• Default
  • Title
  • Date
الأربعاء, 13 أيار 2015

القاص حسني الناشيء موت لم يمهل رؤية سقوط الفاشية

  موسى الخميسي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

من القسوة ان يموت المثقف منفيا داخل وطنه
ومن القسوة أيضا ان يموت قبل ان يشاهد سقوط الطاغية الذي أرغمه على الانزواء بعيدا عن الأضواء طيلة ثلاثة عقود من الزمن.
ومع انه كان يكتب ، الا انه صمت كمناضل، هذا الأديب المندائي الذي لم يخرج من صمته الا عبر بوابة الموت الذي لم يمهله، والذي استبق ما كان يحلم ويناضل من اجله. كان يحلم كغيره من المناضلين بدولة كريمة لا يجوع فيها الإنسان، ولم يتعصب يوما لطائفته الدينية ، كالعديد من المثقفين المندائيين، وإنما كان دائم الانحياز لقضايا الإنسان العراقي بكل انتماءاته الدينية والعقائدية، لقد كان عصاميا تنساب من قلمه آهات الناس المحرومين من الحياة الكريمة.
لقد تسامى وارتقى بعواطفه وأحاسيسه الإنسانية ، ولم ينقطع او يبتعد يوما عن عذابات شعبه الذي ظل قابعا سنوات طويلة تحت ظلال الفاشية، بل كان شديد الالتصاق بهموم هذا الشعب المنكسر، مسلتهما الأجواء والكتابات القديمة ومنها المندائية الدينية، ليعتمدها محورا للعديد من كتاباته، بحنكة أدبية، وبسلاسة تعبيرية، خالية من الغموض، وواضحة الرؤيا، مؤسسا فيها لأدب مندائي يحمل كل مواصفات المعاصرة.
ان روح حسني الذي غاب جسده لا تموت، فالأرواح الطاهرة تعود بما قدمه من ابداع ، لتكون أكثر إشراقا وتألقا.
مات في عزلته وهو الذي كان يحلم التغني بالناس وأحلامهم وخاض من اجلهم معركته في الحياة والأدب القصصي الذي برع فيه ، وكان يوجه كلماته الى واقع الناس، يستنطقهم، ملتقطا أعمق ما فيهم من نبل وكرامة وحزن وآمال، فكتب مجموعة كبيرة من قصص القصيرة، أشار من خلالها الى ما هو أغنى في الواقع، والعابر الى ما هو أبقى
ولد حسني حمادي الناشىء في بغداد عام 1941
حصل على شهادة البكالوريوس من كلية الآداب / جامعة المستنصرية عام 1975
زاول التعليم لفترة 28 سنة
تقاعد وبدأ ينشر قصصه في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية
عضو في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين
توفي بالسكتة القلبية قبل ايام معدودة من سقوط الفاشية

الدخول للتعليق