• Default
  • Title
  • Date
  • فاضل فرج خالد
    المزيد
    الثامن من شباط الاسود   **************************************************** في ذاكرتي ان بدايات عام
  • حامد خيري الحيدر
    المزيد
      خلال دراستي الجامعية في قسم الآثار/ كلية الآداب قبل
  • علي كاظم الربيعي
    المزيد
    لعيبي خلف الاميريدجله (يمينها) واهمها هور السنيه وهور عودة واسماء
  • عربي الخميسي
    المزيد
    في مثل هذا اليوم حدثت نقلة نوعيه غيرت طبيعة الحكم
الخميس, 14 شباط/فبراير 2013

أبو إسحاق الصابي وكتابة الرسائل

  حسن الحكيم
تقييم هذا الموضوع
(3 عدد الأصوات)

اشتهر او اسحا ق ابراهيم بن هلال بن ابراهيم الحراني الصابي (313- 384هـ) بكتابة الرسائل بمدينة بغداد في القرن الرابع الهجري، الموافق للقرن العاشر للميلاد، حتي انه وصف بصاحب الرسائل، كما يقول المؤرخ ابن خلكان في كتابه (وفيات الاعيان) ويبدو ان صلاته الوثيقة بالخلفاء والامراء جعلته موضع ثقة الدولة، حتي ان الوزير ابا محمد المهلبي، كان يرشحه بالنيابة عنه في ديوان الانشاء وامور الوزارة، واليه اشار ياقوت الحموي في (معجم الادباء) بانه كان اوحد الدنيا في انشاء الرسائل، وقد تقلد ديوان الرسائل عام 349هـ، ولذا اصبحت رسائله ذات اهمية تاريخية لانها تعاصر احداث بغداد زمانيا ومكانيا، اضافة الي رصانة اسلوبها، ويقول الثعالبي في كتابه (يتيمة الدهر) : انه اوحد العراق في البلاغة، ومن به تثني الخناصرفي الكتابة، وتتفق الشهادات له ببلوغ الغاية من البراعة والصناعة . وتضاف الي علمية ابي اسحاق مكانة في كتابة التاريخ، وان تعرض الي محنة خطيرة كادت تؤدي بحياته حينما طلب منه السلطان عضد الدولة البويهي (ت372هـ) ان يؤلف في الاسرة البويهية كتابا يبرز فيها نسبها ومجدها، فكتب (تاج الملة) نسبة للقب عضد الدولة، وان ضغوط الحاكم علي هذا المؤرخ جعله يبتعد عن الموضوعية والامانة العلمية، وكان في قرارة نفسه غير مقتنع بذلك، كما في محاورته لاحد اصدقائه لما سأله عن محتوي كتابه، فقال :(اباطيل انمقها واكاذيب الفقها) وقد هدده عضد الدولة ازاء كلماته هذه بان يلقي تحت ارجل الفيلة، لولا شفاعة العلماء الحاضرين له، وبقي ابو اسحاق الصابي يعاني احداث زمانه حتي وفاته عام 384هـ، ومن ان كتابته لكتاب (التاجي) وخروجه عن الامانة العلمية، جعلته يراجع نفسه بين الحين والآخر حتي وفاته، وقد تألم الشريف الرضي ابو الحسن محمد بن الحسين الموسوي (ت 406 هـ) لوفاته فرثاه بقصيدة منها:

اعلمت من حملوا علي الاعواد
ارايت كيف خبا ضياء النادي
جبل هوي لوخر في البحر اغتدي
من وقعه متتابع الازباد
ما كنت اعلم قبل دفنك في الثري
ان الثري يعلو علي الاطواد
بعداً ليومك في الزمان فانه
اقذي العيون وفت في الاعضاد

وعاتب الناس الشريف الرضي علي قصيدة الرثاء للصابي لكونه شريفا يرثي صابئيا، فقال: (انما رثيت فضله) ويقول الدكتور زكي مبارك في كتابه (النثر الفني) : ان حرص الصابي علي دينه لم يحل بينه وبين التحلي باكرم الخصال في رعاية الاسلام، فقد كان يصوم رمضان مساعدة وموافقة للمسلمين وحسن عشرة منه، ويحفظ القرآن حفظا يدور علي طرف لسانه وسن قلمه، وفي هذا اصدق دلالة علي ان الرجل كان سليم الذوق، كريم الطبع، تجافت نفسه عن معاداة الاسلام وترفع قلبه عن اضمار البغض للمسلمين، وكانت اخلاق ابي اسحاق الصابي ومكانته العلمية جعلت علماء المسلمين من امثال الشريف الرضي والصاحب بن عباد وغيرهما يعمقون المودة به ويبادلونه الرسائل، ويقول ياقوت الحموي في (معجم الادباء) ان حفظه للقرآن الكريم كان يدور علي طرف لسانه وبرهان ذلك في رسائله، ويبدو ان هناك اجماعا علي اسلوب الرسائل البلاغية والي ذلك اشار المستشرق البريطاني (هاملتون جب) في كتابه (دراسات في حضارة الاسلام) الي ان الاسلوب البلاغي المعقد اخذ يحل مكان سرد الوقائع سرداً.

ومن الملاحظ ان كتاب (التاجي) لم يصلنا، واصبح في عداد الكتاب المفقودة، سوي قطعة صغيرة طبعت بعنوان (المنتزع من كتاب التاجي في اخبار الدولة الديلمــية) حقق ونشر في العراق في العقد السبعيــني وقـــد احتفـــظ الثعالبـــي فـي يتيــــمة الدهر، والعتـــبي فـــي التاريـــخ اليمني ببعــــض قطـــع مــن كــتاب الصابــي.

اما رسائله البليغة ونظمه البديع كما يقول ابن خلكان في (وفيات الاعيان) فلم نقف عليها.
ولعل طلبة العلم في المستقبل يقفون علي تركة ابـي اسحـــاق الصابي ونشرها وتحقيقها.

الدخول للتعليق