• Default
  • Title
  • Date
  • نعيم عربي ساجت
    المزيد
    استيقظت من النوم على اثر هزة خفيفة لرأسي ، وصوت امي
  • مؤسسة الذاكرة المندائية
    المزيد
    the Foundation for the Preservation and Riviving of Mandaean Memory
  • عبد الحميد الشيخ دخيل
    المزيد
    كان التجمع في شارع ابي نؤاس عصرا وكما اتذكر مساء
  • همام عبد الغني
    المزيد
      تواصلت رحلتنا , متنقلين بين قرى كردستان , التي كانت آمنة
السبت, 03 أيار 2014

“ عيني ابو العبد “

  مأمون عبدالزهره ناصر الدليمي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

في بداية الخمسينات كنا نعيش في بيوت مؤجرة في محلات بغداد القديمة مثل تحت التكيه وسوق حنون ، وقررت العائلة وفي خطوة جريئة الانتقال الى ( ناحية ) الكراده الشرقيه وسكنا في شارع البريد من محلة البنزينخانه ، وكان هناك سببين للانتقال، لتكون العائلة بقرب محل صياغة رب العائله ولكون الكراده الشرقيه تعتبر في ذلك الوقت من ضواحي بغداد النظيفة في بيئتها والسريعة في نموها ، الدار  الجديده  كانت كبيرة  جدا وتختلف عن سابقاتها باحتوائها على اكثر من حمام ومتقدمة في نوعيتها مع حديقة كبيرة تحتوي على النخيل المتنوع المثمر ، واشجار الرمان والتكي والحمضيات وغيرها.

وكلمة “ كنا " تعني ( رحم الله الاموات ومنح طولة العمر والصحة للاحياء )  عائلة الجد العزيز ناصر شلتاغ غافل الدليمي، ابو عبدالزهره او كما يحلو له ان يسمى بابو العبد، والجده العزيزه خيريه نعاس نجم الدليمي ، ام العبد ، والاولاد المتزوجون وزوجاتهم واطفالهم وهم بيت عبدالزهره وبيت نوري وبيت قدوري والغير متزوجين ، كريم واسعد وليلى وسلام ، ويسكن كذلك في البيت بصورة موقتة بعض الاقارب من خارج بغداد والذين يدرسون في معاهد وكليات بغداد او من ينتظر امر تعينه، او من جاء للعلاج الطبي في مستشفيات بغداد.

كان محل صياغة ابو العبد لايبعد اكثر من خمسة دقائق مشيا على الاقدام ، محل بدائي بسيط ، يصوغ الحاجات بيده من السبك الى مرحلة الجلي والتلميع ، كورة صغيرة ، منفاخ يدوي  وعدة بسيطة ، كرسي قديم ، لا جامخانه ولاقاصة ، وابو العبد يجلس على مقعد صوف جلبه معه وهو يعتز به منذ ايام العماره.

 

تعرفنا مع الوقت على الجيران  وعوائلهم ، الاطفال مع الاطفال والكبار مع الكبار والنساء مع النساء ، وبدأنا نستمتع بصداقة جيراننا الجدد على يمين بيتنا ، بيت ابو وام سجوده ، واضافة الى سجوده المتزوجة والتي تسكن مع زوجها في بيت اهلها ، فالعائلة لديها ايضا اثنان من الابناء واثنتان من البنات ، العائلة محافظة جدا وام سجوده مستوره ونادرا ماتراها من غير عباءه وجرغد وبوشيه ، بيتهم بسيط جدا  و القناعة طغت على ملامح الفقر والسعادة طغت على تعاسة وضعهم المعيشي المجرد من بعض الضروريات.

 

نتيجة توسع العائلة وصيانة مبدأ لا انفصال من العائلة ( ما احد يعزل ) ، انتقلنا الى بيت اكبر لا يبعد كثيرا عن الذي قبله ، وبدات الحياة العملية تزداد تعقيدا واكثر انشغالا بحيث لم نلتقي بعدها لا بام سجوده ولا بافراد عائلتها.

 

استمر ابو العبد في العمل بنفس محله بعد مضي بضعة سنوات على انتقالنا الى البيت الجديد ، وفي احدى العصريات وبينما كان ينظر الى الشارع ، انتبه الى وقوف سيارة حديثة جدا تقف اما محله ، ينزل من السارة سائقها ويدور الى الناحية الاخرى ليفتح الباب حيث تنزل منها سيدة انيقة جدا وتتجه نحو محل ابو العبد وعطرها يفوح ليملئ السوق الذي بدأ الموجودين فيه بالذهول ، دخلت محل ابو العبد وجلست على الكرسي ساقا على ساق بحيث اصبحت زاوية نظر ابو العبد غير مسموح بها الا للبالغين ، وليدور الحديث التالي والذي هو جزء من قصة حقيقة :

 

السيده - مرحبا عمي ابو العبد .

ابو العبد - اهلا بنتي ، امر خدمة .

السيده - عيني ابو العبد ، يبين ما عرفتني .

ابو العبد - لا والله بنتي تعذريني .

السيده - عيني ابو العبد اني جارتكم القديمة ام سجوده . 

ابو العبد - اهلا وسهلا بام سجوده ، تعذريني العتب على ضعف النظر .

ام سجوده - لا عيني ابو العبد ، الحق وياك لان احنا تغيرنا .

ابو العبد - ام سجودة شنو اللي حصل ؟

ام سجوده - عيني ابو العبد ، انشاء الله مايعود والله لا يرجعه ، اذانا، بهذلنا ،  تعبنا ، شوفنا الفقر والعوز.

ابو العبد - منو هذا ام سجوده.

ام سجوده - هذا اللي ما ادري شنو اسمه وشنو تسمونه .

ابو العبد - وشلون ابو سجوده .

ام سجوده - عيني ابو العبد ، طلقناهم ، بقه لازم بيه ومايقبل يعوفه طول عمره هو ونسيبه زوج سجوده .

ابو العبد - ام سجوده منو هذا؟

ام سجوده - عيني ابو العبد هذا اللي ماادري شنو اسمه وشنو تسمونه، عسى ما يعود والله لا يرجعه.

               عيني ابو العبد، هسه تعال وشوف المال والجاه والفلوس والسيارات ، عسى ما يعود والله لا يرجعه ،

ابو العبد - الخاطر الله ام سجوده منو هذا وشنو اسمه.

ام سجوده - عيني ابو العبد لاتذكرنا بيه ولا بايامه، تعبنا بهذلنا وعسى مايعود والله لا يرجعه هذا اللي يسمونه  الشرف .

 

الدخول للتعليق