الجمعة, 09 تشرين1/أكتوير 2015

"رؤية مراقب عن أعمال المؤتمر السابع لاتحاد الجمعيات المندائية "الجزء الثاني

  كاظم حبيب

2. ورشات عمل المؤتمر
بعد انتخاب هيئة رئاسة المؤتمر والتي كان من ضمنها السيدة الدكتورة ليلى الرومي والسيد الدكتور وليد حميد شلتاغ ووجوه مندائية بارزة أخرى وشخصية دينية مندائية اتفق المجتمعون، وبعد نقاش قصير على ممارسة أسلوب جديد متبع على الصعيد العالمي منذ سنوات كثيرة يأخذ بقاعدة تشكيل خمس ورش عمل يتوزع عليها المشاركات والمشاركون الأعضاء في المؤتمر ومن يرغب من الضيوف والحضور يناقشون فيها خمس أوراق عمل معدة من سكرتارية الاتحاد وبالتعاون والتنسيق مع الجمعيات، وهي:
1. ورشة بيت المعرفة المندائي. 2. ورشة حقوق الإنسان المندائية. 3. ورشة العائلة المندائية. 4. ورشة الشباب المندائيين. 5. ورشة النظام الداخلي.
وإذ احتضنت ورشة عمل بيت المعرفة المندائي نسبة عالية من المشاركين والحضور فأن نسبة مناسبة من المشاركين والحضور توزع على بقية الورش بصورة متقاربة وعلى وفق اهتمام الحاضرين.
وقد تسنى لي المشاركة في ورشتي عمل هما ورشة عمل حقوق الإنسان المندائية وورشة عمل بيت المعرفة المندائي التي أدرتها مجموعة من هيئة الرئاسة والسيد البروفيسور الدكتور صهيب الناشئ.

ورشة عمل حقوق الإنسان المندائية
أدار اجتماع هذه الورشة عضو سكرتارية الاتحاد السيد الدكتور سلام فرحان والذي يمتلك علاقات واسعة مع المنظمات الدولية والإقليمية ذات الاهتمام بشؤون اللاجئين عموماً وبشؤون اللاجئين من منطقة الشرق الأوسط والدول العربية، وبضمنهم شؤون اللاجئين المندائيين، وكدس تجربة غنية في هذا المجال وبالتعاون مع بقية أعضاء السكرتارية، وبشكل خاص مع المهندس الاستشاري الأستاذ حيدر خصاف، السكرتير العام الجديد للاتحاد، وأنجزا معاً الكثير من المهمات الصعبة لاحتضان اللاجئين المندائيين بسبب تفاقم عدد اللاجئين من الكثير من الدول العربية والشرق الأوسطية.
عرض الدكتور سلام فرحان ورقة عمل مجموعة حقوق الإنسان المندائية (محام) التي لخصت أهداف الاتحاد في هذه المرحلة بمسألتين هما:
1. تجميع المندائيين المهجرين في بلد واحد بالاختيار الشخصي.
2. دراسة إمكانية / احتمال المطالبة بحقوق تعويضية للعوائل المهاجرة.
ثم طرحت الورقة المعاناة التي واجهت وما تزال تواجه المندائيين باعتبارها عمليات إبادة جماعية من الدرجة السادسة وإلى التنظيف العرقي والاضطهاد المكثف منذ العام 2003 والتي قادت إلى هجرة ما يتراوح بين 80-85% من المندائيين والمندائيات من أرض الوطن نحو الخارج، مؤكدةً العواقب التي تعرض لها الهاربون من العراق من فقدان الوطن والوظيفة والعمل وانقطاع التعليم للأبناء والبنات وجروح جسدية في الطريق وصدمات نفسية قاسية وعذابات مريرة وحرمان بسبب الانتظار الطويل بسوريا بشكل خاص وبالأردن من أجل الحصول على موافقة اللجوء من الأمم المتحدة. ومع ذلك أكدت ورقة العمل على إن الانتظار في بلد ما أفضل بكثير من الخروج بصورة غير قانونية من سوريا أو الأردن أو تركيا إلى دولة أوروبية لأن ذلك يعرضها إلى ابتزاز واستنزاف أموال وعواقب أخرى مضرة. ثم أشارت ورقة العمل إلى العدد الذي استوعبته المفوضية السامية للاجئين الأمم المتحدة (UNHCR)، حيث بلغ عدد الذين استقروا في بلدان المهجر 22 ألف مندائي ومندائية، إضافة إلى وجود لاجئين سابقين، وبالتالي يصل العدد الراهن إلى أكثر من 44 ألف لاجئ مندائي ومندائية في الخارج.
ثم طرحت ورقة العمل ما يفترض أن يمارس في هذا الصدد لتحقيق هذين الهدفين وبشكل خاص من الجانب الديني لتوفير مستلزمات تجميع العائلات المندائية المبعثرة حالياً في بلد واحد وتوفير المستلزمات الضرورية لوجودهم المشترك وممارستهم لطقوسهم الدينية...الخ. اعتبرت ورقة العمل فكرة حق المجموعة البشرية المندائية أن تقرر مصيرها في وجودها في بلد واحد بعد أن أجبرت هذه المجموعة من ترك وطنها الأصلي العراق، إذ إن توزيعهم على عدد كبير من الدول سيقود إلى ذوبانهم في المجتمع الدولي، وهي خسارة فادحة للديانة المندائية والمندائيين على صعيد العراق والعالم. وأشارت الورقة إلى إن هذا الهدف غير مقر في المفوضية السامية للاجئين الأمم المتحدة وقد رفضت الطلبات التي قدمت من جانب (محام) لهذا الغرض، وهم يرفضون الحديث بشأنها لأنها مخالفة للوائح التي يعملون بها على وفق مقررات الأمم المتحدة. ولكن الدكتور سلام فرحان أشار إلى إن الدولة الاسترالية يمكن أن تسمح بذلك، إذ أشارت النقطة السادسة من ورقة العمل إلى النص التالي:
" – الحكومة الاسترالية ستنظر إلى مشروع جلب "أقلية دينية أثنية لغوية وسكان أصليين لهم عمق تاريخي مهم على الأصعدة المذكورة" أفرادها مدعوون حقوقياً ومادياً من دو أخرى.
- موقف الحكومة الاسترالية من هذا المشروع يقع ضمن التزامات قانونية لا يمكن لها رفض تحليله....".
لقد ناقش المشاركون في الورشة في إطار المادة المقترحة ولم يبتعدوا عنها. وأقروا ما جاء فيها. كما أيدوا طلب التعويض لكل المندائيين المندائيات المتضررين من الهجرة القسرية.
أبديت في هذا الاجتماع الملاحظات التالية التي رجوت النظر بها من باب التدقيق:
** هل من فائدة كبيرة بجمع كل المندائيين والمندائيات المهاجرين قسراً في بلد واحد وعزل قضيتهم عما يمارسه المندائيون والمندائيات حالياً لصالح قضيتهم بالبلدان أو الدول التي يعيشون فيها ويحركون الرأي العام لصالح قضيتهم بالعراق وبالعالم. من الضروري دراسة الجوانب السلبية والإيجابية للمسألة والتأثير النفسي السلبي لها على المندائيين بالداخل والخارج وعلى دورهم الدولي.
** لم أجد في ورقة العمل ما يشير إلى حقوق الإنسان المندائيين بالداخل، رغم وجود تنسيق بين الاتحاد والمندائيين بالداخل، ولكن كان من الضروري الحديث عن ذلك وطرح مطالب الداخل من خلال التنسيق لإيصالها عبر المؤتمرات إلى المجتمع الدولي والرأي العام العالمي.
3. لم أجد في ورقة العمل ما يربط بين حقوق الإنسان المندائي وحقوق الإنسان العراقي من قوميات وديانات ومذاهب أخرى والتي تجلت بوضوح في كلمة رئيس الطائفة المندائية ريش أمة الشيخ ستار جبار الحلو الذي عبر بوضوح عن هذا التشابك والتلازم بين المسألتين بشكل سليم وواضح.
أيد بعض الحضور ملاحظاتي، ومنهم السيد الدكتور وليد حميد شلتاغ، ولكن تجاوزها السيد الدكتور سلام فرحان باعتبارها من شأن الداخل!
وجدير بالإشارة إلى إن ورقة العمل المندائي المقدمة إلى المؤتمر السابع لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر قد عالجت بعض هذه النقاط التي أشرت إليها وبشكل خاص أوضاع العراق عموماً ومعاناته من التطرف الديني في كل من العراق وإيران ولى واقع الدولة التي تدين بدين الإسلام وممارساتها إزاء أتباع الديانات والمذاهب الأخرى، كما عالجت العلاقة بين الاتحاد والصابئة المندائيين بداخل الوطن ومعاناتهم... وهي ورقة مهمة جداً يستوجب على كل مواطن ومواطنة من العراق الاطلاع عليها لأهميتها في فهم معاناة جزء مهم وأصيل من شعب العراق بكل قومياته وأثنياته وأتباع دياناته ومذاهبه ضمن المعاناة العامة للشعب العراقي، والتي يزداد تأثيرها المدمر على جزء يشكل أقلية سكانية بالعراق كالمندائيين تحاول قوى الإسلام السياسي المتشددة والمتطرفة والإرهابية إقصائه من العراق!!!!
لم يتسن لي حضور اجتماع ورشة عمل بيت المعرفة المندائي إلا بعد انتهاء الورشة الأولى، وكان النقاش في نهاياته تقريباً، ولهذا لا يحق لي الكتابة والتعليق على ما جرى في هذه الندوة والتي طرحت فيها من خلال متابعتي إلى عدة نقاط رجوت التفكير بها من جانب الاتحاد والجمعيات الأعضاء فيه وأعضاء هذه الجمعيات وكل المندائيين:
أ‌. إن وحدة المندائيين بالداخل والخارج ضرورية ويفترض بذل أقصى الجهود لتحقيقها وعدم الانجرار للأجواء المفرقة للصف المندائي، إذ إن الانشقاقات أن استمرت تخلق مصالح تساعد على استمرار الانشقاق وإلحاق الضرر بالجميع.
ب‌. إن وصول نسبة عالية من المندائيين إلى خارج العراق بسبب ما تعرضوا له من إرهاب وقتل واحتمال اغتصاب وتشريد ونهب وسلب للأموال المنقولة وغير المنقولة وما بذله الاتحاد من أجل مساعدتهم للوصول إلى بلد المهجر في أوروبا وأمريكا وكندا واستراليا يجب أن لا يدفع من تبقى منهم بالعراق، وهم قلة، بالخروج، لأن العراق موطن المندائية والمندائيين والمندائيات الأصلي وعليهم الصمود قدر الإمكان إلا إذا وصل الأمر إلى التهديد الحقيقي بالقتل من جانب المليشيات الطائفية المسلحة وقوى الإرهاب المتعددة أو عصابات الجريمة المنظمة وقوى الفساد المالي المتداخلة والمتشابكة في مصالحها بصورة مافيوية مع تلك المليشيات المسلحة.
ت‌. الوعي بحقيقة وإدراك واقع وجود قوى إسلامية سياسية متشددة ومتطرفة، وليس كل المسلمين أو الإسلاميين المشتغلين بالسياسة، لا تريد للصابئة المندائيين والمسيحيين والإيزيديين والبهائيين وغيرهم البقاء بالعراق، أي تفريغ العراق منهم. وإذا ما خلا الجو لهم، عند ذاك يحتدم الصراع والنزاع بين المتشددين والطائفيين المتطرفين من الشيعة والسنة. يسعى كل منهما الخلاص من الآخر، وهي مسألة شرسة وعدوانية يفترض الانتباه إليها والتعاون لمواجهتها.
ث‌. إن من المفيد تشكيل جمعيات مهنية متخصصة كالأطباء المندائيين والحقوقيين والمهندسين ..،الخ، ولكن علينا أن ننتبه إلى ضرورة عدم الانعزال عن تلك المؤسسات والمنظمات التي تعمل على نطاق العراقيات والعراقيين، فالعزلة غير مفيدة في كل الأحوال.
ردّ الإعلامي المندائي المعروف الأستاذ سعيد مال الله ردَّ على ملاحظة لي بأن تنبيه الدكتور كاظم حبيب بشأن موقف الإسلاميين من المندائيين ينبغي أن لا تقودنا إلى موقف يثير علينا قوى الإسلام السياسي أكثر، وهو ما لم أقصده بطبيعة الحال وأنبه على حقيقة قائمة من جانب قوى مارست فعلياً اشد أساليب العنف لتحقيق هذه الغاية. كما علق بعض الحاضرين على مسألة العزلة التي يجب تجنبها بأن المندائيين يشاركون بفعالية في منظمات المجتمع المدني العراقية ويترأسون بعضها، وهذا صحيح تماماً، ولكن نهج تركيز المندائيين والمندائيات ببلد واحد وتكوين جمعيات مهنية مندائية مستقلة يمكن أن يقودا معاً إلى ذلك وهو تنبيه لا غير.
لقد لخص البيان الختامي للمؤتمر النتائج التي توصل إليها والذي أضع رابطه برفقة هذا المقال.

3. البرنامج الثقافي المندائي
تضمنت أيام المؤتمر الأربعة جلسات نقاش صباحية وما بعد الظهر وبرنامج ثقافي في الأمسيات وكذلك معرض للفن التشكيلي لعدد من الفنانين التشكيليين المندائيين المقيمين في المهجر، ومعرض لمنتجات الصياغة الفضية لفنانين عراقيين مندائيين متميزين في فن وحرفة الصياغة والتي يشتهر بها أبناء المندائيين، وهما عبد الرحمن السبتي الخميسي ويحيى عبد الرحمن السبتي (أب وابنه)، ومعرض للكتب الخاصة بالمندائيين كما ضمت كتباً لكتاب عراقيين غير مندائيين، التي اختطف المشاركون أغلبها، (فنهب الكتب كما يبدو حلال)، ومعرض للصور لتنشيط الذاكرة بتراث العراق وتاريخه، حيث اشتمل على صور لشخصيات بارزة ومتميزة من أبناء الطائفة المندائية الذين كانوا أو زالوا يعتبرون قدوة ليس للطائفية المندائية وحدها بل وللشعب العراقي برمته من أمثال الشخصية الوطنية والعلمية الكبيرة وأول رئيس لجامعة بغداد في أعقاب ثورة تموز 1958 الأستاذ الدكتور عبد الجبار عبد الله، وكذلك المناضل والكاتب والمؤلف الأستاذ نعيم بدوي، وثم الشهيدان البارزان صبيح سباهي وستار خضير، على سبيل المثال لا الحصر، إضافة إلى صور تاريخية لرؤساء الطائفة الدينية على امتداد العقود المنصرمة وصور عن التعميد الديني المندائي وأخرى عن العراق في فترات سابقة.
كما حفل البرنامج بقراءات شعرية تتحدث عن واقع العراق الراهن وعن كوارثه المتفاقمة وعن الأمل في الخلاص من هذا الواقع، وقصائد شعر رومانسية قدمها عدد من الشاعرات والشعراء المندائيين، منهم مثلاً إلهام زكي، زهور بابل، صلاح عوفي، صلاح زهرون، سلام ناصر وفايق الربيعي، إضافة إلى الشاعر العراق الغنائي الجميل رياض النعماني من وحي الواقع العراقي الراهن.
وكانت الليالي حافلة بالموسيقى والغناء حيث قدم الفنانان عدنان السبتي وأمجد روي أغاني عراقي وعربية، كما قدمت فرقة الرقص الشبابية العراقية الجميلة، فرقة أنكيدو للرقص الفلكلوري العراقي لوحات جميلة وتشكيلات حركية كوريوغرافية إبداعية حديثة وجميلة. وتضمنت جلسات المؤتمر عرض أفلام عن حياة المندائيين وديانتهم ومؤتمراتهم من أعمال فنانين عراقيين مثل السيد عدي حزام عيال ولجنة إعلامية جيدة بضمنها السيد لؤي حزام عيال.

4. اختتام المؤتمر
في الجلسة الختامية ناقش المؤتمرون كل التوصيات التي اتخذتها ورش العمل الخمس وركزوا بشكل خاص على القرارات المقترحة، وأقروها وأضافوا إليها بعض التوصيات والقرارات التي رأى المؤتمرون ضرورتها لمستقبل عمل المندائيين في المهجر وتعزيز مؤسساتهم، وبشكل خاص إيلاء اهتمام أكبر لبيت المعرفة المندائي بالعراق وامتداداته بالخارج لما فيه من مضامين مهمة لمستقبل الديانة والمندائيين والمندائيات عموماً وبشكل خاص إقامة المدارس والتعليم والاهتمام باللغة الآرامية الشرقية المندائية والمكتبات والحفاظ على التراث الفكري والديني السمح المندائي. وبعد الانتهاء من هذه القرارات والتوصيات التي صدرت ببيان ختامي، جرى انتخاب السكرتير العام لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر. طرح رئيس هيئة رئاسة المؤتمر السيد الدكتور وليد حميد شلتاغ من يرغب بترشيح نفسه للسكرتارية العامة لم يقدم عليها إلا شخصاً واحداً هو المهندس الاستشاري وصاحب براءات اكتشاف واختراع وناشط مميز هو الأستاذ حيدر يعقوب يوسف خصاف، لأن البروفيسور الدكتور صهيب الناشئ اعتذر عن الترشيح بإصرار قبل ذاك، إذ إنه يرغب في أن يتجدد تقليد انتخاب السكرتير العام في الاتحاد رغم إنه لم يتعب ولن يترك العمل في الاتحاد بل سيواصل كما في السابق وأكثر. ولما كانت ورشة عمل النظام الداخلي للاتحاد قد اقترحت مادة جديدة تثبت منصباً جديداً هو الرئيس الفخري للاتحاد وأقر إدخالها في النظام الداخلي، وافق المؤتمر وبالإجماع والتصفيق الحماسي على انتخاب البروفيسور الدكتور صهيب الناشئ رئيساً فخرياً للاتحاد وانتخب المؤتمرون السيد الأستاذ حيدر يعقوب يوسف خصاف وبالإجماع سكرتيراً عاماً للاتحاد. كما قدم المؤتمرون شكرهم الجزيل وتثمينهم لدور اللجنة التنفيذية السابقة وسكرتارية الاتحاد والسكرتير العام في إنجاز الكثير من المهمات وعلى ما بذلوه من جهود لصالح تحقيق شعار المؤتمر السادس الذي عقد في هولندا في العام 2012 الذي أكد "معا من اجل ديمومة المندائية".
في أثناء جلسات المؤتمر وزعت سكرتارية اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر دروع تقديرية لعدد من الشخصيات المندائية من الرجال والنساء ونشطاء في الاتحاد ومنهم رئيس الطائفة المندائية والبروفيسور الدكتور صهيب الناشئ والدكتورة ليلى الرومي وبعض شيوخ الدين المندائي والعديد من الشباب والشابات والفنانين والعاملين بالإعلام ومنهم الأستاذ سعيد مال الله والسيدين الأخوين النشطين لؤي وعدي حزام عيال. وقد شرفني المؤتمر السابع بدرع تقديري يعتبر بمثابة تقدير موجه لكل مثقفات ومثقفي العراق المدافعين عن حقوق الإنسان وحقوق القوميات وأتباع الديانات والمذاهب ومنهم أتباع الديانة المندائية، للعاملين في الحملة الوطنية لأسبوع الذكرى السنوية الأولى لاجتياح الموصل ولأعضاء هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق وأمانته العامة.
لقد تميز المؤتمر السابع لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر بسمات أشير إلى بعضها فيما يلي:
1. يعتبر المؤتمر ناجحاً بكل المقاييس، سواء أكان من حيث عدد المندوبين أو المشاركين والمدعوين للمؤتمر، ومن حيث الإدارة الديمقراطية والروح الحميمة والودية التي رافقت وتجلت في جلسات المؤتمر.
2. كما يعتبر موفقاً من حيث انتظام الجلسات والمشاركة الواعية والمسؤولة من جانب المندوبين والحضور.
3. وكذلك الجو الديمقراطي الذي ساد المناقشات وفسح المجال واسعاً أمام المتحدثين لإبداء رأيهم وملاحظاتهم النقدية سلباً وإيجاباً، رغم ندرة النقد السلبي بسبب كثرة المهمات المنجزة مستواها النوعي الجيد.
4. من حيث تنظيم التغذية وفترات الاستراحة والمتطوعات والمتطوعين لهذا العمل غير السهل وجلسات الاستراحة وتوفير ما هو ضروري لراحة المؤتمرين.
كما خلص المؤتمر إلى: تأكيد أصالة عراقية المندائيين والاعتزاز بعراقيتهم وحبهم لهذا الوطن رغم العذاب والاضطهاد والتهجير الذي تعرضوا له على امتداد القرون المنصرمة وخاصة في الفترة التي أعقبت إسقاط الدكتاتورية البعثية الصدَّامية الغاشمة، وعشقهم الأصيل لنهري دجلة والفرات.
5. وأهم من كل ذلك خروج المؤتمر بتوصيات وقرارات تساعد على لمَّ شمل المندائيين والعمل على تحقيق وحدتهم الضرورية والمحلة لصالح كل المندائيين.