• Default
  • Title
  • Date
الجمعة, 04 آب/أغسطس 2017

الشاعر سوادي واجد جبير " الجزءالثاني " الفقر

  سعدي جبار مكلف
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 

- هو عدم القدرة على توفير الحد الادنى من مس
تويات المعيشة البسيطة انذاك او حتى الخدمات الاساسية رغم انعدامها في ذلك الوقت ويعد الفقر افة اصابت جميع او اغلب الطائفة المندائية حيث لا يمكن توفير مصدر رزق لمعيشة العائلة وعدم توفر المصدر اليومي للعيش بسبب تردي جميع الاحوال القائمة انذاك ان الم الفقر والعوز له مكانته الخاصة والمساحة الواسعة في شعره فهو يمكن ان يتحمل اي شئ مهما كان ثقيل او صعب ويتحمل المر ومذاق العلكم الا ان الفقر اصعب شئ في الحياة ويؤمن ان العوز والفقر في ارضه وبين اهله وناسه واخوانه غربة قاتلة كيف لا وهو كريم النفس عزيز المكان الاجتماعي بين اهله وطائفته ورغم فقره وعوزه كان كريم يرحب بضيوفه ويقدم لهم واجب الضيافة والترحاب وله مضيفه الخاص به رغم بساطة المكان قال الشاعر يصف فقره وعوزه :
انه بكثر الشجر والشوك هميت
المفلس هم تحسبه عدل هميت
بغسل ثوبي يخوتي اليوم هميت
لبست البيت سديته عليّه
ان الشاعر سوادي شديد الاعتداد بنفسه ويشعر بعزة نفس رائعة لا يمكن ان يذل او يتكلم عنه بالسود وفي احدى الليالي الباردة المظلمة وكان المطر شديد اضافوه مجموعة من الغجر وكانت له القصة التالية معهم ان الغجر الذي يطلق عليهم اسم الكاولية وهم عبارة عن قوم يترحلون من مكان الى اخر طلبا للرزق والعشب الاخضر وتوفر الماء وكان اغلبهم يجيدون الغناء ويمتهنون الرقص واحياء الاحتفالات بكل المناسبات والافراح والمسرات حيث تقوم نسائهم في الرقص والغناء وهم يتنقلون بصورة مستمرة وطيلة ايام السنة لا يوجد لهم مكان ثابت وعادة ما يكونون هؤلاء الغجر مقربون من الشيوخ واصحاب السلطة والقوة واصحاب النفوذوهم يقولون وينشدون الشعر والاهاجيز والمقطوعات القصيرة والبستات وغالبا ماتكون على شكل اغاني ويكون هذا الشعرمنتشرا بين العشائر والمناطق المختلفة وبصورة سريعة وفي اجدى الليالي الباردة الممطرة وصلوا ثلاثة منهم الى مدينة المجر وعند وصولهم الى هذه المدينة الصغيرة ليلا اتجهوا الى كوخ في نهاية القرية ويقع هذا الكوخ على حافة النهر ومن غريب الصدف كان هذا الكوخ تابع الى الشاعر سوادي فقام لهم بواجب الضيافة كاملا فقد اوقد لهم النار للتدفئة وجلب لهم الاكل والشرب رغم فقره وصعوبة حياته المادية وبؤسه لكنه كريم بكل ماتعني هذه الكلمة مضياف وصاحب عزة متناهية معروف عند البعيد والقريب ولكن كان الفقر ملازما لحياته دائما فلم يستطيع تقديم الشاي لهم بسبب غلاء الشاي وسعره او ربما ان الوقت ليلا والجو ممطر ومظلم لا يستطيع الخروج لشرائه لهم وهنا ارادو هؤلاء الغجر تنبيه صاحب المضيف انهم بحاجة الى شرب الشاي ولكن بطريقة غير مباشرة عن طريق ابيات شعرية مؤثرة فقال احدهم قصيدة منها
خوش وگده وخوش نار
ورد الثاني
بس عوزها الچاي الحار
فلما سمع اسوادي شعرهم استشاط غيظاً ورد عليهم ..
خوش وگده من البرد
توه گضه راس القند
جنكم من اچلاب الكرد
كل يوم يعويله بدار
خوش وگده وخوش نار
ولما سمعوا الرد سكتوا وادركو انه شاعر فخافوا من لسانه ..ولما حان وكت النوم لم يكن لديه مكان يسعهم ففرش لهم على العرزال اي السوباط وهو يشبه التخت مصنوع من القصب ويعلو على الارض يحمي النائم من الرطوبه والحشرات فصعد الرجال الغجر وناموا ونام أعيال أسوادي تحت السوباط بسبب ضيق المكان ثم أطفأوا السراج فصارت الصريفه مظلمه وفي منتصف الليل أراد أحد الضيوف ان يتبول فشاور أخاه فقال له سرسحها ولم يعلموا أن العائله تنام أسفلهم فسال البول على العيال فأيقظت المرأه زوجها فقالت بهمس ( سخم الله وجه هل الخطار) بالوا على العيال فقال لها اسكتي ولما صار الصبح أشترى أسوادي سكر وشاي وعمل لضيوفه فطوراً وأثناء غسله الاستكانات أخذ يردد شعراً ليسمع ضيوفه ..
مال حظك مال مال
ليش بلت اعله العيال
خوش صوغه للجهال
وريحتها غدت كبار
خوش وگده وخوش نار
خطارنه وهاي الك جوخه
من عصر طشت أفروخه
أسوّي ابوه گطوه وألوخه
وبالسبچ يطلع شرار
خوش وگده وخوش نار
فلما سمعوا الشعر خجلوا وايقنوا انهم لا يستطيعون مطاولة الشاعر سوادي والاستمرار معه في المطاولة الشعرية فقاموا متجهين الى النهربحجة غسل ايديهم ومن هناك هربواومن دون فطور من النوادر الطريفه لسوادي مايلي :
كان في المجر شاعر اسمه ناصر بن مسلم وهو صديق الشاعر اسوادي وكان متزوج من امرأتين هما عطيه وبدريه وكانت شغلته في البيت ان يمسك العجل اثناء حلب البقر كي لا يرضع امه وكذلك كان اسوادي فقد أبتلي بالعجل أيضاً في بيته فكان ناصر يشكو حاله الى اسوادي فرد اسوادي انا مثلك في البلوه ومن رأيی ان نقول قصيده هزليه طريفه تصف معاناة الناس وتشيع بين العشائر من دراستنا الى القصيدة والحوار الذي يدور بين الشاعر سوادي وصديقه الشاعر ناصر نلاحظ مدى قسوة وصعوبة الحياة التي كانوا يعيشون بها وعليهم ان يواجهوا كثير من الصعوبات والمشاق فكثير ما يتعرض فيها الانسان في هذه الحياة الى البلاء والمشقة والتعب والمشاكل والضنك والشده في العيش وكثير ما نسمع اقوال كثيرة منها لاالصغير مرتاح ولا الكبير مرتاح وكذلك لا الغني مرتاح ولا الفقير مرتاح فلا احد يشعر بالراحة ان الانسان مهما بحث عن لجظات الراحة فأنه لن يجدها ولم تتحقق له في يوما ما وان تحققت انه يلاحظ ان تلك الراحة هي راحة نسبية ناقصة تتذبذب وتتفاوت من حين الى اخر وانه ياتي يوم وتختفي وتذهب هذه الراحة والسعادة وتحل محلها المشقة والتعب ان الحياة ليس فيها اي شعور بالراحة وستزول في يوم ما فالناظر لها بعين البصيرة سيعرف حقيقتها بلا شك ان الانسان قد خلق في مكابدة ومعاناة فهو دائما يعاني من مشقات الحياة والدنيا وخاصة صعوبة العيش ولمواجهة هذه الصعوبات عليه التحلي بالصبر وعيه ان لا يقطع صلته بناسه وأهله ومعارفه وهم ايضا يعانون من مشاكل كثيرة وصعبة ولقد كانت مجمل هذه المشاكل في تلك الحقبة الزمنية هي مشكلة الفقر وصعوبة العيش بسبب الفقر الشديد الجاثم على رقاب البشر وخاصة ابناء الريف ومن ضمنهم ابناء الطائفة نلاحظ الفقر والعوز والفاقة قد حلت بهم اينما وجدوا او حلوا وسكنوا حيث لا يوجد الا عدد قليل منهم يمكن اعتباره غني بالكلمة المعترف بها وقد اكتفى ذاتيا لسد حاحاته وقوته اليومي ونلاحظ هنا الشاعر يلتقي بصديق له اسمه ناصر يعاني من مشكلة في كيفية منع صغار البقر من شرب حليب امهاتهم وبالتالي معناه عدم حصولهم على مشتقات الحليب في ذلك اليوم ونفس المشكلة يعاني منها سوادي لذلك تدور بينهما حوار هذه القصيدة تقول بيتاً من الشعر وانا اقول بيتاً على شكل حوارحتى نكمل القصيده فقال أسوادي المطلع ...
سوادي : مريود العجل مني
ومن يرضع يكتلني
ناصر: مريود العجل كل يوم
ومن يرضع تگوم الگوم
من الغبشه لوكت النوم
يروحي من التعب ونيّ
سوادي: منهن شايف القصه
كل دگهن عله الگصه
أشوه چتلك بعصه
انا بعطبه يجوّني
ناصر: عدنا الظالمه أعطيه
أشوه چتل بدريه
كل ساع يگبن أعليّ
وبالربضه يشمرني
سوادي : يچتفني اچتاف الهوش
ويربطني ابنص الحوش
نخيت احسين بن مريوش
دوبح واشتمر عني
ناصر: أگللها درحمي الحال
موش انا ابو العيال
لبستچ حرير وشال
ونهاري كله امثني
سوادي : هالعجل خلاني حافي
امدرفس وملخ اچتافي
هنياله الليله غافي
ونهاره كله ايغني
ناصر : بلوه بلاني هل العجل
امدرفس وما ينحمل
جنيت ما عندي عگل
راح الفكر والراي مني
وهم يردون العجل مني
قد تكون السخرية بدافع ديني او اجتماعي او اقتصادي او غيرة وحسد او موقف معين كما هي عند الشاعر سوادي عندما سخر من الغجر واصفا سوء خلقهم وخبثهم والاهم من ذلك قد تصل السخرية والاستهانة بهم حتى وصلت الى ذكر نسبهم بسوء وذم وكل ذلك من ترديد الاوصاف الذميمة بسبب ان تلك الابيات نابعة من غضبه عليهم لانه اغاضوه وهكذا ارتبطت السخرية بالمجتمع ارتباطا وثيقا قويا فقد استمد الشاعر سوادي الصور الشعرية الساخرة من الواقع ومن المشهد الذي يشاهده امامه ومجريات الاحداث مضيف اليها كثير من روح الفكاهه الضاحكه فكانت سلاحه في الشكوى والتذمر والهجوم لذلك ان الناس تهابه وتخاف منه ولن تقترب منه في حل مشاكلهم كما انه لم يستخدم هذه الصفة في شعره من اجل الحصول على مكسب مادي او اقتصادي يذكر كما كان يجري في ذلك الوقت
ان شعر سوادي في الوصف وخاصة وصف الاحداث والوقائع الاجتماعية ةالنكبات الشخصية او الجماعية وكان يتخذ من الطبيعة والحدث مسرحا وواقعا لرسم صوره الشعرية كما يريد ان يقوم ويقوم بصياغة ومزج الاوصاف والكلمات والمرادفات ويربطها بالحدث المؤلم المؤثر الحزين التي تشد المستمع وتثير مشاعر المتلقي لقد كان بارعا في تصوير مشاهد الوصف الشعري ومزج مشاعره بها مما يجعل الصور التي يعرضها لهل طعم خاص ونبضا حي وروح الدعابة وهواجس تثير عند القارئ والمستمع خواطر وتاملات كثيرة قد تكون متعبة بائسة احيانا لقد وصف ظلم الانسان للانسان وظلم الحيوان للحيوان ويصور الصدف والقدر المحتوم بلسان المجرب الواثق الحكيم اليقين الاحساس كما نلاحظ ان طبيعة مدينته لها طابع الحزن الكبير والاضطهاد نلاحظ هنا ان قصيدة الگنبره يشبهها وكأنها انسان امامه يرثيه ويواسيه ويشعر بالحزن الشديد لما حصل لها ويخلق من مقتلها مشكلة عاطفية كبيرة يتناول فيها ظلم المجتمع والناس الى العنصر الفقير وهو يشرح بكلمات سهلة بسيطة مفهومه حتمية وقدر موت هذا الطائر بتلك اللحظه والمكان وفي هذه الصورة نلاحظ وصف تام لموتها وتفننه في وصف موتها واخذ يثير عواطفه وحزنه وبكل جوارحه ويسطر الخواطر والافكار الى جانب الصفات العامة المأساوية لقتل هذا البرئ ويستمر في انشاده وتحليله ورسم الصور الخيالية حيث نجد الصورة العامة للقصيدة متكاملة الجوانب لقد اجاد الشاعر الوصف لتكامل الحدث فهو يستجيب بجميع حواسه وبكل افكاره وعواطفه ويبث حزنه الشديد ويلوم البشر والحيوان على تسبب هذه المشكلة ان قصيدة الگنبره جاءت نسقا متكامل ذات شعاب بالعمل على اخذ الثار بشتى الوسائل ولنقرا قصة هذه القصيدة :-
كان في احد الايام جالس على حافة النهر عندما سقطت عليه گنبره كانت في فم حوم سقطت من الحوم الفاتك وتخلصت منه بأعجوبة وبالصدفه التقطها سوادي ووضعها على صندوق قديم قربه وأسرع لجلب الماء اليها وهنا وثبة عليها قطة وافترست الگنبرة ولما عاد وجد الدماء وبقايا الريش وهنا تاثر بصدق فقد نجت من الحوم بأعجوبة وماتت بأعجوبة فقال ....
اگلتي الگنبره أشمالچ يبزونه
وظل أسودي يلطم على أعيونه
......
ظل أسوادي يلطم ومامش الراي
لا زادي هني ولا عگبيت الماي
زماني والدهر سووا عكس وياي
حتى الطير ونسه ما يخلونه
....
ونسه ولليغندب فرهت باله
بچه أسوادي عليها وضجت أعياله
كلمن يفتهم هل الخبر وداله
وصدگان التحب كلهم يعينونه
....
ردت عليه الگنبره ..
جيتك خايفه من الحوم ماذيني
حسبالي يسوادي لاكون تحميني
الك جرعه على الصندوگ تخليني
لا هديتني ولا صرت مامونه
....
أجابها أسوادي ..
أن أنحفضت من الحوم ساعة اتظلين
قسمتچ هاي للبزون تنوكلين
متوسفچ أسوادي رادچ أتلعبين
يبچي ولولطم خايف يعيرونه
...
أجابته الگنبره ...
جيتك يا سوادي خايفه من الحوم
چا هديتني فطره لشهر الصوم
ماتدري العتاوي وياي يدگم گوم
منتم صبه ودخلكم عيب تحمونه
...
ردها سوادي ..
كل بزون صارت گوم ويانه
وكل عتوي لگضه لگصن السانه
أحترگ گلبي عليچ وثگل دخانه
وكلمن ما كضه عتبه يعيرونه

الدخول للتعليق