• Default
  • Title
  • Date
  • عدي حزام عيال
    المزيد
      الجزء الثاني تزوج جدنا عيّال مرة ثانية من (مالية
  • عبد المنعم الاعسم
    المزيد
    بين عزيز سباهي وبيني سرّ ما يحدث للمندائيين هذه الايام،
  • رشيد الخيون
    المزيد
    يطلعك غضبان رومي في مذكراته، وبتفاصيل دقيقة، على سرعة تطور

لقد تناولنا في مقالة سابقة مدعّمة بالمصادر التأريخية كيف أن الصابئة المندائيين هم الخلف الفعلي للبابليين والسومريين من قبلهم (مصدر1). 

Missam-Kingdom2

Missam-Kingdom3لم تكُن الحضارة السومرية أول حضارة للبشرية فقط وإنما كانت حضارة عظيمة، ووصلت إلى حد كبير في العلم والأدب، ولهذا فعِند سقوطها وتمزيق مُدنها أستولت الأقوام الأخرى على إنجازاتهم التأريخية وأدبهم، حيث يقول عالم السومريات صموئيل نوح كريمر بعد إنهيار الحضارة السومرية: فقد أخذ الأكديون والآشوريون والبابليون هذه الأعمال الأدبية بكاملها تقريبا. وترجم الحثيون والحوريون والكنعانيون بعضا منها إلى لغاتهم الخاصة، وقلدوها بلا شك تقليدا واسعا. وتأثرت صيغة الأعمال الأدبية العبرانية ومحتواها، بل حتى أعمال قدماء الإغريق تأثرت إلى حد ما تأثرا عميقا بالأعمال الأدبية السومرية (مصدر2)، حتى أنَّ كتاب العهد القديم ليس إلا إقتباس مُباشر للأدب السومري وخليفته البابلي (مصدر3).
وكان لهذه الحضارات العظيمة والتي بقيت إنجازاتها محط إعجاب العالم لغاية الآن، كانت لها قوة إقتصادية وتجارية كبيرة, ساعدها موقعها على رأس سواحل الخليج العربي, حيثُ أنّ مياه الخليج العربي كانت تصل إلى جنوب مدينة بابل وحدود مدينة ميسان في حدود الألف الثالث ق.م (كما مُبين في الصورة أعلاه مصدر 5 ص), وبعدها تستمر السفن التجارية القادمة من الخليج بالإبحار في نهري دجلة والفرات حتى تصل إلى غرب وشمال العراق وتقترب من البحر الأبيض المتوسط وجنوب أوروبا وهي بهذا كانت تُمثل طريق السفر الأمثل للبضائع والتجارة (مصدر4).
ولكن وبسبب ترسبات مياه نهري دجلة والفرات، تراجع الخليج من سواحل بابل ومدينة ميسان الحالية تدريجياً حتى وضعها الحالي (مصدر5&5.5).
ميسان كانت تُسمّى (خاراكس) أو الكرخ وتعني بالآرامية المدينة المسوّرة، وكان سُكانُها من المندائيين رُغم وجود ديانات أخرى (مصدر6&7), وفي نفس المصدر كان قد وصفها وفد الزعيم الصيني بان جاو الذي زارها سنة 97 ميلادية، حيثُ قال عنها بأنها مُحاطة بالماء من كُل جانب وتكثُر فيها الأسود والجمال والنعام وكانت مركزاً تجارياً رئيسياً على الخليج العربي, وتوجد العديد من المصادر المندائية تُبين أنّ تجمعات الناصورائيين كانت موجودة في ميسان, كما في قصة ماني حيثُ أخذه أبوه إلى ميسان وعُمره أربعة سنوات ليتم تكريسه من قبل رجال الدين الصابئة المندائيين في ميسان (مصدر11).
ولكن لو طرحنا سؤالاً منطقياً وهو أين هي الآثار المندائية المُتبقية ولماذا لم توثق بنفس الكُثرة التي وثقوا بها الأقوام الأخرى التي سكنت العراق، وربما يكون الجواب هو أحد الأسباب التالية أو جميعها معاً
1. لقد بدأت اللغة الآرامية الشرقية (المندائية) قبل الميلاد ببضع مئات من السنين، بينما كانت السومرية ثم الأكدية هي الشائعة في ميسان ويُرجح بأنهم قد بقوا يتداولون بها حتى وقت متأخر، ولهذا فعلى الباحثين عن الآثار المندائية إعتبار مرجع البحث هو اللغة السومرية والأكدية وليست المندائية. كما ويجب البحث عن جوهر الفلسفة المندائية وليس رموزها الحديثة مثل الدرافشا (والذي كان شعاراً ليهيا يوهانا), وحتى كتاب الكنزا ربا حيثُ أنه رُبما لم يكُن قد تم تجميعه بكتاب واحد، وإنما بدواوين مُنفصلة أو بنصوص غير مُباشرة، وهذا لأن التدوين المندائي للمندائيين قد بدأ بعد بدء الخطر التبشيري ضدهم في بداية الميلاد، وذلك لأن عملية التدوين هي غير مُستحبة لرجال الدين كونها تسمح بكشف الأسرار والتعاليم المندائية السرّية، والتي كانت تُنقل شفوياً ضمن السُلالات الدينية المندائية.
2. أن مُعظم الديانات التبشيرية المُهيمنة لم تكُن تسمح (ولاتزال لا تسمح) بنشر أي مُكتشفات للديانة التوحيدية الأولى، والتي أخذوا منها الكثير وذلك لما له من تأثير سلبي مُباشر عليهم وعلى قصصهم الدينية.
3. أن مُعظم الأماكن الآثارية في ميسان غير مُكتشفة، حيثُ يوجد أكثر من 3600 موقع أثري لم يُكتشف بعد (مصدر8).

4. أن وجود الثروة النفطية الهائلة في هذه البُقعة يمنع إعطاء الأهمية للمواقع الأثرية، ولكي لا تؤثر على الحقول النفطية التي تحفُر وتُدمّر الأرض وآثارها (مصدر9).
5. نحن نتحدّث عن مهد الحضارات في بلد الحضارات، وحيثُ أنّ الحُقب التأريخية المُختلفة تكون فوق بعضها البعض ولعشرات الأمتار تحت الأرض، وهذا طبعاً يستدعي مهارات وإمكانات تنقيبيه هائلة لا تتوفر الآن ولم تكُن مُتوفرة سابقاً. هذا فيلم توضيحي قديم أُعدَّ من قبل المتحف البريطاني ومُتحف اللوفر وجامعة أوكسفورد, عن التنقيب في المُدن السومرية يُبين الطبقات الحضارية المُتعاقبة وكيف أنّها فوق بعضها البعض (مصدر10).

المصادر للجزء الأول
1
https://www.facebook.com/sinan.jader/posts/10217408180664398

2
https://qudaih24.com/…/…/السومريون-تاريخهم-حضارتهم-وخصائصهم/

https://kitabat.com/…/من-سومر-إلى-التوراة-الحضارة-السومرية…/

4 العلاقات العراقية المصرية في العصور القديمة, محمد صبحي عبد الله, ص17
5
الصلات الحضارية بين العراق والخليج العربي, قصي التركي, ص49
5.5
https://www.thinglink.com/scene/570213211761016832

6 موسوعة المدن والمواقع في العراق – الجزء الثاني. بشير يوسف فرنسيس، ص881
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=547475&r=0

http://www.alnoor.se/article.asp?id=319286

http://www.diwanalarab.com/spip.php?article31860

10   https://www.youtube.com/watch?v=wz8L0J3_OEo

11  http://www.syriacstudies.com/2017/11/30/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-3/?fbclid=IwAR2_reRfyygCWiYzp8zQog8nd65WwxH8iYvKWc5IJwaeiLrtI0HWPHzeTNY


مملكة ميسان المندائية (الجزء الثاني)

هذه المقالة مُكمّلة للمقالة التي سبقتها (مصدر1) والتي قُلنا فيها ” أنّ على الباحثين عن آثار الصابئة المندائيين المادّية والفلسفية اعتبار مرجع البحث هو في اللغة السومرية والأكدية وليست المندائية. كما ويجب البحث عن جوهر الفلسفة الدينية المندائية, لأن التدوين المندائي للمندائيين قد بدأ بعد بدء الخطر التبشيري ضدهم في بداية الميلاد, وليس قبل ذلك التأريخ خوفاً من كشف الأسرار والتعاليم المندائية السرّية”
حيثُ تعتمد الفلسفة الدينية المندائية على تشفير الأسرار الربانية للمعرفة الناصورائية “الكَلِماتُ الخَفيَّةُ مَخفيَّةٌ ومَصونةٌ في أسفارِها” كنزا ربا اليمين ص59, خوفاً من وقوعها عند الأشخاص الخطأ “لاتُلْقِ القولَ الكبيرَ في المياهِ العَكِرة, ولاتُعطِ التَّألُّقَ والمعرفةَ والتسبيحَ والقولَ الخفيَّ إلى النّاقصينَ والكَفَرة ” الكنزا ربا اليمين ص268
لقد عمد المؤرخون المنتمون إلى الديانات المُسيطرة على طمس الشواهد لأي نتاج ديني- فلسفي أو معرفي أو أدبي عن فكرة معرفة وتوحيد الخالق لدى الديانة الموحّدة الأولى التي سبقتهم إليها وهي المندائية, حيثُ أنّهم كانوا ولايزالون يُشيرون إلى المندائيين بالتسمية اليونانية: الغنوصية (مصدر2) وهذه التسمية لم تأتي من فراغ وإنما هي لأجل دمجهم مع جميع الفرق الأخرى التي تأثرت أو أنشقّت عن المندائيين بعد الميلاد, وآخرها كانت الديانة المانوية في القرن الثالث الميلادي (مصدر3) وبالتالي لكي يتم اعتبار المندائية وكأنها هي المانوية وقد أتت بعد الميلاد بقرون, بل وحتى يُمكّنهم ذلك من تصنيفها بأنها فرقة مُنشقّة عن المسيحية, وليست دين خاص ومنفصل وقبل المسيحية بكثير!!!
لقد قامت الديانات التبشيرية ، وعلى مر العصور بتدمير جميع النتاج المعرفي والأدبي للصابئة المندائيين في جميع الأماكن وخاصة بما تبقى من معقلهم في مملكة ميسان (مصدر4) بعد تدميرها على يد الساسانيين سنة 222 ميلادية, وكذلك للفلاسفة والمُفكرين القُدماء في بلاد وادي الرافدين مهد الحضارات القديمة (مصدر5), ومن ثم استغلّ اليهود هذا الموضوع وربطوا جميع الخيوط الدينية والمعرفية بهم فقط (مصدر6).
في أحيانٍ قليلة نَجَت بعض من تلك النصوص الجميلة والتي تُشير إلى أفكار الفلسفة المندائية, أو ما أنشق عنها وكوّنَ الفِرق الأخرى المُقلّدة لها مثل المانوية والزردشتية, وكان بعض من القساوسة المسيحيين في العصور القديمة يُخفونها خوفاً عليها من التدمير المُمنهج المُتّبع من قبل الكنيسة. وفي أحيان أخرى كانت بعض هذه الأعمال المُكتشفة حديثاً تقع في أيدي العلمانيين الذين يرون فيها كنوزاً ثقافية ولا يُبالون بسُخط الكنيسة, ولكنهم وفي جميع الأحوال لا ينسبوها للصابئة المندائيين وإنما (للغنوصيين) وطبعاً لا يقولون أبداً أنها كُتِبت قبل الميلاد وإنما يُصنفونها بعد الميلاد وحتى ولو بسنوات!!!
نحنُ كمندائيين يكون واجباً علينا البحث عن هذه الكنوز التي تركها لنا أجدادُنا, والذين ضحوا بحياتهم في سبيل الحفاض على هذه الفلسفة القيّمة والتي تحمل في ثناياها أسرار وتعاليم الحي الأزلي للناصورائيين الصالحين.


مملكة ميسان واللؤلؤة (الجزء الثالث)
ترنيمة اللؤلؤة: وُجدَ هذا النَصْ الديني الجميل والفريد بالسريانية واليونانية (مصدر 7&8 الترجمة العربية والإنكليزية), ولكن تبقى لُغته الحقيقية غير مُحددة وهي رُبما تكون الآرامية الشرقية (المندائية) وذلك لأن اللغة السريانية (الآرامية الغربية) ليست هي لغة النصْ الأصلي ولكنها مُشابهة نوعاً ما, وبسبب التشابه مع الفلسفة المندائية.
يتعجب المحللون التأريخيون في عصرنا الحالي من ذكر أسم ميسان بجانب بابل العظيمة, وحيث أن شواهد الحضارة في مملكة ميسان لم يتبق منها شيئاً بعد تدميرها من قبل الساسانيين عام 222 ميلادية, ولكن قبل ذلك التأريخ كانت معقل الناصورائيين والمندائيين (مصدر4) وبعد ذلك أكملت الحملات الدينية العسكرية للأقوام اللاحقة الخِناق على المندائيين وطاردتهم حتى هرب الناصورائيون منهم إلى الأهوار وتعايشوا هناك بسلام وسرّية وهدوء.
نحن هنا سوف نكتفي بسرد التشابه بين هذا النصْ والفلسفة المندائية الدينية, وذلك لأن جميع البحوث الخاصة بأصل هذا النصْ كانت قد أعدّت من قبل القساوسة المسيحيين نفسهم وبالتالي لانعوّل على حياديتها تجاه تبعية النصْ وتحليله.
يَذكُر النصْ مدينتي بابل وميسان بل ويُعطي الأهمّية لميسان بأنها المكان الذي ينطلقُ منهُ الأمير (المُخلّص) في رحلته الخطِرة في سبيل جلب الكنز وهو اللؤلؤة والتي بقيت في مصر. حيثُ ترمز ميسان إلى مكان التعبُد والتدين ومدينة بابل إلى الطقوس الوثنية التي تُقدِس الكواكب السبعة ومصر إلى بلاد عقيدة الموتى والتي تُريد الخلود الأبدي في الدُنيا الفانية.

• المقطع الأول (الترجمة العربية التقريبية في الصورة)
حيثُ يتحدّث المقطع الأول في ترنيمة اللؤلؤة عن تربية البطل الذي نشأ في مملكة أبيه في الشرق وقد كانَ سعيداً مبتهجاً, وحيثُ يُشبِّه القِيَم والتعاليم التي تربى عليها بالذهب والفضة والأحجار الكريمة.
وفي الكنزا ربا نجد العديد من المقاطع التي تتحدث عن تكليف الملائكة بالمهام الخطرة (وخاصة الملاك هيبل زيوا وبثاهيل) والذين كانوا تربوا سعداء في مملكة الأنوار.
” من ضياءِ أبي الزَّخرِ أتيتُ .. قالَ لي قُم يابٌنَيَّ لِتَبدأَ رحلَتَكَ الخَطِرَة” الكنزا ربا اليمين ص290

• المقطع الثاني
يتحدّث عن ترك البطل لرداءه المتلألئ وعباءته والذي يرمز إلى نفسه المثالية (الدموثا – مصدر9) والتي تبقى في العالم المثالي (مشوني كشطا), ثُمَّ يسجلون العهد على قلبه وهو وَسمَه الذي وُسِمَ به خوفاً من أن ينسى, وطبعاً يكون الوَسم للحي العظيم هو أهم شيء للمندائي. ثم يُكلفوه بأن يذهب إلى مصر (بلاد عقيدة الموتى) ولكي يجلب اللؤلؤة (النشمثة) التي يحرسها التنين والموجودة في وسط البحر, والتنين هو شهوات الجسد والعالم الفاني. والبحر هُنا يرمز للظلام وفي المندائية هو بحر كشاش الذي يجب على النفس عبوره لكي تصل إلى عالم الأنوار, ثُم يذهب البطل ومعه أخواه (مساعداه) لأن الإخوة في عالم مشوني كشطا هُم أخوة الكشطا (الحق والعهد) وليسوا أخوة الجسد, ولأنه كان صغيراً جداً.
وكذلك نجد نَصْ مُشابه في هبوط المُخلص, هيبل زيوا أو واهب الضياء (اليمين ص91) الأبن الذي أكرموه بأن عدّلوه وقوموه وأعطاه أبوه (مندااد هيي) رداءه الخاص, ثُم أرسلوه في مُهمته الخَطِرة إلى أكوان الظلام ومعه مُساعِداه, ثُم يَخرُج برحلته الخطرة من عالم النور إلى عالم الظلام.
” كنزَ الحياةِ الذي يؤخَذُ من هنا .. ويُلبسونَهُ كساءَ اللَّحمِ والدَّم .. لباس العالَمِ الفاني” اليمين ص66


• المقطع الثالث
يتحدّث عن الإنطلاق من ميسان (وهي مدينة المندائيين – مصدر4) مكان أجتماع تُجار المشرق, أي أنه أنطلق من المدينة التي تربى فيها دينياً عندما لَبِسَ الجسد الفاني, ثُم ذهب إلى بابل وبعد ذلك إلى مصر حيثُ سَكَنَ بجوار جحر التنين مُنتظراً لفرصة أن ينام التنين ولكي يأخذ اللؤلؤة. حتى تعرّف على شاب من جنسه (له نفس المُعتقد) لأنه جعل هذا الشاب يُساعده في مطلبه وهو الحصول على اللؤلؤة من التنين.
• المقطع الرابع
ثُمّ كان البطل قد حذّرَ صديقه من مُعاشرة القذرين خوفاً من أن يتعلّم منهم, ولكنه في الأخير لَبِسَ مثل ثيابهم, أي أنه حاول أن يتشبّه بهم خارجياً لكي لايُحاربوه ويوقظوا التنين ضدّه, وهذا رُبما كان انه قد غيّر مُعتقده ظاهرياً ولكنهم عرفوا ذلك وخدعوه وأغروه أن يأكُل طعامهم, أي أنهم جعلوه يفعل أفعالهم السيئة والفاحشة, حتى نسي أصله وذلك لأن التواصل مع ذاته المثالية في عالم مشوني كشطا قد أنقطع لأنه لم يعُد صالِحاً فسقَطَ في النوم العميق ونسي مُهمّته ولؤلؤته, وأصبح يعيش مثله مثل الناس هناك, ولكن أبوه قد عَلِمَ بحاله فجَمَعَ نبلاء مملكته ووضع خُطّة لإنقاذه من ضلاله ولكي لايبقى في بلاد الموت التي لا يصعدون منها لبلد النور.
” الآنَ سَيتَغلَّبُ عليَّ الخاطِئون .. سَيُعلِّمونَني ممّا يَعلَمون, ويُكلِّمونَني كما يَتَكلَّمون, فَيُنسُونَني مَن أكون .. وسَأهبِطُ إلى الأعماقِ التي إليها يَهبِطون .. يغوصون فلا يَصعَدون” اليسار ص45
” أقَّمتُ في ثوبِ الظّلام .. فجعلتُ نفسي جزءاً من الظلام .. وحزنتُ في ثوبِ الباطلِ والآثام ” اليسار ص113
” ستصعّدُ نشماثا الناصورائيّين, الَّذين لم يأكلوا أكلَ الفاسدين, ولاكانوا عابثين ولافاسقين ” اليمين ص272

• المقطع الخامس
ثُمّ كتبوا له رسالة ذكروه بها بأصله وبلؤلؤته وبعباءته (دموثا) ووضعوا أسمائهم جميعاً عليها وختمها أبوه الملك بيده اليُمنى لكي لا يستطيع الأشرار الإستيلاء عليها, وهم هُنا أولاد بابل الذين كانوا يعبدون الكواكب السبعة رمز الشر.

• المقطع السادس
وفي هذا المقطع تطير الرسالة على شكل النسر (وهو رسول الحي) وتأتي إلى البطل وتتحول إلى كلام يتطابق مع الكلام الذي كانَ قد طُبِعَ على قلبه عندما كان في بيت أبيه وهو وسمَه الذي وُسِمَ به, فيستيقظ من سُباته ويأخُذ اللؤلؤة من التنين بعد أن يستخدم كلماته التي أتت من بلاد أبيه وهي التسابيح.
” قال لي..فتعالَ معَ الرَّسولِ الّذي إليك جاء..لماذا تبقى داخلَ المعمورة .. لِمَ تَترُكُ ثوبَكَ الطّاهِر وتلبسُ ثيابَ العصيان .. أنشقَّ قلبي نصفَين, وملأَ دمعي العينَين .. هل يوجدُ من ينزعُ ثوبَهُ الطَّاهرَ, ويلبسُ ثيابَ الخاطئين؟” اليمين ص287
” أرسلَ إليَّ رسولَهُ الأمين, فانتزَعَني من الخاطئين ” اليسار ص34
” هَلُمِّي .. هَلُمِّي أيَّتُها اللؤلؤةُ التي من كنزِ الحيِّ أُخِذَتْ ” اليسار ص131
” أيَّ سلاحٍ تبتغين, أمضى من السِّلاحِ الَّذي تَحملين؟ (21) مَعكِ النّاصورائيّة, الكلماتُ الصَّادقةُ الحيَّة” اليسار ص46

• المقطع السابع والثامن
ثُمَّ يصِفُ كيفَ أنه يخلع الثياب الغير نظيفة التي كان يرتديها ثياب الخطيئة ويعود ليرتدي ثيابه الطاهرة اللامعة بعد أن تقوده رسالة أبيه وتُساعده في ُسفره في رحلة العودة ويَصِل إلى ميسان, ليرتدي الثوب اللامع (الرستة) أي أنه يعود ليُصبِحَ تقياً وصالحاً

• المقطع التاسع والعاشر
يَصِف كيف أنه مُتلهف للقاء عباءته التي فارقها ولكنه يجد نفسه فيها وأنها مُتطابقة معه ويجدُ كنوزه التي كان قد تركها عندما سافر وهو صغير أي أنه يتحد معَ الدموثا. ويفهَم بأن حياتهُ كان مُقَدراً لها أن تجري بهذا الشكل سَلَفاً
ثُمَّ يعودُ إلى ضياء أبيه (حيثُ أنَّ كلمة زيوا وهي الضياء بالمندائية نجد بأنهم حاولوا أن يُترجمونها إلى كلمة جلالة)
” أيَّتُها اللؤلؤةُ الطّاَهرةُ التي من كنوزِ الحيِّ أُخِذَتْ .. وإلى كنوزِ الحيِّ عادَتْ .. طارَتْ نشمثا بأجنحةِ أدْعيَتِها وصَلَواتِها .. ووَصَلتْ إلى بابِ بيت هَيي .. فأتى المُخَلِّصُ لمُلاقاتِها كان الأكليلُ البَهيجُ في يَدَيه, والرِّداءُ على ذراعَيْه” اليسار ص52
” خارجٌ أنا للقاءِ شَبيهي
وخارجٌ شَبيهي للِقائي
حَنا عليَّ, وحَنَوتُ عَليه
كأنَّني عائدٌ من السَّبيِ إليه ” اليسار ص99


المصادر للجزء الثاني والثالث
1.
https://www.facebook.com/sinan.jader/posts/10217574996754696
2.
كتاب ميزوبوتاميا 5000 سنة من التدين العراقي, سليم مطر. ص19
3.

المانوية البابلية.. أساس التصوف العراقي
4.
كتاب ماني والمانوية, ترجمة زكار. ص55
5.
6.
https://saaid.net/daeyat/zainab/260.htm
7.
http://m.ahewar.org/s.asp?aid=582853&r=0&cid=0&u=&i=0&q=
8.
https://mufakerhur.org/ترتيلة-الروح-اللؤلؤة-الرافدينية-في-ا/
9.
http://mandaean.dk/node/24043

نشرت في تاريخ
الأحد, 12 أيار 2019 19:50

اتحداك يا قلب

قلبي نافر مني

ثائر وجامح
يسألني قلبا آخر
يهوى افكارا سادرة
خيالا واعدا
يخبرني انه ملك الاكوان
لوّن بالفرح مروج الاحزان
فتح ابوابه لرياح الحب
يا قلب يا قلب
لا تشرب كأس الاوهام
فهي مترعة بالالام
اما سمعت عن المجنون
وكم تعذب
و جميل بثينة وكيف
الرشد عنه ذهب
من نار الحب
اياك اياك
لا تقترب
فإن تحديتني
سأتحداك
ولن اتعب
انا انسانة
ليس من السهولة
ان اغلب
فأما الحبيب لي
واما من بعدي
لا حب

نشرت في شعر
الإثنين, 18 نيسان/أبريل 2016 12:58

الرقصات السيمفونية لرخمانينوف

اشتهر الموسيقار الروسي سرغي رخمانينوف (1873 – 1943) بكونشرتو البيانو البديعة رقم 2 التي قدمها سنة 1901 بنجاح ساحق، وبقطعته الرائعة "فوكاليز" التي ألفها في 1915 للبيانو والسوبرانو أو التينور(اغنية من دون كلمات). هذان العملان دفعا أعماله الباقية إلى الظل بلا سبب. فلدى رخمانينوف أعمال اخرى رائعة مثل "الصلوات الليلية" (عمل رقم 37، 1915) وعشرات من أعمال البيانو الجميلة، وسيمفونيته الثانية (عمل رقم 27، 1907) من بين أربع سيمفونيات، وعدد من الأغاني بمصاحبة البيانو أو الأوركسترا، كذلك الرقصات السيمفونية (عمل رقم 45)، التي ألفها سنة 1940. ومن أعماله الجميلة الاخرى تنويعات على لحن باغانيني (1934).
ترك رخمانينوف روسيا بعد قيام ثورة اكتوبر بأسابيع، في 22 كانون الأول 1917، وانتقل مع عائلته على زحافة جليدية من بتروغراد إلى هلسنكي، تاركاً خلفه كل شيء. وقال أنه فعل ذلك لأن روسيا التي كان يعرفها قد انتهت، فقد خسر أملاكه وعمله ونمط حياته. فهو يتحدر من عائلة ارستقراطية برعت في شيئين متناقضين: فقد أنجبت عائلته الضباط العسكريين والموسيقيين، وخدمت القياصرة منذ القرن السادس عشر.
انتقل إلى الولايات المتحدة في 1918، وكان في أوج نشاطه كعازف بيانو بارع، وقد قدم 40 حفلة خلال ثلاثة أشهر فور وصوله هناك. وواصل في الولايات المتحدة عمله كمؤلف موسيقي مشهور وعازف بيانو بارع وقائد اوركسترا، ولديه تسجيلات موسيقية كثيرة قدم فيها الكثير من أعماله، منها كونشرتات البيانو الثلاثة. حصل على الجنسية الأمريكية قبل وفاته في 28 آذار 1943 ببضعة أسابيع.
تميز رخمانينوف بيدين كبيرتين ساعدتاه على الأداء، وبذاكرة ممتازة يحسد عليها. فكان يكفيه أن يستمع إلى العمل الموسيقي مرة واحدة ليحفظه ويؤديه لاحقاً بحرفية فنية عالية، حتى بعد عقود من السنين.

××××××××××××××××
الرقصات السيمفونية لرخمانينوف، تسجيل حي من كونسرتخباو في أمستردام سنة 2011، فرقة الراديو الهولندي الفيلهارمونية بقيادة أدوارد غاردنر.


https://www.youtube.com/watch?v=otJmf3pyb1E

 

الإثنين, 18 نيسان/أبريل 2016 12:09

الاقليات وحقوق الانسان

في عالمنا الراهن الملئ بالمتناقضات والصراعات وفي ظل وجود الفوارق الطبقية الواضحة التي تسود اغلب المجتمعات، وحيث يأخذ الصراع الأيديولوجي الفكري والعقائدي مداه الاوسع في هذا العصر، إضافة الى التعامل مع الافراد في بعض مناطق العالم على أساس عنصري مقيت ، ووجود الأنظمة الدكتاتورية التي تقصي الاخر وتغيبه ، في ظل وجود هذه الأسباب وغيرها يكون لمسالة حماية حقوق الانسان أهمية قصوى ومطلبا رئيسيا لدى الشعوب المقهورة والمستضعفة. فالأسباب أعلاه وغيرها ادت الى ظلم وتهميش اعداد كبيرة من المجموعات البشرية والى سحق الطبقات البسيطة والفقيرة واستعبادها واستغلالها ، كما أدى ذلك الى تهديد الأقليات الدينية والاثنية في وجودها وتجاهل حقوقها وتغييب تاريخها وتراثها ، ذلك ان هذه الفئات هي الأضعف والأكثر تعرضا للأضطهاد والظلم في بلدان العالم الثالث وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط التي يتم فيها في كثير من الاحيان التعامل على أساس عنصري مع الافراد الذين يختلفون في اللون او العرق او القومية او الدين ، وحيث حياة الشخص وحريته وكرامته بدون قيمة .

ان مشكلة النظر الى الأقليات والفئات المستضعفة على انها اقل شانا ومكانة من باقي افراد المجتمع والتعامل معها على هذا الأساس في انكار حقوقها وتهميش دورها في المجتمع ومحاولة الحد من انطلاقها وممارستها لحريتها الفكرية والدينية، هي مشكلة كبرى لابد للعالم المتحضر من مواجهتها ومعالجتها والحد منها . ففي كثير من مناطق العالم يلاحظ ان السيادة على الأرض او الثروات او السلطة تكون دوما للفئات الأكبر والاقوى ، وحتى على صعيد الافراد فان السيادة تكون لمن هم اكثر نفوذا وسلطانا ومالا ، فهنا تكمن القوة في نظر بعض المجتمعات وان الغلبة هي للاقوى دوما .

ان القوانين والتشريعات الخاصة بحقوق الانسان وحماية تلك الحقوق انطلقت من المبدأ الذي يعتبر المحافظة على حقوق الانسان وكرامته هي الاساس للحرية والعدالة والسلام ، فالانسان هو قيمة عليا قائمة بذاتها يتعذر التفريط به او الانتقاص منه لأي سبب كان ، فمنحته تلك القوانين الحق في الحياة والحرية والامن ، منع الأستعباد والمعاملة اللاأنسانية ، المساواة امام القانون ، الحق في الثورة على الاستبداد والطغيان ، الحق في التجول الحر ، الحق في الجنسية، الحق في الملكية ، حرية التفكير والاختيار والتعبير ، حرية الدين والعبادة ، حرية الانضمام الى الجمعيات والمؤسسات ، حرية الزواج وحرية المعتقد والحرية السياسية . هذا إضافة الى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية الأخرى كالحق في الضمان الاجتماعي، الحق في العمل ، الحق في الحصول على مستوى عيش لائق ، الحق في التربية ، وغير ذلك من الحقوق التي اقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ منتصف القرن العشرين .

كما ضمنت تلك الحقوق عدم تمييز الافراد على أساس الدين او اللون او العرق او الجنس ، الا ان ما يؤسف له ان العديد من هذه الحقوق يتم التعدي عليها او تغييبها في الكثير من بلدان العالم وخصوصا في البلدان العربية وفي ظل الأنظمة الدكتاتورية او الأنظمة ذات السياسات المتزمتة على صعيد المعتقد الديني او التوجه السياسي ، ولهذا كثيرا ماتسجل منظمات حقوق الانسان من خلال متابعاتها المباشرة خروقات كثيرة وكبيرة على هذا الصعيد . وتبقى مسالة حماية حقوق الانسان مطلبا رئيسيا للشعوب المستضعفة في كل مكان لكي تبقى إرادتها حرة ووجودها آمن وعيشها كريم .

نشرت في كلمة الأتحاد
الإثنين, 18 نيسان/أبريل 2016 11:54

لاتسَل عن ديني

سألني عن ديانتي
فأجبتُه عراقيّة
ربُّك هو ربّي
وكلُّ الأديانِ ديني
أنا مَن تطهَّرَتْ بماءِ دجلة
وتضرَّعتْ إلى ربِّ السماء
وطلبتُ المُرادَ من الحُسين
ومن السيِّدةِ العذراء
ياسيِّدي
كنّا في ذلك الزمان
لانسألُ عن الأديان
كنّا صُحبةً وإخوان
وأحبَّةً وجيران
قبل أن ينخرَ
السوسُ أصولنا
وتضيعُ منّا عقولنا

أرأيت كيفَ ذبحوا الخَلق
باسمِ اللهِ واسمِ الدين
بثيابِ العفّة جاؤونا
وهم من نسلِ الشياطين
فما أشقانا وقد سِرنا
نحو الخيبةِ والخذلان
ودموعنا تنزِفُ مدراراً
من آذارَ إلى نيسان
غادَرَ العدلُ الميزان
أغْضبْنا ربَّ الأكوان
عاقَبَنا ربَّ الأكوان
صار الخصامُ سلونا
وبتنا نسجدُ للطاغوت
ننهشُ لحمَ بعضنا
وينحرُ فينا إله الموت

كلُّ الأديانِ سيِّدي
نادتْ بالحبِّ والسلام
مافينا كفّار
وما فينا عبَدةُ أصنام
يمينك هو يميني
فإن كنتَ أخي في الوطن
لاتسلْ عن ديني
لأني.. عراقيَّة

نشرت في شعر
الثلاثاء, 12 نيسان/أبريل 2016 23:10

تأبين العلامة الشيخ محمد رضا الشبيبي

نشكو لكَ الحالَ أم نشكو لكَ الزمنا
فقد أضَعنا صدى التاريخِ والوطنَا
نشكو لكَ المدعي زوراً , بأَنّ له
قٌرباً من اللهِ , أمسى يعبدُ الوثنا
نشكو لكَ السارقَ المهووسَ , حوَّلَهُ
السحتُ الحرامُ , لربِ المالِ مُرتَهنا
نشكو لكَ الجاهلَ الطاغي , تسيرُهُ
الأطماعُ والجهلُ والفوضى وقولُ " أنا "
نشكو لكَ الفتنةَ الرعناءَ , أججَها
بينَ الورى مارقٌ يستعذبُ الفتنا
نشكو تشتتَنا , كلٌ الى فئةٍ
خيوطُها بيدِ الأسيادِ وهي " لنا "!!
يحركونَ متى شاءوا بيادقَهمْ
ويهدرونَ , بأيدي بعضِنا , دمَنا
لم يبقَ مَنْ يستحي من ايِ موبقةٍ
فالقادةُ الصيدُ باعوا الثديَ واللبنا
عطّتْ روائحُهمْ حتى غدتْ مثلاً
للسيئاتِ , تخطى القبرَ والكفنا
*****
ياسيدي الشيخَ , يا نُبلاً ومقدرةً
يا بيرقاً مانحنى يوماً ولا وَهَنا
يا قامةً صاولتْ في كل معتركٍ
ما هزَّها الجارفُ المهتاجُ حينَ دنا
لها العراقُ معينٌ والفراتُ دمٌ
ودجلةُ الخيرِ شريانٌ يفيضُ سنا
جِبتَ المحافلَ حباً بالعراقِ , فما
لانتْ قناتُكَ , أو جاريتَ مَنْ حَرَنا
ولا ضَعفتَ أمامَ المالِ تطلبُهُ
أو المراكزَ تُعطي دونَها ثمنا
بلْ عفتَها صادقاً , والغيرُ يعبدُها
فصنتَ كفَكَ لا قيحاً ولا درنا
*****
يا فارسَ الثورةِ الكبرى وشاعرَها
وصوتَها الواضحَ المسموعَ مُتزنا
ويا رفيقَ القوافي , وهي طيَّعةً
تنسابُ من قلمٍ لا يرهبُ الزمنا
ولا يُداهنُ , زيفاً أو مجاملةً ,
ولا يصافحُ كفّاً مسَّتِ العفنا
تقولُ : هذا أنا صوتُ العراقِ إذا
دوَّى , يخرُ له الطاغوتُ ممتَهَنا
وها هو اليومَ يعلو في شوارعِنا
كأنَّ أمسَكَ في العشرينَ عادَ لنا
وراحَ " مگوارُك " الميمونُ يرعبُهم
لأنّهم فسدوا واستهتروا علنا
وإنهم سرقوا أحلامَنا , دمَنا
باعوا مقابرَنا , داسوا محارمَنا
صارَ " الجهادُ " ارتزاقاً يبتغي ثمناً
وصارَ شعبُكَ يقضي عمرَهُ مِحَنا
*****
يا سيدي الشيخَ , عذراً إنْ شكا قلمي
فصوتُ أهلي العراقيينَ عاتبَنا
هبّوا على طولِ خطِ النارِ فالتحمتْ
سواعدُ الخيرِ درعاً محكماً رزنا
سدّوا بأرواحِهم دربَ الذئابِ , وقد
تكالبتْ حولَهم من هاهنا وهنا
أطفالُهم يمضغونَ الجوعَ تعصرُهم
كفُّ الفسادِ تشلُ الروحَ والبدنا
لكنَّهم مانثنوا عن نيلِ غايتِهمْ
عيونُهم عافتِ الأحلامَ والوسنا
لو كنتَ حيَّاً لأسرجتَ الخيولَ لها
وخضتَها صادقاً شهماً ومؤتَمنا
لو كنتَ حيَّاً لما أهدرتَ ثانيةً
في فضحِ من زوَّرَ التاريخَ والسننا
لو كنتَ حيَّاً , لما أحجمتَ ثانيةً
عن قولةِ الحقِ مهما تقتضي ثمنا
نَمْ مطمئناً فشعبُ الرافدينِ صحا
وسوفَ يكنسُ مَنْ أقعى ومَنْ جَبُنا
ومَنْ تغوَّلَ باسمِ الدينِ يخدعُهُ
وراحَ يسرقُ قوتَ الشعبِ ممتَهِنا

نشرت في شعر
عقدت الجمعية الثقافية المندائية – لوند مؤتمرها الحادي والعشرون يوم 9/4/2016 وبحضور الاخ فلاح الحيدر منسق الجمعيات المندائية في اوربا عضو مكتب سكرتارية اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر و وفد من ألأخوات وألأخوه ممثلي مؤسسات مالمو. وبعد التدقيق في اكتمال النصاب القانوتي وأقرار شرعية المؤتمر القى ألأخ صلاح الصكر رئيس الجمعية كلمة مختصرة تحدث فيها عن المعوقات والصعوبات ومعتذرا عن اي تقصير قد حصل بدون قصد. كما ألقى أسماء منظمات المجتمع المدني التي أرسلت برسائلها وهي تحيي المؤتمر وتشيد بالجمعية ونشاطاتها المتميزة ، ثم جرى انتخاب لجنة ألأعتماد وهيئة رئاسة المؤتمر. وبعد قراءة التقرير ألأنجازي والذي أرسل الى ألأعضاء قبل فترة لعدة مرات عبر البريد. جرت المناقشة والوقوف عند المعوقات والطرق التي تدفع بشبابنا الأندفاع للعمل وتقديم خبرتهم وقد اتخذت عدد من المقترحات والتوصيات لهذا الغرض.بعدها طرح التقرير المالي والمقترحات وبعد المناقشة جرى اتخاذ قرارات وتوصيات بخصوص المالية ومنها تشكيل لجنة من خمسة أعضاء لغرض اتخاذ اي قرار يخص المالية . وقد اقر التقريرين المالي وألأنجازي مع المقترحات والتوصيات.كما أجرى المؤتمر تعديلات على النظام الداخلي ومنها جعل الهيئة ألأدارية من الرئيس وعضوين اضافة الى المدقق المالي. وبعد الترشيحات والتصويت السري والفرز العلني فاز كل من ألأخوه:- 1- صارم خضير الحيدر رئيسا 2 - انتصار حبيب عضوا 3- ماجد خلاوي عضوا 4- انتصار خضير عضو احتياط 5- جاسم شلش مدقق مالي القى ألأخ صارم خضير كلمة موجزه معاهدا ألأعضاء على تقديم برامج تخدم الأعضاء وألأصدقاء بالتعاون بين الهيئة الأدارية واعضاء الجمعية. كما وصلت المؤتمر عدد من البرقيات من منظمات المجتمع المدني التي ارسلت البرقيات:- 1- اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر 2- ألأتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد 3- المؤسسة المندائية في مالمو مع باقة ورد. 4- ألأتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد 5- رابطة المرأة العراقية في جنوب السويد 6- فرقة ينابيع المسرحية 7- الجمعية الثقافية العراقية في مالمو 8 - جمعية يونا النسائية في مالمو. 9- الجمعية الثقافية المندائية في مالمو. 10- الجمعية المندائية في ستوكهولم. 11-رابطة الديمقراطيين العراقيين في سكونا. أختتم المؤتمر بجلسة عائلية تخللتها ألأحاديث الودية وسبل تطوير عمل الجمعية والنشاطات القادمة وروح الموده التي سادت المؤتمر/ كما أكد الجميع على التعاون مع الهيئة ألأدارية الجديدة واسنادها لتنفيذ برامجها المستقبلية.

أستضافت الجمعية المندائية في ستوكهولم مساء السبت 2016/4/9
الاستاذ أمين فعيل حطاب في محاضرة بعنوان "شئ عن المندائية "
لخص بها الكثير من المفاهيم الدينية و مكنوناتها و نظرة المندائية الى الطبيعة البشرية و ما تحوي من ثنائيات ، كذلك تناول دراسة المندائية وقواعدها ، ومرَّ
بشكل سريع حول ترجمة (الكنزا ربا ) في بغداد ، ثم تحدث عن نشاطاته
وبحوثه ، ودراساته وانتاجه الفكري الغزيز في المندائية و التي جاءت تحت عناوين تراجم
، دراسات وبحوث و مناهج دراسية كما نوَّه المحاضر عن
توفير مناهج دراسية للمندائية بثلاث لغات المندائي والعربي والانكليزي تخللت المحاضره تداخل عدد من الحضور و نقاش هادئ مثمر كما اجاب المحاضر على كافة الاسئلة المطروحة ختاماً كُرم الضيف بباقة من الورد من قبل الاستاذ فاضل ناهي رئيس الجمعية كما ادار اللقاء الاستاذ جابر ربح ، واخيراً لابد من تقديم الشكر الى الاستاذ أمين على ما تكرم به الى اللجنة الاعلامية للجمعية واتحاد الجمعيات المندائية في المهجر
ببعض من دراساته وبحوثه والتي ستأخذ دورها بالنشر على موقع الجمعية
الاعلامي ومواقع اتحاد الجمعيات المندائية خلال الفترة القادمة ، وان توفرت
الامكانات المادية من الممكن ان تأخذ طريقها الى الطبع والاصدار،
و اليكم لقطات بعدسة اللجنة الاعلامية ، كما ستقوم لجنتنا
ببث تقرير فديوي عن المحاضرة في الايام القادمة . تتقدم الجمعية المندائية
في ستوكهولم بجزيل الشكروالتقدير الى الاستاذ أمين فعيل لتلبيته دعوتنا .

 

الأحد, 10 نيسان/أبريل 2016 17:50

منظمة حقوق الانسان المندائية

ارتفعت الاصوات في دول الاتحاد الاوربي للحد من أعداد اللاجئين المتزايـــدة الوافدة الى اوربا، وللانتباه الى خطر التطرف الديني والأفكار السلفية والتكفيرية، القادمة مع موجات اللاجئين، والتي طالت فرنسا وبلجيكا بسلسلة من أعمال الارهاب، الفكري والجسدي، ناشرةً ثقافة ممسوخة مستمدة من افكار بالية أبان الخلافة الاسلامية، ومستغلة شبكات التواصل الاجتماعي لتحلل ما حرّمته الديانات والاعراف من قتل للنفس التي حرّم الله، الا بالحق، الى الاغتصاب، وبيع الفتيات والاطفال والنساء في سوق النخاسة، الى احتلال المدن الآمنة، وسرقة الأموال والآثار والأسلحة، ثم غسل دماغ المراهقين ودفعهم الى تفجير انفسهم وسط الاماكن المزدحمة، وإعتبارها أعمالا بطولية، حسب فتاوى الارهاب والتنظيمات التكفيرية، والتي تُسمي نفسها بمختلف الاسماء.


في خضم هذه الاحداث وضمن الاحتياطات التي قام بها الاتحاد الاوربي لدرء خطر الارهاب القادم مع اللاجئين، عمد الى تطبيق سياسته الجديدة في غلق مركز اللجوء في اليونان وارجاع اللاجئين فيه، الى تركيا ومن ثم الى البلد الذي قدموا منه . انتبهت سكرتارية اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر الى الخطر المحيق باهلنا المندائيين المتواجدين في دول الانتظار ( سوريا ، تركيا واندنوسيا ودول الانتظار الاخرى). ونظرا لتدفق سيل اللاجئين فقد تأخر وتعثر النظر في معاملاتهم، ولكون سلامة اهلنا وامنهم هي الشغل الشاغل للاتحاد ومنظماته ، لذلك قام وفد من محام متمثلاً بالمهندس حيدر يعقوب سكرتير الاتحاد والدكتورة ليلى الرومي بزيارة الى ممثلية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف، يوم الجمعة 1-4-2016 طرحا خلالها قضية ملفات إعادة توطين مئات العوائل المندائية، وخصوصا المرضى، وكبار السن والنساء والاطفال، وطالب الوفد بالتعجيل بالنظر بطلباتهم، نظرا لتعرضهم لمختلف المخاطر والمشاكل، في حالة بقائهم لمدة أطول في دول الانتظار، او ما سيتعرضون له من اضطهاد وربما القتل، في حال عودتهم الى العراق.
ان "محام" أو (منظمة حقوق الانسان المندائي) محارب عنيد ، لا يعرف اليأس ولا السكون، محارب علمته الحياة ان لا يقف
مكتوف الايدي آزاء المصائب، بل يستمر بمقارعتها الى ان تُحل أو تزول، ثقتنا كبيرة بمن نذر نفسه وجهده وماله لخدمة أبناء طائفته، ووضع نصب عينيــه امنها وديمومتها، وسلامة أبنائها.

نشرت في كلمة الأتحاد

 يتحدث العلامة الراحل الدكتور يوسف حبي في كتابه – كنائس الموصل - عن اهم المعالم الآثارية في هذه المدينة التاريخية العريقة وبالاخص الكنائس ، اذ يستهل حديثه في وصف المدينة وتعداد مزاياها والاشارة الى موقعها الجغرافي المميز ، ثم يعرج على الحضارات التي نشأت وازدهرت على ارضها ، ثم يعدد اهم مدنها القديمة كنمرود وخورساباد اضافة الى المدينة الكبرى الأم نينوى، كما يذكر المؤلف اهم الاديرة والقلاع – جمع قلعة - والمساجد التي انتشرت في ربوعها الخصيبة ، الا انه يخصص الجزء الاكبر من كتابه في التعريف بأهم الكنائس التي بنيت في الموصل قديما وحديثا .

يقول حَبي في كتابه بأن مركز الموصل كان حتى الفتح الاسلامي عبارة عن قلعة صغيرة في الموقع المعروف حتى اليوم بمحلة القلعة ، على الساحل الايمن من دجلة ، وكانت تعرف بالسريانية بأسم الحصن العبوري ( حصنا عبرايا) . ثم توسعت وغدت من امهات مدن الشرق القديم ، فهي باب العراق ومفتاح خراسان يمر بها كل قاصد للشرق والغرب . وقد بلغت اوجها في عهدين ذهبيين هما العهد الاتابكي (1117 – 1233) والعهد الجليلي (1726 – 1834)

ويذكر المؤلف بأن الموصل اشتهرت بالزراعة وبصناعة القماش المعروف بالموزلين الذائع الصيت ، وبفنها العمراني وبآثارها القيمة ، كما تتميز بصنع الحلي والاواني النحاسية والفخارية والنقش والكتابة على المرمر .

يربط مدينة الموصل خط عالمي (سكك) يمر بتركيا عبر زاخو ، واخر يمر بسوريا عبر منطقة ربيعة .
يقول الدكتور يوسف حبي بأن الاثار الاشورية تحيط بالمدينة من كل جانب ، وان الديارات والابنية القديمة فيها تذُكّرنا بتاريخ مشرق .. كما تزين المدينة جوامع ذات قيمة فنية عالية .
ومن مباني القرن الثالث عشر الميلادي هنالك دار الامارة الذي كان يسمى (قره سراي) ، وفيها ايضا القلعة الشهيرة (قلعة باشطابيا) التي تجري تحتها عين كبريتية .

اما الاديرة فأشهرها – دير مار ايليا ، دير مار ميخائيل ، دير مار يونان ، دير مار كوركيس ، دير مار اوراها ، دير مار بهنام ، دير مار متى ... وغيرها .

اما اشهر المساجد فيها ، فهي – الجامع النوري او الكبير الشهير بمنارته (الحدباء) التي اصبحت رمزا وشعارا للموصل ، جامع الخضر ، جامع النبي يونس (يونان) ، جامع النبي جرجيس ، ومشهد الامام يحي ابي القاسم .

ومن جملة الكنائس التي ذكرها الدكتور يوسف حبي في كتابه هذا ، نذكر مايلي :
• كنيسة مار اشعيا ، وتقع في محلة راس الكور ، اسسها الراهب ايشو برقو في القرن الخامس الميلادي ، وكانت في البداية ديرا وهيكلا ثم تحول الدير الى كنيسة ، واصبحت هذه الكنيسة كرسيا لأساقفة الموصل في القرن السابع ، وتحتفظ الكنيسة بأقدم كتاب صلوات طقسية يعود الى القرن العاشر .
• كنيسة الدير الاعلى ، وهي من اشهر كنائس المشرق ، اسسها راهب يدعى جبرائيل اواسط القرن السادس الميلادي ، تمت صيانة الكنيسة عام 1969 وتم اكساؤها بالمرمر والنقوش والاشكال الفنية الرائعة ، وهي من كنائس الكلدان يقصدها المسيحيون والمسلمون على السواء .

• كنيسة الطاهرة القديمة ، وتقع في مركز المدينة في محلة القلعة ، يعود تاريخ بناؤها الى القرن السابع ، وتعتبر هذه الكنيسة تحفة فنية بزخارفها ونقوشها ذات الطابع الجليلي ، وفيها ايقونة العذراء المرمرية وهي نصب تذكاري انجز سنة 1743 .

• كنيسة مار توما ، اقيمت هذه الكنيسة على اسم مار توما الرسول مبشر بلاد المشرق والهند ، تاريخ تأسيسها يسبق العام 770 م ، جددت عام 1744 ثم عام 1848 ، ثم جدد المذبح عام 1920 ، تحتضن الكنيسة اضرحة مهمة لكبار رجال الكنيسة .
• كنيسة شمعون الصفا ، وهي من اهم كنائس الموصل الحالية من ناحية القيمة الاثرية لكونها تحتفظ بمعالم قديمة مهمة ، جددت في القرن الثالث عشر ، والكنيسة اسست في القرن التاسع ، وكانت تحمل اسم الرسولين بطرس وبولس .

• كنيسة مار بيثون ، وهي اول كنيسة للكلدان الكاثوليك في الموصل ، ومار بيثون هو راهب استشهد سنة 446 م ، وعلى اسمه شيدت عدة كنائس .
• كنيسة مار كوركيس ، وهي من اقدم كنائس الموصل ، حيث يبلغ انخفاضها حاليا ستة امتار عن الشارع ، وقد شيدت فوقها كنيسة حديثة عام 1931 مما ادى الى اندثار الكنيسة الاصلية الاثرية ، وترجع اثار الكنيسة الى القرن الثالث عشر الميلادي .

• كنيسة مسكنته ، وهي كاتدرائية مطران الكلدان في الموصل شيدت على اسم الراهبة مسكنته (شيرين) وابنيها ، في القرن العاشر ، وتم تجديدها عام 1851 ثم عام 1976 ، وفي الكنيسة اضرحة مهمة كضريخ البطريارك ايليا عبو اليونان والبطريارك يوسف عمانوئيل الثاني ، وتحتوي الكنيسة على اثار مهمة منها طغرة عثمانية ورسوم لبطاركة ومخطوطات قيمة .

والى جانب هذه الكنائس هنالك اكثر من عشرين كنيسة اخرى مهمة من كنائس الموصل .

.......................................................................
المصدر
كتاب كنائس الموصل للدكتور يوسف حبي الصادر في بغداد عام 1980 وباللغتين العربية والانجليزية .

 

نشرت في تاريخ
الصفحة 1 من 10