طباعة هذه الصفحة
الجمعة, 24 أيار 2013

عبد الجبار الزهيري أول شهيد صابئي مندائي

  نعيم الزهيري
تقييم هذا الموضوع
(2 عدد الأصوات)

في سبيل حرية الوطن وسعادة كادحيه
كم شهيد لنا فقيـــــد لم نكللـه بالزهور
لم يزل قبره المجيد ضائعا كم لنا قبور
تـتـنـزا دمــا و نور*

عبد الجبار الزهيري اول شهيد صابئي مندائي،شهيد الوطن والحركة الثورية في العراق .
ولد عبد الجبار عسلاوي الزهيري في ناحية المشرح /العمارة ،في اواسط عشرينات القرن الماضي،من عائلة حرفية ترتبط عضويا بالانتاج الزراعي . كان ابوه نجارا يصنع الزوارق " المشاحيف " وادوات الحراثة وجني الحاصل والمجارش الشعبية ...وغيرها من ادوات الانتاج البدائية للعمل الفلاحي ،ويتقاضى اتعابه في الاغلب حصة عينية من الحاصل..
أكمل عبد الجبار دراسته الابتدائية في نفس الناحية ،المشرح ،وكان يحس منذ صغره بالظلم الاقطاعي وجوره على المجتمع الريفي ،اضافة لمعاناته من التفرقة الدينية التي يغذيها ويعيش عليها المتخلفون ممن يدعون انفسهم رجال دين اسلامي . وسط ذلك المجتمع المليء بالتناقضات والاوهام ،كبر عبد الجبار ،ولدى بلوغه سن الرشد تطوع في الجيش بصفة مهني ،وهناك وجـد النور الذي أضاء طريقه " الحزب الشيوعي العراقي " فنال شرف عضويته بجدارة ،منذ أواسط عقد الاربعينات ،لكن امره اكتشف ففصل من الخدمة العسكرية ،ففتح له الحزب مكتبة في مدينة كركوك " مكتبة الغد الجديد " واستمر بعمله الحزبي ...ولدى اضراب عمال النفط في كركوك ،كان عبد الجبار واحدا من خمسة من رفاقه في لجنة الاضراب ،حتى مجزرة كاورباغي المعروفة في عام 1946 ،وإثر ذلك أصدر امر بالقاء القبض عليه من قبل اجهزة الحكم الملكي المباد ،فرجع الى العمارة ،وانتقلت عائلته الى ريف ناحية الكحلاء ،وهناك واصل نشاطه الحزبي مـع رفاقه ومنهم المناضل الفلاحي ملا زغير والمعلم المناضل جاسب كبيص وغيرهم ...وبـعـد وثبة كانون الثاني/1948 / والضربة القاسية التي أحلت بالحزب الشيوعي واعدام قادته ، فهد وحازم وصارم ، واعتقال معظم كوادره ألقي القبض على عبد الجبار الزهيري وأودع سجن الكوت .
وفـي عام/ 1953/ اضرب ومن ثم اعتصم السجناء الشيوعيون في السجن فقطعت ادارة السجن التيار الكهربائي والماء عنهم .حاول السجناء حفر بئر في ساحة السجن للحصول على الماء فقام السجانون برمي قناني النفط والبنزين في البئر.استقدمت ادارة السجن الشرطة السيارة .وباشراف مباشر من وزيرالداخلية ،عبد الجبار ايوب،أعدم في في العهد الجمهوري، حد ثت معركة غير متكافئة بين الشرطة المدججة بالسلاح وبين السجناء العزّل ، سوى من ايمانهم ،وتحت كثافة الرصاص انسحب السجناء الى داخل القاعات ،وكان عبد الجبار الزهيري احد الذين اسكتت قلوبهم الطاهرة ،العامرة بحب الشعب والوطن ، رصاصات الغدر والخيانة فــي مجزرة ســجـن الكـوت ..

لك الخلود والمجد يا رفيقنا الزهيري عبد الجبار، ولرفاقك ، ولكل شهداء حزبنا والحركة الثورية...

مدينة ارهوس/الدنمارك -ايلول / 2005

*ذلك مقطع صادق من احد أناشيد الحزب الشيوعي العراقي ،يكشف عن عدم محدودية الشيوعيين المنسيين، المضحين بارواحهم في سبيل وطنهم وعزة كادحيه .

 

الدخول للتعليق