• Default
  • Title
  • Date
  • نعيم عربي ساجت
    المزيد
    استيقظت من النوم على اثر هزة خفيفة لرأسي ، وصوت امي
  • مؤسسة الذاكرة المندائية
    المزيد
    the Foundation for the Preservation and Riviving of Mandaean Memory
  • عبد الحميد الشيخ دخيل
    المزيد
    كان التجمع في شارع ابي نؤاس عصرا وكما اتذكر مساء
  • همام عبد الغني
    المزيد
      تواصلت رحلتنا , متنقلين بين قرى كردستان , التي كانت آمنة
الأحد, 02 آذار/مارس 2014

أيام لا تٌنسى -العودة الى بغداد

  همام عبد الغني
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

في أواخر كانون الأول 1969 , عدنا الى بغداد , بعد رحلة متعبة ومعقدة الظروف في كردستان , استمرت خمسة أشهر...كانت العائلة في قلق شديد , تتسقط الأخبار من هنا وهناك , وكانت الرفيقة المناضلة آمنة عبد الوهاب , تزورهم بين فترة وأخرى لتطمئنهم عن سلامتنا . وكانوا يعلمون ان منطقتنا في قره داغ قد تعرضت للقصف الجوي وللهجوم البري , إلا ان حركتنا بعد ذلك , وكوننا محتجزين لم تصلهم , حتى عودتنا ....وقد فوجئت , ان خبر عودتنا انتشر سريعاً في الشارع , ولم اجد تفسيراً لذلك , سوى ان المجموعة , ومن خلال اتصالها ببغداد , أوصلت النبأ , وربما حذرت تنظيماتها المتبقية من أية عملية " انشقاق " قد نقوم بها , والتي لم تخطر ببالنا أبداً , كما أكدت ذلك أكثر من مرة ... والحقيقة , انني عدتُ بمعنوية ووضع نفسي سيئ للغاية , فليس من السهل , ان ينسلخ المناضل , بمحض ارادته , من تاريخه وحزبه الذي نذر عمره للعمل في صفوقه , ومن ارتباط عضوي لم تستطع أقسى وسائل الضغط والتعذيب والحرمان , ان تزعزعه او تضعفه ...لقد كان تغييراً كبيراً بالنسبة لي , فمن زهو العمل قبل ثورة 14 تموز , الى التفرغ للعمل الحزبي بعد الثورة , الى الأختفاء ومواصلة العمل بعد انقلاب شباط الأسود , والى حياة السجن وكل تعقيداتها وعنفوانها , ومواصلة العمل في ظروف الهجوم الفاشي بعد 17 تموز 1968 ....الى الفراغ القاتل , كفراغ أيام الجنود العائدين من القتال , كما يقول احد الشعراء
الخطوة التالية : بعد استراحة لبضعة أيام , التقينا , أنا والرفيق عاصم , لتدارس وضعنا ...فنحن خارج التنظيم , , وان الكثير من المناضلين واصدقاء الحزب يعتقدون اننا على رأس التنظيم , بحكم تاريخنا النضالي وموقعنا الحزبي , ومطلوبان للسلطة ...في ضوء هذه الوقائع , قررنا ان نصدر بياناً , نوضح فيه موقفنا وأسباب الخلاف والأستقالة من مجموعة ق . م . واتفقنا ان يتضمن البيان ثلاثة نقاط اساسية , هي :
1- الموقف من اعادة وحدة الحزب وادانة الأنشقاق .
2- الموقف من شعار اسقاط السلطة , الذي اعتبرناه متطرفاً في تلك الفترة تسبَبَ في عزلتنا .
3- قناعتنا التامة بأن المجموعة , لم تعد تمثل تنظيماً شيوعياً , حسب تقديرنا , لا من حيث الفكر ولا من حيث الممارسة .
وفي ختام البيان دعونا بقايا التنظيم , لإنهاء الأنقسام والإلتحاق بتنظيمات الحزب . وذيلناه بأسمائنا ومواقعنا الحزبية . وبعد صياغته , اتفقنا ان نعرضه على الحزب , من خلال زيارة مقر مجلة الثقافة الجديدة , ومحاولة نشره فيها , إذ لم تكن للحزب جريدة يومية أو اسبوعية في ذلك الوقت ...وفي اليوم الثاني ذهبنا الى مقر المجلة , والذي كان في شارع الخيام على ما أذكر , وهناك التقينا بالفقيد عامر عبد الله , رحب الرجل بنا , وهنأنا على سلامة العودة , وقال , كانت اخباركم تصلنا أولاً بأول . عرضنا عليه البيان , وطلبنا رأيه به , فقال انه جيد وواضح ومتوازن , وتساءل , كيف تريدون نشره ؟ فأعربنا عن أملنا أن يُنشر في " الثقافة الجديدة " . فاعتذر قائلاً : ان العدد الجديد تحت الطبع , ولا يمكن اضافة اي مادة اليه ...أما العدد القادم , فإنه يصدر بعد ثلاثة أشهر , وهذه الفترة طويلة بالنسبة لكم , ومحتوى البيان لا يحتمل التأجيل . واقترح اسلوبين للنشر : الأول ان ينشر ببيان سري , ونحن , والكلام للفقيد عامر , مستعدون لطباعته لكم . إلا أننا رفضنا هذا المقترح , لأننا كنا نريد نشره على نطاق واسع . أما المقترح الآخر , فهو نشره في جريدة النور , التي كان يصدرها الأتحاد الوطني الكردستاني ...وفي حديث للمجاملة , قال الفقيد عامر , موجهاً كلامه لي : يا رفيق فلان , معروض علينا ان نشارك بالوزارة , فما هو رأيك ؟ قلت لِمَ لا , اشتركوا . واضاف هل انت موافق ؟ أجبته وهل رأيي يهمكم ؟ نعم موافق , فأنا اصبحت يمينياً أكثر منكم ...فرد عليَ ضاحكاً : أما زلتَ تسمينا يمينين ؟ اعتذرت له عن اسلوبي الجاف , وغادرنا المجلة الى جريدة النور , وكانت قريبة كما اتذكر , وفي اليوم الثاني , نشرته جريدة النور في مكان بارز ...ولم اتابع ردود الفعل حوله .

الدخول للتعليق