتطهير وغفران الخطايا للنشمثا واخذ العهد المقدس من المتعمد بترك كل الاعمال السيئة والعمل من اجل المظلومين, وبمساعدة التراتيل الدينية التي يدلوها المعلم يوهنا ستتخلص النشمثا من كل الخطايا والاثام والحماقات التي ارتكبتها على الارض .

وقف المعلم على ضفة نهر الاردن وامامه سلاحه اليردنا صائحا باعلى صوته :

ايها الانسان : رأس رحمتك كن رحيمآ مع ارواح الفقراء والمضطهدين.

الظالم يشبه رمانة تزهو في ظاهرها ولكنها مملؤة بألعفونة في داخلها

ابها الناس جميعا من ملوك وامراء ورجال دين لايقولون الحق :

هلموا البسوا ملابسكم البيضاء (الرستة) رمز الطهارة والنور الالهي وطهروا انفسكم بماء الحياة 

وهكذا استقطب الربي يهيا المعمدان الناس حوله والانجذاب اليه ولدعوته الجديده و كان يقلق السلطه الحاكمة خائفة من ارشاداته تؤدي الى الثورة ضدها.

(تشير المصادر غير المندائية كما اشار المؤرخ يوسيفوس ان التأثير العظيم الذي يمارسه يوحنا على الجموع اخاف الحاكم هيردودس ان يؤدي ذالك من قيام الثورة فبادر الى سجنه واعدامه).

اما المصادر المندائية حول نهاية يهيا : بأن الملاك المندائي (مندادهيي) نزل الى نهر الاردن بأمر من ملك النور السامي ووضع يده على يهيا طالبا منه مرافقته الى عالم النور , فخلع في يردنا ثيابه ثياب اللحم والدم وارتدى بدلة الضياء وعممني بعمامة النور ليصعد مع المندادهيي بعد ان غطى جسدة بثلاث حفنات رمل فسترة وغطاة .(كنزاربا)

 

 

الخميس, 04 نيسان/أبريل 2013 00:19

الاعياد المندائية

دهوا ربا (الكرصة رأس السنة المندائية ،العيد الكبير )

يصادف هذا العيد في 1 شباط مندائي ، وفيه تجسد أبونا أدم كسيا أب الذرية الملائكية وهو المثيل الروحي لأبينا ادم بغرا (الجسد) وخرج إلى الوجود حيث ولد ولادة رمزية من رمزي الحياة السندركا (النخلة )والأينه (عين الماء الجاري ) حيث تمثل السندركا الجانب الذكري والأينه تمثل الجانب الأنثوي ، وعندما سقطت حبة لقاح من السندركا في الماء الجاري أي( الرحم المقدس ) بقيت هناك 360 يوما ومن هنا بدأت عجلة الزمن تدور وعندما اكتملت 360 يوما خرج أبينا آدم كسيا إلى العالم النوراني (مشوني كشطا ) ،نهض وقام واختبأ بين تلك الأشجار والأعناب التي تكسو العالم النوراني .اما الستة والثلاثين ساعة التي نكرص فيها فهي تمثل الثلاثمائة والستون يوما التي بقاها ساكنا في ذلك الرحم المقدس ، فبدأت تلك الستة والثلاثون ساعة في القسم الثالث من يوم كنشي وزهلي ( في الساعة السادسة مساءا ) حيث بقى ساكنا طوال تلك الساعات وعندما انتهت ، قام وتحرك وبدأت الحياة تسير وبأمر من هيي قدمايي بدأ بتكوين ذرية له وهم الملائكة والأثيريين فصار أبا لهم وسيدا لذلك العالم النقي ، وبهذا فأن تلك الساعات أصبحت ذكرى للكون أجمع يحتفل بها من قبل الملائكة وكذلك البشر بعد أن يختبئوا ست وثلاثين ساعة ويكونوا في سكون تام تمثيلا لتلك السكنة التي بقاها أبونا أدم كسيا ، في تلك الساعات تعرج الملائكة الى السماء لمباركة ميلاد أبيهم والتسبيح والشكر للرب على ذلك الخلق العظيم ، وبرجوعهم سيعود النور الى الأرض ثانية وتعود الحياة الى الأرض والى الكون أجمع .

عيد شوشيان

(عيد الستة أيام )..يوافق هذا العيد خلال يومي 6 و7 من شهر شباط مندائي الموافق (27،28 ) تموز ميلادي ،وهذا العيد هو تتويج لاكتمال الخلق الذي أمر الرب به آدم كسيا والذي بدأ بولادته هو حيث كون له عالما وذرية ،واستمر ذلك التكوين ستة أيام أما اليوم السابع وهو اليوم الذي استراح فيه أبونا آدم كسيا الذي آمر بذلك التكوين .وفي هذا العيد تعلق الأكاليل التي ترمز الى البهجة والسرور ( ابتهاجا باكتمال الخلق الذي تكون ) ،يجدل الأكاليل رجال الدين حيث يقرءون عليها النص الديني الخاص : 

(بشميهون اد هيي ربي ، أنهر كًوفني ابكًو ميا واتقيم كبيري بيردنا ،ناكَبي آناتون راوزي ، شكَندي لهاخ ايثيلخون يهبينالخون ، الأوثري سكَيي كَدللخون ومثنالخون بابا اد هيلبوني كث آسا ماربا يانقي ،كَدللخون ومثنالخون آلمي لكيمصات آلمي ، أبَرخنخون يردني سكَيي ، وبرختنخون مصبتا اد لا باطلا من ريش بريش.)

الترجمة: (بأسماء الحي العظيم ، الأشجار ازدهرت في المياه ،ومن المياه الجارية انبثق العظام أنتم بزغتم في الوجود والشكَندي جلبوا الزهور وأعطوها للأثيريين العظام ليجدلوها ويعلقوها على تلك الأبواب البيضاء كشجرة الآس التي تربي الصغار تجدل الأكاليل وتجلب الى العوالم العليا ، مباركة تلك المياه الجارية ومباركة الصباغة التي لا باطل فيها من البداية الى النهاية) .

دكُ الفل

توافق هذه المناسبة في 1 آيار مندائي حيث هبط الملاك هيبل زيوا بأمر من ملك النور العالي الى الأرض كي يعمرها ويهيئها لخلق أبونا آدم (مبارك اسمه ) حيث كانت الأرض خربة تكسيها المياه وكان غذائه التمر والسمسم وهو غذاء ملائكي لأن النخلة والسمسم الأبيض هما شجرتان مقدستان موجودتان في عوالم النور العليا ومزجهما مع بعض يسمى الفل . يحتفل المندائيون في هذه الذكرى أحياءاً لها.

دهوا هنينا(العيد الصغير )

يوافق هذا العيد 18 آيار مندائي وفي هذا اليوم عرج الملاك هيبل زيوا الى السماء بعد أن جبلت الأرض على يديه وتفجرت المياه الجارية فيها وخلق جميع الكائنات الحية بأمر الحي الأزلي وبصعوده ابتهجت عوالم النور والملائكة. وهذا نص يوضح هذه المناسبة:

(مبارك سبحانك ملك الأنوار العالي هذا اليوم والى ابد الآبدين ،بكلماتك خلق ونودي أرسل أثيري اسمه جبريل الرسول وأمرناه ، اذهب واحسر الظلام وبسر منا جبلت وصلبت الأرض ونجدت رقعة السماء وسيرت بجوفها الكواكب ،أوهب الشمس نورا والقمر تقنا والكواكب كلها لمعاناً، هب المياه بسمة والنار أسوا ، وانبت الأشجار والأعناب واجعلها مزدهرة في ذلك العالم ،أوجد الحيوانات والدواب والطيور الجميلة وكل أصنافها ذكر وأنثى أعطي ماء الحياة واجعل الماء يروي العالم كله وهب رياح أربعة ونسيم تتنسمه الدنيا ).

تذكار أبو الهريس

يوافق في 1 تموز مندائي وفيه قام أبونا نوح وابنه سام بعمل طعام الغفران (الليافة ) على أرواح الذين أماتهم الطوفان ،فلم يتبقى على متن سفينتهم سوى الحبوب التي جمعوها وهي سبعة أنواع من الحبوب وهي تمثيلا لأيام الأسبوع فسمي اليوم بيوم الهريس نسبة لهرس تلك الحبوب . 

البرونايي

الأيام الخمسة البيضاء (البنجة )…توافق هذه المناسبة بين شهري أيلول وتشرين المندائيين ،واننا هنا لم نحدد هذه الأيام بشهر محدد لأن في هذه الأيام خلق الزمن ،توافق هذه المناسبة المقدسة بشهر آذارميلادي . هذه الأيام الخمسة البيضاء تجلى فيها الرب وأعلن عن نفسه في الوجود حيث انبثقت صفاته وأسمائه في تلك الأيام حيث انبثقت صفة الحياة في اليوم الأول والعظمة في اليوم الثاني والمعرفة والعلم في اليوم الثالث ،أما اليوم الرابع فانبثقت واحدة من صفاته ألا وهي الحق ،وفي اليوم الخامس تفجرت المياه الجارية وهي سر من أسرار هيي قدمايي ومنها خلق الزمن والسنة المتكونة من 365 يوماٌ وكذلك خلقت عوالم النور ( مكان الرب ) من تلك المياه ،فهي أيام طاهرة زكيه لا تعد من الأيام ولا تدخل في عداد الزمن لأنها أسمى من أن تكون زمن يعد ، أنها خمسة أيام كأنها يوم واحد لا يشطره ليل ،،لا ظلام فيه . ليس للشر والشيطان حصة فيها ،أنها أيام الرب .. خير في خير ، صفاء في صفاء .فيها يصطبغ المندائيون ويجددوا صبغتهم وينحروا ذبائحهم من أن أجل أن يقيموا الليافة لموتاهم وفيها أيضاٌ تكرس المنادي ( بيث مندي ) وتقام الملابس الطاهرة للموتى (طرطبوني طابي دخيي)( القماشي ) ويسمى اليوم الأخير يوم التذكير . 

دهفا إد ديما ( عيد التعميد )

يوافق هذا العيد في 1 كانون مندائي وهو يوم مقدس من أيام السنة المندائية يطلق عليه أيضا ( دهفا اد يمانه ) حيث أصطبغ في هذا اليوم رسولنا ونبينا المبارك ( يهيا يهانا ) عندما كان عمره 30 يوما وكان رضيعاً هناك في جبل بروان ( الجبل الأبيض ) وكانت الأرواح النورانية ترعاه عندما أخذوه من أمه لينقذوه من توعد اليهود بقتله ، وأن هذا اليوم هو يوم مهم بالنسبة للمندائيين يصطبغ الأطفال فيه وكذلك الكبار .ان القيمة الروحية لهذا كبيرة جداً بحيث ان الذي يصطبغ في هذا اليوم برستة جديدة ستحسب له سبعون صباغة . 

كنشي وزهلي (الاجتماع والتطهير)

توافق هذه المناسبة في 30 طابيت مندائي وهو اليوم الأخير في السنة المندائية حيث يصطبغ فيه المندائيون ليتطهروا ويكونو اتقياء انقياء ليتوجهوا بعدها للكرصة التي تبدأ في الساعة السادسة من مساء يوم كنشي وزهلي ، وان النصوص الدينية تنص على وجوب صباغة الفرد المندائي في هذا اليوم والصباغة فيه بملابس جديدة تعادل سبعون مرة .

المصادر:

الكتاب المقدس كنزا ربا مبارك اسمه.

كتاب ترسر والف شيالة (الف واثنا عشر سؤال).

ديوا الما ريشايا ربا (مخطوطة العالم العلوي الكبير).

 

الحلقة الرابعة

( الأعجاز العلمي والأعجاز الإلهي )

يا لروعة الأعجاز العلمي في كتابنا المقدس ( كنزا ربّا ) ، فبعد أن وضحنا في مقالتنا السابقة تطابق أحدث النظريات العلمية حول نشأة الكون مع ما ورد في كتابنا المقدس .. نسوق لكم في هذه الحلقة البعيدة عن التعقيد اللغوي واللفظي ، ما نحسبه إعجازا ً آخرا ً لكتاب الحي العظيم ، وأسمحوا لي في البدء أن أذكر لكم مقدمة علمية ستشكل مدخلا ً لموضوع حلقتنا هذه .

( ذكر فريق دولي من العلماء الفيزيائيين من جامعة هارفارد ، أنهم قاموا بأول قياس لذرات ولدت من مضاد المادة ، وهي المادة المتفجرة والمعاكسة للمادة التي نستخدمها يوميا ً ) .

لقد أعتقد العلماء منذ زمن ، أنه عندما تكوّن الكون ، كانت فيه أجزاء متساوية من المادة ومضاد المادة ، ولكن ، لأن هاتين المادتين تبيدان بعضهما ، لم يستطع العلماء أن يدركوا ، لماذا أن المادة العادية – وليس مضاد المادة – هي المهيمنة في الكون ، وعلى المدى الطويل ستفتح هذه النتائج أبوابا ً جديدة من المواد في العلوم .

والآن ، دعونا ننظر في كتابنا المقدس ( كنزا ربّا ) ، وعلى وجه التحديد في موضوع ( المثيل السني الكامل ) الذي يشكل جزءا ً من عالم الأنوار ، يقول التسبيح الثاني من الكتاب الثالث – الجزء اليمين ( أيتها النفس تنهضين – والحي القدير تمجدين .. وله تسجدين .. سبّحي لعليين .. حيث يجلس الصالحون .. ومجّدي أدكاس زيوا ( 1 ) الأب الذي منه أنبثق آدم ) ، إن هذه البوثة ( الآية ) تفسر لنا وجود آدم بغرا ( 2 ) ( آدم الجسد ) في عالمنا الأرضي ، والذي هو زوج حواء ، ورأس السلالة البشرية ، أي أن آدم كسيا ( 3 ) ( آدم الخفي ) هو المثيل السني ل ( آدم بغرا ) ، وأنه يمثل الكمال بالنسبة له ، فهو كائن نوراني كامل في صفاته وأيمانه وقدراته التي هي جزء من قدرات عالم الأنوار . 

ولنقول مجازا ً أن ( آدم كسيا ) هو مضاد ( المقابل وليس المعاكس ) ل ( آدم بغرا ) – الخطـّاء ، غير الكامل الذي يعيش في عالمنا ( عالم الظلام ) .

لنعود الآن الى ما أكتشفه العلماء مما أوردناه في أعلاه ، فأنه يضعنا في أول الدرب للوصول الى مضاد إنسان ، لأن ذرات مضاد المادة – المتشكلة من ألكترون ذرة مادة مضادة ( بوزترون ) وبروتون مادة مضادة ( أنتي بروتون ) – ستشكل هذه الذرات جزيئا ً ثم مضاد مادة وبالتالي مضاد أنسان ، وسنصل بعدها الى ما يقوله كتابنا المقدس ( مع مثيلي أنا أتحدث .. تعال نصلي أنا وأنت .. مجّدني وأمجّدك .. ساعدني وأساعدك .. فتصعدني وأصعدك .. ) ت 6 ك 17 – اليمين .

ومضاد الأنسان هذا ليس بالضرورة أن يكون الصورة السلبية لما نحن عليه ، بل يمكن أن يكون مكملا ً لنا ، فقد عُرف في العلوم دائما ً موضوع وحدة المتناقضات ، أو تكاملها ، وعليه ، فمثلا ً ( رام بغرا ) ، يكون مثيله السني ومثاله الكامل هو ( رام كسيا ) الذي يسكن في المطراثي ( 4 ) ، وهي جزء من مشوني كشطا ( 5 ) ، وبالتالي هي جزء من عالم الأنوار . ويمكن لقوى رام كسيا الغيبية المتكاملة أو جزء منها ، أن تنتقل الى رام بغرا ، حتى قبل مماته . إذ كلما إتحد الأثنان ، سيكون من نتيجة هذا الأتحاد ( لوفا ) ( 6 ) إنتقال جزء من قدرات ال ( كسيا ) الفائقة الى ال ( بغرا ) ،وبالتالي يمتلك الأخير ما نسميه نحن ب (الكرامات) ، أو ( إعطاء المراد ) .

وقد يحصل ذلك بعد وفاة ( بغرا ) وأنتقال النفس للحساب في المطراثي لتوزن بميزان شيتل بر آدم ( النبي شيت بن آدم ) ، فإن كانت بلا حساب ، بسبب تقواها الشديد ، إلتحمت مع كسيا وأكتسبت بذلك قواها وقدراتها و( كراماتها ) و( رام كسيا ) سيسوق نفس ( رام بغرا ) بعد الموت ويصعد بها الى بارئها ،

( خارج أنا للقاء شبيهي .. وخارج شبيهي للقائي .. حنا علي ّ .. وحنوت عليه .. كأنني عائد من السبي إليه ) ت 25 اليسار .

 

والنفس تسوق الروح معها أيضا ً. أنظر الى الروح وهي تقول لنشمثا ( النفس ) .. ( قوديني معك الى أن يقام الميزان ، فيُحسب ما بي من كمال ويحسب ما بي من نقصان .. وعندها يقرر الحساب ، أتبعك أم أبقى في العذاب ) ت 25 اليسار . 

وكما عَرف آدم ، رأس السلالة البشرية ، أباه ( أدكاس زيوا ) الملاك ، 

( وحين آدم ركع ، ولأبيه الملاك خشع ، أظهر له أدكاس زيوا نفسه ، فامتلأ آدم تسبيحا ً ورتـّل جسدا ً وروحا ً ) ت2 اليمين .

فإن كل ( آدم بغرا ) ، أي كل واحد منا سيعرف ملاكه الموكل بقيادة نفسه بعد حسابها وبعد صعودها الى مشوني كشطا والى عالم الأنوار – موطنها الذي منه أتت ، فالنفس وديعة الله – الحي العظيم – في الأنسان ، ولا بد من أسترداد الوديعة ولو بعد حين ،

( وحين يتم آدم مهمته ، يُمكـّن من العودة الى موطنه ، موطن النور .. مع أدكاس زيوا أبيه .. ليكون ملاكا ً فيه ) .

إن ما نسّطره في مقالتنا هذه ليست فكرة معقدة لا يمكن فهمها أو تتبعها ، بل هي حقيقة متسلسلة يدلنا عليها كتابنا المقدس ( كنزا ربا ) ، ويمكن إيجازها بما يأتي :

في الخلق :

من عالم الأنوار ___ النفس _____ الى جسد الطين ( بغرا )

في الموت :

من جسد الطين ___ النفس _____ الى المطراثي __ الى كسيا __الى مشوني كشطا __ الى عالم الأنوار .

 

وبذلك يكون آدم كسيا لكل منا ، رقيبا ً موكلا ً – ملاكا ً – ومانحا ً للقوة لنا عند تكامل إيماننا ، وسائقا ً لأنفسنا بعد الموت .

 

( ونفذ الصوت ، نحن نسميه الحق ، وأنتم تسمونه الموت . )

 

والآن لنتمعن القول مرة أخرى في المعلومة العلمية الواردة في بداية المقالة ، ولنقرأ حقيقة ( مضاد المادة ) في وجودنا، ولماذا المادة العادية – وليس مضاد المادة – هي المهيمنة في الكون ، ولنتسائل ، أين ذهبت مضاد المادة ؟ وأين هي الآن ؟ ، إن كانت معنا ، فما شكلها ؟ ، وبشكل أدق ، ما شكل مضادي أنا ؟ ، وأين هو ؟ وما هو تأثيره علي ؟ وما موقعه مني ؟ ومن منا يملك طاقة أكبر ؟ .

أدعوك قارئي الكريم ، أن تقرأ المقالة مرة ثانية ، وأفترض معي أن كسيا هو مضاد بغرا ، فماذا سنحصل ، وماذا يكون ؟ ، صحيح أن كلا ً منا يعيش في عالمه ، ولكن عالمنا دائم الأتصال بالعالم الذي يعيش فيه ( كسيا ) كل منا ، أي أن عالم الغيب وعالم الشهادة هما على أتصال دائم ، فلا تستغرب أنتقال قدرات كسيا الى بغرا .

كما نؤمن أن طريق النفس التي أودعها الله في بغرا ، ستمر بعد الموت ب ( كسيا ) ، أو المثيل السني الكامل .

وأعتقد أيضا ً أن هذا الموضوع يحتمل بأفتراضاته العديدة أن يكون بحثاً مستقلا ً ، لعلنا نوفر له الوقت الكافي يوما ً ما .

 

الهوامش

 

1-أدكاس زيوا : كائن نوراني ، وهو آدم الخفي البهي .

2-بغرا : الجسد .

3-كسيا : الخفي .

4-المطراثي : مطراثا : مطهر في العالم الآخر لتطهير النفس من آثامها .

5-مشوني كشطا : أرض العهد ، ويعيش عليها المختارون الصالحون .

6-الأتحاد : وفي المندائية يسمى ( لوفا ) ، وهو ما تتضمنه ( رواها إد هيي ) التي تقرأ في مناسبات العزاء والتي هدفها التوسل لحصول الأتحاد بين بين كسيا وبغرا .