طباعة هذه الصفحة
الجمعة, 24 أيار 2013

هيثم الحيدر شهيد وهب حياته للشعب

  ابو ظافر ـ ام ظافر
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 haithem-2سلام عليك أيها الشقيق الحبيب هيثم سلام عليك من أم مريضة بكتك كثيرآ وفارقت الحياة ولم تكتحل عيناها برؤياك . سلام عليك من عائلتك وافرادها لا يريدون أن يرثرك ، فأنت حي باق في قلوبهم ويفتخرون بك لأنك اخترت طريقك وسرت في طريق الشهادة.كيف ننساك وأنت الشقيق ذو المواقف الحاسمة الموسومة بالشهامة والتضحية ونكران الذات ، لأنك سليل تلك الاسرة المناضلة التي قدمت الشهداء الواحد بعد الاخر ضد الدكتاتورية إيمانآ منهم بحق هذا الشعب أن يعيش سعيدآ في وطن حر .. لم ننس يوم قررت ترك العراق والذهاب الى اوربا للعمل هناك بعد مجئ البعث بانقلابهم الاسود 1968 واشتغلت في ناقلة بترول يونانية ثم عدت الى الوطن 1972 فالتحقت بخدمة العلم في المنطقة الشمالية . لم ننس موقفك الشهم عندما وصلت باجازة من شمال العراق وقبل أن تسترجع أنفاسك من التعب استمعت الى اعلان في التلفزيون يطلبون متبرعآ بالدم لطفل في حالة خطرة في مدينة الطب ، وعندما علمت ان فصيلته هي نفس فصيلة دمك قررت الذهاب فورآ لإنقاذ الطفل المريض.ولخوف كل أم على ابنها ، قالت لك ، أنت جندي وتعبان هل عندك دم للتبرع ياولدي ؟ فاجبتها ياهيثم ـ ياأمي ان من أولويات واجبات الشيوعي أن يكون متواجدآ ومضحيآ ومساعدآ في مثل هذه المواقف ـ هذا هو نموذج من اخلاقيات الشاب الشيوعي هيثم الحيدر ـ عائد ـ .

نتذكرك ياهيثم وانت تتألم وتقسم أن تثأر لشهداء الوطن من ابناء الحزب وافتداءآ بابن عمك ستار خضير وابن عمك نافع الحيدر وابن عمتك سمير جبار وغيرهم الذين كنت تعتبرهم قدوة في مسيرتك . لقد جعلت من بيتك بيتآ حزبيآ إختبأ فيه عدد من رفاقك الشيوعيين اثناء حملة صدام الغادرة عليهم بعد غدره بالجبهة الوطنية ، فكانت اخر من التجأ الى بيتك الشهيدة عايدة ياسين . نتذكر وصيتك عندماسافرت الى شمال الوطن ـ كردستان ـ ان يبقى البيت جاهزآ لضيافة أي رفيق مناضل من الحزب عند الحاجة اليه . كنت بحق شيوعيآ وطنيآ مندفعآ في خدمة الأهداف التي استشهدت من أجلها ، كما لا ننسى يوم التحقت بفصائل الأنصار بكردستان ونحن نعلم ان لديك ايفادآ الى الدول الاشتراكية وقد رفضته طالبآ الحاقك باحد فصائل الانصار الفاعلة ، ليكون لك شرف المساهمة طمعآ في تذوق الاجيال القادمة طعم الحرية بدمك الزكي .

جميع الرفاق المناضلين يفخرون إنك شاركت في معركة قرية سينا ـ شيخ خدر يوم 1981.1.15 واستشهدت فيها.وحول استشهادك لابد لنا أن نعود الى الشهادة الرائعة التي نطق بها احد رفاقك ـ الدكتور ابراهيم اسماعيل ، ابو دجلة ، في ندوة خاصة كانت مكرسة حول شهداء الوطن والحزب إذ قال ـ أكثر ما شدني اليه منذ التحق بنا في مكتب الاعلام ، أمر خلته متناقضآ بين حماسته وهمته ، جده وايمانه الصلدين ، وبين الحزن الذي قد تثيره في ماقيه نسمة هواء بسيط..عرفني بنفسه..عائد..أهلآ تعال الى الداخل لاسقيك شايآ ، فنحن هنا في الاعلام محظوظين بما لدينا من شاي وسكر.. ودخلنا الكوخ الصغير..قلت لماذا عائد..لقد صارت هذه المفردات مثيرة للتشاؤم قد استخدمها الاخوة الفلسطينيون ضحكت قائلآ ـ ولكن لي من الثقة بعودتي الى بغداد مالا يجعلني أتفاءل وحدي فحسب ، بل وأيضآ مايكفي لاستبدال تشاؤمك أنت بالتفاؤل وها أنت ترى بأن غيبتي عن العراق ستكون قصيرة..لعلك حديث العهد ببغداد؟ نعم تركتها قريبآ.قفزت فرحآ وقلت بنزق..أنت من رجال العمل السري في الداخل..حدثني عنكم بسرعة أرجوك..أطلق ضحكته المجلجلة..وقال لم تسميه العمل السري اذن؟ خجلت من هفوتي وبررت تسرعي بالحاجة الى أن يطمأن قلبي ..وكان صوته قويآ كالايمان وهو يؤكد لي ما يجترحه الفتية البواسل من ماثر تجعل شجرة الحزب خضراء رغم مايتشدق به الطوطم البعثي من انه إقتلع الشجرة من الجذور..ومرت أيام حافلة..وتعلمت فيها من الفتى عائد ، بأن العراق ليس وطنآ كغيره بل هو أرض تشابكت فيه عروق..عروق تشابكت لتنبت الحزب الذي أنجب هيثم ناصر الصكر ـ عائد ـ لا أدري ، لم تذكرت قصة القاسم ، في موروثنا الشعبي ، وانا أراه يحمل بندقيته ويلتحق بالمفرزة القتالية ، لقد كان عريسآ يزف لحبيبته طال عليه انتظارها وحين جاءني نعيه ، حل الفخر محل الدمع ، وأنا أسمعهم يحدثوني عن بطولته وهو ينقذ رفيقه الجريح حكمت ، ويخرج به من القرية التي أطبق عليها القتلة حصارهم المحكم، الى وديان وجبال يجهل طرقاتها ، لكنه يستدل فيها بشذى ترابها الذي يعشق ، وفي أحد المضايق ، كان القتلة يرصدونه فأسكتوا برصاصهم قلبه وقلب رفيقه حكمت ، فسقط في أحضان العراق ربما جاء دوري اليوم لأطمأنك بان لنا في العراق فتية بواسل ، مازالوا يرعون شجرة الحزب ، ويخرج منهم كل مساء قاسم جديد ، نزفه لعروس عشقها وطال انتظاره لها .. مجدآ لكل شهداء الوطن مكللة هاماتهم بالغار ممن قارعوا الأنظمة الدكتاتورية حتى الرمق الأخير من حياتهم.

 

الدخول للتعليق