طباعة هذه الصفحة
الثلاثاء, 29 تشرين2/نوفمبر 2016

منهل غصّة دهلة " أبو جبار "

  أنور سوكَاوي عودة
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

 

منهل غصّة دهلة مظلوم عبد خضير عيدان بيوض فرج ، من مواليد 1870 توفى
سنة 1985 أي عاش 115 عاماً . يتيم صغيراً ، تعلم القراءة والكتابة في الكتاتيب
"الملالي " . توفى أخواه عبد وسويف ، وبقي يصارع الحياة وحيداً.
إمتهن الصياغة في الناصرية وتزوج من بنت عمه "درداغة مطر دهلة" . وانجبت له
المرحومة جبرة ، المرحوم عبد الجبار ، الدكتور موحان ، المرحومة ناصرية ،
والمهندس وداد. كان محترماً بين اخوانه و أهله المندائيين ، كلمته مسموعة،
وكان مهاباً.
تجند في الجيش العثماني ولكنه لم يكمل الخدمة لعدم قناعته بخدمة العثمانيين.
في الحكم العربي بالعراق بعد الحرب العالمية، أُنتخب عضواً في المجلس البلدي
للناصرية . كانت له علاقات طيبة مع جيرانه من المسلمين وأبناء الناصرية
وشخصياتها. كان يمتاز بالحلم ورجاحة العقل والهدوء والحكمة . لم أره يوماً
مستاءً، حينما لم تكن كما يرغب ،كان يردد مقولة ( ماطول كَهوة وتتن كل الامور
تهون) . وهو صاحب ديوان يتردد عليه المندائيون كما أنه يحفظ القصص
القديمة ويستذكر الاحداث التاريخية ، ويحفظ الشعر أيضاً .
عند اندلاع ثورة ريسان سنة 1935 في سوق الشيوخ ، وهجوم الجيش على
المدينة والقرى المجاورة ، سافر هناك وجلب معه من أعمامه وعوائلهم من
الفريجية وهم جايد سعيد وأخوانه ، واستضافهم في داره لحمايتهم ، الى ان انتهت
الازمة رجعوا بعدها لديارهم معززين مُكرمين .
حدث في بداية الاربعينيات من القرن العشرين أن تم تدبير هجوم على محلة الصابئة
من قبل ( البو نصُف) وبعض القتلة من المتخلفين من المسلمين وبعض أفراد
العشائر، ومارسوا السلب والنهب وحرقوا بعض البيوت . كانت بنت خالي طفلة في
مهدها، واذا بهم يرمون عليها منقلة "الفحم" وهو مشتعلاً مما سبب لها حروقاً .
دام الهجوم على المحلة ثلاث ايام، لم يجرأ أحد للخروج من بيته ، خرج جدي ابو
جبار متوجهاً لمتصرفية الناصرية ، وحمّل المتصرف والمسؤولين مسؤولية
ماحدث للمحلة من إعتداء، وحين ذاك أمر المتصرف ( المحافظ) بأرسال قوة من
الشرطة ، طردت تلك العصابات المجرمة المعتدية ، وتم حماية المحلة .
خلال الاشهر الاربعة الأخيرة من حياته كان يرفض الطعام إلا بعض من عصير
الفواكه والحليب والذي كثيراً ماكان يرفضه أيضاً .
كان الى ايامه الاخيرة ( رواه نهويلا) يتمتع بذاكرة حادة ، حيث تأتيه بصدر البيت
الشعري يرد لك العجز سريعاً . كنت بين فترة وأخرى أجلب له صديقي الطبيب
د. عصام بعد أن يفحصه يقول لي (جدك بصحة جيدة ، قلبه يشتغل بشكل جيد ،
فأترك المئة سنة جانباً ، جدك كشاب أبو 14 سنة ) .

الدخول للتعليق