• Default
  • Title
  • Date
  • اعداد : عزيز عربي ساجت
    المزيد
    اللغة المندائية والحاجة الملحة للبحث العلمي الدائم هناك جملة تساؤلات
  • فهيم عيسى السليم
    المزيد
    كتب الكثير عن هذا التنظيم الإرهابي الدموي ودخل الإستخدام اللغوي
  • د . قيس مغشغش السعدي
    المزيد
    بتوقف  دراسة اللغة المندائية والتعامل مع معاني مفرداتها وأسس إشتقاق
  • د. قيس السعدي
    المزيد
    قصيدة لميعة عباس عمارة حين تتحدث مع لميعة عباس عمارة،
الأحد, 15 أيلول/سبتمبر 2013

مفردات آراميّة مندائيّـــــة عربيّـة مشتركة-2

  فاروق عبدالجبّار عبدالإمـام
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

 

الأعزاء روّاد واحتنا الوارفـــة الظلال

تحية واحترام اليكم القسم الثاني من ( مفردات آراميّة مندائيّـــــة عربيّـة مشتركة ) 

فاروق عبدالجبّار عبدالإمـام

 

... في الشرق في صحراء ميزوبوتاميا على حدود بابل وآشور ، أما في الشمال الغربي فقـد أخضعوا لسلطانهم السكّان الأصلييـن للمـنطقة الـتي إستقروا فيها وأنشأوا بها بضع دويلات آرامية مُستقلٌ بعضُها عن بعض )*4 فقه اللغة ص52    .

 إنَّ أيَّ وجودٍ بشري  جديدٍ  في أرضٍ جديدة ، أقصد الهجرة ينقلُ -وبكلِّ  تأكيد - العادات والتقاليد واللغة من هؤلاءِ إلى اُولئك، وبنفس الوقت سيتأثر هؤلاءِ الوافدين ، بما هو موجودٌ في المنطقة أو المكان الجديد  ، وأولَ ما يـتـمُّ التأثيرُ فيه هو اللغة ؛ لانها الوسيط اليومي للتعامل بين البشر ، ولهذا سنرى إن اللغة الآرامية (( تشتبكُ في صراعٍ مع لغـات السُّكّـان الأصليين وكُتب لها النصرُعليها  ؛ وفقاً لقوانين الصراع اللغوي ))*5فقه اللغةص52   . لكن ، من المعلـوم  أن اللغة لوحدها لا تكفي لتغير مجرى التاريخ ولا تكفي لترسيخ كيانٍ جديدٍ ، وبالتالي لإنشاء دولة ؛ فنلاحظ ( أن الآراميين إنتفعوا بحضارة هؤلاءِ السُّكّان وثقافتهم وآدابهم وصناعتهم ، ولم يكتفِ الآراميون بأن نزلوا بالقرب من الكنعانيين وبين ظهرانيهم ، بل إستغلوا هذا الوجود ؛ فأخذوا من الكنعانيين حروفَ التهجي الآرامية ، وكثيراً من أساليب الرسم ) *6 فقه أمّا الآرامييون في الشرق ( في بلاد العراق ) فلم يكن لهم وجودٌ ضمن فترة طويلة متأخرة  ، لكنهم ورغم ذلك لم يتوانوا في تحقيقِ مكاسبَ ؛ لرفعة شأنهم بواسطة لغتهم فلقد أخذت ( الآرامية تقتحمُ على الآكادية معاقلَها وتنتزعها معقلاً معقلاً ؛ فلم ينتصفْ القرنُ الرابعُ ق. م حتى كانت الآرامية قد طغت على جميع الألسن )*7فقه ص53،  . 

 الآرامية وبعد أن قويت شوكتها وزادت قوتُها وأصبح رجالُها ذوي قوة ونفوذ فإنها ، وبواسطتهم وبعد أن زاد إنتشارها في بلاد الرافدين لم تقفْ عاجزةً عن إقتحام معاقلَ أٌخرى لتوسيع تواجدها ؛ فكان أن إشتبكت في ( صراع مع لغات الكنعانيين جيران الآراميين في الشمال الغربي فقضت على العبرية في أواخر القرن الرابع الميلادي وعلى الفينيقية في القرن الأول ق.م لذا صارت اللغة الآرمية الممتدة شرقاً وغرباً هي اللغة السائدة في التخاطبِ في جميع بلاد العراق من جهة ، وفي سوريا وفلسطين وما اليها من جهة أٌخرى ، ووصلت الى أقصى درجات إتساعها في المرحلة المحصورة بين 300 ق.م و650 ميلادية وبلغت مساحة البلاد الناطقة بها [ الآرامية]نحو 600  ألف كيلو متر مربعاً وكان لها فوق ذلك منزلة اللغة الدولية في كثير من المناطق المجاورة لها ).* 8 فقه ص53    .

 مما سبق يتضح لنا إن إتساع تداول اللغة، أيِّ لغةٍ بشكلٍ واسع ؛ ( سيعني إنتشارُها في أماكنَ بعيدةٍ عنها أو إنها  غير خاضعة لنفوذها ، وعليه  ؛فأن المعاملات الرسمية والتجارية تحتم إمتداد تلك اللغة واستعمالها كأحدى وسائط التفاهم الحيوية وللتبادل المنفعي بين الطرفين ، أو الشريكين التجاريين أو الأحلاف العسكرية ؛ فقد عُثر في آسيا الصغرى [ تركيا وبلاد الاناضول ] على نقودٍ صدرت في عهد بعض الولاة الفُـرس تحملُ رموزاً آرامية .. بل يظهر انها كانت تستخدم فيها أحياناً لتدوين بعض المنتجات العلمية والأدبية ؛ كما يدلّ على ذلك نقش عُـثر عليه في مينة ( كابدوس) وهذا النقش مُؤلفٌ باللغة الآرامية ومدّون بالرسم الآرامي .. وكان للآرامية في مصرَ نفسِها في العهد الفارسي وما بعده منزلةٌ لا تقِّـلُّ عن منزلتها في البلاد الأُخرى ؛ كما تدلُّ على ذلك الوثائق التي عثر عليها في جزيرة فيلة ( أنس الوجود ) ويرجع تاريخُ هذه الوثائق إلى القرنين السّادس والخامس ق. م أي إلى عصرٍ سابقٍ للعهد الفارسي ، ولم يقف نفوذ ها عند هذا الحد ، بل تعداه إلى بعضِ مناطقِ اللغةِ العربيةِ نفسِها  فكانت تُستخدمُ لغةَ كتابة في بعض المناطقِ العربيةِ اللغة ،  بل أن الآرامية وصلت  مناطق واقعة شمال الحجاز خاصة واحة تيماء والحجر [ مدائن صالح ] ) *9 فقه ص53 

غير أنَّ  ، ونتيجةً لإمتدادِ الرقعة الجغرافية  وإتساعها ،فهذا الأمرقد خلق وضعـــاً جديداً ؛ فلأختلاط الأقوام الذين يتكلمون الآراميّـة  باقوام تلك الأصقاع البعيدة ؛ فلقد إنشعبت اللغة الآرامية إلى لهجاتٍ عـدة ( وترجع لهجات هذه المجموعة إلى مجموعتين يفصلُ بينهما نهرُ الفرات وصحراءُ الشام ، إحداهما مجموعة الآرامية الشرقية وتشمل اللهجات الآرامية ببلاد العراق في منطقتيها الجنوبية والشمالية ، وثانيهما مجموعة اللهجات الآرامية الغربية ،وتشمل سوريا وفلسطين وشبه جزيرة سيناء ) *10 فقه ص53

 ونعود إلى ما يهمنا نحن المندائيون ، ألا وهو المجموعة الشرقية التي تنقسم إلى لهجات كثيرة أهمها أربعُ لهجات ( أولها اللهجة الجنوبية  ، والتي شرحَ بها اليهودُ كتابَ {{ المشناة }} *** [المشناة ] هي ثلاث وستون كتاباً كُتبت باللغة العبرية ، تبحث في شؤون الدين اليهودي والقانون و التاريخ المقدّس ثم تمَّ شرح المشناة فيما بعد بالآرامية وأُطلق على هذا الشرح إسم [ الجمارة ] و من المشناة واالجمارة تألف ما أطلق عليه لاحقــاً اسم ( التلمود ***)

ثانيهما اللهجةُ المندائية أو المندعية التي كان يتكلم بها طائفة المندائيين أو المندعيين ، وهي طائفة تقطنُ كذلك جنوب العراق . وثالثهما اللهجة الحرانية التي تُنسب إلى مدينة حـرّان شمال العراق ، ورابعتها اللهجة السريانية وهي لهجة مدينة أدسـا ) *11 فقه ص53 .

لقـد تسبـب إتساعُ إستعمال الآرامية هذا  في شتى بقـاع المعمـورة المعـروفة أنـذاك ، وفي تلك الحقبة السحيقة من الزمن إلى دفعِ كـلِّ مجموعة بشرية مستوطنة لتلك البقاع والأماكن  أن تبتعد وبشكلٍ مستمرعن بقية المجاميع  وهذا الأمر طبيعي ؛ لأن الغـذاء والأمان  همـا المطلبان الرئيسيان للبشر ؛   الأمر الذي أدّى إلى خلق تلك التقسيمات المارة الذكر .

بيـد  أن المُلاحظ إن تلك المجاميع بنزوحها المستمر تركت وراءها ما يدلُّ على وجودها  ، لكن ومع الأسف لم تكن تلك الآثار مما يمكن الإعتداد بها أو الإشارة إليها ؛ فالآرامية الشرقية مثلاً ( لم يصل إلينا من هذه الآثار إلا القليل ، عُثر عليها في مدينة آشور ويرجع أقدمها الى القرن السابع والسادس قبل الميلاد وهي مدّونـة بالرسم الآرامي القديم ذي الحروف المتفرقــة ) 12* فقه ص53  .              ويُضيف الدكتور{وافي } أما بالنسبة الى السريانية الوثنية فما وصل الينا لا يتعدى (خطاب مارابن سـربيون ) ومع قِـدم هذا الخطاب فهو لا يختلفُ في لغتهِ عن اللغة الحديثـة ، لكن ما وصل إلينا من السريانية المسيحية فهي آثار كثيرة إلا إنها إنقسمت هي الأٌخرى إلى قسمين ؛ الأول الخط النسطوري ويُعرف بالهنـد بإسم الكلـداني والثاني بإسم السرتو أو المارونـي ، أما الأثر الثالث فكان ( تلمود بابل ) وقد سلكت مدارس اليهود نفس المسـلك في شـرح المشناة ؛ فشرحته بلهجتها الآرامية في أسفار إشتهرت تسميتها بـ ( تلمود بابل) . )

امّـا الأثر الرابع وهو ما يهمنا وما نبحث عنه فهو [ آثار الطائفة المندائية ] فيقول عنها الدكتور وافي ( لا تختلف اللهجة التي دُونت بها هذه الآثار إختلافـاً كبيراً عن اللهجة التي دُوّن فيها تلمودُ بابل غير أنها أقلّ تأثراً باللغة العبرية  ،ويرجع أقدمها الى المرحلة المحصورة بين القرنين السابع والتاسع بعد الميلاد ويمتاز رسمُها عن سائر أنواع الرسم السامي بشدة عنايته بأصوات المـد حتى أنه لا يكاد يغادر صوتـاً منها دون أن يُرمز اليه )*13 فقه ص54   ، ( وهذا الأمر واضح جلي ؛ لأن اللغة المندائية تعتمد على الحروف فقط ، أما الحركات المعروفة في اللغة العربية ؛ فلا توجد بل أُستعيض عنها بكتابتها على أنها حرفٌ وليس حركــة )  ، وإذا ما أستمرينا بالتحري عن الزمن وعن مدة قدمـهِ سنجد  أن هناك من أعطى بُعـداً زمنياً أبعد مما أورده المؤلف ويأخذنا إلى فترةٍ أبكر ، وينبه إلى الآثار المحفوظة في المتحف العراقي التي تُشير إلى فترة أسبق فلقد لاحظت الباحثة المندائية [ فريال زهرون نعمان ] ذلك   وقالت ان [الأحراز المندائية المحفوظة في المتحف العراقي أفادت الدراسات فيها إلى أنها  (تعود إلى القرن .....

يتبع رجاءً

 

الدخول للتعليق