الإثنين, 21 كانون1/ديسمبر 2015

وثيقة العمل المندائي المقدمة للمؤتمر السابع لوند 2015

  اتحاد الجمعيات

" مستقبل المندائية وديمومتها في قوة مؤسساتها "
محتويات الوثيقة
1. مقدمة
2. مبادئ وأساسيات عمل الإتحاد
3. حقوق الإنسان المندائي
4. الهوية المندائية و المد الديني المتطرف
5. الهوية المندائية والعولمة والمد الثقافي الغربي
6. العامل الثقافي والإعلامي
7. غياب اللغة المشتركة
8. المجمع الديني المندائي
9. الضغوط الاقتصادية ونتائج الهجرة على العوائل المندائية
10. ضعف الوضع المالي للتنظيمات المندائية
11. المرأة المندائية
12. الشباب المندائي
13. تجربة تمثيل الإتحاد على الأرض بشكل مباشر
14. خاتمة

مقدمة
تعد المرحلة الراهنة بتحدياتها المتعددة للمندائيين كطائفة دينية وبالتالي للمندائية كديانة ووجود ، من أخطر المراحل التي مرت بها في تأريخها ، ويرجع ذلك لحجم وطبيعة هذه التحديات، فمن حيث الحجم فإن الكيان المندائي بأجمعه قد تعرض لتهديدات وتغييرات جذرية أدت إلى إختلال كيانه وتغير بنية وجوده ، على أثر نزوح أبنائه من العراق وإيران، ومعاناة القسم القليل المتبقي منهم من عدم وضوح صورة المستقبل ، رغم الرغبة بالبقاء والأمل بالإستقرار، أما من حيث طبيعة هذه التحديات فهي دينية عقائدية ،أمنية ، ثقافية ، إجتماعية ، لذا ينبغي التأكيد دائما أن الدين المندائي دين عقل و معرفه كما جائت بتعاليمه الاصيله الموجودة في كتبه ووثائقه المثبتة وأن الديانة المندائية و ديمومتها هي الاساس لاستمرار الطائفه المندائية وأن وحدة الصابئة المندائيين أينما حلـّـوا مبنية على وحدة الجذر و الفكر والدين.
ولا يخفى على الجميع ما يمر به العراقيون ومعهم المندائيون من مرحلة جديدة وانعطافة تاريخية مهمة ودقيقة تجسدت في عودة قوى الظلالة والظلام القوى التكفيرية الحاقدة ، لقد جاءت اليوم بثوب جديد ثوب الدين الاصولي المتطرف ، الحاقد على كل الاديان والمذاهب وعلى الحضارة والتطور والانسانية وعلى كل ما هو جميل ، بعد سيطرتهم على مدن ومناطق واسعة في شمال وغرب العراق ، مع اعلان عودة الخلافة الى ارض الرافدين ارض الحضارة والعلم والمعرفة المعطاء والعودة به الى عهود التخلف والرجعية المقيتة ، بعد تدميرهم لكل اساس حضاري عراقي قديم مثل الجوامع والكنائس والنصب والشواهد الأثرية والدينية ، وسرقة وتدمير المتاحف وتدمير البنى التحتية المتبقية بشكل شبه كامل.
ان طائفة الصابئة المندائين بمثقفيها وسياسييها على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والسياسة وعامة ابناءها الاخيار الذين عانوا لسنيين طويلة من الظلم والاضطهاد والتمايز الديني والاثني تجد نفسها اليوم معنية قبل غيرها بهذا الامر بان يكون لها موقف ايجابي واضح مما يجري على الساحة السياسية والثقافية والفكرية وحتى الانسانية ، بين الكم الهائل من الاراء والافكار المطروحة اليوم ، وعبر هذا المشهد من التطورات والاحداث ، ولكي لا تضيع الطائفة ويهمش دورها الحضاري الفعال عبر التاريخ ، ينعقد مؤتمركم السابع لاتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر الصوت الحر المعبر عن تطلعات غالبية المندائيين في حياة حرة كريمة تنعم بالاستقرار والاطمئنان وفي الالتزام بالعقيدة المندائية السمحاء ، وفي البقاء والتطور ومواكبة روح العصر، وهضم المستجدات وكل المتغيرات اللاحقة ، في قيادة حكيمة قادرة على رسم مستقبل المندائيين والاخذ بيدهم نحو حياة افضل من خلال طرح برامج وافكار جديدة وسديدة تفي بمتطلبات المرحلة الراهنة والمراحل اللاحقة .
ان إتحادكم المناضل إتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر يعمل بثبات ونشاط دؤوب من اجل ان يكون للطائفة كلمتها وصوتها المسموع في العالم ومن اجل نصرة القضية المندائية في جميع المحافل والمنظمات الثقافية والعلمية والانسانية العالمية لضمان مصالحها حاضرا ومستقبلا.
لقد دأب الإتحاد على إقامة مؤتمراته التنظيمية حسب نظامه الداخلي، وكان المؤتمر السادس الذي عقد في هولندا / لاهاي في تموز 2012 من أنجح المؤتمرات وأوسعها مشاركة مندائية ومسؤولية في الأمل والعمل، وعلى أثر ما أقره في وثيقة عمله ، قام باعتماد مكتب سكرتاريته وتوزيع أعماله وتشكيل لجانه ومتابعة النشاطات على مدى السنوات الثلاث التي مضت ، ليعرضها على المؤتمر السابع ، الذي يحتضنه المندائيون في لوند / السويد و يحظى بمشاركة واسعة ومسؤولة متميزة ،وفي ذلك اشارة لأهميته ، كونه يأتي في ظل الظروف المعقدة والصعبة التي تمر بها المندائية في الوطن الأم وفي بلدان الشتات، وتأكيدا على الترابط المصيري بينهما، لهذه الأسباب نرى من الضروري ان يكون له في وثيقة العمل المقدمة، برنامج عمل للدورة القادمة التي تزداد فيها الخبرة والإنفتاح في التعامل بين المندائيين أنفسهم، وبينهم وبين جميع أتباع الأديان الأخرى والمنظمات الدولية والإنسانية والأكاديمية والثقافية ، من التي يمكن أن تسند كيان المندائيين وتحافظ معهم على إرثهم وحقوقهم المدنية وأصولهم في الوطن الأم الأصيل العراق وإيران، و تدعم ايضا ما ينتج عن إضطرارهم للهجرة قسرا ، من إستحقاقات قانونية معهودة ، وعلى هذا الأساس فإن الإتحاد في وثيقة العمل الراهنة يستمر في تبني ما قدمه في وثيقته للمؤتمر السادس، ويجد أن أولوياته ماتزال قائمة ، في ضرورة رعاية جميع المندائيين الذين اضطروا للهجرة القسرية من العراق وإيران، وتأمين حمايتهم ورعايتهم بروح المندائية الاصيلة في بلدان النزوح والسعي بكل السبل لإيصالهم إلى بلدان آمنة.
أولا: مبادئ وأساسيات عمل الإتحاد
1. في بلدان المهجر
ان الظروف والمستجدات الخطيرة التي عصفت بالعراق والمنطقة العربية عموما قد اجبرت الصابئة المندائيين في كل من العراق وايران على الهجرة القسرية ، وقد ادى ذلك الى التوزيع غير المسؤول مما جعل مساحة وطبيعة عمل الاتحاد كمؤسسة معنية بهم في دول المهجرتعمل على رعايتهم و في تلبية متطلباتهم ومساعدتهم قدر المقدرة على التطبع والاندماج مع الواقع الجديد . كما انه لم يتوقف نزيف الهجرة بل تفاقم الوضع وازداد سوءاً وكثرت الهجرة بعد انتشار المد الظلامي لداعش في شمال وغرب العراق واحتلاله لمناطق واسعة من اراضي ومدن العراق الجريح .لقد تشظى المندائيين واصبحوا موزعين على عدد كبير من بلدان الشتات .
لقد رفضت رئاسة الطائفة في العراق واتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر وكثير من ابنائها رفضا قاطعا وباتا ،فكرة تهجير الصابئة المندائيين كمجموعة عرقية من العراق ،وعلى الرغم أن رئاسة الطائفة وإتحاد الجمعيات المندائية يدعمان بقوة البقاء في وطن الآباء والأجداد إلا أنها تعتبر ان قرار الهجرة او البقاء قضية شخصية بحته.
لقد ثبت الاتحاد أن هذا التوزيع العشوائي الواسع وغير المدروس الى جملة اسباب من أهمها :
*ليس اللاجئ مخيراً في البلد الذي سوف يصله ويقيم فيه ، وقد قاد ذلك الى إعتماد المتاح وما يمكن الوصول إليه لان العملية لم تكن هجرة نظامية أو برعاية دوليه.
*الاستقرارمن أجل كسب الرزق او التحرك الى أماكن أخرى ، طلبا للحرية ، أو للدراسة أو أسباب اخرى .
*تشتت الأسر اللاجئة في اكثر من مدينة ضمن البلد الواحد بأسباب ، انظمة وقوانين توزيع اللاجئيين في تلك البلدان .
*الجهل بقوانين وأعراف بلدان اللجوء .
*السرية والتكتم في عملية اللجوء التي صاحبت فترة الحكم الديكتاتوري السابق وعدم تفهم المجتمع الدولي او تقبله لفكرة تجميعهم في مكان واحد .
إن النتائج المترتبة على هذا الوضع الخطير كانت:
*تشرذم المندائيين على قلتهم في عدد كبير من البلدان ، مما يضعف كيانهم ويبدد طاقاتهم ويزيد في صعوبات تنظيم وجودهم والمحافظة عليهم وتوظيف إمكاناتهم في الميادين المطلوبة دينياُ واجتماعياً وثقافياً .
*ان واقع الاندماج مع المجتمعات الجديدة وثقافتها المختلفة خصوصا بين الشباب المندائي ادى الى بروز حالة الشعور بالانتماء اليها والتمايز بها حتى صرنا نسمع عن مندائي أستراليا ومندائي أمريكا والسويد وهكذا كلما طالت مدة البقاء على هذا الحال .
* لقد تعززت الانتماءات وفرضت خصوصيتها على حساب الكيان المندائي العام والمتشظي اصلا كونه من منشأ واحد ومن وطن واحد وبايمان وثقافة واحدة . ويزيد من تنوع لغات البلدان التي صاريعيش فيها المندائيون وعدم إشتراك الجميع بلغة واحدة ، بحيث أصبح الصابئي المندائي الذي يعيش في المانيا غير قادر على التواصل مع أخيه الذي يعيش في أمريكا بأسباب اللغة ، وانعكس هذا الامر بخلق صعوبات تتزايد يوما بعد يوم آخر . في أمكانية التزواج وتشكيل الأسر المندائية الجديدة التي يمكن أن تعمل على ديمومة المندائية وازدهارها .
*وفي هذا الخصوص فإن الاتحاد يثبت ، بأنه يعمل بكل السبل التي تمكنه من تجمع المندائيين ، والحال هذا يتوجب عليه وعلى المندائيين جميعاً دون استثناء التالي:
* طرق أبواب الدول الكبرى والمنظمات الدولية والإنسانية لشرح وبيان مأساة ومعاناة المندائيين ومصيرهم المهدد بالزوال على مدى جيلين او ثلاثة ، وفي حال لم تمد الجهات الدولية يد العون والمساعدة ولم تضع برنامجاً لجمع شملهم ورعايته ، وبذلك فان اتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر يثبت للتأريخ وللأجيال القادمة ، مسعاه الجاد في تشخيص هذا الوضع والطلب من الطائفة أن تتحد وتتكاتف وتتساند من أجل تصحيح هذا الوضع وتشجيع الهجرة الثانية وخصوصا الشباب إلى أستراليا أو السويد .
* يدعو المندائيين لوضع التجمع في أماكن قليلة ، كأولوية لهم من الآن وفي المستقبل عند عزمهم الانتقال سواء كان بتأثير فردي او مؤسساتي .
*ان ما قامت به منظة محام من دور فاعل ومشرف خلال السنوات الماضية حتى اليوم يؤكد على هذا المنهج الواضح لا يقبل الشك والذي خطه الاتحاد بكوادره العاملة في هذا المضمار.
2. التعاون مع المندائيين في الوطن الأم
لا يعمل الإتحاد بشكل منفرد أو منفصل عن الإمتداد الأساس للصابئة المندائيين في وَطنـَي وجودهم الأصلي العراق وإيران، فالمعهود أن أصل الصابئة المندائيين أينما كانوا هو بلاد مابين النهرين وهم إمتداد واحد، قائم بكل ابعاده التأريخية واللغوية والتراثية ، ومن أجل هذا فإن الإتحاد يؤمن ويسعى وبشكل قوي ودائم لإدامة العلاقة مع كيان الصابئة المندائيين في العراق وإيران كونهما العمق الأساسي للوجود المندائي، ويجد أن مسؤوليته تتكامل في التعاون المشترك معهما من أجل الحفاظ على هذا الوجود وتحقيق كل ما يمكن له، وبخاصة في أمنه وسلامة وجوده وكرامة الأبناء على قدر المساواة مع أبناء الشعب في هذين البلدين، وأن يناضل مع التنظيمات المندائية الموجودة فيهما لغرض تحقيق المكاسب المشروعة للصابئة المندائيين دستوريا وقانونيا،
وهذا ما لاحظناه مؤخراً على عزم القيادة الإيرانية في الاعتراف الرسمي بالطائفة المندائية في إيران وبحضور الريش امه صلاح الكنزبرا جبار الكحيلي في الملتقى الدولي الخامس للاديان التوحيدية الذي عقد في مدينة اصفهان الايرانية يوم 5/ شباط/ 2015
يؤكد الإتحاد دوما في سياسته وفي جميع ادبياته على التعاون المستمر لأبقاء جسور التواصل ثابتة وقوية ، ممدودة بين المندائيين في الوطن الأم والموجودين في بلدان المهجر ، من خلال تنشيط ودعم مؤسساتنا وتجمعاتنا في الداخل مع الإتحاد ، كما يدعم اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر مواقف القيادة الدينية في العراق وعلى رأسها رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم والمنتخب ديمقراطيا وباجماع رجال الدين المندائيين كافة ولمدة (7) سبع سنوات قادمة بإعتباره الممثل الرسمي للطائفه في المحافل السياسية العراقية و الخارجية و الحافظ الاساس لبرنامجها ومقرة العراق والقيادة المدنية لمجلسي العموم والشؤون العام ، وكل المؤسسات والروابط التابعة لهم ويثمن كل الجهود المرموقة التي يقومون بها من أجل الحفاظ على الجذور والاصول والهوية المندائية داخل العراق، كما نعتبر هذه المؤسسات هي الممثل الشرعي الحقيقي للطائفة المندائية،ويدعم الاتحاد في الوقت نفسه التشكيلات التنظيمية المندائية القائمة في إيران والتي تعمل على رعاية الوجود المندائي وتنظيم أمره والمطالبة بحقوقه،وبالمقابل فإن للإتحاد كامل الحق في أن يتلقى الدعم من الكيان المندائي في هذين البلدين، في كل ما يتعلق بأنشطته ومشاريعه المتنوعة الرامية إلى التحرك على مستوى قيادة المندائيين في بلدان المهجر.
كما يؤكد الاتحاد دائما على ضرورة التدارس والتنسيق المشترك مع رجال الدين كافة في اي خطوة او عمل يتعلق بمصير الطائفة لتدارك العواقب الوخيمة اللاحقة .
وعلى هذا الأساس قدم إتحاد الجمعيات المندائية في المهجر مشروعه الخاص بتوحيد مؤسسات الطائفة والذي تضمن تكوين المؤسسات التالية وهي:
• المجلس الروحاني الأعلى
• المجالس المدنية في العراق
• مجالس إيران
• إتحاد الجمعيات المندائية في المهجر
و تكوين رئاسة موحدة للطائفة بممثلي المجالس أعلاه و برئاسة رئيس الطائفة المنتخب و يشرع لها نظام داخلي خاص و تسمى رئاسة الطائفة ومقرها العراق

وإحتوى المشروع على تفاصيل تنظيم العلاقة التنظيمية بين هذه المؤسسات على النحو التالي
أ. ممثلو المجالس المدنية في العراق
• تتكون المجالس المدنية في العراق من مجلسي العموم و الشؤون ومجالس المحافظات
• تعمل هذة المجالس بنظامها الداخلي الملحق ولها الحق بتغيير نظامها وحسب اغلبية اعضائها
• تشرف على تمثيل المندائيين في العراق
• تتولى ادارة شؤون الصابئة المندائيين في العراق ومن ضمنها سن قوانين الاحوال المندنية والارث وحسب الشرع المندائي
• تشرف على الميزانية المركزية للمندائيين في العراق
• تشرف على تحصيل الحقوق المادية والمعنوية للصابئة المندائيةن في العراق كسكان اصليين وتعمل على التواصل مع المندائيين في المهجر
• تشرف على تامين الميزانية المركزية لرجال الدين وتضمن على حصولهم على راتب شهري من الدولة العراقية وتعزز ميزانية المجلس الروحاني من مصادر الدخل المندائية المختلفة.
ب. ممثلو مجالس ايران
• يشرف على وضع المندائيين في ايران
• يعمل بنظام داخلي منفصل لادارة شؤون المندائيين في ايران
ج. ممثلو اتحاد الجمعيات المندائية
3. التعاون مع رجال الدين والمؤسسة الدينية للطائفة
الصابئة المندائيون طائفة دينية والمندائية هي عقيدتهم الدينية، وعلى هذا فإن رابطتهم المشتركة هي رابطة الدين الذي قوّم كيانهم وميزهم، ومع أن المندائيين منفتحون ومتعايشون مع مجتمعاتهم والمجتمعات التي صاروا يعيشون فيها اليوم وبكل أنواع الثقافات، إلا أنهم يدركون بأن الخصوصية الدينية هي وراء وجود كيانهم والوعاء الحافظ لبقائهم وإستمراهم كمجموعة بشرية موحدة، وإن أنفراط عقد الدين سيؤدي إلى إنفراط عقدهم، وبالمقابل فإن الإتحاد يدرك تماما التحديات التي تواجهها الأديان الصغيرة عامة والدين المندائي بشكل خاص في بلدان المهجر وفي هذا العصر بالذات وما يحمله المستقبل القادم من مخاطر حقيقية.
ويؤكد الاتحاد على النقاط الجوهرية التالية :
• ان الاتحاد كمؤسسة مندائية حقوقية معني تماماً بالمحافظة على الكيان المندائي الذي يتدين بالديانة المندائية ، وأن رجال الدين وهم من رموز الطائفة المندائية وكذلك العارفين والباحثين هم الموكلون بأمر الدين وهم الركيزة الاساسية والمهمة في دفع الامور الدينية ومتطلباتها الضرورية نحو الامام من خلال الطروحات التي تتماشي مع عصب الحياة اليوم دون المساس المباشر بالثوابت الدينية المندائية المعرفية العقلية المثبتة في كتبنا المندائية من خلال حرصهم على ديمومة الدين ومحافظتهم على أبنائه مثلما يطلب من الأبناء حرصهم على الدين . ان الاتحاد يرعى رجال الدين مثلما عليهم رعايته ليكونوا القدوة الحسنة في التماسك والتواصل ، وهذا يعني أن التعاون المشترك المبني على تقدير المسؤولية الواحدة في الكيان هو السبيل الوحيد للنجاح
• لما كان اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر يعمل بشكل جاد ومتواصل على إبراز وتعميق الهوية المندائية والدفاع عن الدين المندائي كما جاء بنص المادة الثانية والعشرين من نظامه الداخلي لذا يؤكد أنه يولي ويتابع قضية إنجاز تعريف المندائي من قبل رجال الدين و العارفين من المندائيين أهمية كبيرة وفي نفس الوقت يعيد التأكيد أن الاتحاد يلتزم بتعريف المندائي كما هو المثبت في كتبنا الدينية
• يؤكد الإتحاد أنه كمنظمة عمل مدني كان وسيبقى غير معني بإجراء أية تغييرات أو تطويرات أو تحويرات على الدين المندائي وطقوسه وهو أمر متروك تماماً لأصحاب الشأن من رجال الدين ممثلاً بمجمعهم الروحاني العالمي الذي نأمل أن يقوم بدوره في هذا المجال
• الحث الدائم على تأسيس مجمع عالمي يضم جميع رجال الدين المندائيين باسم يختارونه بالاجماع ، لما له من اهمية كبرى ودور فعال وحسب متطلبات المرحلة الراهنة من تاريخنا المندائي المعاصر .
• ان فصل العمل في المؤسسة الدينية عن العمل في المؤسسات المدنية العاملة ضرورة ملحة مع التشاور والتنسيق الدائم بين تلك المؤسسات وللصالح العام .
• تشجيع رجال الدين على مساندة تأسيس بيت المعرفه المندائية يضم رجال دين متنورين مع مجموعة خيرة من نشطاء الطائفة والمتبحرين بالمعرفة المندائية يأخذ على عاتقه الدراسة و التدريس و النشر و جمع التراث و تخريج رجال دين و مندائيين مثقفين متنورين مسلحين بالعلم الديني و الدنيوي للدفاع عن المندائية و مستقبلها
• تأكيد الاتحاد على الالتزام بالمبادىء والثوابت الدينية المندائية المقدسة مع الرفض التام لشعيرة التبشير كون العقيدة المندائية ترفض ذلك تماماً.
ثانيا - حقوق الانسان المندائي
لقد شاهد الجميع التدهور الكبير في الأوضاع السياسية و الأمنية في العراق و انعكس ذلك سلبا على أوضاع المندائيين في العراق الذين يثبتون اقدامهم في ارض ابائهم و اجدادهم مدافعين عن حقهم كأقلية اثنية و دينية اصيلة في العراق . ان حمايه حقوقهم و مطالبهم بحياة حرة كريمة امينة يتطلب أولا العمل على حث الحكومة العراقية ومجلس النواب العراقي من قبل وجهاء الطائفة والعاملين في السلك السياسي في العراق بالإضافة الى دور رجال الدين هناك والمنظمات المدنية والمؤسسات المندائية الاخرى بالعمل الحثيث والسريع في سبيل توفير جزء ولو بسيط من الامان بالصيغة المعروفة و لكن يبقى هدف و بناء دوله بعيدة عن المحاصصة الطائفية المقيتة المدمرة للنسيج الاجتماعي في العراق و معتمدة على مبدأ المواطنة و الكفاءة و الحق الدستوري المتساوي للجميع و اعتبار الدين حقاً شخصياً و ليس دين دولة. ولحين تكوين مثل هكذا دولة يجب على الدولة الحالية حماية الأقليات كافه الأقليات و اعطائهم الصوت القوي و الكافي لحماية مصالحهم من خلال تكوين مجلس امن الأقليات الذي دعي اليه الاتحاد منذ فترة طويله.
ان الهجمة الشرسة التي تعرض لها شمال وغرب العراق ، وبعد ان تجذر الارهاب والظلالة في ارض الرافدين واحتلاله لأراضي مدن واراضي واسعة في شمال وغرب العراق والمتمثل بفلول (داعش ) الاجرامية تهدد مستقبل المندائيين في العراق في الصميم . ان الارهاب الاسود الذي كانت بنيته التحتية الاساسية تتغذى من الفساد المالي والاداري المستشري في مفاصل الدولة يعتاش على الصراع الطائفي المحتدم الذي يمثل الوجه القبيح الاخر للارهاب الداخلي .
لهذه الاسباب مجتمعة وغيرها اضطر المندائيون الى الهجرة القسرية سابقا و حاليا حفاظا على ارواحهم ولحماية عوائلهم من الخطف والقتل والتشريد والمساومة على اروحاهم وممتلكاتهم ، بحثا عن مكان آمن يأويهم ويضمن سلامتهم ويوفر لهم القيم الانسانية التي يستحقونها ، في العيش الامن وايحاد فرص العمل المتساوية والمتكافئة التي يمكن أن يظهروا فيها قدراتهم ومواهبهم وتفوقهم العلمي والعملي في مجال الابداع والتطوير والانتاج وكل حسب اختصاصه.
لقد عمل الاتحاد وفي كافة مؤتمراته السابقة واللاحقة في تثبيت المؤشرات المتعلقة بحقوق الإنسان المندائي في اي مكان يتواجد فيه حرصا منه على سلامته وديمومته.
وفي هذا المجال يؤكد الإتحاد على :
• لاتوجد عملية احصاء وتعداد دقيق للمندائيين الباقيين في العراق للظروف الاستثنائية التي يمرون بها حاليا ، لكن اغلب التوقعات تشير الى ان المتبقي منهم يشكل أقل من ربع تعداد المندائيين القاطنين في في العالم خلال السنوات الثلاث الماضية ، وهذه النسبة تتوزع في مختلف انحاء العراق والاكثرية منهم في العاصمة بغداد ، وقسم اخر نزح الى اقليم كردستان العراق في أربيل والسليمانية بحثا عن الرزق والامان .
• ان عدداً كبيراً من المندائيين يعيش اليوم في ضنك العيش في سوريا وتركيا وفي الاردن في ظل الظروف العصيبة والتهديدات الجديدة التي تعيشها المنطقة العربية ، وظلوا في الانتظار لغرض الالتحاق ولم الشمل بأهاليهم واقربائهم في دول المهجر تحت يافطة منظمة الامم المتحدة (U.N) ومنظمات حقوق الانسان العالمية والمندائية ( محام ) وغيرها .
• ان تقييم المفوضية الدولية العاليا لشؤون اللاجئيين لهذه العوائل ، هو عدم توفر القدرة لهذه العوائل بالعودة مجددا الى العراق في ظل الظروف الانفة الذكر اضافة عدم توفر الموارد المالية الكافية التي تسمح لهم بالعودة والعيش الرغيد .
• لقد استطاع الاتحاد ومن خلال مجموعة حقوق الانسان المندائية ( محام ) أن يضع هذه المأساة الانسانية أمام أعلى المستويات في المحافل والمؤسسات العالمية المختصة ، اذ أستطاعت ( منظمة محام المناضلة ) في أوقات قياسية وبنسب عالية أن تحصل على حق إعادة التوطين لاعداد كبيرة منهم في ظل الظروف الحرجة الحالية في سوريا وتركيا والاردن ومازالت أعداد اخرى تنتظر الحل لمأساتها مع اعادة الاعتبار لقسم من رفضت ملفاتهم الى السويد .
• تاكيد الاتحاد الدائم على حث الجهات المسؤولة في العراق وذوي العلاقة بشؤون المندائيين بايجاد الطرق الناجحة في الحفاظ على سلامتهم مع التعامل الجدي مع هذا الملف الهام .
• المطالبة بأكثر من نائب في البرلمان العراقي اسوة ببقية الاقليات الدينية الاخرى والمطالبة الدائمة بادخال الكوادر العلمية والثقافية والفنية المندائية في تبوء المسؤولية الوظيفية وحسب المقولة ( الشخص المناسب في المكان المناسب ).
• يؤكد ويدعم بشدة تشكيل مجلس أمن الاقليات في العراق وبتعاون دولي ليأخذ دوره في رفع الغبن الحالي والتأريخي الذي لحق بالأقليات عموما والمندائيين خصوصا ويكون منبراً للأقليات في متابعة أوضاعها واستحصال حقوقها المشروعة .
• كما يرى الإتحاد أن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد مطالبة أساسية ومستمرة للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإنسانية لمساعدة المندائيين على حفاظ كيانهم لأنهم ليسوا من تسبب في وضعهم بهذا الشكل المهدد والخطير ، كما أن امكاناتهم الذاتية لا تتناسب أبداً مع حجم الخطر الذي يتهددهم وجوداً وتاريخاً وثقافة .
• كما يؤكد الإتحاد على الانفتاح على منظمات حقوق الإنسان والحريات الدينية عالميا والعمل على عرض الواقع المندائي في العراق وايران وبلدان الشتات لغرض التعريف واستحصال الحقوق لهم ، وفق ما تنص عليه القوانين الدولية .
• ان التأكيد على وحدة الصابئة المندائيين اينما حلو تحت شعار ( المندائيون عائلة واحدة ) ولوجود واصل واحد ، أملت عليهم الحدود المصطنعة ان يتوزعوا بين العراق وايران ، وأن احتمالات العودة او الهجرة المعاكسة مرتبط بمسألة الأوضاع في هذين البلدين ومقدار ما يتحقق فيهما من الأمن والسلامة وحرية الفكر والعقيدة والعيش الكريم ، وهو قرار شخصي سواء ما يتعلق بالتهديد العام الذي هو مسؤولية جميع المؤسسات المندائية الموجودة هناك .
• يعتبر الاتحاد ان المشاكل التي يعاني منها المندائيون في الداخل جزء لا يتجزأ من مشاكل العراق وايران الرئيسة ومتاعب شعبيهما بكل طبقاته وفئاته واقلياته الدينية والاثنية .
• كما يؤكد الاتحاد على خصوصية المندائيين وعلى الحقوق التاريخية والقانونية لهم كشعب اصيل من شعوب منطقة وادي الرافدين .
• يؤكد الاتحاد على تضامنه مع الشعوب والأقوام التي تتعرض للأرهاب والأضطهاد والعنف الجسدي والنفسي وعمليات الابادة الجماعية وغيرها كالتي تعرّض ويتعرض اليها المندائيين ولا زالوا .
• يؤكد أيضا على ضرورة اجراء الاستفتاء النزيه وبمراقبين من المؤسسات المندائية العاملة في كافة دول تواجد المندائيين كما حصل في مملكة السويد لما له من اعتبارات دينية وانسانية واجتماعية نبيلة
ثالثا- الهوية المندائية و المد الديني المتطرف
ان التطرف الديني في العراق وإيران باشكاله كافة وشكل الحكم المستند إلى تدين الدولة إسلامياً وسيطرة الحركات الدينيه سياسيا أفرزت العنف الطائفي المقيت والمحاولات المنظمه لافراغ البلدين من الأطياف الدينية الأخرى وشرّعت أن يحصل ذلك بشكل تدريجي ومنظم وما إقدام عصابات داعش على أفعالها المشينة اللاإنسانية إلا نتيجة طبيعية لسلسلة طويلة من إجرائات صبغ الدولة بصبغة دينية وشرعنة التعصب ضد الأقليات. و كان هذا السبب الأساس في هجرة المكونات غير المسلمة من هذين البلدين وكذلك المسلمين المعتدلين المتسامحين..
أن فضح ومقاومة هذا المد واجب أساس من واجبات المنظمات المندائية في جميع بلدان المهجر خصوصا في المحافل العراقية والدولية ومنظمات حقوق الاٍنسان وجميع وسائل الاعلام والحث على نشر وتوزيع كل ما يتعلق بحوادث القتل والاغتصاب، واجبار ابناء وبنات الاقليات الدينية على تغيير عقيدتهم الدينية ،اضافة الى عمليات النهب والسلب التي يتعرض لها أبناء هذه الاقليات والديانات السماويه غير الاسلاميه في العراق وايران وايصالها الى وسائل الاعلام المحلية والعالمية.
أما على مستوى الإستيطان في بلدان المهجر فإن ثقافة هذه البلدان والتوجهات السائدة اليوم بضعف الإهتمام الديني، وحداثة الوجود المندائي وبخاصة الشباب المندائي الذي يحاول التأقلم مع الواقع وتقليده، وإنصراف الأسرة إلى مواجهة صعوبات الواقع الجديد، وغياب دور التثقيف الديني او غيره بين الأفراد، وضعف وجود فرص التجمع في بيت مندا أو أي مكان يخصص للقاءات مندائية مبرمجة، فإن الفهم والإهتمام بالخصوصية و الهوية المندائية و الدين المندائي سيضعف ويكون التوجه نحو ما هو سائد من تعاليم دينية او ممارسات طقسية في هذه البلدان ونقصد بذلك الديانة المسيحية او التوجه نحو الغاء الدين بشكل تام من حياة الفرد. خاصة وأن طائفتنا تتعرض في المهجر اٍلى هجمة شرسة من بعض المنظمات المسيحية المتطرفة. فالعديد من القوى الدينية المهيمنة في هذه البلدان تستخدم مختلف الأساليب الملتوية كتقديم المساعدات المالية والعينية وعقد الصداقات مع الفتيان والفتيات تمهيداً للزواج لغرض إستدراج المندائيين لذلك خاصة وأنهم يعرفون أن تماسك الكيان المندائي مازال ضعيفا بحكم حداثة وجوده وإنشغال الآباء في تدبير أمر الاستقرار
كما يدعو الاتحاد دائما على حث وافساح المجال للشباب المندائي بأخذ زمام المبادرة في الفعاليات والنشاطات الثقافية والاجتماعية مع استخدام الاسلوب التربوي والدعم والتشجيع من لدن المؤسسات المندائية واعضائها العاملين .
لقد شخّص الاتحاد هذه الظاهرة الخطيرة ونبه إلى نتائجها السلبية المؤثرة على بقاء الديانة المندائية، وعلى هذا فقد دخل في نقاشات ومباحثات أساسية مع القيادة الدينية والسادة رجال الدين آملا بأن يكون هناك إدراك كبير للمخاطر التي تأتي من هذا الباب الواسع. وطالما أن العمل الأساس يقع على عاتق رجال الدين والعارفين بجمع الشمل والتعريف بالهوية المندائية والإنتهاء من تعريف من هو المندائي إستناداً للكتب الدينية ونقاطها المشرقة التقدمية بين الهويات والاديان الاخرى وعلى الأسرة المندائية في التربية والتنشئة المندائية المحبة، فإن جهودا كبيرة مطلوبة في هذا الخصوص. ونثبت هنا على ضرورة دعم المواقع المندائية بين الشباب وإستثارة النخوة المندائية بكتابات موجهة لجيل الشباب والعمل على توفير الأنشطة التي من شأنها أن تظهر القيمة المندائية عقيدة وكيانا فتديم الحرص المندائي والمحبة للمندائية في النفوس.
كما يحذر الإتحاد من التأثيرات السلبية لحالة الاصطفاف والتطرف الديني الاعمى البعيد عن الدين الحقيقي في المجتمع المندائي ، الذي ازدادت قوته في الآونه الاخيرة ، واخذ هذا التطرف الجديد منحى اخر مغايراً لمفاهيم المندائية الحقيقية والذي حدثَ كردّة فعل لمسايرة التطرف الديني للأديان الأخرى و الذي يُفقد المندائية مفاهيمها الأساسية حول الأنسان و السلام و التعايش مع الآخرين و يمنعها من إيجاد حلول دينية سليمة للمعضلات التي نواجهها اليوم .
لكن بالمقابل هناك مشاريع تبناها اتحادكم العتيد و الجمعيات المندائية منها مشاريع مخيمات الشباب التي أجرتها الجمعيات المندائية في اغلب الأماكن في شمال أمريكا (لعشرين عام) و غرب الولايات المتحدة و السويد و الدنمارك و إنكلترا و استراليا و مشاريع تعميد الأطفال و مشروع أبنائنا في جيوبنا و النشاطات الفنية و الأدبية و الحفلات الموجهة للشباب بالإضافة الى تكوين العديد من جمعيات الشباب في مختلف الأماكن لتعميق حس الانتماء و الهوية المندائية لديهم
كما يدعو الاتحاد دائما على حث وافساح المجال للشباب المندائي بأخذ زمام المبادرة في الفعاليات والنشاطات الثقافية والاجتماعية مع استخدام الاسلوب التربوي والدعم والتشجيع من لدن المؤسسات المندائية واعضائها العاملين .
رابعا - الهوية المندائية والعولمة والمد الثقافي الغربي
في الوقت الذي خرج فيه الصابئة المندائيون من قمقم النظام الديكتاتوري السابق، وما تلاه من حكم ديموقراطي شكليا وديني واقعيًاوما سبقه تأريخيا من العديد من مظاهر الظلم والتمييز، وصاروا يتنفسون عبير الحرية والديمقراطية والمساواة في العوالم الجديدة ، أخذ بعضهم يلغي الهوية المندائية و يسقط تدريجيا في الإنفلات والإنحلال والذوبان التدريجي. فالمندائيون تأريخيا، وبسبب حالة الدفاع عن النفس الموروثة، حاولوا جاهدين الانسجام مع مجتمعاتهم التي يعيشون فيها، وهذا ما جعلهم متقبلين بشكل سريع لقيم وتقاليد وعادات المجتمعات الغربية. وبما ان حصانتهم الدينية والاثنية محدودة فإنهم سيكونوا إزاء مشكلة ذوبان الخصوصية، خاصة وان الأهل كانوا ولا زالوا يحملون بذور الفكر المنفتح ويتوقون لرؤية ابنائهم وبناتهم متمتعين بنعيم الحرية وحق الاختيار. وبغياب الواعز الديني، ، بدأت مظاهر التآكل تنخر في جسم الطائفة المندائية. واذا أضفنا لذلك العوامل التي اشرنا اليها، مثل اللغة والضغوط الاقتصادية والعزلة والتفتت الاسري والاجتماعي، فإن انفلات الشباب وتركهم لكل ما يتعلق بالشأن المندائي سيصبح شائعا شيئا فشيئا. ومن جانب آخر فأن مظاهر ضعف المؤسسة الدينية التي كان من الممكن أن تقود عملية إيجاد حلول دينية للمشاكل الجديدة ولكسب الشباب إلى الدين بايجاد حلول تتناسب والظروف البيئية الجديدة والحالة الاجتماعية الجديدة بدون فقدان الجوهر اللاهوتي الفلسفي العميق والممارسة الدينية الطقسية الأصيلة بما يتناسب والظروف الراهنة أعطت مبررا آخرا للعديد من المندائيين بالانفلات..
.واملنا كبير أن تأسيس وتفعيل عمل المجمع الديني المندائي العالمي و بيت المعرفة المندائية كمؤسسة استراتيجية معرفية للطائفة سيكون ذا تأثير أيجابي وسيأخذ دوره الريادي في هذا الظرف بالذات في تحمل المسؤولية كمرجعية دينية ولاهوتية عامة .
ان عملية استيعاب الثقافة الغربية و العالمية و تقبل الواقع العالمي الجديد و الاستفادة من الحرية وثورة المعلومات وفهم الواقع المجتمعي الغربي وقوانينه على حقيقتها يجب ان تكون عامل قوة لديمومة المندائية حيث ان العقل و التفكير المنطقي و استيعاب العلوم وتحريم الجهل بين المندائيين هو من الاسس الرئيسة في العقيدة المندائية.
وتأسيسا على هذا فإن أساس التوجه والعمل يجب ان يكون للمحافظة على المجموعة الدينية العرقية المندائية من الانقراض واعتماد هذا الأمر شعارا اساسيا يجب ان نعايشه مع المعتقدات والايدولوجيات السياسية والمكاسب الشخصية والاوضاع العائلية. لذا فإن التوجه العام الذي يؤطر رؤية ونشاط الإتحاد في هذا الخصوص ينصب على النقاط الآتية:
• أولاً : يدعم الإتحاد بقوة الهوية الدينية المندائية المتميزة ويدعو الى تطويرها وبلورتها وتوثيق وجودها التأريخي المتجذر في وادي الرافدين بإعتبار المندائية فئة أثنية دينية تملك مقومات الوجود والتواصل والتطور ويؤكد على ضرورة الانتهاء من تعريف المندائي الذي سيعزز كيان الطائفة ووجودها وبقائها.
ثانياً : يعمل الاتحاد على تأصيل وتطبيع وتأكيد الذات المعرفية المندائية وكونها جزء من التراث الثقافي الانساني.
ثالثاً :الانفتاح المعرفي على الثقافات العالمية و تشجيع الدراسات المقارنه و روح البحث بين الشباب و الفهم الصحيح للمندائية و اضافاتها للثقافة العالمية
رابعاً :تجذير الاحترام العميق للتراث المندائي بين المندائيين
خامساً : التأكيد على فكرة تدوين التراث المندائي من خلال الاهتمام بالنشاط الاعلامي المتعلق بالحفاظ على الذاكرة المندائية كارشيف منجز يوضع بين ايدي ابناءنا وشبابنا المتنور للحاضر والمستقبل .
سادساً : يدعم الإتحاد بشكل غير محدود الجهود الرامية للدفاع عن الديانة المندائية وتراثها تجاه الهجمة الدينية للأديان الأخرى وخصوصاً من المنقلبين على الديانة المندائية والذين ينفثون سمومهم وأمراضهم النفسية ضمن المجتمع المندائي وخصوصاً الشباب ويشجع الإتحاد الوقوف بجميع الوسائل الممكنة بوجه هذه الهجمة.
خامسا - العامل الثقافي والاعلامي
ان ما حدث من تحولات في العالم تمثل بالانتقال من عصر الصناعة والحداثة الى عصر العولمة، و من اللغة الأبجدية الى اللغة الرقمية قد أحدث تحولا كبيرا أثر في مختلف وجوه النشاط البشريالأمر الذي غير علاقتنا بمفردات وجودنا وطرح تساؤلات حول دور المثقف المندائي وفعل الثقافة في الحفاظ على هذا الوجود. وإتحاد الجمعيات المندائية يؤمن بان للثقافة الدور الرئيس والمهم في حفظ هذه المسيرة الصعبة.
إن الهدف الذي يجب أن نسعى اليه، هو تحليل الواقع المندائي بما يحيط به من ملابسات، ورفع مستوى الوعي الفردي والجماعي ، وكما فعلنا منذ بداية تأسيس اتحادنا ولحد الان ، التوجه نحو كل الوسائل الإعلامية التي من شأنها أن توصل الصوت المندائي والمعرفة المندائية والثقافة المندائية بكل أنواعها وثرائها لكل بيت مندائي وتعريف الآخرين بها سواء على مستوى العراق وإيران أو الأوطان الجديدة...
وإيمانا بقيمة العامل الثقافي فإن الاتحاد حرص تمام الحرص على الإقدام على مشاريع ثقافية مندائية وعامة تخدم القضية المندائية من حيث التعريف وكذلك تقدير الذات وتحقيق الدعم الذي يعزز القيمة الذاتية في نفوس الأبناء ويتحقق من خلاله الحصول على حقوق المندائيين والتعريف بالحاجة لكل ما يدعم كيانهم ويبقيه كوجود وكأرث إنساني. وفي كل ذلك فأن التوجه قائم لعرض كل الخزين المندائي وفي مختلف مجالات الثقافة العلمية والأدبية والفنيـــة، وتشجيع العطاء المندائي المتميز الذي يخدم المندائية والمندائيين اينما كانوا.
ويرى الأتحاد أن العمل الثقافي يجب ان يرتكز على جملة مشاريع ثقافية حيوية تقف على رأسها المشاريع التي بلور الاتحاد اتجاهاتها الاستراتيجية والتنظيمية:
• أولاً بيت المعرفة المندائية . إيمانا من الإتحاد بأهمية هذا الموضوع الحيوي، فقد خصص له مساحة كبيرة من النشاط والمتابعة، وقد تمخضت نشاطاته في إعتماد هذا المشروع الذي قام على أساس مقترح الأكاديمية المندائية. ولكبر حجم هذا المشروع والتوجه بأن يكون ثابتا ومستمرا كان الإدراك بأنه يحتاج إلى ميزانية تنفيذ كبيرة لتشكيل موقع التأسيس وأبنيته وأقسامه ومناهجه وكتبه وموظفيه وغير ذلك كأي مؤسسة تعليمية أكاديمية فيما تقوم به من تعليم ودراسة وبحث منهجي وصولا إلى الدراسات العليا. وقد قام الإتحاد بوضع النظام الداخلي لمثل هذه المؤسسة، بل أن الأكاديمة المندائية قد أقرّت وتم تسجيلها في ألمانيا بشكل رسمي. كما تمت مخاطبة العراق وبأعلى المستويات الحكومية والرسمية حيث أقرت الدولة العراقية وأنجزت بناء بيت المعرفة المندائية وهو الجزء الأول والمهم من المشروع الذي ما زال ينتظره الكثير من العمل لوضع آلية تنفيذ الإستفادة من البناء وتوظيف الطاقات اللازمة لهذا الغرض.
أن ما يؤسف له حقا أن أي تقدم لم يحصل لحد الآن فيما يتعلق بدعم هذا المشروع الحيوي من ناحية الإستفادة من المبنى المنجز والذي يعوّل عليه الإتحاد والكيان المندائي الكثير في التعليم والبحث والتوثيق. وسيبقى الإتحاد مستمرا في سعيه لأن يحقق الدعم المطلوب من أجل وضع آلية التنفيذ لكي يتحقق للمندائيين صرح تربوي وتعليمي وثقافي يستطيعون من خلاله التعلم والبحث والتوثيق وابراز ثقافتهم كأي كيان بشري حيوي له خصوصيته الدينية والثقافية.
• ثانيا:تأسيس دار نشر مندائية واحياء فكرة ترجمة الاعمال الفكرية والدينية والفلسفية من المندائية الى العربية والانكليزية واللغات العالمية الاخرى، تحتل حيــّـزا من توجه الإتحاد لما لها من دور كبير في الإحياء الثقافي. فطوال هذه السنين، وبالقدر الهائل من الامكانات الثقافية والعلمية والمعرفية التي بين أيدينا لم توفق جهودنا التي بدأنا بها قبل ثمانية اعوام الى إنشاء دار نشر واحدة تعني بالكتاب الذي ينتجه المندائي وبتسويقه، لاسباب تتعلق بالدعم المالي.
• ثالثاً :تشجيع المنابر الاعلامية وتعددها (مواقع، صحف، قنوات تلفزيونية، اذاعة، مجلات، تجمعات وروابط .. الخ) ونعتبر وجود الموقع المندائي على الشبكة العالمية وعلى الفيسبوك بعد إستحداث صفحة الفيس بوك التابعة لاتحاد الجمعيات المندائية في بلدان المهجر والنتائج الايجابية التي حققها خلال السنوات الاخيرة في الاوساط الاعلامية العربية والعالمية، اضافة الى الشبكة المندائية ( الياهو كروب) نموذجاً أوّلياً نسعى لتعميمه وتطويره واشاعته من اجل الوصول الى اساليب جديدة في العمل الديمقراطي خلال الفترة القادمة.ومن نتائج هذا الاهتمام وهذا التشجيع ولادة الرابطة المندائية للثقافة والفنون والاداب هذا العام مع اختيار منشور جديد لها بأسم ( النهضة المندائية ) خير دليل على هذا التوجه المبارك .
• رابعاً :الدعوة الى تمتين الروابط بين المبدعين كافة وخلق الاطر والمؤسسات المنظمة يرعاها الاتحاد للخروج من إطار العفوية والنزعات الازدواجية في العمل الجماعي والعمل على التخلي عن محاولات تهميش الآخر.
خامساً: الدعوة الى فتح أبواب الحوار في المؤتمرات الثقافية والندوات والملتقيات المنظمة، وعدم اقتصارها على المؤتمرات الدورية العامة التي يعقدها اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر، وتشجيع مشاركة الباحثين والمعنيين المندائيين في مؤتمرات أكاديمية دولية والمهرجات العالمية والإعلان عن ذلك بما يشجع على المشاركة المستمرة.
• سادساً : تشكيل نواة جديدة لحفظ الذاكرة المندائية وهو من أهم المشاريع العلمية التوثيقية على المستوى المندائي في وجوده داخل العراق وايران او خارجهما، بهدف توثيق التراث المندائي والحفاظ على الذاكرة وجعلها متاحة على شبكة المعلومات العالمية (الانترنيت) للاجيال الحالية والمستقبلية، من خلال انشاء بوابة الكترونية تفاعلية باللغة العربية والانكليزية، وبالتعاون مع جميع التنظيمات المندائية والمؤسسات الدينية وعموم المتخصصين والمهتمين من أبناء المندائية في العالم. وبغرض تفعيل أعمال هذا المشروع الانساني الثقافي الكبير، لازال العمل مستمرا بدعم تشكيل لجنة تابعة للجنة الثقافية الاعلامية لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر تجمع عدداً من الخبراء والمثقفين والمهتمين بمجال التقنية الالكترونية لوضع رؤية شاملة لعملية التأسيس لتراث رقمي الكتروني موثق يأخذ في برنامجه الاساسي إعادة الاعتبار للمحتوى الثقافي والحضاري المستمد من تراثنا الديني والفلسفي والثقافي الاصيل بوصفة أحد البوابات لتجاوز إخفاق التوثيق التاريخي الذي تعاني منه الطائفة المندائية في الوقت الحاضر. وقد تحقق في هذا الخصوص تقدم ملحوظ نأمل له إستمرار النجاح من خلال تآزر الجميع في هذا العمل التطوعي المهم.
• سادساً : اقامة مهرجانات ومواسم ثقافية وعلمية وفنية لدراسة التراث اللغوي والديني المندائي وإحياء ذكرى مفكرينا وعلمائنا وأدبائنا وتخصيص جوائز باسم علمائنا ومفكرينا ومثقفينا ورجال ديننا الأبرار، وتحديد مواسم لاقامة المعارض الشخصية والجماعية وإقامة الحفلات الموسيقية والغنائية واقامة المحاضرات من قبل المندائيين وبالتعاون مع معنيين من خارج الطائفة المندائية.
• سابعاً :التعليم والتثقيف على مستوى عامة المندائيين بحسب المستويات العمرية وبأنواع واساليب وبرامج مختلفة من مواد التعليم والتثقيف المندائي.
• ثامناً :تأسيس مدارس لرجال الدين في المستوى التعليمي الذي يجب أن يعدوا به قبل الإنتساب للسلك الديني بما يؤهلهم لذلك حقا، وكذلك في ما بعد الإنتساب للسلك الديني، وبما يجعل رجل الدين مؤهلا من عدة جوانب دينية وثقافية عامة ولغوية وقدرة في عرض المعلومات والخطابة وفي كل ما يؤهله للتأثير بين المندائيين بحسب الدور القيادي والتعليمي المطلوب منه. كما أن الأمر يمكن أن يستمر في ربط الترقي بالدرجات الدينية بما يلازمها من ترقي في المعرفة الدينية المندائية ويمكن أن يكون الأمر بتقديم رسائل أكاديمية تزيد في المعرفة المندائية لأنهم يمكن أن يكونوا الأقدر في البحث والدراسة.
تاسعاً : ونتيجة لمساعي الإتحاد في توسيع رقعة التشاور المندائي وإشتراك المدنيين في إيجاد الحلول لمشاكل الطائفة كانت ولادة هيئة الحكماء المندائية لحل المشاكل اوالاشكالات الحاصلة بين ابناء الطائفة الواحدة تحت شعار( المندائيون عائلة واحدة ) وهي ثمرة جهود مضنية اجراها الاتحاد بهذا المجال .
سادسا - غياب اللغة المشتركة :-
لقد فقد المندائيون لغتهم الارامية المندائية منذ مجيء العرب إلى مواطنهم الاصلية جنوب العراق وايران، وتحول لسانهم إلى العربية والفارسية شيئا فشيئا. ثم زاد في الأمر محاولة الأبناء اللحاق بركب التقدم والحضارة في أوائل القرن العشرين، فأجادوا العربية في العراق والفارسية في ايران وبرعوا فيهما كما أنهم لم يغفلوا الانكليزية باعتبارها لغة العلم والتقدم والتكنلوجيا.
أما اليوم، فقد صار لسان الجيل الحالي من الأبناء المندائيين متعدد اللغات. إن هذا الأمر أفرز ظواهر لها تأثير سلبي على وحدة الكيان المندائي والتواصل فيما بينه بحيث ستؤدي نتائجه إلى مزيد من الفرقة والتباعد، وهذا قائم على
1. عدم مقدرة الوالدين على تعلم اللغة الجديدة للبلدان التي يعيشون فيها بأسباب العمر والمستوى الثقافي. وكان من نتيجة ذلك:
- ضعف قدرة الآباء على التواصل مع ثقافة المجتمع الجديد بما يمكــّنهم من التعامل مع أبنائهم بشكل متوازن وإيجابي • قيام الأبناء بدور قيادي أكبر في حياة العائلة ، مما أدى ويؤدي إلى بعض المظاهر الخطيرة أهمها اٍنفلات الجيل الجديد واٍصابة العملية التربوية الاٍنضباطية المتعارف عليها بخلل كبير.
- إبتعاد الأجيال الجديدة عن فكر وثقافة وتراث الوطن الأم بتعذر اٍمكانية القراءة والكتابة والتواصل الثقافي والفني والحضاري بما في ذلك الاٍرث المندائي التي كانت العربية أساسه.
2. تعدد لغات المهجر لأبناء الطائفة المندائية، فالمندائيين المنتشرين في أصقاع الدنيا سيفقدون العربية بالكامل بعد جيلين وسنجد أنفسنا أمام تحدٍ خطير لا يمكن معه أبداً لم شمل هذه المجموعة العرقية الدينية المتميزة.
لقد أدرك الإتحاد أهمية هذه المعضلة، و يرى ويقترح أن اللغة الإنكليزية يمكن أن تكون اللغة المشتركة بين الأبناء، كونها اللغة المتداولة عالمياً وأن المندائيين القاطنين في بلدانٍ لغتها الأساس هي اللغة الإنكليزية يشكلون نصف المجتمع المندائي في بلدان المهجر تقريبا، كما أن الآخرين يدرسون هذه اللغة كلغة ثانية في مدارسهم، وعلى هذا فإن المطلوب أن يتم توجيه الأبناء لإجادة اللغة الإنكليزية والتواصل معها مع الإبقاء على اللغة العربية لغة مخاطبةٍ من خلال ما يتم تعلمه في البيت والعمل. والأمل قائم على تعلم اللغة المندائية من باب المعرفة وعدم فقدانها كجانب أساسي من الهوية المندائية.
وتأسيسا على ما تقدم، فقد ضمّن الإتحاد في برامجه ولجانه التوجه نحو العمل على ترجمة الكتب الدينية إلى اللغة الإنكليزية والسعي للتعريف بالموجود منها بهذه اللغة لكي يطلع الأبناء على ذلك، والعمل قائم على إنجاز مشاريع أساسية وكبيرة في هذا الميدان.
سابعا - المجمع الديني المندائي
يعدّ العامل الديني عاملا حاسما في الوجود المندائي. ذلك أنه بدون هذا العامل لا يبقى للمندائية والمندائيين وجود خاص ومتميز. وحتى يأخذ هذا العامل بعده الصحيح من حيث التأثير في عملية التجمع والبقاء فإن العمل فيه يعد أمرا ملزما للجميع سواء رجال دين أو تنظيمات مندائية طالما أن الدين هو الوعاء الحافظ لهذه المجموعة . ويدرك الإتحاد حساسية وخصوصية هذا العامل وما يرافقه من أساسيات وصعوبات تتعلق بعدة أمور يجب التعامل معها بشكل متلازم. فثوابت الدين تملي الإلتزام الكامل به، وبالمقابل فإن الإيمان قائم بأن ما كان سهلا ومناسبا في بيئة المندائيين السابقة المتمثلة في العراق وإيران صار صعباً ومعقداً في بلدان المهجر ، بكل ما فيها من إختلاف في الثقافة والقدرة على الممارسة الطقسية من حيث سهولة ويسر توفير البيئة أو قبول الأجيال الجديدة الإلتزامات السابقة..
وبناء على ذلك فان الإتحاد لازال ومنذ سنوات يدعو ويشجـّع جمعَ شمل رجال الدين لتوحيد كلمتهم وتنظيم أمر التعامل مع الظروف المحيطة بالمندائية عقيدة وفلسفة دينية وبالمندائيين من حيث القدرة على تنفيذ متطلبات الطقس الديني بخصوصياته المعروفة والمتوارثة. وقد شجع ومازال يشجع إقامة المجلس الروحاني العالمي لرجال الدين ليأخذ على عاتقه هذه المسؤولية ويتعامل بمسؤولية مع متطلبات المندائية بما يتوافق وظروف المندائيين المستجدة في بلدان تواجدها اليوم..
لقد جرت محاولات ولا زلنا نجريها بكل همة وإخلاص من أجل المساهمة في وضع اللبنات الاولى السليمة لهذا البناء الذي ننتظر من رجال ديننا الافاضل أن يستمروا في عملهم لتحقيق مطلب معظم أبناء المندائية بتشكيل قاعدته الأساسية وبما يخدم المصلحة المندائية واستمرارها والحفاظ على الهوية المندائية الدينيةمع مراعاة ما يفرضه العصر الراهن والمستقبل آخذين بنظر الإعتبار طبيعة ثقافة المجتمعات الجديدة التي صار يعيش بينها المندائيون
إن إتحاد الجمعيات المندائية في المهجر يرى أن مهمات المجلس الروحاني الأعلى يمكن أن تكون على الوجه التالي:
• الاشراف على المسار الديني السليم للطائفة
• اقامة وادارة الكلية المندائية لتدريس وتخريج رجال دين جدد ووضع الأسس الصحيحة لتراستهم و درجاتهم ودراستهم بما يتماشى مع الوضع الجديد للطائفه و مستواها العلمي و الثقافي
• إيقاف التنافس غير الصحي بين رجال الدين ووضع يد الكشتا بين الجميع وإيجاد حلول صحيحة لتوزيع الزدقة و الرواتب عليهم
• منع تنزيل بعضهم للبعض
• توزيع رجال الدين على مختلف مناطق تواجد المندائيين
• الإشراف على المطبوعات الدينية التثقيفية للمندائيين وبمختلف اللغات
• الاشراف على الشؤون الدينية والتقويم المندائي والمناسبات الدينية الاحرى
• الاشراف على ضمان حد ادنى من المستوى المعاشي لرجال الدين وتكوين ميزانية خاصة بذلك توضع في اي دولة مناسبة
• توحيد الطروحات الدينية وحل الاشكالات بين رجال الدين
• تكوين مجالس فرعية وحسب الحاجة

ثامنا - الضغوط الاقتصادية ونتائج الهجرة على العوائل المندائية
لقد فرضت عملية النزوح والإستقرار في البلدان الجديدة على المندائيين التخلي عن أعمالهم ومهنهم وإختصاصاتهم السابقة. وحيث أن المندائيين قد عرفوا بالعمل والوظائف المتنوعة المبنية على التفوق في التخصصات الدراسية فقد شكل الفشل في الحصول على فرصة عمل في البلدان الجديدة عبئا كبيرا عليهم وكان من نتيجته الكثير من المشاكل على مستوى الفرد ذاته وإنعكاساتها على الأسرة بأجمعها.. ويمكن تلخيص المؤشرات في هذا العامل بالنقاط الآتية:
• الإنخفاض المريع للمستوى الثقافي العام لأبناء الطائفة وإنتشار الجهل بلغة الوطن الجديد .
• التقوقع داخل مجتمع ضيق محدود يؤمن ويجاهر بالولاء للممارسات المنحرفة للمجتمع العراقي التي إزدهرت خلال العشرين سنة الأخيرة مثل التزوير والكذب والإزدواجية .
• التوقف عن الدراسة في مراحل مبكرة والإنسلاخ إلى مهن ذات مستويات متدنية ووجود دفاع يؤسف له عن مثل هذا الإتجاه.
• التشبث بكل ثمن بالإستمرار تحت مظلة الرعاية الإجتماعية التي تقدّمها الدولة في السكن والمعيشة شجع على حالات الانفصال الزوجي والاستقلال الفردي لغرض الكسب المادي.
• إنسلاخ بعض الشباب التدريجي المتواصل عن المجتمع المندائي
• الزواج المندائي المندائي المبكردون وجود مقومات حقيقية لمثل هذه الزيجات.
• إنتشارالإسراف والصرف على البهرجة والمظاهر البراقة الكاذبة على حفلات الخطوبة والحنة والزواج والمهر وغير ذلك
• الطلاق المنتشر ولأسباب تافهة
• الوضع المتدني للأرامل واليتامى المندائيين في المهجر
• الإنتشار للبطالة والبطالة المقنعة بكل أشكالها.
• غياب الرعاية الحقيقية والأخذ بيد الواصلين الجدد من العوائل المندائية وإرشادهم إلى الوسائل السليمة للإندماج بالمجتمع الجديد .
• إستخدام الوسائل المتخلفة التي عفى عليها الزمن للتصدي للمشاكل المستعصية للطائفة. كون مستوى النشاط المندائي العام متدني وينحصرعند مجال الخدمات والنشاطات الثانوية غير المؤثرة
• الصعوبة البالغة في ايجاد عمل مشابه او مقارب للاختصاص (مع حالات محدودة في بعض البلدان•
• الصعوبة البالغة لاٍنخراط الطلبة في الجامعات ومعاهد التعليم العالي ، خاصة للذين قدموا وهم في مستوى الدراسة الجامعية •
• متطلبات الحياة ذات المستوى المعيشي العالي في هذه البلدان تفرض على رب الأسرة السعي لتوفير ما يمكن توفيره من أجل المحافظة على أسرته •
• كما أن بعض الأبناء صار يفكر بالإنفصال للعيش المنفرد المستقل بعمر مبكر على غرار المجتمع الاكبر الذي يعيش فيه.
• ابتعاد الكثير من أصحاب رؤوس الأموال المندائيين من تشغيل المندائيين في شركاتهم متعللين بأعذار غير صحيحة .
إن مثل هذه الامور تلقي بظلها القاسي على الوضع الإقتصادي المندائي العام وما يمكن أن يتم من خلاله دعم ميزانية المؤسسات المندائية القائمة او النشاطات المندائية المطلوبة من اجل الاستمرار سواء في بناء البنية التحتية او المشاريع الثقافية و الدينية و الاجتماعية المختلفة.
يسعى الاتحاد ومن خلال الجمعيات والمنظمات المرتبطة به لتوسيع قاعدة المندائيين في قوة العمل وذلك عن طريق التركيز على:
• تشجيع إستمرار الطلبة بالدراسة حتى الحصول على الشهادة الجامعية الأولية على أقل تقدير والتي تؤهلهم وتعطيهم فرصة أكبر للحصول على عمل مناسب
• وكذلك حث الخريجين القادمين من العراق ومن هم بأعمار صغيرة ومتوسطة على السعي الجدي لتأهيل أنفسهم ومعادلة شهاداتهم أسوة بنماذج كثيرة من أبناء الطائفة ممن سعوا ونجحوا في هذا المضمار.
• اقتراح مشاريع استثمارية مندائية لرؤوس الأموال لتشغيل وتأهيل المندائيين للعمل
تاسعا – ضعف الوضع المالي للتنظيمات المندائية :
تعاني جميع التنظيمات المندائية ومنها إتحاد الجمعيات من ضعف واضح ومزمن في قدراتها المالية مما غير قادرة على القيام بواجباتها ومخططاتها على الوجه المأمول. ومن الضروري القول بشجاعة وموضوعية تامة أن شحة الأموال سببه :
1. أن الديانة المندائية تحض على الروحانيات أكثر من الماديات مما جعلها تأريخيا غير مهتمة بإكتناز الأموال التي يمكن أن تشكل لها ميزانية، كما أنها غير معنية بالإوقاف التي يمكن أن تشكل مداخيلها مردودات مالية تفيد في البناء وتنفيذ الأنشطة..
2. ان القفزة الكبرى التي قفزها الآباء في النصف الأول من القرن العشرين نقلتنا فعلاً من عالم معزول الى عالم منفتح على المعرفة و الحرفية مما زاد بذلك المستوى المعاشي لابناء الطائفة لكنها لم يصاحبها توضيف لبعض ذلك المدخول العالي في مشاريع لخدمة الطائفة عامة.
3. توجه بعض الميسورين المندائيين في السنين الأخيرة لدعم نشاطات الطائفة خارج الإطارات التطوعية لعمل إتحاد الجمعيات المندائية لتعزيز مكانتهم ضمن المجتمع المندائي كما ظهر أحيانا تحالف رأس المال المندائي مع قوى محافظة تحت غطاء خدمة الدين أن مثل هذا التحالف لا يخدم المستقبل الحقيقي للطائفة.
أن عدم وجود ميزانية ثابته للاتحاد وعدم وجود أيّ دعم من أي ميزانية عامة يجعل أغلب المشاريع الاساسية للاتحاد بطيئة التنفيذ او مؤجله . أن تمويل أنشطة الإتحاد الكثيرة والكبيرة والواسعة تتوقف على ما يجود به المتبرعون. وبخلاف ذلك فإن الأمر يبقى متعثرا وتتحول المشاريع إلى آمال بدلا من برامج تنفيذية. وهنا تقع مسؤولية كبيرة على الميسورين من المندائيين بالعطاء من اجل ادامة المشاريع المندائية الاساسية والتي بدونها يصعب الاستمرار والإتحاد يشخص بشكل دقيق معاناته في هذا الأمر الذي يعتبره المؤثر الأكبر في تحجم النشاطات التي يطمح لتحقيقها وتعثر الكثير منها. ويأمل ويسعى لتحفيز المندائيين باستمرار من أجل الجود ببعض مما يمتلكون خدمة لتنفيذ المشاريع المندائية المطلوبة. كما يدرك بأن عليه أن يبحث في سبل دعم أخرى دولية وإستحقاقية يمكن في حالة نجاحه فيها أن يوفر ميزانية ثابتة تكون الأساس في تنفيذ المشاريع التي تتوفر إمكانياتها البشرية ولا تتوفر الإمكانات المادية لتحقيقها.
كما ان الاتحاد يوكد على حق المندائيين على دولتي العراق و ايران لتقديم ما يستحقونه كشعب من الشعوب الاصلية في المنطقه لهم على الدولتين الحقوق كما الواجبات.
كما يؤكد الاتحاد على رئاسة الطائفة في العراق على ضرورة شمول الطائفة في الخارج في التخطيط المركزي لبناء البنية التحتية الضرورية لديمومه المندائية في المهجر
عاشرا - المرأة المندائية
تشكل المرأة ركنا أساسيا في الكيان المندائي. وأن القيمة التي تمنحها الديانة المندائية للمرأة تفوق ما موجود في معتقدات أديان أخرى إلى الحد الذي تتساوى فيه من حيث القيمة والحقوق مع الرجل، بل وتتفوق في الأهمية إدراكا لدورها في تشكيل الأسرة ورعاية الأبناء. وقد أثبتت المرأة المندائية وجودها على مر العصور وإلى الآن من خلال إحتلالها المواقع المتقدمة في المستوى التعليمي والوظيفي والمشاركة في هموم المندائية ومساعيها وطموحاتها. وإدراكا من الإتحاد لهذه الأهمية وهذا الدور فقد فسح المجال واسعا أمام تمثيل المرأة في جميع التشكيلات المندائية وعزز قيام جمعية المرأة المندائية. وله وطيد الثقة بأن النشاطات التي تقوم بها تعزز الأسرة المندائية عامة، ذلك أن المرأة قاعدة الأسرة والمربي الأول فيها. وفي هذا المجال فإن رؤية الإتحاد لقضية المرأة المندائية تتلخص بالتالي:
• توسيع قنوات الاتصال بقدر المستطاع بين ممثلي او ممثلات الاتحاد بالنساء وخاصة الشابات الموجودات في دول الانتظار لمساعدتهن وتوجيههن هذا ينقذ العوائل في الكثير من الحالات من الضياع.
• اعطاء الثقة بالنفس والطمانينة للمرأة وتوعيتها بقوانين الدولة التي تستقر بها العوائل وخاصة الوافدين حديثا" لان اعطاء المرأة الثقة وازاحة الخوف منها يساعد على تخليصها من المشاكل والوقوف ضد العنف الذي يواجههاوايضا" توعية الرجل بهذه القوانين لبناء عائلة جيدة
• ان تقدم كل منظمة او جمعية مندائية تهتم بالمرأة والعائلة ندوات تثقيفية تدعمها بعمل ترفيهي او مسرحي للتوعية بحقوق المرأة وحق المجتمع والبيت والطفل عليها لان العمل المسرحي والترفيهي الموجه يشجع على استيعاب الامور بشكل مبسط وجميل والتركيز عليها اكثر من اعطاء المحاضرات
• توعية الاهل بقوانين حماية الطفل والعنف العائلي وخاصة الوافدين حديثا" لأن من حق الدولة حرمان الاهل من اطفالهم وفصلهم عنهم إذا مارسوا العنف المنظم معهم الى عوائل اخرى للقيام بتربيتهم وقد يكون هؤلاء العوائل غير مندائيين وهذا ماحدث ولايزال يحدث لبعض العوائل
• تشجيع النساء على القيام بالأعمال اليدوية التي تخص التراث العراقي والمندائي ويكون مشتركاً بين المنظمات العالمية عن طريق الانترنيت وذلك بتبادل الافكار والمقترحات مع بعضهم واقامة معارض تدعى لها باقي الجاليات والاولاد للتعرف على تراثنا وهذا يساعد الأجيال الجديدة على العرف على تراثنا ونقله لأطفالهم وتشجيع النساء على إرتداء الازياء التراثية او عرضها في المناسبات.
• الاهتمام بكبار السن واعطائهم الثقة والدعم بوجودهم بالمجتمع الجديد وذلك باقامة جلسات حوارية للاستفادة من خبراتهم وكذلك الجلسات الترفيهية والحديث عن الماضي الجميل وسفرات تخفف من الضغوط النفسية وهو برنامج ناجح معمول به في استراليا .
• توعية الأطفال بالدين المندائي والتقاليد وهو واجب المراة والرجل وعدم التخوف من ذلك وخاصة ان كانو صغاراً وهذا يشجعهم لحبهم لمندائيتهم وتقاليدهم وإنتمائهم لطائفتهم العريقة.
• يجب تثقيف العوائل بندوات عن موضوع الزواج ومتطلباته وكونه عقداً إجتماعياً وإرتباطاً إختيارياً واذا لم يحصل وفاق وينتهي الأمر بالإنفصال فينبغي اللجوء للحكمة والتعقل وعدم اللجوء للتشهير والاساءة لبعضهم وهذا مع الاسف مايحدث مع بعض العوائل بغض النظر عن ثقافتها
• حث الاهل بندوات اجتماعية وتثقيقية وتوعيتهم بعدم التدخل بحياة اولادهم بعد الزواج وخاصة عند حدوث اي مشكلة وهذا إعتيادي عند بداية الحياة الزوجية فيجب تركهم ليحلوا مشاكلهم مع بعضهم .
• حث المرأة بكل الوسائل الممكنة على تعلم لغة البلد بقدر ماتستطيع وبالحدود الدنيا للتفاهم على أقل تقدير وهذا يخفف من الضغوط النفسية عليها عند التحدث بلغة البلد والتفاهم بها.
• حث المرأة على العمل وهذا يعطيها الثقة والمشاركة في بناء اسرة متعاونة مع بعضها وحتى العمل التطوعي مع الجمعيات يعطيها الخبرة والثقة ومواجهة الصعوبات بحكمة وصبرويوسع علاقاتها الإجتماعية.
• إقامة ندوات صحية للمراة تهم كل مايتعلق بصحتها وكذلك ندوات التغذية الصحية السليمة المتوازنة وهذا يساعد على اتباع العائلة الطرق الصحية في التغذية.
• إقامة سفرات ومخيمات بين الجمعيات في الدول القريبة وهذا يعزز ويقوي الصداقات بين العوائل المندائية وتبادل الافكار وتخفيف الضغوط النفسية.
• تكون احتفالية يوم المرأة العالمي عامة يحضرها الرجال وذلك للتعرف عن ماانجزته المرأة خلال عام من نشاطات وندوات وفعاليات في الجمعية التي تخص المرأة وهذا يعطيها الثقة والمثابرة لتقديم المزيد والتركيز على معاناة المرأ ة في بلدنا من اضطهاد وغبن حق وتوضيح ماتقدمه النساء العراقيات في بلدنا الحبيب من انجازات تثبت قدرتها وتفاعلها بالمجتمع
• ضرورة القيام بفعاليات مشتركة وحضور فعاليات الجاليات الاخرى للتعرف عليها لمعرفة وجهة نظرهم بالحياة وازالة حاجز الخوف من بعضهم البعض وهو جزء من عملية الإندماج بالمجتمع الجديد.
• ان المرأة هي المسؤولة أولاً وأخيراً عن تطوير نفسها لذا نحث كل إمراة ان تعمل اوتخطو الخطوة التي تراها مناسبة لها ولعائلتها وان لاتضطهد زميلتها بل تدعمها وترشدها وتكون لها يد العون للتطور ومواجهة الصعاب.
• التركيز مع النساء على حمل القيم العلمية جنباً إلى جنب مع المبادئ المندائية السامية كون المندائية دين عقل ومعرفة فلا تدين حقيقي بدون معرفة.
• التركيز على التعليم وتثقيف الشابات لتجاوز مرحلة الدراسة الإعدادية والوصول لمرحلة الدراسة الجامعية
• تثقيف الشابات على التحلي بالحكمة والنظر إلى المستقبل فيما يخص متطلبات الزواج وعدم إثقال كاهل الزوج وأهله بالديون من أجل المظاهر الزائلة.
• تشجيع الإختلاط المندائي ضمن أجواء عائلية صحية نقية.
• يدعو الإتحاد الى ضرورة قيام المؤسسة الدينية بدراسة جدية لإشراك المرأة في السلك الديني بإعتبار أن التراث المندائي ثبت تأريخياً أكثر من حالة مماثلة وبتفاصيل واضحة
• ويدعو الاتحاد المرأة المندائية للاستفادة من الحريات التي توفرها لها القوانين في دول المهجر من اجل زيادة دورها البناء في بناء المجتمع المندائي الجديد والمشاركة الفعالة مع الرجل للحفاظ على عائلتها من الضياع في المجتمع الجديد، والحد من حالات الطلاق بأي شكل من اجل ديمومة المندائية
• يشجّع الأتحاد ويدعو دائماً على إشراك عنصر نسائي أو أكثر في الهيئات الأدارية للجمعيات المندائية في مختلف بلدان المهجر
• يدعو الإتحاد إلى مساواة المرأة والرجل في حق الإرث وبما يتفق مع الشرع المندائي المساوي بين الرجل والمرأة.
• يدعو الإتحاد لتأسيس مجلة او موقع الكتروني تعنى بشؤون المرأة والطفل المندائي.
حادي عشر - الشباب المندائي
الشباب هو عماد أيّ كيان في أي مجتمع إنساني. والشباب المندائي هو الضمانة المندائية والأمل المندائي الذي من خلاله نطمئن إلى بقاء الديانة المندائية وسعيها إلى المحافظة على الكيان وتحقيق المزيد خاصة وأن غالبيتهم أصبح اليوم يعيش في مجتمعات منفتحة ومتقدمة تعتمد القيمة الإنسانية والقدرة الذاتية قبل أي معيار آخر. فإذا ما سعينا للمحافظة على الخصوصية المندائية لديهم وعززنا سعيهم لمواصلة المستوى التعليمي ، فإن المستقبل يمكن أن يكون واعدا بوجود مندائي متقدم مثلما بدأت بوادره تظهر اليوم في حصول العديد منهم على شهادات متقدمة وفي مختلف الإختصاصات في البلدان التي صاروا يعيشون فيها رغم حداثة وجودهم ورغم الإلتحاق المتأخر لبعضهم بالدراسة .
ويؤكد الإتحاد على ضرورة أن يكون نشاطه ونشاط جميع الجمعيات والتشكيلات المندائية موجّها نحو الشباب في كل ما يعزز الثقة المندائية في نفوسهم ليبقوا محافظين عليه ومتباهين بها بقدر عمق وجودها وسلامة معتقدها ونظافة طقسها وأمانة إنسانها. وهذا يتطلب دعم أنشطة أساسية يسعى الإتحاد إليها ومازالت المساعي فيها مطلوبة ومنها:
أقامة التشكيلات المندائية الشبابية تحت مظلة الإتحاد والجمعيات.
1. تشجيع وحث العوائل المندائية على تربية الأبناء والبنات تربية على المحبة والنقاء عن طريق التعميد المبكر والإلتزام بالزواج المندائي والتركيز على إيجابيات وحسنات الطائفة الذي يكفل بقاء المندائية وديمومتها.
2. دعم إقامة مؤتمرات الشباب ومهرجاناتهم في تجمعات خاصة بهم للتعارف وإظهار القدرات.
3. توفير فرص عرض نشاطات الشباب ودعمها وتشجيعها.
4. دعم إقامة المواقع الإلكترونية الخاصة بالشباب وتشجيع "الفيس بوك المندائي" ليكون نقطة إستقطاب لهم
5. الإعلان الدائم عن التفوق الحاصل بين الشباب المندائي في جميع المجالات وإيجاد فرصٍ للتباري فيما بينهم من أجل تقديم المزيد الذي يحسسهم بقيمتهم بين أبناء طائفتهم وفي المجتمعات التي يعيشون فيها.
6. عرض نتاجاتهم الأدبية والفنية والعلمية في كل مواقع الإعلام لتحفيزهم نحو المزيد من العطاء والإلتزام بوجودهم المندائي
7. تشجيع رجال الدين من الشباب ليكونوا حلقة تواصل واتصال مع الشباب المندائي عامة واستثمار رغبة الكثير منهم في المعرفة الدينية وتقديم الأنشطة المندائية لتكون ميدانا مساهما لهم الآن وفي المستقبل المندائي الذين هم أساس له.
8. دعم النشاطات الرياضية وأحتضانها و التي تستقطب الشباب و الشابات و المساهمة في أبراز طاقاتهم و تقريب بعضهم البعض الآخر من خلال هذه النشاطات
9. عمل ندوات للأهالي وتثقيفهم لفسح المجال لاولادهم للتعرف مع بعضهم من كلا الجنسين في جو صحي وأخوي ضمن نشاط شبابي عام كالمهرجانات والسفرات واللقائات العامة واعطائهم الدعم والثقة وهذا يساعد على ديمومة مندائيتنا وتكاتفها.
10. تثقيف الشباب عند الإجتماعات واللقائات ان يكون هناك احترام بالرأي وعدم المقاطعة والمحاكمة وتعلم فن الإصغاء واحترام كل الاراء هذا يساعد على استمرار الاجتماعات فيما بينهم وحبهم للعمل المشترك من نشاطات وفعاليات وندوات ثقافية ودينية وعلمية وغيرها من المخططات التي هم يرتاحون لها ويروها مناسبة من وجهة نظرهم
11. العمل على تثقيف الأهل بمتابعة ما يخططه الشباب وتقديم المساعدة والمشورة و التوجيه و فهم شخصية الشاب و تغيراته الفسلجية و الفكرية وحاجته للاستقلال و لكن منع انحرافه او تعرضه للأفكار من أصدقاء السوء او المبشرين
12. تشجيع الشباب بعمل مجاميع بالفيس بوك وغيرها واعطاء الثقة والصراحة والمصداقية والشفافية و التأكيد على ربط اكبر عدد ممكن منهم في هذه الشبكات المندائية
13. تنظيم ورش عمل مشتركة مع بعضهم من فن او ديكور او عمل مسرحي أو غنائي
14. تنظيم سفرات تتخللها فعاليات مشتركة تجذب الشباب للعمل مع بعضهم
15. تحبيب الشباب بدينهم بوسائل سهلة ومتطورة كالقاء المواعظ من مطلعين بالدين المندائي ومثقفين ولهم القدرة بأيصال مايريدون بطرقة دينية سلسة ومقنعة وهذا مايحبه شبابنا يتخللها تراتيل دينية والنشيد المندائي باصوات وموسيقى جميلة كما تعمله الأديان الأخرى لجذب ناسها وشبابها لها
16. التركيز بارسال الدعوات للشباب بكل المناسبات وجذبهم بالبرامج المسلية
17. عدم تدخل الاهل بما يحدث لهم من مشاكل مع بعضهم وهذا يساعد بحل مشاكلهم مع بعضهم
18. تأسيس النوادي العلمية والثقافية وبيوت الشباب
19. التركيز على التعليم وتثقيف الشباب لتجاوز مرحلة الدراسة الإعدادية والوصول لمرحلة الدراسة الجامعية
20. التركيز مع الشباب على حمل القيم العلمية جنباً إلى جنب مع المبادئ المندائية السامية كون المندائية دين عقل ومعرفة فلا تدين حقيقي بدون معرفة.
21. التخلص من أفكار الربح السريع والإثراء بأي ثمن المتأتية من طبيعة النظام الغربي.
ثاني عشر :تجربة تمثيل الإتحاد على الأرض بشكل مباشر:
من المعروف أن الإتحاد أقر خلال المؤتمر السادس تعديلاً أجاز بموجبه إفتتاح فروع وممثليات للإتحاد في جميع الدول التي يوجد فيها المندائيون وذلك إنطلاقاً من الإيمان بأن حركة الاتحاد هي حركة فكرية اجتماعية مندائية انسانية تقدمية تؤمن بالدين المندائي يمكن ان يؤمن بها الافراد و الجمعيات
لقد جرى التحرك فعلاً أوائل عام 2014 في هذا الإتجاه في أستراليا وجرى تشكيل ممثلية للإتحاد في أستراليا ونيوزيلاند وجرى إبتداءً ضم أعضاء الهيئة الإستشارية للإتحاد في أسترايا ونيوزيلاند لها وتكون لأول مرة في العالم تجمع صابئي مندائي يضم أفراداً ينتمون إلى الإتحاد بشكل مباشر كشكل تنظيمي ينسق ويوحد شؤون المندائيين التنظيمية والثقافية والاجتماعية ضمن نطاق منظمات المجتمع المندائي في أستراليا ويعالج بروح المسؤولية المشكلات القائمة وتلك التي تنشأ بفعل التغيرات الكبيرة التي تشهدها الساحة المندائية الأسترالية.
وقد ثبتنا منذ البداية أننا نمثل إتحاد الجمعيات المندائية في المهجر و لسنا كتلة أو جمعية أو تجمع أو هيئة ولا ننتمي لأي طرف أو جهة سياسية أو دينية ولن نكون إنما نسعى إلى إجراء تغيير جذري بطرق العمل والممارسات مستهدفين توسيع رقعة العمل المندائي التطوعي من نطاقه الضيق المحصور الحالي إلى نطاق أوسع وإستغلال الطاقات الموجودة بعيداً عن روح التنافس والتنابز الضارة وإشراك الشباب والنساء في العمل المندائي العام. وكذلك تقديم الخدمات الممكنة للمندائيين عن طريق التنسيق والمشورة والأرشاد وتبادل الآراء مع الجمعيات دون التدخل في شؤونها الداخلية مع احترام استقلاليتها. كما أن من أولى مهامنا بذل الجهود لتوحيد صفوف المندائيين في أستراليا وتقوية رابطة الأخوة والمحبة بينهم وكذلك مع باقي مكونات الشعب العراقي.
إن مبادئ حركة الإتحاد المندائي التي ينتمي بموجبها الأفراد لممثلية الإتحاد تتلخص بالتالي:
1. الاتحاد هو منظمة عمل مدني تستند على نشاط الأفراد والمنظمات المندائية المؤمنة بالأسس الفكرية له. تنظيمنا اساسه وحدة البنية المندائية المبنية على أساس إحترام الإنسان المندائي وعقله ،إذ ان المندائية ستصمد بجهود العقلاء والعارفين من أبناءها.
2. يلتزم الإتحاد بالدين المندائي كدين عقل و معرفه كما جائت بتعاليمه الاصيله الموجودة في كتبه ووثائقه المثبتة ،ولا يحيد عنها ويعتبر الإتحاد الديانة المندائية و ديمومتها هي الاساس لاستمرار الطائفه المندائية وأن وحدة الصابئة المندائيين أينما حلـّـوا مبنية على وحدة الجذر و الفكر والدين.
3. المندائيون هم اقلّية اثنيّة دينية لغوية لهم حقوقٌ تاريخيّة و قانونيّة كشعب اصيل من شعوب منطقة وادي الرافدين ويؤمن بضرورة رعاية الصابئة المندائيين وإسنادهم وتطمينهم في وطنهم الام العراق و ايران.
4. جميع أبناء الطائفة متساوون في الحقوق والواجبات ولا تمييز بينهم والحركة مع العدالة الاجتماعيّة و فتح الابواب للجميع ،وتقديم المساعدة بكافة أشكالها لمن يحتاجها من المندائيين .
5. العمل و التعاون مع الجميع لغرض رفع مستوى المنتسبين لسلك رجال الدين ثقافياً وإجتماعيا و تطوير مناهج طرق التدريس و تخريجهم وضمان العيش الكريم لهم و التعاون معهم ،لتحقيق سلامة و مستقبل المندائية لغة وديناً وطقوساً ، وفي نفس الوقت رعاية المثقف والعالم المندائي و توفير الارضية له للمشاركة الفعالة في تطوير المجتمع المندائي و المحافظة علية و تقويته من اجل الوقوف امام تحديات الزمن الحالي ومن كافه النواحي
6. محاولة استيعاب الثقافة الغربية و العالمية بعد الهجرة والتشتت القسري و الاستفادة من الحرية وثورة المعلومات والفهم العميق لطبيعة التغيرات المجتمعية لمجتمعات القرن الحادي والعشرين وتحقيق إستمرار وسلامة المندائية من خلال ذلك الفهم وذلك بالتركيز على الشباب والنساء وبناء حركة مندائية إجتماعية بين الشبان (شباب،شابات) والنساء فهم أساس بناء المجتمع المندائي الصحيح في دول المهجر وكذلك رعايتهم ونشر المعرفة والعلم بينهم ومشاركة المرأة على قدم المساواة مع الرجل في جميع المجالات.
إن الهيئة العامة للإتحاد لها نظامها الداخلي وهيئتها القيادية وتتوسع بإستمرارعلى أساس الإنتماء المباشر والإيمان بمبادئ الإتحاد وينضم لها خيرة العوائل المندائية في أستراليا.
إن هذه التجربة الرائدة في عمل الإتحاد تعد نجاحاً للإتحاد في الإتصال المباشر مع الجماهير المندائية ودعوتها للإنتماء لأفكار الإتحاد كحركة تنويرية مندائية.
نأمل توسيع التجربة إلى مناطق أخرى من تجمع المندائيين في العالم وتحولها إلى حركة للإتحاد المندائي
ثالث عشر : خاتمة
لابد من القول أن وثيقة العمل المندائي الجديدة المعدلة أملتها الظروف الجديدة والمتغيرات على الساحة المندائية في المهجر من جانب والساحة المندائية في الوطن الأم وجاءت كذلك إستجابة لرغبة الجماهير المندائية وتنظيمات الإتحاد في إسكات الأصوات النشاز التي تحاول النيل من الإتحاد ولهذا جاء التأكيد الواضح في الوثيقة على :
• ثوابت الإتحاد وإلتزامه المطلق بأن الدين المندائي دين عقل و معرفه كما جائت بتعاليمه الاصيله الموجودة في كتبه ووثائقه المثبتة وأن الديانة المندائية و ديمومتها هي الاساس لاستمرار الطائفه المندائية وأن وحدة الصابئة المندائيين أينما حلـّـوا مبنية على وحدة الجذر و الفكر والدين.
• تأكيد الإتحاد أنه يولي ويتابع قضية إنجاز تعريف المندائي من قبل رجال الدين و العارفين من المندائيين أهمية كبيرة وفي نفس الوقت يعيد التأكيد أن الاتحاد يلتزم بتعريف المندائي كما هو مثبت في كتبنا الدينية
• يؤكد الإتحاد أنه كمنظمة عمل مدني كان وسيبقى غير معني بإجراء أية تغييرات أو تطويرات أو تحويرات على الدين المندائي وطقوسه وهو أمر متروك تماماً لأصحاب الشأن من رجال الدين ممثلاً بمجمعهم الروحاني العالمي الذي نأمل أن يقوم بدوره في هذا المجال
• تأكيد الاتحاد على الالتزام بالمبادىء والثوابت الدينية المندائية المقدسة مع الرفض التام لشعيرة التبشير كون العقيدة المندائية ترفض ذلك تماماً.

حزيران 2015