طباعة هذه الصفحة
الجمعة, 24 أيار 2013

في ذكرى الشهيد البطل صالح هليج شفيف شهيد الوطن والحركة الثورية العراقية

  فائز عبد الرزاق الحيدر
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

  الكحلاء تلك الناحية الصغيرة الهادئة الصغيرة والواقعة على نهر الكحلاء ... في هذه الناحية ولد الشهيد صالح هليج شفيف في عام 1941 من عائلة مندائية متواضعة مناضلة أرتبط معظم أفرادها بالحس الوطني منذ الأربعينات بسبب العلاقات الأقطاعية الجائرة آنذاك .

كان الشهيد صالح متواضعا" ، هادئ الطباع محبوبا" لدى جميع من عرفه من الأقارب والمحيطين به . كان ووالديه وأخته أم جاسب التي تكبره بخمسة عشر عاما" هم كل العائلة الصغيرة المتواضعة ، كان والده هليج شفيف كغيره من المندائيين في هذه الناحية الصغيرة قد أمتهن مهنة النجارة والحدادة وصناعة القوارب الخشبية التي Salih-Shfaifتتطلبها المنطقة حيث ورث هذه المهنة عن العائلة وأجادها لسنوات طويلة .

دخل الشهيد المدرسة الأبتدائية في الكحلاء وكلة رغبة وأمل بمواصلة الدراسة للحصول على شهادة تلبي طموحه تمكنه العمل بها وتكفل عيش عائلته البسيطة في المستقبل ولكن الظروف المعاشية الصعبة التي كانت تمر بها العائلة في ذلك الوقت أجبرته على قطع الدراسة بعد أكمال الصف الثالث المتوسط ليتحول الى الجيش وليدرس الكهرباء كجندي مهني متطوع في القاعدة الجوية في كركوك حيث تخرج منها وعمل فيها حتى الأنقلاب العسكري الفاشي في عام / 1963 حيث أعتقل وعذب بتهمة الأنتماء للحزب الشيوعي العراقي ، وفي عام / 1965 وهو في السجن وصلته أخبار وفاة والده ، وبقي الشهيد يصارع آلامه ويتابع ظروف العائلة الصعبة بعد هذه الخسارة حيث بقيت عائلته بلا معيل . وبقي في السجن لغاية عام / 1966 حيث أطلق سراحه وفصل من الخدمة العسكرية وبذلك مرت العائلة من جديد بظروف معاشية قاسية للغاية .

بعد سنة من أطلاق سراحه من السجن وفي عام / 1967 أرتبط الشهيد صالح بأبنة عمه أم بشار التي شاركته حياته الزوجية ووقفت الى جانبه في أيامه الصعبة حيث بدأ عمله كعامل في ورشة للصياغة في بغداد .
في نهاية عام / 1967 أعيد الشهيد الى الخدمة المدنية وعين بوظيفة كهربائي في أحدى دوائر الدولة إلا إنه لم يستمر في عمله غير ثلاثة أشهر فقط حيث فصل من الوظيفة للمرة الثانية بسبب نشاطه السياسي ألا إن هذا الحدث لم يمنعه من ممارسة حياته الزوجية والعملية بالشكل المناسب ، وواصل العمل ككهربائي في أحدى الشركات صباحا" وفي الصياغة مساء"
وعاشت العائلة حياة هادئة لبضع الوقت ورزق الشهيد بأبنته الأولى هدى عام / 1969 وثم ميرفت / 1972 وندى / 1976 وبشار / 1978 .
وعند أشتداد الحملة الشرسةمن قبل النظام الدكتاتوري الفاشي المنهار عام / 1978 لتصفية الحزب الشيوعي العراقي وبسبب الملاحقة ترك الشهيد عائلته ليختفي في أحد أحياء بغداد مواصلا" العمل السري حتى عام / 1981 حيث داهمت شلة من القتلة والمخابرات تجاوز عددهم العشرة الدار معززين بقوة عسكرية كبيرة لتطويق الحي وأحتلال سطوح الدور المحيطة بالمنزل الذي أختفى به الشهيد حيث تم أعتقاله وعصبت عينيه وأخذ الى جهة مجهولة ولم يعثر على إي أثر له منذ ذلك الحين .

ومرة أخرى تمر العائلة بظروف معاشية صعبة للغاية بسبب فقدان المعيل الأول للعائلة تبعها وفاة والدته عام / 1985 فتكفل أعالتهم الخوال والأقارب حتى وصول البنات الى عمر مناسب للبحث عن عمل والأعتماد على النفس في تدبير أمور البيت .
بعد سقوط الصنم قامت زوجته أم بشار بطرق مختلفة بمراجعة منظمات حقوق الأنسان ولجنة الشهداء والمقابر الجماعية ومقر الحزب الشيوعي العراقي للبحث عن الشهيد عسى أن تجد أي دليل يساعدها في الحصول على رفاته على الأقل دون جدوى .

ولظروف العراق الأمنية السيئة غادرت زوجته أم بشار الوطن لتحافظ على أولادها أسوة بالعديد من العوائل المندائية للبحث عن بلد آمن يؤمن لهم الأمن والأستقرار وليعوضهم عن الفاقة والحرمان والعوز فقدمت العائلة طلبا" للحكومة الأسترالية عبر سفارتها في دمشق شارحين فيها ظروفهم إلا أن طلبهم قد رفض مما حدى بالعائلة تقديم طلب الأستئناف آملين أعادة النظر في طلبهم وهم ينظرون الى مستقبل أفضل وهم في أوج الحاجة له وللمساعدة .

لك الخلود والمجد أيها الشهيد صالح ولكل شهداء الحركة الثورية العراقية .

 

 

الدخول للتعليق