• Default
  • Title
  • Date
الثلاثاء, 25 شباط/فبراير 2014

لقاء مع السكرتير العام لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر

  حاوره: موسى الخميسي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

بمناسبة افتتاح بيت المعرفة المندائية في بغداد

 

صهيب غضبان الرومي، سكرتير عام اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر، الذي يعد اكبر التنظيمات المندائية في بلدان الاغتراب، عرفه اصحابه من المندائيين بمراسه الانساني الرفيع، ونزعته الثقافية الاصيلة. متأني ومتأنق من غير حذلقة. مفتون بكل فعل يخدم المندائية، اينما كان. حفزته حماسته الى مسايرة كل عمل مبدع، لهذا سخر نفسه واعضاء مكتب سكرتارية الاتحاد الذي يمثل اكثر من اربعين الف مندائي يعيشون خارج وطنهم الام، الى تحقيق اللبنات الاولى لهذا الصرح المعرفي( بيت المعرفة المندائية) الذي سيحتفل بافتتاحه يوم 19 الشهر الجاري من قبل وزارة الثقافة العراقية.

بهذه المناسبة التقينا بالدكتور صهيب ليحدثنا عن أمال وطموحات ابناء جلدته :

سؤال: ماهي الاسباب الموضوعية التي دفعتكم للعمل من اجل ظهور هذا المشروع الثقافي المعرفي؟

*تواجه المندائية اليوم مشاكل عديدة و من اهمها الانتشار الواسع نتيجه
الضغوط الشديدة التي واجهتها داخل منطقتها الام في حوض الرافدين. وأدى هذا الانتشارالى ظهور تحديات جديدة سوف تتجاوزها المندائية بصبر و حكمة ابنائها . ان العمود الفقري للصابئة المندائيون هو ايمانهم العميق بالمعرفه التي تنبع من العقل الذي حباهم اياه الحي العظيم. كانت بيوت رجال ديننا الكبار هي بيوت
المعرفه و المدارس التي ينهل منها الجميع , يدرسون فيها و يدرسون ابنائهم وظهرت الحاجة اليوم الى جمع كل هذه المعرفه في بيت واحد اساسي يكون هو العمودالاساس للطائفه يجمعون فيه تراثهم و يدرسون فيه علومهم و يدرسون من يرغب في الاستزادة و التعمق في علوم الدين. سيكون البيت باربعة اقسام و ذلك
بتاسيس اكاديمية العلوم المندائية للدراسة و التدريس و المكتبه المندائية لجمع التراث و الكتب و قسم النشر و الاعلام و قسم البحوث و المؤتمرات.*
ان هذا البيت هو مشروع ستراتيجي للطائفه سيعمل على تطوير دراسة رجال الدين والمندائيين الراغبين بالدراسة و البحث كما سيكون الاساس في جمع التراث المندائي و الكتب المندائية و تطوير البحث العلمي و تعضيد النشر وهو يحتاج الى امكانيات كبيرة بالتاكيد ولكن املنا كبير بالوطن الام لاسناد هذا المشروع. *

سؤال: في العهود السابقة عانت المندائية انواع متعددة من الغبن الثقافي والتعليمي وحرمانهم من فرص تأسيس مدارس ومعاهد متخصصة بالدين واللغة. ما الذي ترجونه من السلطات الحالية لرفع الغبن الذي الحق بكم طيلة عقود من السنين ؟

*الصابئة المندائيون هم شعب اصيل في هذا البلد العظيم . هم احفاد سومر و بابل عاشوا جنبا الى جنب مع ابناء هذا البلد الاخرين و شاركهوهم السراء و الضراء ولم ينعزلوا ابدا عن جيرانهم. و نعم لم تكن كل ايامهم سعيدة و انما لاقوا مالاقوا من الجهله و المتطرفين و الحاقدين و السراق و المتجبرين و الطغاة كل ذلك
جعل حياتهم صعبه و لم يستطيعوا ان يعطوا دينهم و لغتهم و افكارهم حقها كنبع من منابع المعرفه الانسانية و كلغه اصيله يفخر بها العالم اجمع. و نتيجة ضعف المكانبات الذاتية و عدم اهتمام الحكومات العراقية السابقه لم يؤسس المندائيون مؤسساتهم الثقافية بنطاق كبير و انما كانت على نطاق ضيق و محدود
و مبني على جهود شخصية من بعض الرموز المندائية من مفكرين و متبرعين و رجال دين.
ان المندائين الذين كفل لهم الدستور حق المواطنة و كفل للدين الصابئي المندائي حقه في العيش و الازدهار كاحد الاديان الرئيسية الموحدة يحتاج الى ترجمة فعلية لهذا الحق وضمان استمراره و تخصيص كل الامكانيات المادية الضروريه له بتحقيق امله بانشاء هذا البيت ليكون مركز اشعاع للمندائية في كل مكان.*

سؤال: لقد كفل الدستور العراقي حقوق مكونات الشعب العراقي الدينية والثقافية والتعليمية بما فيها المدارس ومراكز البحث والمجامع العلمية والاكاديمية. هل تعتبرون ان الحكومة العراقية ملزمة دستوريا بدعم ومساندة مشروع بيت المعرفة المندائية؟

*كما اشرت سابقا ان العراق يفتخر انه مهد الحضارات و الدين المندائي هو دين التوحيد الاول وهذا ما كفله له التاريخ البشري و الذي توج باعتراف الدستورالحالي بالصابئة المندائيون و الديانة المندائية كاحدى مكزنات الشعب العراقي الاساسية و عليه يجب ان تقوم الحكومة العراقية برعاية المندائية ليس فقط بتقديم الدعم لبنائة (وهنا اشكر وزارة الثقافه على ما قدمته) و لكن بادامة الدعم كي يقف هذا المشروع الستراتيجي على قدميه و تقديم ما يحتاجه من دعم لوجستي من اجل ادامة كادره التدريسي و مستلزمات النشر و حفظ التراث و
اقامة البحوث و المؤتمرات الدورية.*

سؤال: هل سيرى ابناء وبنات المندائية الذين توزعوا في المنافي فروع لبيت
المعرفة المندائية؟

*ان اهم جزء من بين المعرفه هو انشاء المراكز في المنافي و ربطها بالمركز في العراق من خلال الوسائل الالكترونية الحديثة و بهذا نضمن التواصل و الانتماء الى هذا المركز الصابئي المندائي العراقي و بين مندائي الخارج. و هنا ايضايكسب الجميع من بقاء مركز المندائية في الوطن الام و تواصل الخارج بالعلم والأستزادة منه .

سؤال: تعتبر ديانتكم واحدة من اهم منابع ديانات الشرق، وهي جذر التوحيد
الاول،ما هي الاساليب والوسائل التي تعتمدونها في مؤسستكم( اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر) كمؤسسة حقوقية مدنية للحفاظ على مسيرة وتواصل هذه الديانة؟

*نعم ان المندائية هي جذر التوحيد الاول وهي من اقدم الديانات الموحدة في العالم قامت و ترعرعت في ارض الرافدين و انتشرت منه . لقد غادر الصابئة المندائيون بفترات قصيرة ارض الوطن مجبرين لا مختارين . الكثير منهم يتمنون عودة الاستقرار و المحبة و السلام و التاخي بين ابنائة كي يعودوا اليه ولكننا نعمل حاليا من اجل دوام و استمرار هذه الديانة في اي وقت و مكان و ظرف وقد تأسس الاتحاد و الجمعيات المندائية في المنافي من اجل تنظيم العمل لايجاد حلول و مواجهه المخاطر . لقد قامت الجمعيات بكل الجهود من اجل انقاذ
اللاجئين و جمعهم في اماكن قليلة و مساندة رجال الدين و دعمهه و بناء مراكزالاجتماعية و الدينية و تكوين المدارس و المؤسسات التي ترعى اللغه و تكوين مواقع النشر الالكتوني و اجراء التجمعات المختلفه الدورية و الموسمية والمؤتمرات من اجل جمع المندائيين او نشر ثقافتهم او الرد على التشويهات اوالضبابية عن دينهم و تقويه ايمان الشبيبة بهذا الدين و الهوية المندائية العظيمة.

سؤال: هل تعتقد بان بيت المعرفة المندائية سيكون له دور فاعل للحد من
ظواهرالضياع والذوبان في المجتمعات الجديدة؟

*انا انظر الى بيت المعرفه كمشروع ستراتيجي للطائفه وان نجحنا في تاسيسه وادامته بجهود الطيبين من داخل و خارج المندائيين سيكون له دور كبير في تنظيم وتطوير وسائل البقاء لدى هذه المجموعه الانسانيةالاساسية الاصيلة من البشر التي ناضلت لالاف السنين من اجل البقاء و الاستمرار و نجحت لحد الان في التاقلم و التكيف مع كافه الظروف السلبية و الايجابية التي واجهتها. ان هذا لم يتم الا بعمق ايمان هذا المجموعه بدينها و هويتها و دورها الانساني وهذا البيت سيكون من العوامل الاساسية لاستمرارها موحدة و قويه. *

سؤال: اذن تعتقد بان هذه المؤسسة المعرفية بقدراتها الاولية الحالية المحدودة ستساهم في اغناء ما لدى المندائيين من المعتقد والطقس واللغة والتاريخ؟

*ان ما اصاب المندائية من اهمال و ضياع اللغة و الكتب و العلماء و عدم
وجود المؤسسات الدائمة و الثابته للحفاض على ما موجود و تطويره و اغنائه و
استخدام الطرق الحديثة للدفاع عن المندائية و تقوية و تحصين شبابها ممن يحاول النيل منهم او من معتقدهم يحتاج الى عمود فقري موحد يكون هو المركز الذي تتفاعل و تتنظم فيه الافكار من اجل مستقبل المندائية فكريا و دينيا وسيكون المركزالذي ينتج رجال دين علماء متمكنين و مثقفين مندائيين باحثين و مدرسين اكفاء للغة والدين.

سؤال: كيف سيتم اختيار الكفاءات التدريسيبة في بيت المعرفة المندائية؟.

المندائية زاخرة بالعلماء الاكفاء و اصحاب شهادات عليا و الباحثين و المعلمين الذين لهم القدرة للنهوض بهذا المشروع و الاشكال هو توزعهم على انحاء الارض وسيكون هذا المركز بقدرته على جمعهم عن بعد والاستفادة القصوى من وسائل الاتصال الاكترونية و التدريس و الدراسة عن بعد هو باعتقادي انجح و سيله للنهوض به وجمع كافه القدرات لانجاحه.

سؤال: ماذا تطالبون مؤسسات الدولة العراقية وعلى راسها الحكومة لدعم مشروعكم وتوسيعه؟

*لقد قامت وزارة الثقافة مشكورة بدعم مشروعنا هذا و بنائه و لكننا لازلنا في اول الطريق و كل ما نتطلبه هو توفير مصدر دعم مالي و معنوي سنوي له كمؤوسسة ثقافية صابئية مندائية عراقية ترعى و تنشر و تؤكد على ثقافه التنوع والتسامح و التعدد بين ابناء هذا الوطن مهد الحضارات الانسانية وانا متأكد ان هذا الوطن سيرعى احد اهم و اقدم ابنائه وهم الصابئة المندائيون. *

سؤال: انتم متفائلون في الاستجابة لمطاليبكم؟

*نعم . فالعراقيين من اطيب الشعوب و اشدهم حبا للثقافة و التنوع و هم فخورين
عاشوا و تعايشوا بسلام و اخوة على مدى التاريخ. لقد سمعت احد الاخوة السفراء يقول "لا استطيع ان اتصور العراق بدون الصابئة المندائيون" وهو صادق فيمايقول.

دعوة اتحاد الجمعيات المندائية لافتتاح بيت المعرفة المندائية

اسهاما في تعضيد الافكار والطموحات المعرفية النبيلة ، وسعيا على اتساع افق الثقافة المندائية وتعميق الوعي الفكري والفني، والتعرف على المندائية كفلسفة وفكر ودين وطقوس وابداع فني وادبي وفلسفي، والاقتراب لها، والاطلاع على التيارات والمدارس الفكرية والثقافية والادبية لابنائها وبناتها، يدعوكم اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر، وبالتنسيق مع رئاسة الطائفة المندائية في داخل الوطن الحبيب الى حضور المهرجان الاحتفالي في 19/شباط /2014 لولادة بيت المعرفة المندائي في ارض العراق،الذي جاءت انطلاقته من اجل ابراز القيمة الحقيقة للمسيرة المندائية التي تعاني من ظروف قاسية تهدد وجودها وتعرض ابنائها وبناتها في داخل الوطن وخارجه الى التشتت والتفتت.

نجد ان المساهمة والدعم المادي والمعنوي لهذا المشروع الانساني الثقافي الكبير، سيعكس اتساعا ثقافيا ومعرفيا يضاف الى كل المنابر الثقافية العراقية المضيئة ، من خلال قدرته على التعبير عن واقع المحنة المندائية من جهة وواقع ظاهرة الابداع التي يتميز بها ابناء وبنات طائفتنا واسهامتهم الغنية ، ومواقفهم الانسانية العميقة، كونهم ابناء لمرحلة تاريخية، عرفوها وعاشوها بوعي وصدق، وبرهنوا على قدراتهم في عكس الثراء الروحي للمندائية بنتاجاتهم الابداعية المتنوعة.

وبهذه المناسبة ندعو ابناء شعبنا العراقي ومؤسساته الرسمية والشعبية من المبدعين والمبدعات الى المساهمة ومساندة هذه الفعالية للخروج من حالة اليأس والعزلة، والاندفاع نحو التأمل وتعميق الامل. ندعو الجميع الى التعاون كل في اختصاصة للاقتراب من نبض واقعنا وعكس ظلاله وحركته في مساعينا .

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014