السبت, 29 تشرين2/نوفمبر 2014

"بيان من اجل ديمقراطية المثقفين المندائيين"

  موسى الخميسي

بات من الاهمية بمكان الاهتمام بمستقبل الطائفة المندائية على جميع الصعد، والسعي لتوحيد الجهود في سياق ما يجري من تحولات، وما يشهده الفكر الانساني، من انقلاب في المفاهيم والتصورات، وما تقتضيه هذه المرحلة التاريخية التي يعيشها ابناء المندائية في داخل الوطن الام او في بلدان الاغتراب الجديدة بكل توّتراتها.

نعتبرهذه المهمة من اولويات المثقف المندائي، وهو يسعى في هذه المرحة الحرجة، لاعادة العمل برابطة المثقفين والفنانين المندائيين، التي بنت هيئتها الادارية السابقة، قاعدة اساسية محكمة لهذا البناء، تتمثل بالنظام الداخلي والميثاق الثقافي، الذي اعتبر ولايزال ، ميثاق شرف، منتصرا لاختياراتنا الفكرية، وحريصا على استقلاليتنا، وفرادة قراراتنا. فطالما بقي الخراب والتشتت، وتعذر الوصول الى جهد كبير وشامل لاصلاح الواقع والعودة الى المنابع الاولى، فاننا سننتظر قطار المستقبل، دون ان نكون من راكبيه. ان هذه المهمة التي نهض بها مثقفونا في العقود الماضية، قد تركت اثارا عميقة على الحياة الثقافية السائدة للاجيال المندائية الحالية، فقد نهض رواد الثقافة من المندائيين، الى نبذ كل اشكال الاقصاء والتمييز، وضمان الحقوق، دون تمييز او استثناء، فكان المثقف المندائي انذاك منتصرا لاختياراتنا، وحريصا على استقلاليتنا الفكرية، وفرادة قراراتنا. لقد كنا، رغم ما طالنا من حيف، في كل شيء، نقبل بالانتصار .

نحن ندرك تماما ان الثقافة لايمكن ان تشكل عامل تغيير جذري دون ان تتجاوز ذاتها وبشكل متواصل ومتصل، إذ ان عملية التجاوز هذه لايمكن ان تتم الا على انقاض الثقافات الماضية التي صنعها المتخلفون اصحاب الايديولوجيات والعقائد المغلقة التي تبنتها الانظمة الشمولية، والرجعية والفاشية ومؤسساتها ودوائرها الحزبية الضيقة.

نحن المثقفون المندائيون ،ندعو من هذا المنبر" اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر" الى تبني ثقافة التغيير،ورفض ثقافة التزوير، وهو الامر الذي يتطلب تبني اشكال منهجية علمية معرفية رصينة تقف بالضد من ثقافة التزوير التي تحمل معها شعارات مبطنة مستهلكة وتعسفية تستهدف لحظة معينة مربكة، في حين نطالب ببناء ثقافة تأسيسية لمرحلة قادمة تحمل مضامين انسانية رحبة ومتفتحة.

ان حزمة عريضة من التحديات تنصب على ارض الواقع المندائي اليوم وفي افق المستقبل بما فيها تلك المتعلقة بتجديد افكارنا وصوغ نظرة ثقافية مستقبلية نفاذة ومدروسة ومحررة من اغلال الجمود والديماغوجية والمسلمات البالية التي يشهّر بها البعض من اخوتنا هذه الايام ويُلبسُها عنوة رداء الدين.

إنها رسالة خطيرة تستلزم دراسة الواقع ومعضلاته باسلوب مغاير، وتتطلب اعتماد مقاربات مرنة ومفتوحة من غير عقد واحكام مسبقة على روح العصر وانجازاته المذهلة، والتكيف مع معطيات ومتغيرات الثورة المعلوماتية الهائلة، التي تزحف على فكر وممارسة وسلوك شبيبتنا، انها ثورة العلم والمعرفة والتجديد بجميع مجالاتها وابعادها ودلالاتها لبلوغ الاحلام الكبيرة.

لسنا جيلا اعمى او فقدنا البصر الى الحد الذي يعتقد به البعض، فنحن نملك جرأتنا الخاصة في النقد وفي الاختلاف، ولانقصي غيرنا مهما اختلفنا معه، او نعمل على ادانة غيرنا دون حجة. لانقبل الوصايا ، ولسنا رعايا لاحد، لاننا نحتكم الى من يمنحنا دهشة المعرفة، لااجترار الكم، او القول المكرر والبائد، الذي لم يعد صالحا للقراءة ولا للاستعمال، فنحن نملك جرأتنا الخاصة في النقد وفي الاختلاف، فما يهمنا هو الوضع الثقافي لابناء هذه الجماعة البشرية التي يطلق عليها بكل شرف واعتزاز اسم " المندائية".

لايمكن اعادة نفس المقولات القديمة، فالمثقف ملزم بالخوض في ارض الواقع، وحين تكون بعض مؤسساتنا الدينية والمدنية، قاصرة عن وضع عدد من الامور في سياقها، آنذاك يصير للمثقف رأي، فيما لم يجرؤ غيره على الخوض فيه، فالمعرفة التي يمتلكها المثقف، بشكل عام، تكفي لوضعه في مواجهة العديد من القضايا، وهي مهمتة التاريخية.

هذا بعض مما علينا ان نخوض فيه، لنبقى في الارض المندائية الحقيقية، التي نريدها متخلصة من كل الشوائب التي تعلقت بها. و ما دام الشعار الثقافي يظل حاضرا، فنحن نحتاج وقود الثقافة لتحريك مسيرة المندائية الظافرة. نحتاج لسياسة ثقافية واضحة المعالم، تتبناها مؤسساتنا الدينية والمدنية، وتكون شريكا في وضعها ودعمها، كما نحتاج شريحة من اخوة لنا ، يقفون في الضفة الاخرى، لتغيير سلوكهم الثقافي، وان يعوّا، بان النوم في ماض لم يعد صالحا لحاضرنا، وعليهم وضع الديمقراطية الى الامام وليس الى الوراء، فتجمعاتنا في حاجة للمثقف، ولرأيه وقراءاته، ولسماع صوته، نقتسم المعرفة، دون ادعاء او تعال، لان اية جماعة بشرية بدون مثقفين هي تجمعات عمياء، لايمكنها النجاة من الظلام الزاحف. نحتاج جميعا وقود الثقافة لتحريك عربة المندائية.

 

اين تقضل انعقاد مؤتمر الأتحاد القادم

اوربا - 51.9%
كندا او امريكا - 14.8%
استراليا - 18.5%
العراق - 14.8%

Total votes: 27
The voting for this poll has ended on: أيلول/سبتمبر 27, 2016