• Default
  • Title
  • Date
الأربعاء, 05 تشرين1/أكتوير 2016 21:50

الشيخ دخيل الشيخ عيدان " الجزء الاول "

الشيخ دخيل الشيخ عيدان

ولد الشيخ دخيل عيدان في 14 نيسان عام 1881
وتوفي في 24 حزيران عام1964 وهو الرئيس الروحي للطائفة المندائية في العراق و ايران بين عام 1917
حتى وفاته سنة 1964 وصل الى درجة كنزبرا من مواليد مدينة العمارة في محافظة نيسان جنوب العراق ينتمي الى اسرة مندائية من رجال الدين كان يتحدث اللغتين العربية والمندائية بطلاقة اصبح ترميذة عام 1904
وكان عمرة 23 وفي مدينة الناصرية شغله منصب عضو بلدي عام 1920 والذي كان يمثل وجهاء المدينة لقد تعلم الشيخ دخيل القراءه والكتابة بدون الذهاب الى المدرسة وافتتح دورات وصفوف لتعليم اللغة المندائية .
دافع الشيخ دخيل عن الطائفة اما المحاكم وفند جميع ما كتبه المؤرخ عبد الرزاق الحسني بحق الديانة المندائية وقد كسب الدعوة امام المحكمة بعد ان دافع بالبرهان القاطع وترجمة نصوص مندائية من الكتب الدينية تؤيد ان الديانة الصابئية موحدة وليس من عبدة الكواكب والنجوم ان الشيخ دخيل كان عالماً متديناً متكلماً وله سمعة طيبة وذو شخصية عظيمة اديب واسع الاطلاع كتب عدة ابوذيات ومن المعلوم ان والده الشيخ عيدان رحمه الله قتل وقيلت بحقه قصائدعديده ومنها
صرنا اسلام يا عيدان
ياهو يملچ النسوان
وقصيده ثانيه تقول :
اخذوااتفاگم ومشوا بمشاحيف
واخذو ثار ابو دخيل على الكيف
قال الشيخ دخيل الابوذية ومعظمها تحث المندائي على التمسك بالدين وقيام المندائي بأداء الطقوس الدينية وتوقعات تخص حياة الطائفة لقد نظم الشيخ دخيل في اغراض شعرية وخاصة الابوذية بمختلف الاغراض وشؤون الحياه السائدة في ذلك الزمان وهذه الاشعار مستقلة او منعزلة عن بعضها وقد تكون ابيات خاصة مكرسة لغرض واحد دون غيره حيث ان الابوذية لديه انعكاس عن حياة الفرد او الطائفه وتعبير عنها لا يقتصر على غرض او هدف او فكرة او نزوع او لوم وقد تحتوي وتشمل جميع هذه الاشياء غير اننا نستطيع ان نلمح من بين تلك الاغراض الشعرية المتعددة عدة اغراض تتقدم على الاغراض الاخرى ويسود عليها اهمية بالتركيزوولع واهتمام شيخنا الجليل رحمه الله في الفراق والبعد والشكوى والنصيحة وتدعيم ركائز الدين وكذلك العتاب فهو يهجو ويخاصم وينصح بلغة الاب الحنون والشكوى البسيطة ببعض الابيات الفلسفية العميقة حيث واينما تصفحنا ابيات الابوذية التي يغلب عليها التنبيهات والتحذيرات للمندائي بالتمسك بطقوس دينهم وان لايقعوا فريسة التلاعب وتغيير دينهم واعتناق الاديان الاخرى كل ذلك من اراء واحكام وتوقعات عامة تصلح لكل زمان ومكان لتثبيت ركائز الدين ووصفه في ابراز المظالم والاضطهادات وعدم الدخول بمشاكل قد تمس اصول الدين لذلك نلاحظ ان شعره شديد الحساسية وصدق المشاعر والايمان العميق والثقة بالنفس والشمولية وكذلك نلاحظ في بعض الابيات انه يحتوي على شعر المناسبات وكذلك الحماس حيث يحث الطائفة على الفخر والاعتزاز لدينهم ونلاحظ ان الاغراض الشعرية يمكن تتبعها بما يلي :-
اولاً :- الغزل :اننا نجد في شعره الغزلي مسحة من اليأس والاسى المشبع في الفجيعة والخيبة والاحباط والتمني ان مثل هذه الشعور يمكن ان ينتاب الشاعر نتيجة طبيعية لظرف الزمان والمكان. واليكم قسماً منها
تتخطه والعطر يا ترف شملك
افادي ما حصل عندي وشملك
القسمة الجامعة شملي وشملك
من الباري الفرح مقسوم الية
وقال ايضاً :
حلو جسمة وكلامة خوش يا ناس
الخصمة حمام حدر الظلع يا ناس
من رحلوا ساب البيت يا ناس
جعلتهم شبه الذي درسوا با الوطية
وقال ايضاً:
صباح اليوم اجاني الحلو بلداي
ومن اجله الگلب صبح بلداي
صرت شعمل سياسة تفيد بلداي
نيام ولاتوعون كيدنية
وقال ايضاً:
جرى دمعي يسيل وترس بيده
وحله ضيك حبيبي وصبح بيده
شيريد الي تمنى وحصل بيده
يمسي وهنه العاشر اويه الخويه
وقال ايضاً :
حبل ودكم انعگد بالگلب منفه
وخيال الكم امام النظر منفه
اخذت الخبر لامثبوت منفه
اقسمتوا لو النه لو للمنيه
وقال ايضاً:
كتلني الشاد بزليفه وراده
وطحت بشوگ من حبني وراده
حظه يلماخذ ابعشگه وراده
ابلذتهن طحت لا تلوم بيه
وقال ايضاً
شكثر حبك مأثر بالسويد
وابد حبي لفراگك بالسويد
زاد الحسن ياصاحب بالسويد
جليل بكل لبس يزداد ضيه
وقال ايضاً:
تحب الوصل يا مدلول يهله
بسبب لن عشرتي وياك يهله
صفيت بربكم ترضون يهله
الي بالفرح نسكن سويه
وقال ايضاً:
تعذلني عن حبي ما لگتها
وسالفتك علي ما لگتها
الگلب والروح اخبرك ما لگتها
واعز من نسيم الصيف هيه
وقال ايضاً:
حزين ودمعتي بالعين ليله
علي الي نور وجه شبه ليله
عونه النال حبه ونام ليله
يگول افه هذه العمل بيه
وقال ايضاً في قمة البلاغه والوصف الراقي :
حبيبي بيه حله بعيني تحاله
الذهب من نور وجناته تحاله
ليت الشعر يا ناهي تحاله
تگرب الموت ليه بلا منيه
وقال أيضاً :
الحلوه هزت الدنيه بيدها
تحچي وتقسم العالم بيدها
دلع وتبسم وعضالي بيدها
بسبب حبه تگرب لي المنيه

كنّا وما زلنا نستذكر رواد الفن والثقافة الميامين في ذكرى رحيلهم ونقلب اوراق اعمالهم الفنية والثقافية وما قدموه لنا خلال مسيرتهم الفنية الحافلة بالمنجزات والعطاءات الثرة التي مازال الجمهور العراقي يستذكرها وتحتفي بها الاوساط الفنية والمنظمات الثقافية وفاءً منها لرواد الفن الذين نذروا حياتهم يقدمون الإبدعات والعطاءات الفنية .
من هؤلاء الفنانين الأوفياء لوطنهم ولأبناء جلدتهم الفنان العراقي الراحل مكي البدري ، انه فخر لنا لأنه إبن المندائية وإبن العراق .
رحل في غربته حيث وافته المنية في المستشفى المركزي لمدينة يوتوبوري ( غوتنبيرغ ) السويدية عن عمر ناهز ( 89 ) عاماً ، حيث كان يقيم فيها أحد أبنائه الثلاثة ، هاجر الراحل الى السويد قبل ثلاث سنوات وقد ظل وحيداً في بغداد بعد وفاة زوجته ورفيقة دربة في الحياة أم أولاده ، والذي كتبت عنه الصحافة بإسهاب ، وتحدثت عنه نخبة رائعة من الفنانين والكتاب المبدعين ، الذين نعتوه بالغرس الطيب والإنسان النبيل والرجل الكريم وصاحب الاخلاق الفاضلة . بحيث لا توجد كلمات تفي طيبته ونبلهِ وحبه لوطنه الأم ، ويؤكدون على إن النقطة المضيئة في حياته إنه كان مخلصاً مع نفسه ولعمله .
ولد هذا الفنان القدير في محافظة ميسان عام 1925 ، ينتمي الى عائلة اشتهر رجالها بكونهم علماء دين من الطائفة المندائية كان آخرهم والده الكبير الشيخ كميت ، كانت وظيفته الحقيقية مدرس في وزارة التربية حيث كان يعمل مسؤولاً لقسم التمثيل بالنشاط المدرسي في وزارة التربية . اضطر الفنان مكي البدري بعد ان انهى دراسته الثانوية الى العمل معلماً عام 1974 . لعدم استطاعته السفر الى بغداد والحصول على شهادة الجنسية العراقية بسبب فقر حاله ، عُين معلما على الملاك الدائم ، بعد دورة تربوية قصيرة ونقل الى قضاء (جصان) ثم (بدره) من اعمال الكوت ، بعدها نقل الى بغداد في سلك التعليم.
عن مسيرته الفنية يتحدث الفنان عن نفسه بالقول : بدأت رحلتي الفنية منذ الخمسينيات بقرية (جصان) احدى قرى مدينة الكوت ، قدمت هناك عملين مسرحيين هما مسرحية (عودة المهذب) تأليف شهاب القصب ، وفصل من مسرحية (قيس وليلى) للشاعر احمد شوقي عرضناهما في مقهى واستخدمنا رحلات الصفوف لمدرسة ابتدائية لعمل مصاطب للجمهور وخشبة للتمثيل ، وتم رصد ريع العملين لكسوة طلبة المدارس الفقراء ثم قدمنا مسرحية ( في سبيل التاج ) تأليف مصطفى لطفي المنفلوطي بمنطقة (بدرة ) داخل مدرسة مهجورة ، رسمنا المناظر على الحائط وقدمنا الريع للطلاب إيضا. بعد ذلك قدمنا مسرحية (البخيل) للكاتب الفرنسي موليير إخرجها رشيد قسام, تلك الاعمال كانت قبل ستينيات القرن المنصرم ، بعد التحقت بمعهد الفنون الجميلة ، فرع التمثيل ، وانتميت الى النشاط المدرسي فيه ، شاركت بالتمثيل بمسرحية (الجوكر) التي اخرجها الاستاذ جاسم العبودي ، وهو طالب في المعهد انتمى الى تجمع (نجوم المسرح) عام 1958 ، التي يرأسها الفنان ابراهيم الخطيب ، وهذا التجمع يضم اضافة الى مكي البدري كل من : طه سالم ، منذر حلمي ، خليل شوقي ، وداد سالم ، محسن العزاوي ، قاسم محمد ، سعدون العبيدي .
وبعد قيام ثورة 14 ثموز عام 1958 اجيز التجمع باسم (فرقة الشعلة للتمثيل) وبقي فيها مع نفس كادر التجمع السابق . وساهم في اعمل الفرقة الجديدة انتمى الفنان مكي البدري بعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة في العام الدراسي 1960 _1961 ، الى فرقة المسرح الفني الحديث عام 1966 التي أسسها الفنانين ابراهيم جلال ، سامي تيلا ، وخليل شوقي بتاريخ 13 حزيران عام 1966 ، وساهم في التمثيل بمسرحية (مسرحية في القصر ) تأليف فيرنك مولنز ، واخرجها محسن السعدون ، وقدمت على المسرح القومي في بغداد ، من ممثلي المسرحية ، فاروق فياض ، وداد سالم ، منذر حلمي كريم عواد ، وعلي فوزي ، وللفرقة ذاتها مثل البدري في مسرحية (فوانيس) عام 1967 والتي كتبها طه سالم واخرجها ابراهيم جلال وقدمت على المسرح القومي في كرادة مريم واعيد تقديمها في الكويت . في فرقة اتحاد الفنانين التي تأسست في 6 آب 1967 وكانت للفنان مكي البدري جولات وصولات لاتنسى في الفن المسرحي ، وآخر مسرحية كانت بعنوان " انتبه .. قد يحدث لك هذا " وكانت من اخراج الفنان محسن العزاوي في 2010 م.
ساهم الفنان الرائد مكي البدري مع العديد من الفنانين منهم جعفرعلي ، ونور الدين فارس وقاسم حول ونجيب عربو وغيرهم في تأسيس فرقة مسرح اليوم عام 1969 وشارك معها في اعمالها المسرحية والتلفزيونية ، كما انه غذى الفرقة بآرائه وتوجيهاته التي كان الجميع يحترمها ويآخدها مأخد الجد ، لانها آراء وتوجيهات صائبة جاءت نتيجة تراكم العمل الفني والعمل مع عدد من الفنانين المتنورين والمثقفين ، هذه الآراء الأخد بها يؤدي الى تقدم الفرقة وتألقها. امتاز الفنان مكي البدري بإمكانيته العزف على العود بشكل جيد ، كما انه يمارس الرسم برسمه لعدد من الوحات التي ابهرت العديد من الفنانين التشكيليين كما يمتاز فناننا ايضا بأتقانه لبعض الصناعات اليدوية ، كصنع المطرزات ، والخرازة ، واعمال الخوص ويعد مكي البدري من افضل صناع علب الهدايا في العراق ، فضلا عن الديكور في محلات الصياغة خصوصاٌ .
كان للفنان الرائد مكي البدري نصيب جيد في السينما العراقية حيث انه مثل دور الحارس في فيلم ((الحارس)) الذي كتب قصته قاسم حول وأخرجه خليل شوقي عام 1967 ومثل فيه قاسم حول وزينب وعلي فوزي وكريم عواد ، وحصل على جإزة مهرجان ((قرطاج)) في تونس عن دوره ، وجائزة تكريمية في بغداد ، ومثل ايضا الدور الرئيسي في فيلم ((بيوت من ذلك الزقاق)) الذي اخرجه قاسم حول ومثل فيه ايضا علي فوزي وسعدية الزيدي وآخرون ، انتج عام 1977 ، ومثل في فيلم ((القادسية)) للمخرج المصري صلاح ابو سيف عام 1981 وقام بادوار هذا الفلم : شذا سالم وعزت العلايلي وسعاد حسني وغيرهم ، وفي عام 1985 مثل دوراٌ مهما في فيلم (العاشق) من اخراج فنري فزي بمشاركة الفنان جواد الشكرجي ، ومثل في فيلم (عريس ولكن) عام 1990 .
وفي التلفزيون مثل في العديد من السهرات التلفزيونية والمسلسلات منها مسلسل الحارس الذي اخرج الحلقات الخمسة الاولى عبد الهادي مبارك والخمسة الاخرى المخرج المصري ابراهيم الصحن ، كما مثل في مسلسل ((حكايات من الزمن الصعب)) مع الفنان بهجت الجبوري ، ومسلسل ((ليالي الشتاء المر)) مع بهجت الجبوري وفاطمة الربيعي وبدعوة من فرقة المسرح الوطني التي تأسست في السبعينيات من القرن الماضي شارك الفنان مكي البدري للعب دور يتناسب مع قدراته الفنية ، ومثل في المسلسل التلفزيوني "حكايات المدن الثلاث" ، مع يوسف العاني ، سامي قفطان ، وقام بدور السلطان مدحت باشا ، كما قدم للتلفزيون مسلسل " الأماني الضالة " في سنة 1989 ، كما قدمَ مسلسل " أبو ميعاد " في عام 1990.
وطاقاته التمثيلة في مسرحية ((بطاقة الدخول الى خيمة)) من تأليف عبد الامير معلة واخراج بدري حسون فريد ، كان البدري ممثلاٌ مميزاُ في هذه المسرحية نال اعجاب المشاهدين والنقاد معاٌ ، ومع (فرقة مسرح الجماهير) جاءته فرصة جديدة للتمثيل في مسرحية ((الصرخة)) من تأليف الدكتور ابراهيم البصري وإخراج عبد القادر الدليمي وقدمت عام 1981 على مسرح بغداد ، ومثل ايضا في مسرحية (تاجر البندقية) لشكسبير واخرجها سامي عبدالحميد لحساب قسم المسرح في مصلحة السينما والمسرح وقدمت على المسرح القومي عام 1965.
لقد أهُمل هذا الفنان الكبير من منحه أي دور في مجال التلفزيون او السينما او المسرح طيلة 14 عاماً ، وبحجج واهية منها التضرع بِكبر سنه وغيرها . كان يشكوا دائما هذا الاهمال المتعمد والمقصود ، وهم يعرفون جيدا ظروف الفنان العراقي في حالة عدم توفر فرص عمل فنية كونها عصب حياته ورزق عائلته وهي كيانه ووجوده . ان احاديثة ونداءاته المتكررة كانت وما زالت صرخة حق ضد التهميش والنسيان لكل الفنانين العراقيين بمختلف انتماءاتهم الفكرية او الدينية ، الذين ذاقوا الأمرين من الإهمال والعوز في ظل بلد يمتلك من الخيرات الكثير ، ولاقوا مصيرهم المحتوم في البلدان الغريبة ، لا أحد يتكرم بالسؤال عنهم ويتحدث عن معاناتهم وعن ظروفهم المعيشية هناك ، ولا من منجد لهم ولعوائلهم ولا توجد حاضنة تجمعهم وتدافع عن حقوقهم وعن عطاءهم الزاخر طيلة حياتهم الفنية ، ومنذ عام 1997 لم يعرض عليه ولم يشترك باتي عمل تلفزيوني او مسرحي في داخل العراق . واخر نشاطاته هنا هو حضوره مهرجان مالمو للسينما العربية وكان ضيف شرف في المهرجان.
قال عنه الفنان الدكتور حسن السوداني أثر سماعة خبر وفاته في بلاد المهجر : نعم .. ذهب الحارس الملاك ليلة الأمس وباتت ليالينا الطوال بعده أكثر برودة وضجرًا .
وكتب عنه صديقه الفنان قاسم حول وهو من الفنانين الرواد الكبار بالقول : انه إنسان موهوب وفنان من طراز خاص . وتناوله الكاتب والناقد المسرحي أديب القليه جي بالقول : التقيت به هناك ، حين قدمت محاضرتي عن المسرح بدعوة من (البيت الثقافي العراقي) في يوتوبوي في 7 ايلول 2013 حضنته وبكينا سوية . بكينا على حالنا وعلى غربتنا .. نحن ابناء العراق الغيارى على بلدنا ، والمضحون من اجله قدمت له كتابي الاول عن تاريخ المسرح العراقي هدية لفنان عراقي كبير اكن له كل الحب والاحترام والتقدير . هذا هو مصير المبدعين في العراق للأسف الشديد ، الجوع في العراق الذي يطفو على بحر من الذهب الاسود ، والتهميش في العمل الفني ، والحرمان من العطاء والابداع .
لقد اعطى مكي البدري الكثير لوطنه ولفنه ، وكان المفروض ان يكون معززاً مكرماً في بلده في شيخوخته ، لا ان يحتضن من دولة لا تجمعه بها آي جامع .. غير جامع الانسانية فقط ، شيء مؤسف ومؤلم في آن والاكثر ألماً وفاة الفنان الكبير مكي البدري هذه القامة الفنية الرائدة في مدينة يوتو بوري السويدية التي يعيش فيها .. ودفن في مقبرة بعيدة عن وطنه واصدقائه ورفاق العمر ، وعن مسرحه الذي اعطاه كل عمره الخلود لأبي انور .. مكي البدري الذي توفي ليلة السابع على الثامن من ايار 2014 .. وداعاً.

المصادر المعتمدة :
• صحيفة الزمان العراقية / الكاتب / فائز جواد .
• صحيفة إيلاف الصادرة في لندن / الكاتب / عبد الجبار العتابي
• جريدة الحقيقة / الفنان مكي البدري في أربعينيته .
• الكاتب والناقد المسرحي / أديب القليه جي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلم مكي البدري وداعات الغربة من اخراج الفنان عدي حزام عيال
https://www.youtube.com/watch?v=ZuoOlzKAR8g

 

السبت, 03 أيلول/سبتمبر 2016 21:57

الدكتور متي العائش ...العالم والانسان


وُلد متي العائش الاستاذ الأخصائي في علم الخلية السرطانية ، في الثالث من شهر أيلول سنة1923م في مدينة العمارة – العراق محلة السرية - شارع بغداد قرب نهر الكحلاء من عائلة مندائية لها طقوسها الخاصة تمتد إلى ألاف السنين ، والده صالح إبن عائش ، صائغاً معروفاً بالعمارة ، وقد احتفظت العائلة بلقب العائش تيمنناً بالجد .وأمه فرجة فرج عبد الله ، أمية لا تقرأ ولا تكتب كما كان الحال عند أكثر الناس في ذلك العهد .
قضى طفولته ونشأته في مركز مدينة العمارة يعيش مع اهله واخوته وكان منعزلا في البيت في غرفته مواظباً على دراسته بصورة جدية ومحاطاً بالكتب والنشرات العلمية مما جعله أن يكون متفوقاً في دراسته الثانوية في العمارة فتخرج منها سنة 1941 بدرجات عالية أهّلته لدراسة الطب التي كان يتمنّاها ، لكن ظنه خاب نظراً للشروط آنذاك التي لا تسمح لقبول أكثر من طالب واحد من الطائفة المندائية فكانت من نصيب نجم عبد الله الذي ظروفه المالية تسمح لتحمل النفقات لأن الدراسة لم تكن مجانية . اضطر أن يُقدم أوراقه الى دائرة البعثات والى دار المعلمين العالية . قبِل في جامعة القاهرة ( اللغة العربية ) وكذلك في دار المعلمين العالية في بغداد . فضّل الأخيرة وتخرج منها بدرجات عالية سنة 1945. تعّين بعدها مُدرساً في ثانوية العمارة للعام الدراسي 1945-1946 وكان مدرس لمادة الكيمياء ، فكان وسيم الطلعة ، فارعاً ، هادىء الطبع ، يميل شعر رأسه إلى الشقرة ، له شخصية خاصة تفرض الأحترام رغم بساطته وسهولة التحدث معه . له طريقته الخاصة في التدريس وإيصال المعلومة الى ذهنية الطالب ، تختلف تماماً عن الآخرين . فهو يُسجل العناوين والنقاط الرئيسية التي يُريد تدريسها على السبورة .الأمر الذي يجعله يأتي الىالصف مسرعاً بمجرد أن يضرب الجرس موعد الدرس ، ثم يشرح بعدها بإسهاب وإيضاحات لما يُريد شرحه باسلوب سلس جدي مُركزاً بعيداً عن ضياع الوقت بإمورتافهة لا تمت الى الدرس بصلة ، تحدث عنه تلامذته خلال تلك الفترة فكانوا يستمدون منه العزيمة على مواصلة الدراسة والبحث عن العلم والمعرفة ، فكان يشجعهم على تعلم المصطلحات الإنكليزية ويُخبرهمأحياناً عن آخر التطورات العلمية خاصة واخبار الذرة وإن صدى قصف هيروشيما ونغازاكي في أب سنة 1945 كان ما زال ماثلاً للعيان .
ومن إسلوبه بالتدريس ، كان بين الفينة والأخرى يجري امتحاناً مباغتاً لبضعة دقائق ، يوزع الأوراق على طلابه ويطلب الجواب على سؤال يختاره هو لكي يتعرف على مدى استيعابهم للدرس ، إضافة إلى كونه دمث الأخلاق حُسن التدريس بالاضافة الى إخلاصه بالعمل وعدم التهاون على الخطأ . فكان اللولب الرئسي أثناء فترة الاستعراضات المدرسية بكل فعالياتها ، كان استاذاومرشداً معاً ، يتألم كثيرا اذا حصل اي عطب في مختبرات الدرس العملي لمادة الكيماء ، وكان محاولاً قدر المستطاع اصلاحه ولعدم توفر الامكانيات المادية ، كي تعم الفائدة على جميع طلابه . وفي السنة الدراسية 1949-1950 نقل الى متوسطة سامراء لان مدير المدرسة غير مرتاح لوجوده لكونه يُحب العلم ويعتبره مكملاً لبناء الوطن . ثم انتقل إلى المدرسة الثانوية في الاعظمية 1950-1951 .
ونظرا لدرجاته العالية أثناء تخرجه من دار المعلمين العالية ، إستطاع الحصول على بعثة دراسية إلى جامعة هيوستن في امريكا ، رجع بعدها الى أرض الوطن خلال سني 1951- 1950 فحصل على درجتي M.A and PhD ، عُين بعد رجوعه استاذ بجامعة بغداد خلال سني 1956-1958 ترك بعدها العراق عام 1958م الى امريكا مرة ثانية بلا عودة وتوفي في بلاد الغربة .
لقد قدم إبداعات علمية رائعة في مجال إختصاصهالطبي ، وطلب منه ان يستثمر بحوثه واستنتاجاته من علم وخبره في مساعدة بلده العراق ، فكان يشعر بالمرارة لما آلت اليه الاوضاع اليوم من تمزق ودمار ، قال بعزم وثبات العراقي الأصيل : يا ريت لكن بلدنا ظروفه تبدلت وقسموه الى مذاهب واطياف وقوميات تتصارع فيما بينها .. بل بداخل كيانها وأطيافها ، وهو يقول بصراحته المعهودة بلدنا ما يريدنه !!!.
اكتشفت وشعرت بأنني أمام إنسان يحمل هموم وطنه ، يُحلل الأوضاع والمستجدات بصورة علمية واضحة وكأنه سياسي محترف يلم بكل فنون السياسة ومصائبها وأكاذيبها ، هذا ما قال عنه اصدقاءه وبعض طلابه ، مجاملا وودوداً يحب الخير للجميع كونه إنسان بمعنى الكلمة. وكمل قال عنه الدكتور محمد زايرصديق العمرعند استقباله اثناء قدومه من امريكا في بيته في جنوب السويد بالحرف الواحد : أقولها والله شاهد على ما اقول أن اللقاء الذي جمعني بالصديق العزيز الأستاذ متي العائش له نكهة خاصة مؤلمة جعلت الدموع تترقرق في عيوني بعد مغادرته لي ، هذا الطرد العلمي الرائع المُشبع بحب وطنه ، يُريد أن يخدم وطنه بعلمه . يحن إليه والى بيته وأهله ، يعيش غريباً عنه ويكرر بألم وحسره : بلدنه ميريدنه ! السبب هو نحن العراقيين سواء أردنا أم أبينا . يجب أن نُغير نفوسنا ونحترم آراء بعضنا ، ننبذ العنف والمحاصصاتوالسرقات والتشبث بالكرسي ونتمسك بالمحبة والعلم والعطف والأمان . الدين لله والوطن للجميع . ومن المحال إدامة الحال .
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
كان والده صالح العائش من الصاغة المعروفين في مدينة العمارة همه الوحيد هو أن يوفر لعائلته الكبيرة حياتاً كريمة في ظروف إقتصادية صعبة خلال الحرب العالمية الثانية ولذلك فقد انتقل إلى البصرة لأن العمل كان متوفراً بسبب وجود جيوش الإحتلال فقد كانوا معجبين بالصياغة الفضية ويشتروها لأنها رخيصة بالنسبة اليهم ، وكان الوالد يتردد بين الحين والآخر لزيارتنا والاطمئنان على اوضاعنا العائلية .
ولكونه من الصاغة المعروفين ، فاز بالجائزة الاولى في الصياغة على أثر مشاركته في المعرض العالمي الذي عقد في ايطاليا في سنة 1939 حينما رشحته الحكومة العراقية مع عباس عمارة ( والد الشاعرة لميعة ) للاشتراك في المؤتمر .عندما سافروا سوية الى بيروت للحصول على الفيزا من السفارة الايطاليه التي إكتشفت وجود آثار مرض التراخوما في عيون الوالد فأمتنعوا عن اعطائه الفيزا ومنعوه من السفر . سافر عباس عمارة لوحده ليعرض ما صنعوه فأثار الإستحسان والحصول على الجائزة الاولى في المعرض العالمي في إيطاليا والذي إستمر العرض بعدها في أمريكا فنال الإستحسان للصياغة العراقية الرائعة التي أثنى عليها بإعجاب الرئيس الأمريكي روزفلت أثناء زيارته للمعرض .
شهاداته مع ملخص لفعالياته اثناء دراسته في امريكاوقائمة لكل نِتاجه العلمي :
*سنة 1951 انتخب في جامعة Silver Spurs في الجامعة كعضو في الجمعية التي عدد طلابها (14) الفطالب تقوم بتمثيل الجامعة في الاحتفالات الرسمية .
* في عام 1952 أنتخب من قبل الطلاب كأحسن وأشهر عشرة طلاب في ذلك العام .
*مثَل طلاب الدكتوراه في جمعية طلبة الجامعة ورئيساً لجمعية الطلاب الأجانب لمدة أربعة سنوات .( قبل حصوله على الدكتوراه تسلم أعلى جائزة تُعطى الىطالب في الجامعة .
* أصبح عضوا في أشهر جمعية للعلماء ألأمريكيين Sigma Xi.

* بعد تركه العراق وعودته إلى أمريكا سنة 1958 ، تقلد مناصب متعددة في فرعه كأستاذ ومحاضر زائر وكرئيس بحوث السرطان في جامعات متعددة ، آخرها قسم الراديولوجي في الكلية الطبية – جامعة كالفورنيا - لوس ( فكان الاستاذ والرئيس لقسم البحوث في المركز الشعاعي أنجلس UCLA
خلال سني 1993-1996 .
*نشر المواضيع المتعددة في المجلات العلمية الشهيرة وأصبح عضواً بارزاً في جمعيات متعددة في إختصاصه (N.I.H.).
*إشتغل لمدة 30عاماً في أشهر مؤسسة للبحوث العلمية والطبية في أمريكا والعالم National Institutes of Health.
*أصبح رئيسها خلال سني 1972-1993فكان المسؤولعلى أكثر من 100 مليون دولار سنوياً تُعطى للعلماء الباحثين في جميع أنحاء العالم وأغلبهم من الأمريكيين وعندما إستقال من عمله كان مديراً للبحوث العلمية لدراسة الكروموسومات وعلاقتها بأمراض الأطفال وضعاف العقول . فنشر الكثير من النتائج في المجلات العالمية .

 

الأحد, 21 آب/أغسطس 2016 19:19

ابراهيم فرحان البدري

سيرة حياة المُخرج المندائي/ إبراهيم البدري

الأسم/ إبراهيم فرحان عنيسي بطي البدري
مكان و سنة الولادة/ سوق الشيوخ 1945
الحالة الأجتماعيّة/ متزوّج و له ولدان و بنت واحدة
دراسته/ درس الأبتدائية و المتوسطة في مدارس سوق الشيوخ. و درس الأعدادية في بغداد. ثم دخل أكاديمية الفنون الجميلة عام 1968 ليتخرّج بدرجة جيد جدآ من قسم الفنون المسرحيّة عام 1972
العمل الوظيفي/ بدأ عمله في تلفزيون بغداد عام 1972 بصفة مُخرج . و أحال نفسه على التقاعد عام 1989
الأعمال الفنيّة/ أوّل عمل مسرحي له هو إخراجِه لمسرحيّة بعنوان( أشجار الطاعون) للكاتب العراقي(نور الدين فارس) و ذلك في سوق الشيوخ عام 1969
التكريم / عام 1974 حصل على جائزة(بطل إنتاج) من المؤسسة العامّة للأذاعة و التلفزيون
و ذلك لغزارة إنتاجِهِ و إخلاصِهِ في العمل
حصل على درجة إمتياز من( معهد التدريب الأذاعي و التلفزيوني).-
عمل مع عدد من المُخرجين العرب مثل (إبراهيم الصحن. إبراهيم عبد الجليل.-
حسين حامد . كرم مطاوع )
مثّل العراق في العديد من المهرجانات الفنية و الأسابيع الثقافية العراقية. -
إسمه مدوّن ضمن ( لائحة أرشيف الفنانين الخليجيين. و التي مقرها الرياض في المملكة-العربية السعودية ) كمُخرج من العراق
من البرامج و الأعمال التلفزيونية التي كانت من إخراجِهِ
برنامج سيرة و ذكريات و الذي كانت تقدِّمه السيدة(إبتسام عبد الله) و الذي أخرج منه 90 -تسعين حلقة تناولت حياة شخصيات عراقية و عربية و أجنبية مِمَّن كانت لهم إسهامات في المجالات الفنية و السياسية و الأجتماعية
و كذلك برامج عديدة أخرى. مثل
( العلم للجميع. عدسة الفن. السينما و الناس. المجلة الثقافية. نفطنا لنا. شيء من التأريخ.- وطننا العربي. الموسيقى العالمية. أحاديث في الأدب العربي. أحاديث في التراث. مسلسل مكاني من الأعراب)
عَمَلَ مُمثّلآ في العديد من أعمال الفرق الفنية العراقية كفرقة المسرح الفني الحديث و فرقة- مسرح اليوم و فرقة المسرح الشعبي.
أخرج ما يقارب الألفي قصيدة ( شعبية و فُصحى )-
عَمِلَ لأكثر من خمسِ سنوات مُخرِجآ على الهواء لبرنامج(العلمُ للجميع ) و الذي كان يُعِدُّه-
و يُقَدِّمُه المرحوم( كامل الدبّاغ )
عَمِلَ في العديد من الشركات الفنية للقطاع الخاص كمُخرج للعديد من أعمالها. من هذه-الشركات (البحر. بغداد. عشتار. سومر )
أخرج العديد من الأفلام الوثائقية عن آثار حضارة وادي الرافدين و عن الصناعات الفلكلورية- العراقية و عن شخصيات ثقافية عراقية. من أمثال( إبراهيم جلال. يوسف العاني. المؤرخ عبد الرزاق الحسني ).
ساهم في إخراج نشاطات مهرجان المربد الشعري-
ساهم في إخراج نشاطات مهرجان الفن التشكيلي و الخط العربي. -
ساهم في إخراج نشاطات مهرجان بابل السنوي.-
ساهم بكتابة مقالة فنية بعنوان( تشيخوف بين القصة و المسرح ) و مقالة أخرى بعنوان-
( المذهب الكلاسيكي ) و اللتان تم نشرهما في مجلة( آفاق مندائية ).

أمّا على صعيد العمل المندائي فقد كانت له المساهمات التالية
عمل مُخرجآ لبرنامج( شخصيات مندائية ) لتوثيق سيرة عدد من المندائيين ( شافق هطايي- للمتوفين و العمر المديد للأحياء منهم ) من أمثال
فضيلة الريشمّا عبد الله الكنزبرا نجم/ رئيس الطائفة السابق
الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد
الأستاذة ناجيّة المرّاني
الأستاذ عبد الفتّاح الزهيري
الأستاذ زهرون وهّام
الأستاذ نعيم بدوي
المعمّر خضر جابر آل سعد
الوجيه عادل حطّاب سحالة
د. أنيس زهرون داغر
د. صبيح مدلول
و قد ساهم معه في هذا البرنامج السادة كل من/
د. قيس مغشغش و المرحوم فاضل مغامس( مُقَدِّمان )
حمودي مطشر و المرحوم صبيح مزعل سراج( مُنتِجان )
ثائر جبار رومي( مُصورآ )

يُعتبر من المساهمين الأوائل في نشاطات نادي التعارف.
و عمل على تأسيس فرقة فنية و مسرحية للنادي.
أخرج العديد من الأفلام الوثائقية عن مناسبات دينية مندائية. مثل طراسة الشيخ هيثم- مهدي سعيد. و طراسة الشيخ غسان ذاري بنية
ساهم بأخراج المؤتمر الثقافي الأول للطائفة
ساهم بأخراج يوم التعميد المندائي
أخرج ساعة مندائية عن نشاطات الطائفة في بغداد
و ساعة أخرى عن نشاطات الطائفة في البصرة
أخرج ثلاثة أشرطة فيديو عن كيفية تعلّم اللغة المندائية و التي كانت من إعداد و إنتاج- الأستاذ المرحوم صبيح مزعل سراج و تقديم كل من الشيخ هيثم مهدي سعيد
و الشيخ رافد الشيخ عبد الله و الأستاذ خالد سعيد
أخرج فيلمآ وثائقيآ عن سيرة الفنان حكمت ربح السبتي
قام بإعداد و إخراج كرنفالين لأبناء الطائفة في عمّان/الأردن
أخرج فيلمآ وثائقيآ بعنوان ( عرس مندائي )
ساهم مع الفنان المبدع المهندس عدي حزام عيّال و الكادر الأعلامي للجمعية المندائية في- ستوكهولم بأعداد فيلمآ وثائقيآ بعنوان ( وداعات الغربة ) عن سيرة حياة الفنّان المندائي الراحل مكي البدري
ساهم في نشاطات مهرجان الفن التشكيلي الذي تقيمه الجمعية المندائية في ستوكهولم- بلوحات فنية جميلة
ألقى عدد من المحاضرات الفنية لتعليم فن التصويرو الأخراج للشباب المندائي
عضو مساهم في الرابطة المندائية للثقافة و الفنون
له نشاطات و مساهمات أخرى متنوعة سواء كانت على مستوى العمل الوظيفي أو خاصة- بالطائفة المندائية

الجمعة, 03 نيسان/أبريل 2015 10:35

كلمة عن نعيم بدوي بمناسبة وفاته

لا أظن أن بإمكان أي واحد منا غير أن ينتابه الصمتَ وهو يتذكر نعيم بدوي.
تلوح الآن بقعة نور تضيء أمامي بعض جوانبَ حياةِ أنسان لم تتعب قدماه ذاتَ
التسعين عاماً من مواصلةِ السيرِ في ذات الطريق النير .. لم يذهب بصره
إلاّ نحو النور ..ولم تسكنه حالة يأسٍ .

بهذه الصورة قابلته أولاً عام 1964 مثلما قابلته آخر مرة في عام 1996 وأنا
مصمم على مغادرة الوطن .لا أستطيع ولا غيري يستطيع أن يلخص تسعين عاماً من
سيرة رجل حمل في صدره سر الوطنية الحقة .تجاوز كل مداهمات الظروف القاسية
ومدلهماتها منذ أول أنتمائه للحزب الشيوعي في بداية الأربعينات ومذ أصبحت
تشع في عينيه أنوار الحرية في خضرة منهمرة على نهر دجلة في مدينة صغيرة ،
مجرها كبير ، لا تتجدد فيها الحياة كما في مدن العالم الأخرى .داخل
المدينة الصغيرة تحركت أفكار بضعة معلمين وهم يحاولون تنوير عقول سكانها
نعيم بدوي كان أحدهم . لنقل كان طليعتهم ..

بادئاً منذ منتصف الثلاثينات يصارع ظلمة الجهل الدفينة بين شطري تلك الأرض
مكتشفاً بؤس سكان أهوارها الذي يعانون ظلم توأمين : الفقر والمرض عليه أن
يضرب سراً هو ومجموعته ، كل ما يعيق تقدم الأفكار الوطنية بين صفوف الناس
المساكين ، لكنه يريد الخروج من عالم النضال السري الى المجادلة العلنية
مع الحياة والناس فنقل الى مدرسة قلعة صالح .كان مديرها غضبان رومي فصار
بنور نعيم بدوي عنصراً تنويرياً في المدرسة وفي المدينة كلها .آمنا معاً
بأن كل شيء في الحياة دائب التحول . آمنا أن لا شيء يهبط من السماء غير
النجوم ولا يقضي على ظلام الحياة غير نور البشر .
لستُ أدري كيف ومتى نمت روح جديدة في قلعة صالح متحولة الى قلعة للوطنية
الصلبة مخترقة الطريق الصعب نحو شعبها .لستُ أدري كيف ومتى أستطاع نعيم
بدوي أن يُنبت بذور أفكاره في عديد من القرى وفي عقول عديد من الناس فيها
، لكنني أعرف أنه أقتحم عقل مدير الناحية قاسم أحمد العباس فحوله الى عقل
شيوعي .
لا اعرف كيف ومتى صافح بكفيه كفيّ رجل العلم العظيم عبد الجبار عبد الله
لكنني أعرف أن تأثير الصغير على الكبير كان فاعلاً. لا أعرف كيف ومتى
أقتحم عالم الأدب لكنني أعرف جيداً أنه بدأ كتابة الشعر في أول شبابه .
لا أعرف كيف ومتى وأين تعلم اللغة الإنكليزية فأتقنها لكنني أعرف أنه صار
مترجماً قديراً ، منها وإليها ، ساعدته على التقدم خطوة خطوة نحو عالم
الثقافة الكبير ينهل منه كل ما هو مثمر لمسيرته في حياة الكفاح المضني من
أجل قضية شعبه في الحرية .
لا أعرف كيف ومتى ولماذا أدخل الى سجن نقرة السلمان لكنني عرفتُ أن
الصلابة معدنه وأن الإصرار إرادته ، وأن الإبداع كماله ، وأن الربيع غبطته
، وأن عشق الوطن شأنه ، وأن الجنوب قيثارته ، وأن الشمال فضته . لا أدري
متى وكيف وأين التقينا في منتصف السبعينات لكنني أعرف أننا غدونا صديقين
فراقنا قليل ولقاؤنا كثير .
لا أدري كيف ترجم كتابه مع رفيق عمره غضبان الرومي عن ديانة الصابئة لكنني
عرفت أنه ضليع في تواريخ الأديان كلها
لا أدري بأي حبر كتب سطور إهداء كتابه أليّ ، لكنني أحفظ كلماته عن ظهر
قلبي المليء بعنفوانها وهي تقول : يا صديقي .. ثمة نور وافر في الحياة يجب
ان نظل باحثين عنه إن في السماء أو بين صخور الأرض.. رغيفنا نور ، وبستان
وطننا نور.. وتراث شعبنا نور ..حريتنا نور ..
**
هذا هو صديقي لأربعة عقود نعيم بدوي..
يا للمنفى البغيض يمنعنا من السير خلف جنازته مودعين. عانقته ضراوة الموت
ونحن اصدقاؤه في المنفى ..
لا نطوي ورقات ذكرانا معه في هذا الاحتفال ، بل نفتحها ورقة ورقة من قلب
المتحدثين وسط عالم الموت الصامت كي يظل لمعان البرق في رحاب نعيم بدوي
الىالأبد ..
***

الجمعة, 27 آذار/مارس 2015 12:58

الدكتور جبار ياسر صكر

تعرفت على الدكتور جبار عندما كنت برفقة والدي عبد اللطيف( رواهه نهويلي). ففي احد الايام قال لي والدي لنذهب الى مستشفى الكندي كي نعمل الفحوصات اللازمة فقلت له هل نتصل بعمي الدكتور حسام فقال ابي كلا فهناك ابن اخي الدكتور جبار ياسر, وعندما وصلنا اخبرنا الفرّاش ان يُعلم الدكتور جبار باننا هنا, وماهي الا لحظات حتى ظهر لنا ابو اسيل ليرحب بأبي جدا وبي, ورافقنا من قسم لاخر حتى اكملنا كل الفحوصات اللازمة لوالدي, بعد ذلك رأيته عدة مرات عندما كان يأتي لمحل والده ياسر صكر (رواهه نهويلي).
الدكتور جبار ياسر انسان بسيط ومتواضع والكثير شكروه لانه يركض ويساعد اي مندائي وهذا الكلام كان يقوله كل المندائيين في بغداد,
تسنى لي ان اجري له مقابلة عندما كان في ستوكهولم في حفلة ذوي المهن الطبية
ارجو متابعة المقابلة
https://www.youtube.com/watch?v=iPXBnDPvE1E

شكرا للدكتور جبار على كل ماقدمته لمرضاك حقا كنت ملاك الرحمه
وحبذا لو كل الاطباء المندائيين يخطون خطاك

 

في البدء ، أتقدم بجزيل الشكر والإمتنان ، لأخي الكبير المناضل الوطني الجليل الأستاذ جبار خضير صكر الحيدر ، لإهدائه لي نسخة من كتابه القيِّم الموسوم ( طبول العذاب في الثمانين العجاف ) ، والذي يجمع أهم المذكرات لمسيرة حياته الطويلة ، المثقلة بالأحداث السياسية والإجتماعية والعائلية .. متمنياً للعزيز ( أبو ظافر ) عمراً مديداً مقروناً بالصحة والعافية .
وفي مذكراته ( طبول العذاب ... ) ، إختصر ( ابو ظافر ) الثمانين عاماً بثمانين مادة ، مبتدءا بطفولته في الكحلاء السومرية ، فثانوية العمارة ، وإلى متوسطة التفيّض في الفلوجة ، حتى إعدادية التجارة في بغداد ، ثم معلما في مدرسة الفالحية ، ليدخل بعدها الكلية العسكرية ، ليجد نفسه في تموز 1952 ضابطاً برتبة ملازم ثاني في كتيبة مخابرة الفرقة الاولى بالديوانية ، وتكتمل حياته العسكرية بإرتباطه بالخلايا الشيىوعية السرية ، ومن ثم بتنظيم الضباط الأحرار ، ثم يتحدث عن أهم الأحداث الساخنة التي سبقت ثورة تموز 1958 ، وعن الثورة فيما بعد ، وعن لقاءاته بالرفيق سلام عادل ، وعن المحاولة الفاشلة لإغتيال الزعيم .. ثم يدخل مرحلة جديدة ، تبدأ بإنقلاب شباط 1963 ، مرورا بسجن رقم واحد ونقرة السلمان ، وما تبع ذلك من عذابات ، حتى إنقلاب تموز 1968 ، منتهياً بوظيفته المدنية في دائرة السكك الحديدية ، ليقف في فترة حكم البعث الثانية ، أمام عواد البندر ، ليحكمه ( عشر سنوات ) ، لأنَّ ما قضّاهُ من سنوات سجون وتعذيب سابق ، كان غير كافٍ في نظر أعداء الحرية والديمقراطية .. ليُطلق سراحه ، بعد سنوات في قرار عفوٍ عام .. وما بين أحداث النضال الوطني المشرِّف ، يمرُّ الكاتب على محطاتهِ الاجتماعية والعائلية ، لينتهي بمجموعة من الصور التأريخية الجميلة مع رفاقه وأصدقائه وأبناء عائلته .
ولمناسبة الإنقلاب الدموي الرجعي في 8 شباط 1963 ، أقتطف المذكِّرة الخاصة بــ ( إنقلاب شباط الاسود 1963 ) .
*******************
فيتذكر أبو ظافر ، ويكتب :
كانت أجواء الاضطرابات والمظاهرات والاعتصامات العامة توحي بقيام إنقلاب عسكري بين يوم وآخر ، رغم تنبيه قيادة الحزب الشيوعي للزعيم عبد الكريم قاسم بذلك ، إلا أن الزعيم لم يستجب لهذه التحذيرات بسبب تضليل مدير الامن العام ( جليل عبد المجيد ) له بتقديمه تقارير أمنية يومية ( كاذبة ) تفيد بأن الحالة العامة للبلد مطمئنة ، عدا الشيوعيين يجب الحذر منهم ، وكان يغطي بذلك على تحركات البعثيين ، لغرض إنجاح إنقلابهم العسكري .
أحال الزعيم بعد فوات الأوان عددا كبيرا من الضباط البعثيين والقوميين على التقاعد ، هذا القرار حفز القوى المعادية بتقديم موعد الانقلاب وحددوا يوم 8 شباط 1963 موعدا لذلك .
وفي صباح يوم الجمعة 8 شباط سمع العراقيون من راديو بغداد البيان الاول للإنقلابيين بصـــــــوت ( حازم جواد ) يعلن عن قيام ( ثورة ) لإنقاذ العراق من الشيوعيين والشعوبيين .
بعد البيان مباشرة إنطلقتُ مع الشهيد ( الرائد كاظم عبد الكريم ) من البياع مكان سكننا إلى شارع الرشيد ثم إلى باب وزارة الدفاع ، حيث شاهدنا هناك الجموع العراقية الغاضبة التي تطالب بالسلاح ، حاولا الدخول الى مقر الوزارة وسط صيحات الجماهير لكننا لم نفلح .
وبحدود الساعة التاسعة صباحاً وصل عدد من الدبابات تحمل صور عبد الكريم قاسم للتمويه وسط تصفيق الجماهير المخدوعة ، وما أن إستقر رتل الدبابات في باب الدفاع خرج احد الضباط منها مطالبا الجماهير بالابتعاد عن الابواب ، لكنه لم يجد الاستجابة اللازمة ، بعدها اعطى الايعاز للدبابات بالرمي على الناس الذين أخذوا بالتراجع إلى الوراء لإختلال موازين القوى ، ثم توجه الرتل الى مدخل الوزارة وقام برمي القذائف الثقيلة .
تمكنتُ أنا مع بقية الجماهير من إعطاب إحدى الدبابات وعلى متنها ( النقيب هادي الدرّة ) وهو من دورتي في الكلية العسكرية ومن العاملين في مكتب الشهيد الزعيم طه الشيخ أحمد مدير التخطيط العسكري .
بعد هذا المشهد الدامي ، إنسحبتْ الجماهير التي حُرمت ( تماما ) من الحصول على السلاح وبقيت خلايا المقاومة تقاوم بضراوة لمدة يومين في مناطق الكاظمية وحي الاكراد في شارع الكفاح .
وكما هو معروف في الاعلام أن مقاومة الزعيم في وزارة الدفاع توقفت صباح اليوم الثاني على خلفية مفاوضات عاجلة مع بعض الانقلابيين ، وبعدها سلَّم الزعيم عبد الكريم قاسم نفسه ليُنقل على ظهر دبابة الى دار الاذاعة العراقية ، وهناك جرت له ولطه الشيخ أحمد وفاضل عباس المهداوي وكنعان خليل كنعان محكمة صورية أسفرت عن تصفيتهم جسدياً .
بعد مقتل الزعيم بسط الانقلابيون سيطرتهم على كامل التراب العراقي . وفي اليوم التالي للإنقلاب صدر بيان رقم 13 من قبل الحاكم العسكري الزعيم رشيد مصلح يقضي فيه بتصفية الشيوعيين وكل من يحمل السلاح ضد الثورة لتبدأ لاحقا حملة التصفيات والاعتقالات بقسوة ضد الشيوعيين والقاسميين .
رجعنا انا والرائد كاظم عبد الكريم الى بيوتنا في البياع وعلمنا بعدها ان المقدم إبراهيم الغزالـــــــــي ( شيوعي ) قد سأل علينا وأراد أن يصطحبنا معه الى إيران ، لكنه ذهب لوحده .
**************
(( في صباح يوم 10 شباط 1963 ، كان سجن رقم واحد بإنتظار المناضل جبار خضير الحيدر ، وهو واحد من الرجال المساهمين في ثورة 14 تموز 1958 ، ليلتقي هناك مع أبرز أعلام العراق من علماء وأدباء وشعراء وفنانين وأساتذة جامعيين وأطباء ومهندسين ومدرسين ومعلمين وغيرهم من مختلف الاختصاصات .. لتبدأ رحلة السجون والمعتقلات ، التي تواصلت معه ، حتى عقد الثمانينيات )).
فتحية لك أبا ظافر ولأمثالك من الوطنيين العراقيين ، وفي مقدمتكم شهداء الحركة الوطنية الأبرار.
-----------------------
مع خالص تحياتي للجميع

الجمعة, 05 تموز/يوليو 2013 08:27

فهرست بإنتاجات ناجية غافل المراني

فهرست بإنتاجات ناجية غافل المراني
بذكراها الثانية

المؤلفات المطبوعة(الكتب)

· بين العربية والإنكليزية:كلمات متناظرة 1978

· الحب بين تراثين:التوربادوز الفرنسيون والعشاق العذريون 1980

· هنا بدأ التأريخ:ترجمة 1980

· مفاهيم صابئية مندائية 1980

· آثار عربية في حكايات كانتربري 1981

· كلمات عربية إنكليزية دخيلة 1997

· ديوان شعرغيرمنشور (أغاني الخريف)

أشهر الدراسات والمقالات المنشورة في الدوريات

1.مجلة التراث الشعبي-بغداد

· الواشي بين القريض والشعبي 2و3/1974 الصفحة 62-73

· أضواء على الصابئة المندائيين 9/1974 الصفحة 9-32

· اللغة المندائية 8و9/1975 الصفحة 5-24

· هل المندائية لهجة من العربية 2و3/1976 الصفحة 21-46

· الأسد والأمراء الثلاثة/مقارن 11/1977 الصفحة 155-168

· سيرة عنترة في الدراسات الإستشراقية 2/1977 الصفحة 45-60

· شهريار وشهرزاد وحجاج كانتربري 8/1979 الصفحة 131-142

· صوت المرأة في الغناء الشعبي 4/1986 الصفحة 5-23

· منطقة ميسان العدد الفصلي شتاء 1990 الصفحة 47-68

· حكمات الأغاني الشعبية/مقارن 2/1993 الصفحة 24-33

2.مجلة المورد – بغداد

· معجم البلدان لياقوت الحموي المجلد السابع خريف 1978 العدد الثالث الصفحة 109-115

· المرأة في اللزوميات المجلد الخامس صيف 1976 العدد الثاني الصفحة 36-41

· كلمات من وبستر ولسان العرب المجلد الخامس ربيع 1989 العدد الأول الصفحة 94-109

3.مجلة الثقافة الأجنبية

· بيوولف العدد الرابع السنة الخامسة 1985 الصفحة 208-230

· الأدب الجماهيري في الشرق الأفريقي العدد الثاني السنة السادسة 1986 الصفحة 111-119

· الحرب في التأريخ الأوروبي العدد الأول السنة السادسة 1987 الصفحة 19-40

· فنان من عصر النهضة:ليوناردو دافنشي العدد الأول السنة الثامنة الصفحة 64-74

4.مجلة الإستشراق

Love in Medieval Literature, Fifth edition 1991 page 25-56

5.مجلة الآداب اللبنانية

· الحب بين تراثين :ثلاث حلقات الأعداد الثامن والتاسع والعاشر 1974

6.مجلة اللسان العربي الرباط المغرب

· حول الدلالاتية المقارنة في خدمة الحضارة العدد 28 لسنة 1987الصفحة 105-117

7.مقالات ومقطوعات شعرية منشورة في الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها آفاق عربية،الأقلام،فنون،آفاق مندائية،العراق

هذه المعلومات بخطها مستلة من مقابلة معها أجراها السيد جواد عبد الكاظم محسن /المسيب/محافظة بابل كجزء من معجم الكاتبات لعراقيات في القرن العشرين.

الجمعة, 05 تموز/يوليو 2013 12:22

غَنّني يا صاح

غَنّني يا صاح

ناجية المراني

غنني، ربّ غناءٍ ناعمٍ يشفي الغليلْ

ضاقَ سمعي،أُتخِمَت أوردتي،قالاً وقيلْ

فترفّقْ لا تدعْ في سُبُلي غثّاً ثقيلْ

يُتلفُ القلبَ كما يُتلفهُ الداءُ الوبيلْ

******

معْ هبوبِ الطير للترتيلِ في صبحٍ بَليلْ

غنِّ ميلاد السنا في موكبِ الخلقِ الجليلْ

غنني للمتنبي غنِّ لحناً لجميلْ

غنِّ ألحانَ الشريف العف في حب الخليلْ

غنِّ للنهرين والسولاف والشط الظليلْ

والليالي والمها والجسر والطرف الكحيلْ

غنِّ للكحلاء ، أسْمِعْني عتابات النخيلْ

******

غنِّ لبنانَ الينابيعَ الصفاءَ السلسبيلْ

غنني ياجارة الوادي ويا شمسَ الأصيلْ

غني ألحاناً رعاها البحرُ جيلاً بعدَ جيلْ

هبة الله جميعاً ، لاتقل هذا دخيلْ

غنني أُسْعَدْ، ولاتبخل، فما عاش البخيلْ

فقليلٌ بات ما أرجو لمشوارٍ قليلْ

زادُهُ الحُبُّ ، ويبقى الحبُّ زاداً للرحيلْ

بغداد

10 كانون الثاني 2000

من ديوان الراحلة المخطوط :أغاني الخريف

نشرت في شعر

لغة العلم هي نفسها لغة الواقع، ولغة الواقع دائما بسيطة وصريحة وحاسمة. واهم ما يميز اللغة العلمية هو الايجاز والوضوح والتحدد والاقتصاد في الالفاظ ، فما يمكن التعبير عنه بكلمة لا ينبغي ان نعبر عنه بكلمتين.
وهذا ينطبق على الدكتور الباحث والاستاذ الجامعي ، واحد ابرز اعلامنا المندائية القديرة ،تحسين عيسى السليم، الذي ارسل لنا بضعة عبارات توجز حياة ثرية بكل تفاصيلها وخدماتها وابداعاتها واختراعاتها. انسان مبدع متمرس، لاتعرف تجاربه العلمية حدودا، ولا تتحدد معارفه وبحوثه الطبية بميدان محدد. انه يذهب بعيدا في تحليلاته وصولا الى الجذور العميقة ، من اجل رفعة الانسان، وابعاده عن سلفية الفكر او النظر الدائم الى الوراء، بل هو سخر كل جهده منذ ايام الدراسة في مدينة العمارة والدراسة الجامعية ببغداد، لفضح الاستبداد والتخلف والجهل، واميّة الفكر، والانصراف الى اصلاح وتنوير العقل، فهو مزيج المفكر الاصلاحي المستنير والعلمي القدير.
هذا المعلم المندائي، الذي يعد واحد من الاسماء العالمية البارزة في مكافحة امراض السرطان، والذي كرم هذا العام بجائزة تقديرية لخدماته العلمية الجليلة ، من معهد فوكس جيتس لامراض الدم والسرطان في القاطع الاطلنطي بالولايات المتحدة الاميركية، وسبق وان انتخب قبل عدة اعوام، كاحسن استاذ في معهد السرطان في ولاية فيلادلفيا بالولايات المتحدة الامريكية ، ودرّس اجيالا من الاطباء الاختصاصيين من العراق والولايات المتحدة الاميركية، يبينّ كيف للتقدم العلمي ولاستخداماته الانسانية ان يؤدي الى فتح آفاق جديدة في اطار تقدم وصحة الانسان.
رجل العلم والمعرفة هذا، في معظم الدراسات التي وضعها، والطروحات والبحوث العلمية التي حققها، وهو بعيد عن وطنه الذي يحن اليه، فانه آثر ان يخطو في كل مرة خطوة جديدة في مجال اشتغاله العلمي، مما يجعله نموذجا للمبتكر والرائد، ولعل ريادته في مجال اختصاصه هي الاساس الذي سيبني عليه شهرته اللاحقة عالميا، ليخرج من وهاد النسيان، وليساهم في تأسيس لحظة اساسية من لحظات تاريخنا العلمي والثقافي، فهو مبدع يعلمنا جميعا ،ان الوقت الذي نتعلم فيه كي نعيش لا زال امامنا.
تحية اجلال واحترام لواحد من اعلامنا الكبار

- ولد تحسين عيسى السليم في مدينة قلعة صالح عام 1939
- ترعرع في مدينة العمارة اواخر الاربعينات واوائل الخمسينات من القرن الماضي، وكانت حقبة زاخرة بالنشاطات الثقافية والسياسية
- كان اولا على المنطفة الجنوبية في مرحلة السادس الابتدائي والثالث متوسط، ثم اولا على العراق في الدراسة الثانوية 1954-1955
- درس الطب في كلية الطب ببغداد وكان من الاوائل
- تدرب في المعهد الباثولوجي المركزي ببغداد في الطب المختبري
- سافر الى الولايات المتحدة عام 1965 للتدرب على دراسة علم الامراض( باثولوجي) العام وباثولوجي الدم والاطفال في جامعة فلادلفيا
- فاز بشهادتي البورد الامريكي في علم الامراض السريرية وفي علم الامراض التشريحي عام 1970 وعاد بعدها الى العراق عام 1970
- عين مدرسا في كلية الطب بجامعة بغداد وممارسا ثم مديرا لمختبر علم الامراض في مدينة الطب ببغداد
- تدرج الى مرتبة الاستاذية في جامعة بغداد عام 1985
- قام بانشاء سجل الامراض السرطانية ببغداد
- اصبح رئيسا للبورد العراقي في علم الامراض
- ساهم في بحوث منظمة الصحة العالمية حول الامراض اللمفاوية والسرطان بصورة عامة في منطقة الشرق الاوسط
- عاد الى الولايات المتحدة الامريكية عام 1992 ليقود العمل في شعبة امراض الدم في مركز فوكس جيس للسرطان في فيلادلفيا بسلفانيا ولا زال في نفس المركز لحد الوقت الحاضر
- خلال مكوثه في العراق والولايات المتحدة ، نشرت له ما يقارب من 100 بحث في مختلف المراجع العالمية، وقدم الكثير من البحوث في المؤتمرات العلمية العالمية
- ترجم الى اللغة العربية عدة فصول من كتاب علم الامراض المقرر
- حاز على جائزة البورد الامريكي في امراض الدم عام 1999
- تركزت بحوثه حول الاورام اللمفاوية ومسببات السرطان بصورة عامة
- يبحث الان في الجينات المسببة للاورام وخاصة الاورام اللمفاوية واورام الكلى والمجاري البولية
- يحب القراءة والتدريس
- ربى اجيالا من الاطباء الاخصائيين في العراق وفي امريكا
- انتخب هذا العام كاحسن استاذ في معهد السرطان في فيلادلفيا
- امنيته العودة للعراق ( كزائر على الاقل) والمساهمة في اعادة البنى التحتية في علم الامراض وبحوث السرطان
- اختير هذا العام من هيئة تحرير مجلة الدم الامريكية لكتابة بحث مرجعي عن اورام الامعاء اللمفية في منطقة الشرق الاوسط
- تكريم معهد فوكس جيتس لامراض الدم والسرطان في قاطع امريكا الاطلنطي لعام 2013