طباعة هذه الصفحة
الجمعة, 24 أيار 2013

الشهيد سمير جبار حامي

  أميرة جبار حامي
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

ولد الشهيد سمير في بغداد منطقة المهدية عام 1959 , من عائلة صابئية كادحة, حيث كان والده المرحوم جبار حامي يشتغل عامل صياغة.

ترعرع سمير بين عائلة مكافحة ومناضلة وجل افرادها ينتمون للحزب الشيوعي العراقي. تعلم منهم الصدق والامانة وحب الناس والوطن. وبعد وفاة والده عام 1967 تكفله عمه وتعلم منه فن الصياغة , كما تعلم منه المبادئ والقيم النبيلة.
كان طالبا مسائيا متقدما في دراسته رغم انه يشتغل نهاراو كاسبا لقمة العيش لامه واخوانه الصغار لانه اصبح المعيل لعائلته.

انتمىللحزب الشيوعي العراقي وهوفي ريعان شبابه وكان محبوبا لدى رفاقه,كان يلتقي بمعظم اقاربه من الشيوعيين ويستلهم منهم الافكار النيرة ويقصون عليه معنى الاهداف النبيلة للحزب.

كان يهوى الغناء والتمثيل, وقدم مع زملائه الطلبة مسرحية اجتماعية سياسية في الحلة , عند قيام مدرستهم بزيارة محافظة الحلة, وكان يردد دائما اغنية فلسطينية معجب بها ..( ياأمي لا تبكي علي, فأنا الفدائي المقدام).

لان امه كانت تخاف عليه وتطلب منه ان يحافظ على نفسه من اوباش السلطة الصدامية, لانهم فقراء واخوانه بحاجته ولايوجد من يعيلهم بعده , فكان جوابه..(ياأمي أنا الان أشعر بالزهو والفخر لانني اناضل في سبيل وطني وشعبي, فاذا تراجعت او تركت نضالي سأشعر بالمهانة وهذا لا يكون الا على جثتي).

في الايام الاخيرة التي قضاها مع العائلة كان يقترب من الوالدة ويقبل اياديها ويقول ان فراقها صعب عليه. وعندما كانت تسأله ماذا يعني بذلك كان يلوذ بالصمت وتسرح عيناه بعيدا كأنه يرى ماكانت تخبئ له ولرفاقه الايام القادمة.

كان قد اتفق مع رفاق له للسفر الى شمال العراق للالتحاق مع فصائل الانصار وكان لديه موعد حزبي قبل السفر وبعد عودته من الموعد تم اعتقاله في 3/2/1981 وكان عمره انذاك 22 سنة, وخلال تلك الفترة اعتقل ابن خالته نافع عبد الجبار...
هكذا غيب سمير مع رفاقه المعتقلين منذ ذلك التاريخ ولحد الان, وقد علمنا مؤخرا انه نفذ به حكم الاعدام مع رفاقه الخالدين.

أخي سمير!...
لايمكن ان اعبر لك عن احاسيسي , سوى ان أقول لك,
بأننا فخورون كل الفخر بك, فانت كالنخلة العراقية الشامخة لم تنحن ولم تنكسر وحافظت على الامانة وسموت شهيدا في سبيل افكارك ومبادئك, ومازلنا نستنشق عطرك ياوردة القرنفل, ومازالت طلعتك بهية وساطعة تغمرنا بالدفئ في شماال الارض البارد وكأنك شمس العراق ترسل لنا دفئها وسطوعها.

نم هنيئا لان لك رفاق درب يواصلون النضال على دربك ودرب اخوانك الشهداء لحين يتحقق الشعار الخالد – وطن حر وشعب سعيد!

 

الدخول للتعليق