• Default
  • Title
  • Date
  • نعيم عربي ساجت
    المزيد
    استيقظت من النوم على اثر هزة خفيفة لرأسي ، وصوت امي
  • مؤسسة الذاكرة المندائية
    المزيد
    the Foundation for the Preservation and Riviving of Mandaean Memory
  • عبد الحميد الشيخ دخيل
    المزيد
    كان التجمع في شارع ابي نؤاس عصرا وكما اتذكر مساء
  • همام عبد الغني
    المزيد
      تواصلت رحلتنا , متنقلين بين قرى كردستان , التي كانت آمنة
السبت, 05 نيسان/أبريل 2014

من ذاكرة نادي التعارف / بغداد ..3

  عبد الحميد الشيخ دخيل
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

كان التجمع في شارع ابي نؤاس عصرا وكما اتذكر مساء يوم الخميس والعودة من السفرة صباح يوم الجمعة ،  اما اليخت الذي ينقلنا الى هذه الجزيرة ، الغير مأهولة ( ام الخنازير ) ، فيتكون اليخت من( دوبة كبيرة )  مربوطة مع ماطور  ، ووزعت الكراسي الالمنيوم على سطح الدوبة ،كان عدد الحضور من المشاركين بهذه السفرة بحدود 300 شخص ، اما مساحة الدوبة لم تكفي لتوزيع كافة الكراسي ،

كان اغلب المشاركين في هذه السفرة من الطلبة وعلى اختلاف مستوياتهم والصاغة والموظفين ، وكانوا ينتظرون هذه المناسبة بفارغ الصبر ، فهي السفرة الاولى للتجمع المندائي عبر نهر دجلة وربما الاولى التي تقام من قبل كافة النوادي ، وقد كان لها اعداد وتحضير ومتابعة من قبل لجان وشباب ،لتهيئة كافة المستلزمات ووسائل الراحة والخدمة ، وكانت طاقات وفنون الشباب مهيأ لهذه السفرة التي بدأت مساءا متوجه الجزيرة .

 بدأ اليخت بالتحرك ، وبدأت الفعاليات والغناء من قبل الشباب ومن الحاضرين ، وتعالت  ( اغاني انوارعبد الوهاب وفؤاد سالم  وكوكب حمزة وناظم الغزالي وسعدون جابر وقحطان العطار) واخرين ، في ذلك الوقت كانت اشرطة الكاسيت تكاد ان تكون نادرة  ، وكانت تجلب من الكويت ، ومحدودة لدى البعض وعزيزة لندرتها .

 كان شخص واحد من بين جميع المشاركين بهذه السفرة معه مسجل كاسيت وجلب معه مجموعة من الاشرطة للأغاني المشهورة في ذلك الوقت ، اضافة الى هذا المسجل ، أستأجرنا ، جهاز امبلي فاير مكبر الصوت وسماعتين ولاقطات ، نعتمد في تشغيلها على الكهرباء التي يزودنا به المأطور النهري

بدأنا بنصب اجهزة الصوت على اليخت وربطنا هذه الاجهزة عن طريق التيار المجهز من الماطور وكذلك ربطنا المسجل الكبير العائد الى السيد سمير الطويل ، على امل ان نستمع الى الاغاني ، واذا بالمسجل ،بدأ  يحترق ورائحة الشعواط عمت المكان ، وذلك بسبب الفولتية العالية المجهزة من الماطور ، حزن سمير لهذا الحدث وكان صدمة له ولنا ، ولا نملك غير هذا المسجل  ، وبالتالي لابد من استمرار فعاليات السفرة عن طريق مشاركة الشباب ، وكان في مقدمة الشباب المساهمين في هذه الفعاليات

الاستاذ والفنان والمبدع يعقوب الخميسي فكان له دور كبير ومميز في دعم النشاط الفني والاجتماعي ، ولابد من الحديث عنه في وقت اخر لما قام به من عمل ونشاط مميز في بداية تاريخ نادي التعارف مع السيد بشير فندي وممتاز زهير ضامن واخرين .

بدأ الصديق العزيز يعقوب الخميسي يشدو بالغناء التراثي والفكاهي، ومن بين اغانيه الفكاهية ( على المسموطة...... المسموطة ..... سمج ميبس من شهرين ........ حطة بالماي وخوطة ....على المسموطة المسموطة )، كانت اغنية فكاهية جميلة من تأليفه وعلى لحن الفنانة صباح

واغنية أويلاخ يابة ... ومن هو علي جابه

واغنية ايكولون غني بفرح ... وانه الهموم اغناي للفنان قحطان العطار وأغنية عد...وانه عد ...وانشوف  ياهو اكثر هموم للمطربة انوار عبد الوهاب  

   ومرة يتحول من الغناء التراثي والريفي ثم يتحول الى الفكاهة والتقليد والنكات وفعاليات مشتركة بين الشباب جلبت انتباه الحاضرين ،

 كما اجريت لعبة الدنبلة  وقد تخللتها مداخلات ومساهمات من قبل الحاضرين  ،

في ضل هذه الفعاليات  المتنوعة الجميلة والمناظر الخلابة لشواطئ وضفاف نهر دجلة الخالد ، والبساتين المطلة على جوانب النهر ، والاجواء الجميلة التي تحيط بنا من كل جانب ، لم نشعر بالوقت طيلة تحركنا وحتى وصولنا الى الجزيرة ، نتيجة تمتعنا براحة ونشوة واجواء سادها الفرح والمرح والغناء التمتع بالمناظر الجميلة بين احضان نهر دجلة وضوء القمر والنجوم الساطعة ، اضافة الى توفر المشروبات الغازية والكحولية والمزات والاكل فكل هذه الخدمات كانت متوفرة معنا

وصلنا الى الجزيرة ، وكانت الجزيرة هادئة لا يسمع فيها اي اصوات سوى اصوات الضفادع وبعض الاوقات من نباح الكلاب ، وكانت الجزيرة تحتوي على اشجار وحشائش كثيفة منتشرة فيها اما شواطئها فهي مزروعة بالخضروات الصيفية

 وقف اليخت في مكان مناسب لغرض نزولنا من اليخت الى الارض ، نزلنّا الكراسي والموائد واجهزة الصوت والمكبرات من اليخت الى ساحة الاحتفال ، وكان الوقت قد وصل بنا الى الساعات الاولى من صباح يوم الجمعة

ثم بدأ الحفل والفعاليات من جديد وساهم في احياء هذا الحفل نخبة من مواهب شبابنا وشباتنا ، اضافة الى الاخ يعقوب الخميسي، خالد خضير، ابراهيم البدري ، المرحوم صباح زهرون ، الاخ راجح نوري ، الاخ كارم ورد ، الاخ قيس مغشغش ، هشام صالح جبر ،عدنان السبتي ، سليم كثير ، صلاح خضير ، عادل لازم ، وبعض من شباتنا الاخت سمر سيف واخوات الاخ فاروق عبد الجبار وكثيرات ،تخونني الذاكرة ،   واعتذر جدا عن ذكر بقية الاسماء الحاضرين ، وبالتالي هذا الموضوع قد يسبب لنا الاحراج ، فحينما نذكر بعض الاسماء ، ليس بدافع المفاضلة او الاهتمام ، فأرجو المعذرة لبقية الاسماء ، ومن بين المشاركات في الفعاليات منشدات من بناتنا وعضوات في فرقة الانشاد العراقية  ومن بين الاغاني المشهورة انذاك قدمت اغنية

مندل دلوني.. يبابه ...درب المحطة امنين؟

  ثم قدمت بعض من مقاطع من التمثيل لبعض المسرحيات المشهورة في ذلك الوقت ، ساهم فيها بعض الشباب طلبة الاكاديمية للفنون الجميلة وبعض الموهوبين في الغناء  ، واجراء مسابقات فنية ورياضية وفكاهية

ساعات الليل تتسارع تودعنا ، و ساعات الصباح لليوم التالي تستقبلنا ، دون ان نشعر بها في ظل تلك الاجواء الجميلة الممتعة ،  والجميع مشدودين ويتابعون لهذه الفعاليات ، والاجمل من الطبيعة وهدوءها وجمالها ، نسمات نهر دجلة المنعشة  وصوت ام كلثوم وناظم الغزالي وعبد الحليم حاظ وقحطان العطار واغاني الزمن الجميل .

 

الشباب المتطوعين في الانخراط لهذه السفرة والقيام بأعمالها  توزعوا على لجان مختلفة وحسب ما تتطلبه فعاليات السفرة ،  والجميع يتسابق فيما بينهم ليقدم كل واحد احسن وافضل من الاخر في عمله واختصاصه ، ورغم متطلبات السفرة واحتياجاتها كثيرة ومن الصعوبة جمع مستلزماتها ومتطلباتها ،قمنا بتوفيرها ، ورغم عتمة الظلام  في الجزيرة وكثرة الاعشاب والاشجار الكثيفة المتشابكة تجعل صعوبة الحركة والتنقل ، الا في مساحات محدودة ، وبالتالي هذه الاجواء تشكل بعض المخاوف ، من وجود بعض الحيوانات الوحشية او زواحف ، وعليه شكلت لجنة خاصة من الشباب لمتابعة ومراقبة تحرك المشاركين بهذه السفرة للحفظ عليهم من تلك المخاطر ،او ربما قد تبدر بعض التجاوزات من البعض نتيجة الشرب ، ولم تسجل اي حادثة او تجاوز قد حصل في هذه السفرة ، وكان الجميع يشعر بأنهم عائلة واحدة .   

 

كانت رغم تجربتنا الاولى ، كانت من افضل وانجح السفرات التي قمنا  بها ، رغم كثرة عدد الحضور وواسطة النقل ( الدوبة )  وطول وقتها الذي بدأ من الساعة السابعة مساء وعودة اليخت بحدود الساعة الثامنة صباحا  من اليوم التالي .

 من بين الذين شاركونا بهذه السفرة ، كما اتذكر واكرر اعتذاري لمن لم يذكر اسمه

المرحوم الاستاذ نعيم بدوي ، الاستاذ عبد الرزاق عبد الواحد  ، الدكتور موحان منهل ،  الدكتور ثامر، الدكتور عاصم عبد الرزاق ، عارف رشيد  ، المرحوم الاستاذ حميد شلتاغ  بشير فندي  موفق غضبان رومي ،سلام نصري ، د. ابراهيم عزوز ، نعيم عيال

وكثير من العوائل المندائية ومن الطلبة على اختلاف مستوياتهم ونخبة من المثقفين والجامعيين والصاغة

 وفي اجواء هذه السفرة زف الاستاذ عبد الرزاق عبد الواحد عن بشرى سارة عن موافقة الجهات الرسمية لتأسيس نادي التعارف

 بهذه الاجواء التي شهدتها هذه السفرة ، وما قدمت من نتائج ناجحة وباهرة ، واسعدت ابناء الطائفة ، الذين كانوا محرومين لهذا التجمع والفرح والتعارف فيما بينهم ،

 اعطت هذه السفرة دافعا كبيرا لأبناء الطائفة ، للقيام بإنجازات اخرى لاختيار موقع النادي وتأسيسه ، وبالتالي بعد تأسيسه وانطلاق نشاطاته المختلفة ، واستحواذه على الساحة الثقافية والفنية والترفيهية ، كان في مقدمة النوادي في ذلك الوقت .

 لابد لي ان اذكر موقفا حصل لي ، وانا احد اعضاء اللجة المكلفة بتاجير وتهيئة بعض الحاجيات للسفرة ، من بينها المشروبات الغازية والبيرة والاكل والاثاث التي استأجرت من محل ججاوي ، من كراسي وموائد واجهزة كهربائية واواني وبعض الحاجيات الاخرى ،

 بعد رجوع اليخت صباحا الى مكانه في شارع ابو نؤاس ، أنزلنا جميع الاثاث والصناديق وبقية الاغراض الاخرى من على ظهر الدوبة الى الشاطئ

 وأذا بالجميع يغادر المكان ، الى بيوتهم ، ولم يبقى اي شخص لا من المشاركين بالسفرة ولا من اعضاء اللجنى المكلفة بهذا الواجب....!!!؟؟؟؟؟؟؟

 وبقيت الوحيد مع هذه الاثاث ( حارس ) لان بعض صناديق الفائضة من مشروبات وبيرة لم تستعمل ولابد من ارجاعها الى المتعهد ( ججاوي )

 قلت في نفسي ربما بعض الاخوان سوف يعودون لي بعد وقت .....!

  وانتظر ..... وانتظر ......... والوقت يمضي وانا  باقي حارس على هذه الاثاث !؟

 معقولة من شبابنا هذا التصرف؟؟؟؟؟؟

 ولم اصدق ، واحاول ان اقنع نفسي واقول ، ربما سيذهب احدهم الى المتعهد ( ججاوي ) يجلب  معه السائق واللوري ليحمّل هذه الاثاث ، وبالتالي هذا لم يحدث ...!

 ولم يفكر احد بتلك الاثاث التي تركت ، فهل اتركها  كما فعل الاخرون ؟؟؟؟؟!!!!

 الى ان جاء السائق قريب الساعة السادسة مساءا وحمل الاثاث ، وذهبتُ معه لتسليمها  بعد جردها ومحاسبته ..

 رغم كل متاعب السفرة والسهر والجهد الذي بذلته في هذه السفرة لم اشعر به

 وشعرت بالمرارة والالم والحزن حينما ذهب الجميع  ، دون ان يفكروا بهذه المسؤولية وهذه الامانة ، وهي فلوس الناس ، من يتابعها ،

فهل حميد الشيخ دخيل ، يتركها كما تركها الاخرون ، وكانت محط انظار عمال البارات والمقاهي في ابو نؤاس ....!!!؟؟؟؟؟

 ومع كل الذي حصل في ذلك اليوم

 يبقى حميد ملتزما ووفيا ومخلصا وامينا" لمبادئ  تربية والدي الشيخ دخيل

 هذا الكلام ذكرته ليس من اجل التباهي ، وانما هل اتخذت منه درس في حياتي من اجل الابتعاد عن عمل وخدمة الطائفة !؟

 ومرت دروس واحداث ومتاعب كبيرة و كثيرة في عمل تطوعي للطائفة ولم تثنيني عن مواصلة تطوعي لخدمة عوائلنا وطائفتنا

 

يتبع

 

الدخول للتعليق