• Default
  • Title
  • Date
  • عبد الأله سباهي
    المزيد
    باقة من الزهور الجميلة ، لفت بعناية بورق فضي لماع ، كانت
  • د. سعدي السعدي
    المزيد
    الناصرية ، تلك المدينة الجميلة ذات الرائحة العطرة التي تنبعث من
  • سعدي جبار مكلف
    المزيد
    چني ايد اتفوچومگطوعه اصابعهااشوغ وي الشمس ليفوگاعاتب گاع مدفون بنباعيهامكتوب
  • يَحيَى غَازِي الأَمِيرِيِّ
    المزيد
    وُلِدَ سَتار، بِبَيتٍ مَصنُوعٍ مِنْ طِينِ وَقَصَبِ مَيسان، يُغازِلُ بِودٍ
الجمعة, 22 شباط/فبراير 2013

الدكتور عبد الرزاق مسلم الماجد

  د. سعدي السعدي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

الناصرية ، تلك المدينة الجميلة ذات الرائحة العطرة التي تنبعث من فراتها الجميل، النهر الذي يضفي على المدينة جمالاً وعذوبة نادرة ويبدو وكأنه سحر يشد ساكنيها إليها ويجعلهم ينجذبون إليها دائماً بحب عارم ، كما أنه الشريان الذي يعطي للمدينة الحياة والعنفوان و الصبا، فتسحر المرء بساتينها ونخيلها الباسق وأرطابها الحلوة . سحر جمالها أثر بأحاسيس أهلها فأعطتهم الوداعة والطيبة فخرج من أحشائها أبناء بررة تفتخر بهم ويفتخر بهم كل العراقيين، أبناء عرفوا حب الناس وحب الوطن فانخرطوا في أعمال تهدف إلى إشاعة السعادة والبهجة في النفوس وتعطي لحياة الناس قيمة حقيقية وحضارية. واحد من هؤلاء هو الشخصية المندائية المرموقة الدكتور عبد الرزاق مسلم الماجد.
ولد الدكتور عبد الرزاق مسلم في مدينة الناصرية عام 1929 في بيئة مثقفة ، فوالده المرحوم مسلم ضمد الماجد كان أول المعلمين في الناصرية وكان يلقب بـ (مسلم أفندي) وكان يعتبر واحد من النخبة المثقفة التي حملت راية التعليم في عراق القرن العشرين فأثر تأثيراً واضحاً في مدينة الناصرية وكان حضوره فيها قوياً وخصوصاً في الوسط المندائي مع أبرز شخصيات الطائفة اللامعين آنذاك أمثال الشيخ داخل الشيخ عيدان وحبيب زغيّر غياّض وداغر ماجد عمّ المرحوم مسلم ضمد . وسهر على تربيته والعناية به واحتضانه عمه المرحوم جهاد ضمد الذي كان هو أيضاً معلماً ، كما وأثر في تكوينه عدد من أقربائه المثقفين أمثال عواد سعدون . في هذه البيئة ترعرع الفقيد.

أكمل عبد الرزاق تعليمه الثانوي في مدينة الناصرية ثم انتسب إلى دار المعلمين العالية في بغداد عام 1947 في قسم اللغة العربية ويذكر نعيم عيال الحادثة التالية عندما كان طالب في الصف الأول في دار المعلمين العالية :
( بعد 15 يوماً من امتحان " النحو " طرح أستاذ اللغة العربية " وهو مصري الجنسية " على الطلبة إثناء مناقشة نتائج الامتحان مع الطلبة في القاعة التي كانت مكتضة بالطلبة أنه يأسف لأن هناك أحد الطلبة وبهذا المستوى يغش بالامتحان . ألح الطلبة على تبيان اسم الطالب ليكون عبرة لغيره من الطلبة فذكر اسم عبد الرزاق مسلم الذي كان حاضراً فرفع عبد الرزاق يده طالباً الحديث لكن الأستاذ امتنع عن الإذن له ولكنه ونزولاً عند الإلحاح الشديد من عبد الرزاق سمح له بالحديث فاتضح أن المقصود في الغش أن عبد الرزاق كتب نصاً أدبياً جواباً على أحد الأسئلة وهذا النص يستوعب لسبعة صفحات كتبه عبد الرزاق كاملاً الأمر الذي اعتبره الأستاذ غشاً فليس من المعقول حسب وجهة نظر الأستاذ أن يحفظ الطالب نصاً كاملاً من 4 صفحات فطلب منه إعادة قراءة النص فأعاده عبد الرزاق كاملاً وبعد 15 يوم من الامتحان فأبدى الأستاذ والطلبة تعجبهم وقدم الأستاذ اعتذاره واستدرك يقول بأنه من الصعب التعامل مع نماذج ذكية جداً مثل هكذا طلبه) تخرج عبد الرزاق من معهد المعلمين العالية عام 1951 وعين مدرساً في ثانوية الناصرية فكان محبوباً جداً من قبل زملائه وطلابه ذا علاقات واسعة ومواهب متشعبة لكنه نقل إلى الخالص عام 1956 فقام بتدريس اللغة العربية في الخالص وفي دار المعلمين في بعقوبة . وبعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 قدم طلاب ثانوية الناصرية عريضة وقع عليها الطلاب بالإجماع يطالبون بإعادة أستاذهم إلى مدرسته وفعلاً عاد عبد الرزاق إلى مدينته وعين مديراً لثانويتها. وبعد الاضطرابات التي حدثت عام 1959 نقل إلى بغداد بناءاً على طلبه فعين مدرساً وبنفس الوقت مفتشاً في مديرية تربية الرصافة. وفي عام 1960 حصل على إجازة دراسية إلى موسكو. يقول عنه المقربين منه أنه كان مثابراً على دراسة اللغة الروسية فأجادها خلال أشهر قليلة. ثم درس في جامعة موسكو الفلسفة وأختص بدراسة فلسفة الفيلسوف العربي الشهير أبن خلدون وخاصة مقدمته " مقدمة ابن خلدون ". عاد إلى الوطن الذي عشقه عام 1966 وتعين عام 1967 أستاذاً للفلسفة في جامعة البصرة .

يذكر المقربين إلى عبد الرزاق أنه كان شديد التأثر بأدب نجيب محفوظ بحيث استوعبت مكتبته كل مؤلفات نجيب المنشورة إلى ذلك الحين . وجل اهتماماته انصبت على الفلسفة والأدب وكرس وقتاً كبيراً من حياته للعمل السياسي بحيث أن أحد المقربين إليه يقول أن السياسة أصبحت واحدة من أفضل هواياته يتعامل معها بحس مرهف يقض . أماّ المطالعة والتأليف فكانت لها حصة الأسد في مجمل اهتماماته .

A R Muslimكان عبد الرزاق يعشق الموسيقى و خاصة العربية منها وكان مولعاً بالموسيقار محمد عبد الوهاب وكان مصراً على اللقاء به فسافر إلى القاهرة والتقى عبد الوهاب في دارة ولازالت عند عائلته الصور التذكارية معه. كان لعبد الرزاق صوتاً جميلاً فيغني لعبد الوهاب فيطرب إليه سامعيه. تحدثت زوجة عمه أنها لم تكن على الإطلاق تعتقد أن ذلك كان صوت عبد الرزاق بل أنه عبد الوهاب يغني في الراديو.

كان عبد الرزاق يحب السفر ويحب اكتشاف الجديد ويتأثر به. فسفرته إلى مصر لم تكن الوحيدة بل أنه سافر برفقة والده إلى بيروت وبرفقة عمه وزوجته وابنته البكر إلى إيران. أماّ خلال دراسته في موسكو فسافر إلى فرنسا وبريطانيا وألمانيا وجيكوسلوفاكيا.

كما أنه كان شديد الولع بالطبيعة فالسنوات القليلة التي تمتعت معه زوجته وأطفاله بدفء العيش إلى جانبه كانت مليئة بالسفرات في وسط الطبيعة التي كان يعتبرها الغذاء الروحي له.
كان عبد الرزاق طيب القلب حنوناً سهر على راحة أخوته وأمه بعد أن تزوج والده من امرأة أخرى . ولدماثة خلقه كان محبوباً من أهله وأصدقائه وأ قربائه . وقد التف حوله عدد كبير من الأصدقاء ويمكن أن نذكر منهم على سبيل المثال المرحوم ورد عنبر والمرحوم شنور عودة والشاعر عبد الرزاق عبد الواحد وصديق طفولته المرحوم صبري مهوس وكذلك الدكتور محمد علي الماشطة والتكمجي والدكتور محسن رومي.

كان عبد الرزاق شديد الاهتمام بمظهره دائم النظافة فقد يقال أحياناً أنها صفة وراثية فوالده ورغم شوارع الناصرية غير المبلطة إلاّ أنك تجده نظيفاً أنيقاً متألقاً.

لعبد الرزاق مؤلفين الأول " مذاهب ومفاهيم في الفلسفة وعلم الاجتماع " والثاني " دراسة ابن خلدون في ضوء النظرية الاشتراكية " . وكان قد أنجز ترجمة أطروحته عن الروسية وأرسلها للطبع إلى بيروت إلاّ أنه لم يعرف مصيرها لحد الآن كما أن له العديد من الكتابات بقيت مهملة حيث وافته المنية قبل تنقيحها وطبعها.

في ليلة 21/3/1968 وبعد ستة أشهر من تعيينه أستاذاً للفلسفة في جامعة البصرة اغتالت الأيدي الشريرة الأستاذ عبد الرزاق مسلم وكان ذلك في يوم الخميس الساعة السابعة مساءاً قرب إحدى المقاهي في كورنيش شط العرب وهو في طريقه لزيارة رئيس قسم الفلسفة في جامعة البصرة والمريض في داره حيث انطلقت رصاصات من مسدسات كاتمة للصوت فوقع مضرجاً بدمائه ولم ينقل إلى المستشفى إلاّ بعد وفاته على الرصيف.

في يوم الجمعة أتصل أصدقاؤه بأهله فذهبوا إلى البصرة وحملوا الجثمان إلى بغداد لكنه انطلقت في يوم السبت مظاهرات صاخبة أعدها طلبة وأساتذة جامعة البصرة حاملين جنازة رمزية استمرت لثلاثة أيام لبس فيها المتظاهرون السواد حداداً على أستاذهم ومطالبين بالقصاص من القتلة. وقد نشرت الصحف البغدادية أنباء الجريمة على صفحاتها الأولى وبمانشيتات كبيرة. وهكذا طويت صفحة أحد أبرز الشخصيات المندائية والوطنية والعلمية في عراقنا المعاصر.

الدخول للتعليق

شهدائنا.. في ضمائرنا

ليس من الحكمة والانصاف والعدالة، تجاهل ونكران تضحيات مناضلينا المندائيين التي يعرفها الشعب العراقي حق المعرفة طيلة تاريخ العراق الحديث، منذ بدايات العقود الاولى من القرن الماضي وحتى الان، لقد دخلوا السجون، وتم اعدام الكثيرين منهم، وبسبب مواقفهم البطولية تعرضت عوائلهم وذويهم الى شتى انواع المضايقات والتمييز، لكونهم من قوى المعارضة لتلك الانظمة الديكتاتورية، ولكونهم من اقلية دينية. والمناضلون المندائيون مارسوا الكفاح بكل اشكاله والوانه، وخاضوا نضالاتهم في كل الساحات، جامعات، مدارس، معامل، مظاهرات، مسيرات، اعتصامات، ليسقط عشرات الشهداء والشهيدات، من اجل مسيرة الحرية للوطن، ومن اجل سعادة الشعب العراقي.

علينا جميعا ان نضع في سلم اولياتنا ونحن نتعامل مع هذا الملف ان نعتمد الامانة والعدالة في النظرة والاعتبار لهذه الكوكبة الزكية من ابنائنا وبناتنا البررة، بان نتذكرهم ونحث الدولة على بان تشملهم مع غيرهم من الشهداء العراقيين بكل الحقوق الواجبة عليها بتخصيص رواتب تقاعدية، وتوزيع للاراضي، ورعاية عوائلهم وذويهم، فدون عمل كهذا، يصبح الحديث عن الدولة الديمقراطية والقانون والمواطنة، فارغ من كل محتوياته.

ويدعو موقع اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر كافة الاخوة والاخوات من المندائيين واصدقائهم واخوتهم العراقيين، في كل مكان، بتزويدنا بما يتوفر لديهم، من معلومات بيوغرافية وصور فوتوغرافية بحجم كبير، لاي من الشهداء الذين سقطوا خلال السنوات الاخيرة بفعل اعمال الاجرام البربرية الظلامية الذي يزحف على بدمائه على ابناء الاقليات الدينية العراقية، ومنها ابناء طائفتنا الصابئية المندائية.

من اجل ارشفتها والاعلان عنها للضمير العالمي كجرائم للتصفية ترتكب ضد الانسانية