• Default
  • Title
  • Date
السبت, 29 حزيران/يونيو 2019 14:52

ثائـر من ميسان - الشهيد ستار الحيدر

وُلِدَ سَتار، بِبَيتٍ مَصنُوعٍ مِنْ طِينِ وَقَصَبِ مَيسان، يُغازِلُ بِودٍ نَهرَ الكَحلاء،ِ عامِرٌ بالجُودِ وَالطِيبِ

وَالإِيمانِ وَالكَرَمِ. أَدرَكَ الصَّبِيُّ مُبكرا فَدَاحة الجَورَ وَالمَظالم المُرعِبَةَ الَّتِي يُعِيشُها النَّاسُ بالمُحِيطِ الذِي فِيهِ نَشأْ. بَعْدَ دخُولِهِ المَدارسَ، تَفَتَحَتْ أفاقهُ أَكثر فَزادتْ مِنْ تَنويرهِ علُومَها وَعَالمَها، وَعَندَما شَبَّ اِختارَ طَريقَ الكِفاحِ الموصلِ للحريَّةِ وَلنصرَةِ العَدلِ وَالإنسانِ مُهتدِياً بمبادئِ الإِنسانيَّةِ مُتَوسِّماً بِنبلِ أَفكارِها وَقِيَمِها الخَلاصِ مِنْ واقِعٍ مُزرٍ يَفتكُ فِيهِ الفَقرُ وَالمَرَضُ وَالجَهلُ. بِعُنفُوان شَّبابِ النور، سَارَ بِدَربِ الحِزبِ مُنغمِساً مُتَحَمِساً؛ لنشر ما آمن به يَعمَلُ وَيُحَشِدُ وَيُنشِدُ لِلغَدِ السَّعيدِ، فَداهَمَتهُ عَلَى عَجَلٍ سِياطِ الجَلادِين، وَتَلقفتهُ السِجونُ وَقبع فِي مَنافِي الإبعاد السِّياسي، وقَضى فِيها مِنْ زَهرَةِ شَبابهِ سِنِينَ طوال وَمتى ما أُطلقَ سراحهُ يعاود النضال؛ فلَمْ يَهدأ، وَلَمْ يَستكينْ، يُعاودُ الكرّةَ مِنْ جَدِيد، بعودٍ أَصلبٍ، وَعَزيمةٍ لا تقهرها السجون؛ فَهو السجين الذي لا يَلِين فَقد اِختارَ طريقهُ المُبِين مُتفرغاً لعملهِ الذِي بهِ رَهين بإدراكٍ ودرايةٍ وَيَقين فَباتَ يتَنقلُ مُتخفياً بَينَ المُدن وَأوكارِ النِضالِ السريَّة، يَرصُ الصفوفَ وَيَشحذُ الهِمَم مُثابراً بالعَملِ مُجدداً للأَمل فَأصبحَ كادراً مُتقدمَ المَقام، فَزادهُ عَملهُ المَزِيدِ مِنْ الاتزانِ والالتزام يَدورُ بِهذا المَدارِ مُوصلاً اللَّيلِ بالنهار. حافِظَةُ رأسهِ باتَتْ تَختزنُ أَخطرَ الأَسرار يَحفَظَها وَيَصونها بأمانٍ وإتقانٍ. بحذقٍ يغورُ بَينَ الصعابِ، رغمَ ما يحفُ بِهِا مِنْ المَخاطرِ، لكنهُ لا يُبالي. قلبٌ جريءٌ كتومٌ مقدام، لا يَعرِفُ الوَجلَ، وَهوَ يعومُ بلُجَّةِ بَحرٍ مُضطربٍ هائِجِ الأَمَواجِ، لا قَرارَ لهُ.
(2)
فِي الخَفَاءِ وَمِنْ دَهَالِيزِ عِصابَةِ المَوُتِ السِّريَّة بُثتْ العيون، تجَمعُ عَنهُ وَعَنْ مَنْ مَعَهُ أَدقُ المَعلُومات كانَ مِنْ ضِمنِها وشايَّةٌ مِنْ رَفِيقٍ خَوّان، سُلمتْ عَلَى وَجهِ السرعةِ التقارير لجهازِ بَطشٍ سرِيٍ خاص، يُدارُ بغايَّةِ السرِّ عَلَى قمةِ هَرَمِها نُصِبَ أَخَطرِ مُجرمٍ شِرير سفاح، يُرسمُ فِيها لِكُلِّ ثَورِي مَصير بَعْدَ حينٍ مِن الزَمَنِ كالريحِ الصفراءِ جاءَ القَرار مِنْ رأس (حُنَين) أجهزوا عَلَى القادةِ أدناه
(ستار ، محمد ، شاكر)**
لتغييرِ الموازين بموقفِ حزبِ الكادحين. حاصرُوهم وَارصدُوهم بالعيونِ وَالحدِيدِ وَالدمِ والنار.
(ستار) أولُ مَنْ تابعتهُ عيون صديقٍ مخادعٍ غادر لتستلمهُ عيون عَسَس(حُنَين) وَعِندَما جاءهُ خبرُ التحذيرِ إِنَ حَياتهُ فِي خَطرٍ وَعليه: أن يُحاذر مِنْ اللقاءِ أو الإتصالِ بـرفيقٍ (خَوّان) يُشَكلُ عَلَى حياته بَلِيغَ الضَرَر وأن يَحترسَ للحَيطةِ وَالأَمان... أصغى للنَصيحةِ بقلبٍ غير مضطربٍ لمْ يتملكهُ الفزع .
وَبدأتْ الأَفكارُ فِي رأسِهِ تَدور : (كَيفَ يَكونُ الحَذرُ وَكلُ عَملي وَسطَ الخَطَر؟ وَمِنْ أَينَ يأتِي الأَمان وَعُيونُ المُخبِرِينَ تَتَعَقَّبُنِي بإمعان؟) بفؤادٍ لَمْ يَتملكهُ الهلع، ذَهَبَ اللقاءِ الخَطِير، واضِعاً رُوحهُ عَلَى كَفِّهِ أَنهى الاِجتماعَ الذِي عُدَ بإتقانٍ ليُوصِلهُ إلَى الكَمِين، وَفِي طَريقِ العَودةِ للبَيتِ، تابعتهُ ذِئابُ حُنَين، وَعَلَى بُعدِ 150 مترِ مِنْ مكانِ الاِجتماعِ الكَمِين هاجمتهُ لاِختِطافهِ ذات العيون؛
برباطةِ جَأشٍ وَبِقلبٍ شُجاعٍ غَيرِ مُرتابٍ قاوَمَها بِضراوتهِ المَعهودةُ لِينهالوا عَليهِ بكلِّ جنون، برصاصاتٍ قاتلةٍ متتاليةٍ مدفوعةِ الثمنِ وجهتْ للمغوارِ الأَعزَلِ، بَينَ رَشقةِ الرَّصاص الأَولى وَالثانية
صَدَحَ صَوتهُ بصرخةِ الأَلَمِ وَالصَدمَةِ مُعّرِّفاً باسمهِ وَصفتهِ : (أَنا سَتار خضير الحَيدر أَنا عضو اللجنة المركزية للحزبِ الشيوعي) فِيما الدمَ يَنزفُ كانت يَداهُ تقاوم وَتضمدُ الجراحَ النازفة عَلَى قارعةِ الطريقِ تَركوهُ القتلة مُضرجاً بدمهِ الطهور وَوَلوا هاربين مَذعُورين. فِي المستشفى ،بَعدَ يوم أو أكثر يَفيقُ مِنْ المخدر أَمُ مَي ماسكةً يديه ببطءٍ يَفتحُ عينه، يُحدّقُ بالنورِ يَنظرُ للحضور يَبتسمُ وَيفتحُ عينه عَلَى مَداها- صوته هامساً
أمُ مَي عينايّ ؛ ما أَسعدني بكِ رفيقة عمري ودربي- سأشفى ؛ لَمْ أزلْ عندَ وَعدي سنذهبُ إلى (ارشاك) لنأخذ صورةً للذكرى أنا وأنت وزهراتنا فراشاتنا الأَربعة
يَغمضُ عينيه. فِي المستشفى بقيَّ ستة أيام يصارعُ الموتَ.ليسجل التاريخ؛ ببنادقٍ مؤجُرةٍ طويتْ مسيرةُ سبعةٍ وَعشرين عاماً حافلةً بالعملِ الثورِي المُثابر لوطنيٍّ شهمٍ غيور. لَمْ يَكنْ (ستار) يَحلمُ بكنوزِ سُليمان أَو بقصورِ كُسرى أَو الرَشيد هارون كانَ يناضلُ مِنْ أَجلِ تأَمينِ سريرِ طفلِ ينامُ تحتَ سقفٍ أمن، وَفَلاحٍ يَجني حاصلَ ما تزرعُ يداه وَعاملٍ يَحصلُ عَلَى أَجرِهِ قَبلَ أَنْ يَجفَ عرقهُ وَمِنْ اَجلِ قوانين تَحمى كرامةَ المرأة. أَمَنَ (ستار) بما يَحمل وَعَملَ بكلِّ عزيمتهِ مِنْ أَجلِ إرساءِ قوانين العدل والمساواة بَينَ الإنسانِ وأخيهِ الانسان ... لكن دَعني أَروِي لَكَ أَيُّها الرَّفِيق المقدام،أيُّها الرَفِيق الغائب جسداً، الحاضر فكراً ووجوداً شيئاً عَنْ واقع العراق: لَمْ تَزلْ بِلادِنا تَغَطُ بِحًزنٍ عَمِيق، تَأنُ مِنْ وَجَعِ المَوتِ وَسَطوَةِ سياطِ الجَلادِين وَفَسَادِ المُتَسلطين، يَعمُ البِلادَ الجَهلُ وَالنَّهبُ وَالخَراب.

فِي 28 مِنْ حزيران عام 1969 يومٌ قائظ بحرهِ الخانق قصر النهاية يبث عسسه مِنْ مَكان التَشيع حَتَّى المَقبرة
تَرصد وَتسجل: (بتشيعٍ مهيب وَبدموعٍ غزار، وَعويل جموع النساء وارَى جثمانه الثرى فِي مَقبرةِ الصابئة المندائيين فِي أبو غريب)
كانَ وَسيبقى قبرهُ رمزاً وَمزاراً
لعشاقِ الحريَّةِ وَالعدلِ وَالمساواة

هوامش وملاحظات تخص النص
** ستار: هوَ الشَهيد (سَتارخضير صكر الحَيدر) مِنْ مواليدِ (1930) ناحية الكحلاء / محافظة ميسان - العمارةسابقاً - وهو بعمرِ(أربعة عشر عاماً) تَشكل وَعيه السِياسي، لينخرط بعدها بتنظيماتِ (الحزب الشيوعي العراقي)، بعدَ تخرجه مِنْ الثانوية عَملَ (مُعلم) فِي قرى ناحية (الكحلاء) لمدةِ عام وبعدها نُقل إِلى مدرسةِ ( الحاجب في أَبو غريب)، ليعود مجدداً إلى (العمارة) وَيلتحق فِي( مَعهد العالي للمعلمين فِي العمارة).
خلال فترة عَمله سُجن عدة مرات ولعدة سَنوات منها سَنة وَنِصف فِي (سِجن الكوت عام 1952) وَذلك أَثر مشاركته فِي انتفاضة عام (1952).
وَحكمَ عليه مرة أخرى عام (1954) ثلاث سنوات سِجن وأرسل إلى (سِجن بعقوبة). ونفيَّ مُبعداً سياسياً لمدة ستة أشهر في مدينة (بدرة) بَينَ عامي (1957- 1958).
خلال عمله الدؤوب المتواصل فِي الحزبِ تَقلد عدة مسؤوليات جسام وَفِي عدة مناطق مِنْ (العراق) مثل العاصمة (بغداد) والموصل وكركوك و السليمانية وأربيل، وجبال كردستان العراق؛ أنتخب عضو للجنة مركزية للحزب الشيوعي عام (1967) وَتَحمل مَسؤولية غاية بالخطورةِ والسريَّةِ مَسؤوليَّة تنظيم الخَط العسكري .
يوم 23/6/1969 تَعرض لمحاولةِ اغتيال قرب (الجامعة المستنصرية في بغداد ) وذلكَ بعدَ خروجه من لقاء حزبي، حيث نقل بعدَ تعرضه لعدةِ اطلاقاتٍ نارية في بطنهِ وَساقيهِ إلى مستشفى الطوارئ فِي شارع (الشيخ عمر/ بغداد) للعلاج، وفِي صباح يوم 28/6/1969 فارق الحياة في نفس المستشفى.
محمد : هوَ الشَهيد (محمد الخضري) مِنْ مَواليد الثلاثينيات فِي (ناحية الخضر/ محافظة الديوانية) خريج دار المعلمين فِي (بعقوبة) عُين مُعلم (عام 1953) ، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، جرى اِختطافه فِي (بَغداد) بتاريخ (20 أذار 1970) فِي اليومِ التالي لاِختطافهِ وجد جثة هامدة على الطريق العام بِينَ (بَغداد وسامراء).
شاكر: هوَ الشَهيد(شاكر محمود البصري) : عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي؛ بتاريخ (11/11/ 1972) اغتيل دَهساً بسيارةِ نَوع (فوكس واكن) قرب (مستشفى اليرموك ببغداد).

نشرت في شهدائنا
الأحد, 31 آذار/مارس 2019 20:53

الشهيد ماجد عبداللة الناصح

ايها الناصح عمدوك بالماء الجاري ، اديت بشرف وفاء الرجال ومعنى الرجولة ، وفيت لحزبك وناسك فكنت ناصحاً في حياتك ومماتك وتركت ثمرة ناصحة نا صعة خيرها عم كل الناس ...نم قرير العين يا ابا خلدون تبقى معي ما حييت ....

ادور بحرثة الغربة

أدور حرثة المامش

اذكر ذيچ ايامي

ايام الرمادي ونگرة السلمان

نبع ريحان

يبو خلدون شح الماي بالنهران

صبحت خرسه سوالفنا

صبحت للچان والماچان

سوالفنه غدة طشار

لا شذر اليشع بيها ولا تذكار

ياماجد الناصح لا تظن انساك

الك بالروح ريحة هور

حب معدان

محد عگب عينك يسأل على الصار

شجاع وماتهاب الموت

انت الموت

سلمت الامانة ابخنس بسكوت

ذوله ارجال ماهمهم شراع وريح

ولا خافوا من الجلاد والتابوت

جلادك جفل منك

صاح ابصوت

يهل وادم مو ماجد

ذهب ياقوت

يبو حظ وبخت ياشيخ يا مبخوت

ياماجد الناصح ياعلم ثوار

اتلوگ الشهادة بس لبو خلدون

ياسفر الشهادة وچيلة الاهوار

سبع وماتخاف النار

حنيت العراق بدم

جود الماي

برحي والطلع جمار

ما ضاعت مضايفكم

ولا طاحت تچية دار

اديت الوصية لحد رفيف الروح

لحد گطع النفس ويهلهل المكوار

عتابة ناي

حزن ما مر على ابنادم

مصايبنا حريچ اهواي

شحيح الماي

شحيح اتراب سجتنا

حچايانه غدة سمار

عشنا بالغرب دولاب

ماعادت سوالفنه حرز للروح

عيدية وتفرح الروح

هلهولة لعرس اذار

شمعة انت ياماجد یا ابو خلدون

شمعة وتضوي سبع اكتار

نشف ماي النهر والجرف ينحب حيف

يذكركم

كل يوم الحبل جرار

احسين الرضي ومحمد البطاط

جم ستار.. رعد جبار

بشير ازغير وبشار

نعيم ومصطفى شنيشل

حتى النجم منكم غار

انسه اكرام اگولن عايدة ياسين

لو انسه ذياب اگزار

لو انسه الرمادي وخوتك نوار

هم انسه عصام الحيد بن كسار

تعال وياي حسناوي يبن كسار

تعالوا ننصب الكلة ونزف البطل عريسنا المغوار

شباب امعرس ومهيار

صار العرس دم انهار

شوف الموت منهو اختار

يانبع الوفة يابيرغ الاحرار

باگة ياسمين وريحة الازهار

يبو خلدون يمعدل

نوگفلك ازغار اكبار

زلم اتحدت الاسوار

لا خافت من النگرة

لا الحله والعمارة

ولا درب السماوة اغبار

جروح اغماگ للستار

لا عطاب يشفيها

ولا غبشه التشع انوار

ضاع ابريمنه صار الحچي غدار

دولاب الدهر خنياب

تچية عار

اخبرك ياعزيز الروح

ضاعت كل سوالفنه

مامش بخت للاسرار

بركان ولهب اعصار

ياماجد الناصح ياعطر شبوي

خويه العين تعمه من اذكرنك

شيخ اشيوخ

سفينه ونوخذه وبحار

لويت الريح

نشمي وتسوه گولت آه

مضيف وگهوه وخطار

صامد والمنية اتلوح

البين ايلوح

تبقى سيد الثوار

ظل محتار سجانك

لو هيچي الرجال اتصير

مو سعفة ويهزها الريح

تلفي ابتالي المشوار

ماهمك برد لا گيض

ماهمك صخر وحجار

اخبرك طخت السبعين

مشلول واون قاطات

عليك انت يالحبيب

على فرحان

على لمة اهلنا وجمعة الاخيار

يا ماجد ...ياناصح

تظل اوياي اذكرنك

مادام النفس دوار

مادام النفس دوار

سعدي جبار مكلف

14/2/2019

سيدني استراليا

نشرت في شهدائنا
السبت, 01 تموز/يوليو 2017 13:26

الشهيد الخالد
 عزيز بطيخ ساهي

الشهيد الخالد
 عزيز بطيخ ساهي
 وهو من مواليد بغداد ١٩٥٩، أبنٌ لعائلة عراقية مندائية فقيرة وكادحة ، عانت صعوبة العيش وذاقت صنوف الحرمان والعوز خصوصاً بعد فقد معيلها والد الشهيد، الذي ترك من بعده عائلة تتكون من أربعة أبناء وبنتين ووالدتهم ، لا يملكون شيء ، منزل ، رصيد ، أو مصدر، واجه الشهيد وتحمل مع شقيقتهُ الكبرى أعباء هذه المسئولية وقد كان في سن الخامسة عشرة تلميذاً في الدراسة المتوسطة ، أشتغل ومارس العديد من المهن التي لا تتفق مع بنيتهِ الطفولية، عمل في ورشة لتصفية الذهب والفضة لدى أحد المندائيين، ومعلوم مدى الأضرار الناتجة عن التعامل مع الأحماض الكيماوية المركزة على الجهاز التنفسي، والجلد والعينين.. كان الشهيد يواصل جهده ويثابر بغية التوفيق بين مواصلة الدراسة ، والاستمرار في العمل لأجل توفير ما تحتاجه العائلة ودفع إيجار المنزل الذي يسكنهُ وأخوته في أحد أزقة بغداد البائسة .. في المراحل المبكرة من عمرهِ القصير والمُصادَر ، بدأ مطالعة مختلف أنواع الكتب وبدأ بالتعرف على جوانب مهمة من المعرفة ، حتى توصل إلى العيار الثقيل منها ، وذلك كان الأجمل والأكثر صدقاً في تقديم الأجوبة والحلول لمشكلة الإنسان ومحنتهِ ، في عصر استغلال الإنسان ، وغياب العدالة . فجاءت لحظة الاختيار .. أنظم الشهيد إلى تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في الفترة الحرجة والخطيرة، حينما كان الفاشيون يستعدون لشن حملتهم الجبانة لتصفية تنظيمات الحزب ، دخل الشهيد مجال العمل التنظيمي السري، فترك مقعد الدراسة في السنة الأخيرة إعدادية الصناعة ، وتخفى في أماكن عديدة ومختلفة في بيوت بعض الرفاق والأقارب. أُعتقل في أواخر عام ١٩٨٠ عندما حاول الاتصال بعائلتهِ بعد انقطاع ، في كمين لجهاز أمن النظام ، أنقطعت أخبارهُ نهائياً ، والدتهُ الكبيرة في السن الساكنة في السويد حاليا ، لا تزال تعتقد أن ولدها حيٌ يرزق ، تحتفظ ببعض أشياءٍ منهُ. بعد سقوط النظام في ٢٠٠٣ تأكدت عائلتهُ أن عزيز قد تم إعدامه في ١٩٨٣. لحد هذه اللحظة لا يعرف أحدا المكان الذي يظم رفات هذا الشاب الشيوعي المغدور. ستبقى حياً في ذاكرة التأريخ وفي كل الأزمان وفي ضمير وذاكرة الأجيال ، كما الفكر الذي آمنت به، وتباً وعاراً لقاتليك فأن مكانهم الأبدي مزبلة التأريخ ... هو الفخر والشرف الرفيع لنا أن نستذكركَ وكل الشهداء، شهداء الحزب، شهداء الوطن.

نشرت في شهدائنا
الثلاثاء, 18 نيسان/أبريل 2017 19:12

الشهيد البطل عبد المنعم فزع ضيدان ....

چني ايد اتفوچومگطوعه اصابعها
اشوغ وي الشمس ليفوگ
اعاتب گاع مدفون بنباعيها
مكتوب ابلاويها
اتحفر بيه مساحيها
واشمس روحي بالسنبل
يجي ابروجة شمس
يسگي السفن والناس يسگيها
ابوس ايد اللي يسگي الناس
ويحمل تمر وسلاح ورصاص بشرايعها
ابوس ايد اليشيل البرنو الزينه
بطرگ ثوبه وبايعها
افه ياگاعنه الوكحه
حلاة الليل واهل الليل والنار ابمرابعها
مظفر النواب
في كل مرة احاول ان اكتب عن الشهيد ابن العم عبد المنعم فزع اذهب بعيدا وبعد لحظات ابعد القلم وكاني غير مصدق انه بعيد عنا ..لا اريد ان اعترف انني لم اشاهده مرة اخرى ..انه شهيد من شهداء الوطن ونجما من النجوم التي سطعت في سماء العراق وعند هذا الصباح عندما قررت ان اكتب عنه طعم غريب يجتاحني وبركان من ألألم تفجر في كل كياني واوصالي فقد هاجت الذكرى بين زوايا روحي وخواطر الكلمات وتباريح السفر والفراق هناك في ارض النهاية نجوما برقت ضوت سماء العراق ورسمت مستقبلا لشعبنا الذي اتعبه الجوع والحرمان والسفر والبعد ، لا الدمع يكفكف ألم الرحيل ولا الوجع الضارب في اعماق النفس يخفف لوعة الفقدان ولا التوقف عند محطات الرفاق الغياب يجلب شئ من السلوى ، كيف نسيان زمن الطفولة وايام الشباب ومسيرة النضال لشهادتكم اجلال وعزة وشهامة وشجاعة وكرم مابعده كرم وكل الصفات ايها الرجال الابطال انتم معنا دوما وابدا ، ان مرارة والم وشعور بالغ بالفراق ، نحن لا نبكيكم ولا نذرف الدموع لوداعكم لانكم معنا دوما ذكرى خالدة سرمدية ، عشنا الطفولة معا والمدارس سوية وكنت منذ الصغر ذات عقلية كبيرة سريع البديهية عنيد شجاع لا تخاف ابدا جسور صارع الحياة بكل قوة وبكل ما استطعت من رفض وثورة ضد الواقع المر الذي عشناه فكنت المعين المدافع عنا في السراء والضراء ، كنت ثائرا على كل شئ ،في كل مكان وفي اي زمان ، يانعيم الذكريات معك كثيرة جدا وهي متاع لمن اصبح في السبعين وفي ديار الغربة حيث نعيش مع ذكريات البصرة وفي دروب محلتنا الحبية وذكريات بغداد وكركوك فحاضرنا عقيم وليس لنا الا ذكرى الماضي وايامه الحلوة لما تبقى من زمن نبقى فيه على قيد الحياة ولا اقول نعيش فيه لاننا لا نعيش ، لقد مر على استشهادك اكثر من ثلاثين عاما مع رفيق الطفولة سعيد صبيح والحبيب ارمهندس مصطفى شنيشل لقد شكلتم انتم الثلاثه شموع العمال الواقدة المحركه لكل مايدور في نقابة الميكانيك وبتوجيهات من الحزب كنت ذائما مع الشهيد مصطفى تردد ابيات الشاعر الشهيد رياض البكري وعدة مرات في اليوم اتذكر يا اخي هذه المقاطع ..
اقسمت بالوطن الجريح
اقسمت بالشعب المكافح
اقسمت بالفقراء
بابؤساء بالعمال
بكل فلاح وكادح
كان يقولها لك وانت سارح بعيد في اجواء الخيال الثوري كان عبد المنعم صاحب نكتة فورية وابتسامة دائمة على وجهه ، محبوب من قبل الجميع متعاون ومضحي من اجل الناس وخاصة اخوانه واصدقاءه عندما كان في نقابة الصاغة في كركوك ارتبط بالحزب متفاني في سبيل الاهداف التي امن بها مخلص الى اهداف الطبقة العاملة التي امن في فكرها يملك اسلوب في اقناع المقابل ويدخل في جدال هادئ في سبيل اقناع المقابل وفي اي موضوع وخاصة الموضوعات السياسية انه ثوري من نوع خاص يمتاز به له كما ذكرنا اسلوب شيق واقناع نادر لا يتوفر في كثير من رفاقه يكون ثائرا ولكنه بعد صمت طويل وهدوء يسبق العاصفة ، كثير ماكان في مواجهة كل الصعاب والتحديات والتصادم مع الاعداء ولا يهمه اي خطر كان ، كان شابا ثائرا وكادر عمالي من طراز خاص بكل معنى الكلمة وفي ملتزم مضحي ينظر الى الغد والمستقبل بابتسامة كبيرة يفوح منها الامل الوضاء البهي ، ولد الشهيد عبد المنعم فزع ضيدان في قلعة صالح مدينة العمارة عام ١٩٤٥ من عائلة كادحة فقيرة معدمة مثل جميع عوائل القلعة وعاش ماساة الفقر والعوز في الطفولة عاش طفولته في دروب هذه المدينة المعدومة واكتسب حب الناس والتضحية في سبيلهم منذ الصغر وكثير ماكان يعمل في اي عمل ، انهى دراسته الابتدائية في مظرسة قلعة صالح الابتدائية التي كانت تظم بين طلابها كثير من المناضلين وانتقلت عائلته الى البصرة عند الستينات حيث اهله وناسه واقاربه وفي هذه المدينة امتهن حرفة الصياغة واصبح يجيد هذه المهنة ، عاش في البصرة في محلة الجمهورية التي تخرج منها كبار المناضلين والشعراء والكتاب واهل الفن ومن هنا بدات ميوله السياسية واتجه الى افكار الحزب وانحاز الى صفوف الطبقة العاملة حيث انتمى الى نقابة الميكانيك فرع الصاغة وقد هاجر الى مدينة كركوك حيث اخاه الكبير قد سبقه الى هناك وبقي في كركوك فترة طويلة تبلورتةافكاره وعمل بصفوف الحزب مع رفيق دربه الشهيد سعيد صبيح المناحي ثم انتقلا الى بغداد سوية ليفتحوا محل على شكل ورشة في شارع النهر ويلتحق بهم الشهيد مصطفى شنيشل وتكونت خلية عمالية في تلك المنطقة والشارع المزدحم واثناء وجوده في كركوك تزوج ورزق بثلاثة اطفال هم بنت واحده وولدان واصبحت ورشتهم في شارع النهر شبه مقر للنقابة والعمل الحزبي السري ، لقد تم تحذيرهم من قبل كثير من الاهل والاصدقاء الا انهم استمروا في العمل الى ان تم كبسهم في اجتماع خليتهم في منطقة الصالحية وذلك عام ١٩٨٠ واختفت اخباره حتى عام ١٩٨٣ حيث تم تسليم زوجته ورقة اعدامه بالحكم الصادر من محكمة الثورة سيئة الصيت وتم تنفيذ حكم الاعدام وبتوقيع صدام حسيبن وهكذا ارتفع نجما لامعا في سماء الشهادة لينظم الى ركب الشهداء الابطال لك الخلود ايها الاخ العزيز والخزي والعار لتتار القرن العشرين

نشرت في شهدائنا

لم يصدف أن عرفت من بين جميع معارفي شخصية جمعت الرقة والصلابة، الإهتمام والإهمال، الفقر والغنى، الصبر والغضب، مثلما جمعت بشخص الشهيد الخالد صائب ضمد منصور، الشاب النحيل الذي رافقت وجهه الطفولي البسمة والنظارات الطبية منذ طفولته، إنتقاه إتحاد الطلبة العام وهو في الصف الرابع العام ليقود مدرسته، وكان يتمتع بطاقة تنظيمية لا تتناسب مع عمره ذو السبعة عشر ربيعاً، منظم التفكير عذب الكلام، تشعر وأنت تكلمه بثقة عالية بالنفس، هادئ الطبع، كريم، مقدام لا يرهب مواجهة الصعاب، كلف بقيادة التنظيم الطلابي في قضاء الشطرة بمحافظة الناصرية، قبل أن يبلغ الثامنة عشر، فنجح بامتياز.
كان خفيف الظل مرحاً، يملأ حضوره المكان الذي يتواجد فيه فرحاً وحبوراً، حسن الإصغاء، فأن تحدث كان حديثه مقتضباً، يتنقل بتركيز بين كلمات منتقاة بعناية فائقة، منذ طفولته تمكن منه التهاب اللوزتين، بحيث تحول إلى مرض مزمنٍ قرر الأطباء إستئصالهما، بعملية صعبة، فصار صائب أكثر ضعفاً وشحوباً، أقل مقاومة للمرض.
كان رغم مرضه مجتهدا ومثابرا متفوقا، يحبه مدرسوه، يستغربون عمق ثقافته ووعيه، صوته جهوري، وخطه يمتاز بجمالية قل نظيرها، قبل أن يرى أصدقاؤه أو معارفه صورته يسمعون صوته، أو يرون كتابته، فيظنون أنها لرجل في الأربعينات من العمر، تزداد دهشتهم عندما يرونه شابا ظريفا ضئيل الجسم، شاحب البشرة، بابتسامة ساحرة.
كان صديقي ورفيقي الأول، والأهم، بعد أن قضيت فترة طويلة لا صديق لي سواه، كان هو صديقي الوحيد. كانت لقاءاتنا لا تفصلها فترات بلا لقاءات يوميةً، وربما يشملها الليل إلى أن ترهقنا الدراسة فنبيت في بيتنا أو بيتهم، ولكن فراقنا بدأت فتراته تتزايد عندما تخرجنا من الإعدادية لننفصل في جامعتين مختلفتين، أنا في جامعة بغداد وهو في جامعة البصرة، كنت أشتاق إليه ولا أطيق البعد عنه، نتراسل فنتفق أن أحضر جامعته، فيستقبلني ويعرفني على رفاقه، ونمضي أوقات نسرقها من العمر، الذي رغم قساوته كان نضالنا فيه قد جمله، فخلق منه عمراً مزدوجاً، نتمتع بكل وقعة قدم في شوارع بغداد أو البصرة، نردد أغاني الحزب، فتمتزج بقهقهاتنا ونحن راجعون إلى سكنه في غرفة متواضعة، عند عائلة من أقاربه، في عشار البصرة، يتقاسمها هو وأبناء عمه الشهيد الخالد فائز ناصر منصور, والأستاذ عماد ناصر منصور أطال الله بعمره المديد.
في تلك المرحلة 75 - 76 كان صائب قد وصل بنضاله الدؤوب إلى المرحلة الرابعة بكلية الهندسة، قسم الكهرباء وتعمقت علاقته وروابطه بالحزب وبات في موقع مهم لا يقدر معه إلا أن يربط مصيره بمصير حزبه، وفي تلك الفترة عانى الحزب وبسبب تجربة الجبهة الوطنية، من خروقات من حليفه (حزب البعث) الذي عمل على كشف هيكل الحزب التنظيمي لغرض إبادة كوادره، فقد تمكن من زج عناصر مخابراتية وأمنية متقدمة، إخترقت تنظيم الحزب وكشفت الكثير من كوادره.
أنتقل صائب للعيش مع أولاد عمه في بغداد، محلة قنبر علي، ولما كانوا هم ذاتهم مطاردين، تحول عند بيت خالته أم مفيد، إستقبله البيت الكبير وفتح سكانه الطيبون قلوبهم للقائد الصغير الجسم، الكبير الهمة، ليعوض لهم عن إبنهم إحسان الذي سافر للدراسة في إنكلترا، وكان أبن خالته الدكتور الراحل سلام نصري على قيد الحياة ولكنه كان في إنكلترا، هرباً من المجازر الدموية التي بدأت تندلع في محافظات العراق، برعاية النظام الفاشي، إحتضنه هذا البيت الشريف وحماه ولكن التنظيم يستوجب وجوده، ولا يستغني عن نشاطه، وكان قد خطط لإخراجه على نفقة الحزب الى خارج العراق، وكان جوازه ينتظره للانطلاق به إلى شمال الوطن، ولكن مكيدة دبرت له بمكالمة هاتفية تدعوه إلى اجتماع عاجل، ليلقى القبض عليه مع إبن عمه فائز، عام 1980، بعد أن ألقي القبض على أخيهم الأصغر زهير في محله في سوق السراي، والذي كان يحتفظ لهم فيه بحقيبة منشورات حزبية.
فُقد أثرهم، وفي دهاليز النظام المعتمة، غاب صائب وفائز وزهير، ولم يتمكن أحد حتى من السؤال عنهم، بل أن دائرة الأمن كانت تستجوب أهلهم وتسألهم بخبث عنهم، وعندما يقولون لهم أنهم عندكم، في معتقلاتكم....ينكرون ويحلفون أغلظ الأيمان، بأنهم لا يعلمون عنهم شيئاً، وبعد زوال النظام الفاشي وفي عام 2005 راجع ذووهم مؤسسة الشهداء ليعلموا أنهم قد تم إعدامهم ودفنهم في مقبرة "محمد السكران"، على يد البندر وبقية أعوان النظام.
هل أنعيك يا أخي الحبيب في يومك الخالد أم أنعي نفسي التي رحل منها الكثير بفقدك؟ أتعلم يا صائب أن أمك ماتت وهي تتغنى بأحاديثك وأنت طفل صغير؟ أتذكر حينما كانت تسميك "المسعط"؟ لقد رحلت أمك يا صائب وهي تردد إسم وليدها الحبيب الذي حرموها منه وهو ما زال بعد شاباً لم يتجاوز عشرينات العمر.
البارحة جلست في قطار أقلني إلى العاصمة ستوكهولم، جلس قبالتي بنظارته الطبية النظيفة، وربطة عنقه الأنيقة، يحمل ذات الوجه المتعب، ذات العيون التي أنهكها السهر والألم وهو يحمل معاناة شعبه المبتلي بحكامه الفاسدين، نفس تسريحة شعره المجعد القصير المقلوبة إلى الأعلى، نفس ملامحه، يتطلع إلى الثلوج من نافذة القطار. عدت بشريط الذكرى الذي لا يريد أن ينمحي، إلى حديثه وهو يحدثني وأبني الأول على كتفي :- لا بد أن نصبر، لا أدري إلى متى، ربما كتب لنا أن نضحي، من أجل الطيبين من شعبنا!
- " قلت ساخراً:-
"إنتهى الطيبون يا صائب، ما عاد أحد يستحق تضحياتكم، حتى نحن!
- من قال اني اقصدكم؟
- من تقصد اذن؟
- هذا الذي تحمله على كتفك... وأشار إلى أبني.
إختلست النظر إليه لأستشف مدى جديته بالحديث، فشعّت أساريره بابتسامة عريضة، أقشعر لها بدني، وعرفت منها أنه جاد بما يقول... وكان هذا آخر ما دار بيننا وآخر مرة تحدثنا فيها.
نبهتني دمعة حارة نزلت بغير إرادتي، فمسحتها من تحت نظاراتي السميكة، فتنبه جاري، أو هكذا ظننت, فواساني بابتسامة جميلة تشبه إبتسامة صائب, وودعني لينزل في منطقة قبل ستوكهولم... وغاب بين الحشد لتتفاقم حيرتي بين ذكرى جميلة وحاضر مثل حلم, مر بسرعة، بين مصدق لهذا الشبه الكبير ومكذب نفسي، بأن ما رأيته مجرد شبه كبير بين رفيقي الأول، وشبيه له مر وإختفى...

ستوكهولم

نشرت في شهدائنا

عصام ويا عصام أتلوگ ألك زفة
ألف زفة
ننثر ورد عل الكلة
أمدلل والكرم بس يحله من جفة
لبلاب وهوه أعذيبي
وينه اليوگف أبصفة....
شمس يضوي ...گمر عالي
نجم خالد شوصفنه
نور الدنية ما كفة
وفيّ يندل سواجي الخير
فده روحه لجل ناسه
أحتار الشعر وصفة
ما طاحت الغترة ورفت الشفة
هنيالة ألف وفة
أمعرس خوية أزفنك
يخسه الموت يمدلل
أنت الموت يبن أمي
مايعرف الفرگة ولا حزن حدفة
هنيالة ألف وفة ألف وفة
لا شئ يشبه الاشتياق ، لكن الشوق في حضرة محراب الشهادة له عالمه الخاص الذي يمتزج مع روح الشموخ وعالم الكبرياء والتضحية والفداء ، اكتب اليوم عن شاب زف الى الشهادة ، كل زفه تليق بمقام الشهيد عصام ، اكتب عنه وقد تغير كل شئ بعد استشهاده حتى ضوء النهار الذي كان يتشكل على ملامحه بات مختلفا اجد وهجه في سماء العراق ليصل الى ناسه وهو مغمورا بالتضحية والفداء والكرم ، ان شوق الكتابة على الشهيد يجعلك ترغب في ملازمته لتكتب وتكتب ومع السطور يلازمك الفخر والعزة وتتدلى منها روح التضحية لم تكن المرة الاولى التي اكتب فيها عن سيرة شهيد شاب ولكن للمرة الاولى ان يكون الشهيد عريس وقبل يوم من زفافه ، اي الكلمات اهديها لك ايها الجبل الشامخ انك ياسيدي اسطورة الفداء بكل ماتعنيه هذه الكلمة ، لقد اعطى الشهيد عصام الى وطنه وشعبه وحزبه اغلى ما يملكه الانسان وقف طوداً عالياً زادتك الايام ثباتاً وعزماً وشجاعة ما بعدها شجاعة انك فعلا العصامي الوفي بالعهد ، الصادق الهادئ المسامح رجل اللحظة والتاريخ لم تبخل في اي يوم من الايام في ابداء اي مساعدة ولأي انسان ، عصام رجل البيت والكلية والشارع والحزب ،متعاون متفاني ، انه عصام الخير والعطاء والبشر ،كان طيب المعشر قريب الى النفس عمل في اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية ورجل المهمات في الحزب ، لقد كتب لك ايها الغالي عمرا ابديا نتذكره ونفتخر به ولد الشهيد عصام حسناوي كسار عام 1954 في الناصرية محلة الصابئة فنشأ بين اهله وناسه وكان والده من كبار رجال الطائفة المعروفين واكمل الشهيد دراسته الابتدائية في مدرسة الثورة للبنين في نفس المدينة ومنها الى ثانوية الناصرية للبنين وقد اكمل دراسته في جامعة البصرة كلية الاداب قسم الجغرافية بعد ان أستبعد من فرع اللغة الانكليزية لعدم انتناءه الى الاتحاد الوطني ، تخرج الشهيد من قسم الجغرافية وعين مدرسا في البصرة ناحية البحار الواقعة على الخليج العربي وفي متوسطة جنين للبنين وهذا التعين في هذه المنطقة النائية ابعاد وعقوبة لمن لا ينتمي الى الحزب الحاكم ، انتقلت العائلة الى بغداد عام 1978 وقد اختفى في 14\7\1980 عندما كان يقوم بالتحضيرات لزواجه وليوم الزفة اعتقل ولم يظهر له اي اثر من ذلك التاريخ وعندما سافرت والدته ووالده الى البصرة للاستفسار عنه لم يتمكنوا من الحصول على اية معلومات عنه ، بعد السقوط عثر على وثيقة مرسوم جمهوري بتوقيع صدام حسين تحت رقم 1040 في8\9\1983 يشير الى الحكم عليه ضمن مجموعة كبيرة من اهالي البصرة بالاعدام شنقا حتى الموت ومن ضمنهم اسم الشهيد عصام حسناوي كسار كتب عنه صديقه قاسم حنون ...كلما حاولت الكتابة عن اخي وصديقي ورفيقي عصام حسناوي اتردد ، ثمة هاجس ينتابني كلما هممت بنعيه او استذكار سيرته المتوهجة بالصدق والتفائل، ربما لا اريد الاستسلام لفرضية غيابه الابدي ، تعرفت عليه في الايام الاولى لدخولنا كلية الاداب جامعة البصرة خريف عام 1973 وانتظمنا سوية في صفوف اتحاد الطلبة العام كان متوقد الحماس يريد ان يجعل من وجودنا في الحياة الطلابية أمراً لايقبل المساومة مفترضا ان الاجواء في ظل التجالف الجديد توفر فرصة افضل للنشاط والمثابرة مع ان العوائق والمشاكل تتفاقم والاحقاد تعمل في نفوس أدمنت الكراهية ولعق الدماء وما هي الا فرصة للمناورة والخداع واصطناع المكائد ليتسنى للذئاب اقتناص فرائسها في غفلة من الحارس اليقظ الذي اجهدته سنوات الكفاح المضني والمكابدة وراء القضبان في الزنادين ، او في الاقبية المظلمة ودهاليز التعذيب فأثر الاحتماء بمظلة كذوب ريثما ينفتح افق اخر كنا نتخيل بما لدينا من حماس ورومانتيكية ثورية ومعارف بسيطة ان التاريخ طوع ارادتنا وانه يمكن اعادة بناء العالم على وفق تصوراتنا واحلامنا عصام القادم من الناصرية ينتمي الى اسرة ذي صلة بالشيوعية واليسار وما كان من افرادها شيوعيين ، على انه يتحدث عن الحزب الشيوعي كم لو أنه أحد معارفه ، افترقنا في التخصص وانخرطنا في الحياة اليومية للبصرة في السبعينيات ببتقاليدها وطقوسها ، مسراتها واشجانها ، فمن حضور فلم سينمائي الى تجوال في المكتبات الى نزهة على شط العرب والاستمتاع الى حديث في جلسة في كازينو الى سفرة طلابية في بساتين ابو ارخصيب او منطقة الاثل في ايام العطل والجمع ، عشت معه في غرفة مستاحرة في سوق العشار لسنة دراسية مع اصدقاء اخرين وهي عندي اليوم من اجمل ايام عمري افترقنا بعد التخرج عام 1977 وانتقلت عائلته الى بغداد البياع حتى الت الاحوال ان اشهد ايامه الاخيرة في البصرة ، اندهشت عندما شاهدته في احد الايام من ربيع 1980 فوجئت به كما فوجئ بي ..اية ريح قذفت بك الى البصرة في اكثر ايامها قسوة وأضطرابا، تفرق ناسها الطيبون فلم تعد كما تعرفها ياصديقي اجابني انه قادم الى البصرة من جديد ليعمل مدرسا ويسعى الى الاقامة فيها بعيدا عن اعين السلطة ، وفي لقاء اخر تعرفت على خطيبته التي كانت من البصرة ، نسب الى متوسطة جنين في الفاو جنوب البصرة ثم انقطعت اخباره عني حتى علمت عن اتقطاعه عن المدرسة بعد فترة ليست طويلة من مباشرته في الوظيفة ولكن لا اعرف كيفية القاء القبض عليه ، عصام يمتلك من الصدق والاصرار والحذر ما يرجح ان ذئاب الفاشية اوقعت به عند منعطف في المدينة او المدرسة اثناء الدوام المعتاد او في الطريق الى البصرة عبر دائرة مغلقة من الاسئلة هئ بمثابة مصيدة الى الاستدراج والفتك ، سلاما ومجدا ايها الصديق الوفي الغالي . سلاما ايها العريس ببدلتك البيضاء ونورك البهي الذي يبقى سرمدي خالد ، لك من ناسك واهلك وشعبك وحزبك خلودا ابدي يا رجل الرجال ...

نشرت في شهدائنا
الأربعاء, 15 شباط/فبراير 2017 16:44

الشهيد ابن العم صبيح سباهي

بيارغنه وضحايانه
المشت گبلك ..
شربت موتهه وظلت
تمد فوگ الحياة اجسور
موش احنه الشمس
وافكارنه بدرب الكواين والزمان اتنور
شتل گلبه وطرش گبلك
تودي اخبارنا الكلمن
ابهذا الدرب حط رجله
يانفحة ورد نيسان
الشاعر كامل العامري ......


انه احد ابطال مجزرة قصر النهاية التي تم فيها اعدام 22 شيوعيا في ليلة التاسع والعاشر من شهر اذار عام1963 ودفنوا في مقبرة جماعية ، وكان البعض منهم قد دفن وهو مازال حيا بطريقة تعبر عن ابشع انواع الوحشية والانتقام ، دفنوا معا في قبر ضم بين جناحيه اناسا من مدن عدة في العراق ، واحتوى بهم ومعهم كل القيم الطيبة الاصيلة من ابناء شعبنا ، قبرا كان ولا يزال شاهدا على وحدة هذا الشعب على اختلاف مشارقه ومغاربه بالضد من قيم الظلم والتعسف والخسة والاجرام ، كما لو اننا نسمع الان اصواتهم وهم يوارون الثرى معا في تلك الارض الطيبة يواسي احدهم الاخر ويشد من ازره ويعضد معنوياته ويكبر من مثل الدفاع عن المبدأ والوفاء للقيم ، حد التضحية بالحياة ومفارقة الاهل والاحباب والمدن الاليفة ، قبر وقبور مجهولة لاهلهم ورفاقهم وناسهم وتكاد ان تكون كل ارض العراق سريرا حريريا لهم وكل منطقة من بغداد ملاذا اليفا دافئا .حدقوا في وجوههم جيدا لن تجدوا غير حب الخير والناس والوطن ، حب سرمدي خالد يداوي الجروح العميقة وينهي الالم وينشد اغنية الخلود كما عرفها اهل العراق القديم قبل مايقارب خمسة الاف عام والحكمة التي وصلوا الى مبتغاها كون خلود البشر يحدث عبر العمل الطيب وصنع الخير والسعادة الى الاخرين والناس جميعا ، يقول گلگامش للملاح اور شنابي بعد رحلته الطويلة بحثا عن الحياة الابدية ، بعد ان سرق منه الثعبان اسد التراب بات سر الخلود ، حيث يعودان معا الى اوراك مدينة كلكامش


أعل يا أور شنابي وتمشى فوق اسوار اوراك
وافحص قواعد اسوارها وانظر الى اجر بنائها
وتيقن اليس من الاجر المفخور
وهلا وضع الحكماء السبعة اسسها
ان شارا واحدا خصص للسكن
وشارا واحد لبساتين النخيل
وشارا واحد لسهل الري


رحل الشهداء جسدا وبقيت مأثرهم وقيمهم وبطولاتهم وكلماتهم حية يانعة ، وبقي الاهل والاصدقاء والرفاق والاحبة اوفياء لذكراهم وهناك حقيقة يجب ان تذكر الذكر الى الانسان عمر ثان عن الشهيد صبيح اسباهي يقول اخيه الكاتب الكبير المهندس عبد الاله سباهي ان الشهيد يكبرني باربع سنوات الوجه جميل والصوت صاحب قرار ثابت فارع الطول تلازمه الابتسامة الرقيقة طيلة رحلته القصيره التي عاشها على هذه الارض والتي لم تدم سوى 30 عاما شديد الحياء وذو طيبة لا حدود لها حاد الذكاء متوقد الذهن منذ الصغر وعندما تجاوز صبيح مرحلة الصبا اخذ الشهيد يكون عالمه الخاص ويبتعد بفكره عنا والحديث لا زال الى شقيقه عبد الاله ولم يعد يشاركنا اللعب وكأنه رجل ناضج على الرغم من انه لم يتجاوز السادسة عشر من العمر ، وقد اخذت قراءة الكتب جل وقته واغلبها من الكتب ذات العناوين الصعبة ولم اهتدي الى مصدرها ، لم يتغير صبيح رغم تكامل رجولته وظل الهدوء والحياء اول ماتراه على وجهه لقد ظل صبيح بعيدا عنا ناذرا نفسه وشبابه لأحلأم لو تحققت لعاش الناس فيها سعداء ، وكان يبتكر طرقا مثيرة في تنفيذ مهماته ، كنت اراه في الاحلام اكثر من اليقظه هل كانت جراته تهور وطيش شباب ام كانت نتيجةايمان راسخ بقضية عادلة .لقد مرت اكثر من خمسين عاما ونحن فية اشد الشوق اليك اهلك وناسك وشعبك يتذكرك واننا لم نجد اصبعاً يشير او يدل الى مكان رفاتك لكننا وجدنا الكثيرةالكثيرتشير الى اربع كلمات كنت ترددها دائما انها وطن حر وشعب سعيد .


ولد الشهيد صبيح سباهي عام 1933 في مدينة العمارة من عائلة فقيرة وأنخرط في النشاط السياسي وهو شاب في المرحلة المتوسطة أنضم الى الحزب عام 1949 عندما انتقلت العائلة الى بغداد واحترف العمل الحزبي السري وكرس نفسه كلياً للنضال وكان يعمل في وكر طباعة الحزب التي تطبع فيها الجريدة المركزية للحزب وكافة المنشورات السرية وكراريس التثقيف وغيرها من ادبيات الحزب التنظيمية والتثقيفية القي القبض عليه في وكر الطباعة في منطقة البتاوين عام 1957، كثير ماكان يغيب عنا وعندما التقي معه كانت لديه دائما مهمات جديدة كان ينجزها بعقلية المحترف المتمرس وكان قريب من قلبي جدا حكم عليه في العهد الملكي عندما كشف وكر الطباعة واطلق سراحه بعد ثورة 14 تموز واصبح عضوا في لجنة بغداد المحلية وعضوا في لجنة التنظيم المركزي اعتقل في شباط عام 1961 وحكم عليه ثلاث سنوات ارسل الى سجن الرمادي اعدم مع مجموعة كبيرة من الشيوعيين في قصر النهاية ودفن مع مجموعة من الرفاق وقسم منهم احياء في خنادق حفرت خصيصا لهذا الغرض خارج بغداد ويعتقد في منطقة الحصوه يستمر الاستاذ ابو صبيح اي عبد الاله سباهي في الحديث عن الشهيد كنا انا وصبيح ذهبنا الى سوق الشورجة في بغداد وكان هناك تاجر من تجار هذا السوق لديه خان في منطقة الصدرية تقع في سوق المنطقة الصاخب المزدحم وراح الشهيد يفاوض على استأجارذلك الخان ليصبح مقر الى وكر طباعة الحزب ووقع عقدا مع ذلك التاجر وتم نقل طابعة الحزب في وضح النهار الى الخان وقد رافقته في سفرة وحيدة الى الاتحاد السوفيتي ولمدينة موسكولحضور مؤتمر الشبيبة العالمي فكان الشهيد من ضمن الوفد المشارك الذي بلغ عدد اعضاءه اكثر من 120عضور اغلبهم من الحزب الشيوعي العراقي وكان من ضمن الوفد كل من محمد صالح العبلي وهو رئيس الوفد والصحفي عبد الجبار وهبي ابو سعيد مع ابنته المطربة انوار عبد الوهاب واسمها الحقيقي نادية عبد الجبار ، والدكتور صفاء الحافظ وغيرهم العديد من الشخصيات العراقية ، غالبية هؤلاء الرجال الافذاذ قضت عليهم طغمة البعث المجرمة عصابات قصر النهاية السئ الصيت ، رحلت نخبة الرجال الابطال الاقحاح مخلفة غصة وحسرة في نفس كل من عرفهم وفي ذاكرة ناسهم وشعبهم وكما يقول المثل العراقي لكل زمن رجاله وابطاله ، وبعد ان تم تزويدنا بجوازات مزورة اتجهنا الى سورية ومن دمشق الى اللاذقية ومنها بالباخرة الى اوديسة ومنها الى موسكو بالقطار ان ذلك المهرجان كان حدثا بارزا ومهما في تاريخ شبابنا وحزبنا ، عندما عدنا الى بغداد وفي عهد عبد الكريم قايم القي القبض على الشهيد صبيح سباهي وحكم عليه وارسل الى سجن الرمادي اما انا فقد سافرت الى موسكو للدراسة وبقي الشهيد في سجن الرمادي الى ان حدثت مجزرة شباط الاسود لينقل الشهيد من السجن الى قصر النهاية وتم اعدامه وهكذا انطفأت شمعة من شموع العراق لتشرق شمس في سماء سفر الشهداء الخالد ، هكذا قتل الشهيد بدون ذنب وبكل وحشية وهو في عز شبابه لم يتجاوز الثلاثين من العمر ايها الجبل الشامخ الخالد ياما احببت شعبك وناسك وحزبك واردت له الخير ، كنت صادقا نزيها محبا ولم تقرب الخطيئة ولا الرذيلة ، ستظل ماسأتك تتكرر وياتي جلادون جدد ليبحثوا عن ضحايا جديدة لك الخلود السرمدي ايها ابن العم وذكراك معنا خالدة ابد الدهر ...

نشرت في شهدائنا
الجمعة, 03 شباط/فبراير 2017 22:29

الشهيد ابن العم سعيد صبيح رشم المناحي

خرساءالقصائد جميعها ، بكماء ناصية الحروف ، حزينة ناصية الشعر ، جافة بحور القوافي وضاع الكلام وساد الصمت ، صمت رهيب لم اعهده من قبل ، لاسيل في سواقي اللغة ، لا مطر يقي حروفي ليحط رحال حزني وألمي ومصابي بك يا ابو سلوان
رحنه للغموگة اليوم متعنيين مشاية
نزف مهرة حمد
بارود لحديثات الولاية
تراچيهه فشگ عتبات
برنو والسوالف طيب
تنبع وي زلال الماي
شليل أبيرغ الراية
شحلوماية
شحلو ماي الصحين وفالة الصياد
لو هبت رياح الموت نعاية
مشاحيف وجناجل عيد
وهلال العمر تفصال
لكلبدون وزري الصاية
ياحيف العمر سبعين
تعب ويريد مشاية
مترادي الوكت ما حسبت غدار
اثاري وجهه امرايه ..
سعدي جبار مكلف
رثاء اصدقاء الطفولة الابطال والصبا والشباب صعب جدا ، خاصة الشهداء منهم ، شهداء منطقة الجمهورية ، تلك المحلة الفقيرة المزدحمة التي لا تعرف الهدوء والسكينة ذات الحركة الدائمة .. وجدت دموعي تنهمر دون ان اشعر وانا اكتب عن الشهيد حبيبي واخي وصديقي صبري شامخ ، الشهيد فالح الطائي ، الشهيد عبد الحسن الشذر ، الشهيد مهدي طه ، وغيرهم كثيرون ، ابناء محلة واحدة وشارع واحد ومنطقة واحدة جمعتنا مدرسة العزة الابتدائية وعلمتنا متوسطة الجمهورية معنى النضال ، كانت سنوات صعبة جدا وقاسية ونحن نخوض صراع دائم مع السلطة الفاشيستية.. كان الشهيد سعيد صبيح رشم واسمه في الطفولة يحيى صديق طفولتي والشباب والكبر وابن عمي الحبيب الغالي ، كان امله كبير وواسع في اتقاد شموع الطبقة الكادحة ، يتكلم معك وبصمت احيانا يغرق في احلام يعتبرها واقعا ملموسا نصحوه اهلهه واصدقاءه وزوجته واولاده واخوانه ولكنه عنيد من نوع خاص لا يؤمن انه سياتي یوم ینتهی فيه نظام العمال وقد بقيت منهم قلة قليلة تتخبط بين الارهاق والياس بين فوضى البضائع القديمة البالية التي لا تلائم العصر ونثار الادوات القديمة الرخيصة وهكذا انه يعتبر نفسه عليه ديون للناس ولم يأتي اليوم الذي يعجز فيه عن السداد ولم يسلم نفسه لدائنون جدد ينهشوا لحمه حيا ، كثير ماكان يقول لقد استهلك لحمي في الطريق فلن تجد السلطة ما ياكلون عاش حياته وكما اريد له ان يعيش رسم قدره بصمته المعهود بقدر ما سمح له زمنه البخيل ، لقد كان نافعا الى محبيه واصدقائه ، اوفاهم حقهم وتوجها بالشهادة والثوب الابيض الناصع ،لقد كان سعيد ومات سعيد وسيبقى سعيد ، ان البحر قد ابتلع معظم الملاحين والبحارة فما زال هناك نفر قليل يصارع الموج رغم الظلام والضباب والعواصف ، مازال هناك شراع يلوح في الافق حتى ولو كان بعيد ، ربما هذا الشراع للحالمين فقط ، هكذا كان سعيد ونحن نناديه في الطفولة يحيى لم اعلم حتى الان لماذا له اكثر من اسم ، ، لقد سكن شارع واحد يحق ان نسميه شارع الشهداء فلم يخلو بيت الا وكان شهيد منه كما ذكرت اسمائهم ، شارع واحد مدرسة واحدة طریق واحد وموت واحد الشئ الاكثر اهمية انهم بلا قبور لقد بخل عليهم العراق بحفنة تراب رمزا لهم ، لذكراهم ، للرجولة وللبطولة .
ولد الشهيد سعيد صبيح المناحي في محافظة البصرة محلة الرباط التي يحيطها شط الرباط الصغير ، المدينة المكتضه بالاكواخ والبيوت المتزاحمة والمتلازقة و الشوارع الضيقة في صيف عام 1946 وكان والده من سلالة عائلة غنية ومن اعيان محافظة العمارة وبالذات قضاء قلعة صالح كانت عائلة اجداد الشهيد ميسورة الحال ومن كبار اغنياء القضاء ، انتقل والد سعيد الى البصرة ونشأ سعيد في بيئة فقيرة عمالية وكان هادئ صامت ترتسم علامات الحزن العميق على محياه منذ الطفولة قليل الكلام دخل المدرسة الابتدائية في البصرة وكانت مدرسته تضم جميع اطفال الحي انها مدرسة المربد الابتدائية للبنين والى الان موجودة وفي نفس البناية والموقع وعند الصف الرابع الابتدائي انتقلوا الى محلة الفيصلية التي اسسها الملك فيصل وسميت باسمه ووزعها على الناس من ذوي الدخل المحدود وسكنوا بالقرب من بيوت كثيير من الشهداء وقد سبق ان ذكرت اسمائهم وعند البدء درس في مدرسة الفيصلية الابتدائية التي استبدل اسمها الى مدرسة العزة وعندما اكمل الابتدائية انتقلت العائلة الى كركوك في سنة 1957وامتهن حرفة الصياغة وأبدع فيها وأكمل دراسته المتوسطة في المدارس المسائية وعند قيام ثورة تموز في عام1958كان يقوم ببيع جريدة طريق الشعب في اوقات العطل والاحتفالات انتقل الى بغداد سنة 1972 وانضم الى صفوف الحزب مع عمال شارع النهر وأصبحت ورشة عمله بمثابة مقر للعناصر الوطنية والتقدمية وكانت ورشة عملة تضم الشهيد عبد المنعم فزع والشهيد مصطفى شنيشل تزوج عام1977 وله ولد واحد وبنتان ، اعتقل عام 1981 مع الشهيد عبد المنعم فزع في احدى مقاهي بغداد قرب الاذاعة بوشاية احد الاشخاص واعدم عام 1983 بتمة الانتماء الى الحزب الشيوعي العراقي مع الشهيد عبد المنعم وقد تم اعدام الشهيد مصطفى شنيشل بعد عودته من خارج العراق واستدراجه للرجوع الى بغداد ، المجد كل المجد لك ايها الخالد والخزي والعار للفاشيست اعداء الشعوب ،
الى اللقاء مع شهيد اخر من ضحايا قصر النهاية

نشرت في شهدائنا
الخميس, 29 كانون1/ديسمبر 2016 22:30

الشهيد المهندس الشاب مصطفى شنيشل حسن

هلة بأسمك
هله يامصطفى شنيشل ...
عليك الدمع ظل سايل
عليك الگلب ظل حاير
ياسرب الگطه الطاير
ماهاب المنايا أموزر وساير
غمها الروح من تجفل
غم الروح لو صفنت شنو الصاير
مصطاف المهندس فدوه لك عمري
تدري ابحالتي تدري
أدري بيك يحبيب نار أموجره وتسري
تظل العارف أبأمري
سفر تابوت ثمر عاگول
شكبر صبري ...شكبر صبري
سعدي جبار مكلف ...

في عام 1982 اقدمت السلطة الفاشية على اعدام كوكبة لا معة من خيرة اعضاء الحزب الشيوعي العراقي وعند القاء نظرة على هذه الاسماء المدونة في القائمة التي تظم 167شيوعي وشيوعية يمكن للمرء ان يرى هذا النسيج العراقي من كل الاطياف المتنوعة والغنية بعراقيتها وعنفوان شبابه من النساء والرجال لقد كانت هذه الجريمة هي بمثابة الحكم بالاعدام على الشعب العراقي نساءاً ورجالاً وعبرت على الحقد الدفين للفاشيين على جيل السبعينيات من الوطنيين الذي كان دائماً يورق الفاشيين لما له من دور في الحياة السياسية والاجتماعية في تلك الحقبة التاريخية التي عاش فيها العراق مدا ثورياً ووطنياً ارعب الفاشيين حيث اقدموا على فعلتهم الدنيئة في مسعى منهم للقضاء على تاريخ الحركة الوطنية والتقدمية وهاهو التاريخ يثبت لهم مرة اخرى ان الوطنية باقية في العراق لانها تعيش في ثنايا الشعب العراقي متسلحة بالفكر الوطني التقدمي وهذا سر ديمومتها وبقائها ، اما الفاشست فهاهم يتساقطون الى مزابل التاريخ عبرة لكل من يسير على نهج التتار في معادات قوى الشعب العراقي ، لقد توج شهداء الحزب في العراق النضال الوطني المتفاني في سبيل قضية الشعب والوطن بالتضحية بأرواحهم وبذلك اثبتوا انهم كانوا اوفياء وابرار لقضية الشعب والوطن وكتب التاريخ اسمائهم في سجله الخالد في قلوب رفاقهم وبصور مشرفة تروى الى الاجيال القادمة وشاهد حي على نضال العراقيين وتضحياتهم في سبيل اعلاء اسم العراق والشعب العراقي وكتب التاريخ ان اي حكومة تناصب العداء الى القوة الوطنية سيكون مصيره مزبلة التاريخ طال الزمن او قصر حيث مازال الناس تغني بكل الشوارع بوية گضه اللي جان يحسب گضانا ان الكتابة عن الشهداء في هذه الايام تعتبر من الاوقات الحزينة ولكن في نفس الوقت نشعر بالفخر والاعتزاز حيث انهم قارعوا الدكتاتوريات والفاشست والرجعية وقدموا قوافل الشهداء على هذا الطريق ولازال يقدمون في محنة العراق الحالية في ظل ظروف معقدة للغاية تحمل في طياتها كثير من التوجهات ذات النفس المعادية للحركة الوطنية ومن جهات متعددة وهم لا يعرفون سر بقاء هؤلاء الناس وحزبهم لانهم ببساطة يحملون قضية واحدة وهدف واحد هو خير الشعب العراقي بعماله وفلاحيه وسائر كادحيه وطلائع مثقفيه انهم ببساطة شريان العراق وقلبه النابظ الذي سیبقه حیا ماحيا العراق ، كنت اود ان اكتب عن كل شهيد خطت دمائه دروب قصر النهاية وهذه مهمة غاية في الصعوبة مهما كتبت اقف امام عظمة ومسؤولية تاريخية لكي اعطي الى ذكرى الشهيد حقه لكني ولاعطاء كل شهيد حقه اعتقد من الواجب علينا في اقل تقدير ذكراهم حيث الكثير منهم يعتبرون في عداد المنسيين وهذه ظاهرة غير صحيحة ولا تعكس شعورا بالمسؤولية اتجاه الشهداء ولا يمكن ايجاد مبرر لهذا وشهيدنا ضيف هذا العدد من الجريدة العراقية الغراء هو مصطفى شنيشل حسن ، ولد الشهيد الشاب المهندس مصطفى شنيشل حسن في مدينة العمارة محلة السرية عام 1954 وانتقل اهله الى بغداد في الخمسينات من القرن الماضي وسكنوا محلة المهدية في الدورة ومنها الى محلة الكريمات في الكرخ انهى دراسته الابتدائية في مدرسة المهدية والشواكه وتخرج منها ليلتحق بالمتوسطة الغربية وكان دائما من المتفوقين دراسياوعندالدراسة المتوسطة وفي الصف الثالث المتوسط التحق بمنظمة اتحادالطلبة العام وعندما انتقل الى اعدادية النضال كان من قادة هذه المنظمة على مستوى بغداد وكان وعيه السياسي متفتح ومندفع لا يقف في طريقه اي عائق كان فناناً وشاعراً ومغني من الطراز المحبوب يردد اغاني انوار عبد الوهاب بصورة مستمرة وخاصة اغنية عد وانا عد وانشوف امتهن الصياغة وكان يعمل في ورشة الشهيد سعيد صبيح المناحي مع الشهيد عبد المنعم فزع ، كان يلتقي في كازينو شط العرب ومعه كثير من اليساريين ومن هذه المقهى الخالدة ترشح واصبح عضو في الحزب وكان يقود المظاهرات الطلابيه وخاصة في تلك الاعدادية المتميزة في الكوادر الحزبية المثقفة وتخرج منها وقبل في الجامعة التكنلوجية قسم الهندسة الكهربائية واستمر في العمل في الاوساط العمالية في شارع النهر واستمر في مزاولة مهنة الصياغة مع العمال بناء على طلب الحزب حتى بعد تخرجه من الجامعة وتعينه في احدى شركات وزارة الصناعة وكان في المساء يعمل في الورشة العمالية كما ذكرنا في بداية الثمانينيات هاجر الى ايطاليا وتزوج هناك من فتاة رفيقة له وغادرت هذه الفتاة الى المانيا وهو الى الجزائر لغرض العمل ولكن مضايقات المخابرات العراقية كانت له مستمرة وغادر الى العراق لسبب مجهول وكانت خليته العمالية قد كبست من قبل المخابرات ، وصل الى بغداد يوم 18\9\1980 والقي القبض عليه يوم 20\8\1980 واعدم بعد سنتين اي في عان 1982 مع كوكبة من المناضلين كما ذكرنا ، يقول صديق دراسته حكيم كريم عطيه نعم كان الشهيد مصطفى صديق الطفولة تربينا سوية في منطقة قنبر علي وساحة زبيدة وساحة السباع وسرنا سوية طوال السنين حيث تعلمنا دروب السياسة والنضال في هذه الدروب وهذه المناطق والتي كانت تعتبر معاقل المناضلين كان يجمعنا مذهب واحد هو النضال الوطني والحزب واتحاد الطلبة والشبيبة الديمقراطية التي حلت وبشرف محل كل الاعراف الاخرى في حياتنا ،الشهيد في نفس مرحلتي العمرية وعشنا سوية رغم اننا افترقنا عند المرحلة الجامعية حيث اكمل دراسته في الجامعة التكنلوجية قسم الكهرباء وتخرج منها سنة 1975عملنا في صفوف اتحاد الطلبة في اعدادية النضال من عام 67 الى 69 وكان نشط جدا ليس لكونه محسوب على الحزب فحسب ولكن لكونه دقيق في عمله ومواعيده وتعرض الى الكثير من الضغوط من قبل منظمة الاتحاد الوطني كنا نقضي اوقاتنا سوية حتى بعد انتهاء الدوام من الاعدادية حيث كان معظم عوائلنا من الطبقة الفقيرة ترتاد المقاهي وخاصة مقهى شط العرب في شارع الرشيد قرب حافظ القاضي والمطله على نهر دجلة وكانت هذه المقهى مخصصهةللدراسة فقط وكذا كان الحال في المرحلة الجامعية كان ملتقى الكثير من الطلبة من مختلف الكلبات والمعاهد والمداري وكان لاتحاد الطلبة دور كبير في ارتياد هذه التجمعات الطلابية في هذه الاماكن والمحاولة لمساعدتهم على حل مشاكلهم الدراسية المختلفة ، كان دور الرفاق من مختلف التنظيمات وخصوصا في كازينو شط العرب كبيرا حيث كانت جموع كثيرة من الطلبة تشارك في المظاهرات التي تجري في بغداد واذكر شاركنا انا والشهيد مصطفى في مظاهرات اتحاد نقابات العمال وكانت بتوجيه من اتحاد الطلبة حيث كنا على ما اعتقد خمسة وكان الهدف من المشاركه هو الدخول في صفوف المظاهرة وترديد شعار الجبهة الوطنية وهو جيم جيم جبهة جبهة وطنية بيها عرب واكراد ما بيها رجعية وكنا قد انظممنا الى المظاهرة من كازينو شط العرب اي من بداية شارع الرشيد قرب الاورزدباك وقرب السنك بدئنا بترديد الشعار وكنا موزعين على عدة نقابات حيث انقلبت المظاهره جميعها تردد بصوت واحد هذا الشعار مما اذهل البعثيين المشرفين على المظاهرة وقد علت الزغاريد والتصفيق من على جانبي شارع الرشيد وكان الاتفاق ان نغادر المظاهرة في حال وصولها الى الشارع المؤدي الى سينما الخيام وقد كان الشهيد مصطفى شعلة من النشاط وقد كانت كل مناسباتنا اعيادا حيث كنا نحتفل في بيت احد الاصدقاء ونحي مناسباتنا فرحاً وطرباً وشعرا ًكانت حياته مفعمة بالحب والاخلاص لقضية الشعب وقد عملنا طيلة حياتنا الدراسية بعد الدوام فهو كان عامل صياغة وانا خياطا وهذا مما جعلنا قريبي من معاناة العمال والانخراط معهم .وهكذا ارتفع نحما لامعا في سماء سفر الشهداء في ىسبيل شعبه ووطنه .

نشرت في شهدائنا
الخميس, 08 كانون1/ديسمبر 2016 22:02

الشهيد سمير جبار حامي

اجيك أشراع ....ماهو أشراع
عريانة سفينة نوح
أصيح الشاه .... ما بياش
يبني جحلت يبني
يجيني أمن الرضاع الحيل
موش أمك وأندهلك
أشيلن حملك أمكابل انگلنة
وأشيلك شيل
أكابر ...وآنه أطر الهور
وأعدل ظهري للشمات ..عمد للسيل
كلها ولا شماتة عدو
يتشمم خبر موتك وراي أبليل
الشاعر مظفر النواب ...
سمير ماتت الكلمات وتيتمت على شفتي ونحب القلم واصبح الحبر دموع بذكراك .. نجم سطع في سماء الشهادة والخلود والفداء والتضحية في سبيل الوطن وترابه الغالي من اجل حياة افضل وخبز للجياع ، للناس المحرومة التي تنشد الغد المشرق ... تنشد الى الحرية والحياة الكريمة نجماً تالق عطراً وزهواً وقداحاً يفوح شذاه ليبقى خالداً سرمدياً على مر الايام ، ان العين تدمع والقلب يحزن حزناً لا مثيل له وأنت ترقد في محراب الرجولة والاباء ، عشت عظيماً ومت عظيماً ، احترت وانا اكتب عن حياتك ايها القمر ، انك اصغر شهيد وربما معك في دروب الشهادة اعداد قليلة من هم في عمرك لقد كتبت بنبضات قلبي على صفحة من الالم المضني المحملة بذكريات الابطال اينما وجدوا واينما عاشوا ، انك الخالد في كل الاوقات والازمان وعلى مر الايام ، كنت الامل الى الوالدة كلما خلت تذكرتك تفتخر بطموحك واخلاقك واسطورة صمودك انك ايها الطيب رجل ليس من هذا الزمان ، كنت صاحب الكلمة المؤثرة والابتسامة التي لا تفارقك مطلقاً والضحكة التي لا تنتهي ، لقد كان طموحك هدفاً دائماً امامك ترسم فيه دروب لخبزة الجياع لشعبك ،كنت متفائلاً دائماً وابداً وتردد نحو غداً افضل وشعب سعيد ، ان صمتك الدائم ينم عن تفكير وقاد لا يملك التباهي والغرور ، كنت ثاقب النظر ، واضح العبارة ، كنت شمعة دائمة النور والعطاء والتوهج وبقيت هكذا ايها الحبيب الغالي ، ولد الشهيد سمير جبار حامي في العاصمة بغداد وفي محلة المهدية المعروفة بالتجمعات العمالية الفقيرة عام 1959 من عائلة عمالية كادحة حيث كان والده المرحوم عامل صياغة ترعرع سمير في اوساط هذه العائلة والمحلة المكافحة وكان في تلك الاوقات التيارات السياسية منتشرة وخاصة بعد ثورة تموز المجيدة ونقابات العمال تعمل بكل قوة ويتزعمها اليساريين وخاصة الحزب الشيوعي العراقي فتعلم منذ الصغر الصدق والامانة والتضحية والفداء ، تعلم حب الناس والوطن وترعرع في المدارس الابتدائية في تلك المنطقة ، توفى والده عام 1967تكفلته عائلته وانخرط في تعلم مهنة الصياغة وهو صغير واجاد فيها ومن هذه المهنة تعلم الصبر والقيم النبيلة وتقرب كثيرا من افكار العمال السائده في تلك الحقبة التاريخية ، كان الصراع بين القوى السياسية في اوج عظمته وقوته ، انتقل الى المدارس المسائية واستمر على الدراسة والنجاح ومواصلة التعليم رغم انه يشتغل نهارا ويكسب لقمة العيش الى امه وافراد اسرته حيث كانوا اخوانه صغار وانه اصبح المعيل والمسؤول عن هذه العائلة ، ومن هذا الجو السياسي المشحون والافكار الخيرة النيرة للحزب انتمى سمير الى الحزب الشيوعي وهو في ريعان الشباب وكان محبوب من قبل رفاقه واوساط العمال التي يعمل بين صفوفها وكان يلتقي مع اكثر رفاقه واصدقائهم ، متكلم مقنع ذات صبر كبير ، سهل الفهم يعرف متى يتكلم ، اسلوبه مقنع تحس به انه قريب منك ، كان الشهيد يهوى الغناء والتمثيل وقدم بعض الاعمال المسرحية اثناء السفرات التي كان يقيمها اتحاد الطلبة العام او مع زملائه الطلبة في الحلة عندما كانوا في سفرة وكانت المسرحيات ذات مغزى سياسي اجتماعي وكان يردد دائما مقاطع من اغنية فلسطينية يا امي لا تبكي علية انا الفدائي المقدام ، كانت والدته تخاف عليه جدا ودائماً تطلب منه ان يحافظ على نفسه من اوباش السلطة الفاشستية الصدامية فهي على علم ماذا يعني وقوع ولدها بين ايادي اصحاب قصر النهاية وكان دائما جوابه المعتاد والابتسامة لا تفارق شفتيه لا تخافي يا امي انا اشعر بالزهو والفخر لا نني اناضل في سبيل شعبي ووطني ان رجعت وتركت العمل اشعر بالذل والمهانه وهذه ليس من صفاتي ولا يمكن ان تحدث ابدا ، وفي الايام القليلة التي قضاها مع العائلة قبل القاء القبض عليه كان يقترب من والدته ويقبل يدها ويقول ان فراقها صعب عليه وكانت تساله ماذا يعني ذلك كان يلوذ بالصمت وتسرح عيناه بعيدا وكانه يقلب صفحات المستقبل لكي يقرأ المستقبل وماذا يخبي القدر له ولرفاق الدرب واخوان العمر ، فقد قرر السفر الى شمال العراق لكي يلتحق مع فصائل الانصار وكان لديه موعد حزبي قبل السفر وبعد عودته من الموعد تم اعتقاله بتاريخ 3\2\1981 وكان عمره لا يتجاوز 22 سنة .
كتبت شقيقته تقول لا يمكن ان اعبر لك ياسمير عن مشاعري واحاسيسي ، سوى ان اقول اننا فخورون كل الفخر بك ، انت النخلة العراقية الشامخة لم تنحني ولم تنكسر حافظت على الامانة ومت شهيدا في سبيل افكارك ومبادئك ، مازلنا نستنشق عطرك ايها القرنفل الزاهي ، مازالت طلعتك بهية ساطعة تغمرنا بالدفئ في شمال الارض الباردة وكأنك شمس لا تغيب ترسل لنا دفئها وسطوعها ، نم هنيئاً لان لك رفاق يواصلون النضال على الدرب الذي اخترته ، درب اخوانك الشهداء لحين يتحقق حلم شعبك وناسك في الشعار الخالد وطن حر وشعب سعيد ،
وهكذا سطع نجماً في سماء الشهادة والتضحية والفداء
لك اصدق الحروف يا غالي كتبت هذه القصيدة خصيصا لك ايها البطل .....سعدي جبار مكلف
سمير وياسمير الگلب والدلال
أشحلاة الموت من يرگص على الاحبال
حلاة الموت هلهولة
بخور وياس ..عطر وبخور للاجيال
ياشاجور شگ جبد السمه أبهور الغموگة
ياچيله التحني أجبال
يبن جبار يبن حامي
چثيرة أوداعتك ماتوا
موش أرجال
يمدلل مو عل البال
ولا أمثال
ياخوية چثيرة أرجال مو عل البال
سمير أوجاغ نارك بالگلب عطاب
ما يطفي ....
يظل يتذكر الاحباب
يظل يتذكر النعناع واللبلاب
أشغمگ جرحك لا ماطاب
أشلون أيطيب يبن أمي أشلون أيطيب
يظل جرحك يصيح الثار
ثار بثار ..نار أبنار
حگه من يظل تذكار
سمير الروح يمّه الزفه تحلالك
حاسبها المنية تطري أبالك
هنيالك كلها أتصيح هنيالك
صحبانك أخوانك
مامات الوفي ولا ضاع عنوانك
تظل أنته هذاك أنته
شمس تضوي ...گمر يضحك
نجم أيشع على الصوبين
هنيالك ....هنيالك

نشرت في شهدائنا
الصفحة 1 من 5