طباعة هذه الصفحة
الأحد, 20 نيسان/أبريل 2014

الأنتخابات البرلمانية وموقف الطائفة منها

  همام عبد الغني
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

يوماً بعد آخر , يقترب يوم الحسم لإنتخاببرلمان عراقي جديد , ويحتدم الصراع بين المكونات السياسية , للفوز بأكبر عدد من مقاعد البلمان الجديد , رغم الإحباط واليأس الذي يشعر به المواطن العراقي , بسبب الإداء الفاشل الذي اتسم به عمل البرلمان الحالي والسابق, اللذين أفرزتهما تجربة وسياسة المحاصصة الطائفية المقيتة , التي شجعتها ومارستها القوى المتنفذة المدعومة اقليمياً ودولياً ...
وتخوض طائفتنا المسالمة الواعية هذه التجربة للمرة الثالثة , بعد ان حصلت على جزء من حقها , بالتمثيل بعضوٍ واحدً في البرلمان , على وفق حصة الكوتا النيابية للأقليات , الدينية التي أقرها الدستور العراقي ... وكان إداء نائبنا الأستاذ خالد أمين رومي , جيداً بوجه عام , وتمكن من متابعة وتحقيق عدد من حقوق الطائفة , فشكراً له ...
واليوم , يتنافس على كرسي الطائفة , خمسةمرشحين , معروفين لنا جميعاً , ومن عوائل مندائية كريمة , وبأصواتنا في الداخل والخارج , سيفوز أحدهم لتمثيلنا في البرلمان العراقي الجديد ...
ايها الأخوة المندائيون الكرام ... قبل ان ندلي باصواتنا للأخوة المرشحين , لتزكية أحدهم لتمثيلنا في البرلمان , ينبغي أن نعرف , ما هي المهمات والواجبات المنوطة بممثلنا في مهمته الصعبة والمميزة في البرلمان ؟ ...اننا في اختيارنا هذا , لا نريد ان ننتخب عضواً في مجلس عموم الطائفة أو مجلس شؤونها , حيث تنحصر مهمته بحدود شؤون الطائفة الخاصة ...ان مهمة ممثلنا في البرلمان أكبر وأوسع من ذلك بكثير , فبالأضافة الى الدفاع عن مصالح وحقوق الطائفة, التي هي مهمته الأساسية , فإن حقوق وطموحات الشعب العراقي , في كل شبر من ارجاء الوطن هي مهمة كبرى بالنسبة لكل عضو مخلص في البرلمان العراقي , ولهذا فنحن بحاجة لمن يتمتع بالوعي العالي والموقف الواضح والثابت والجرأة في مواجهة المسائل والمشاكل الأساسية , التي تواجه وطننا الجريح وكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية . أنها مهمة سياسية بامتياز . وحيث ان ممثلنا مستقل عن الكتل والأئتلافات السياسية , ولا يأتمر بأوامر رؤساء تلك الكتل , فغنه سيكون تحت وطأة الضغوط الكبيرة لهذه المكونات .
ان نهج طائفتنا واضح تماماً , بالأخلاص للعراق الفدرالي الموحد المزدهر , والوقوف على مسافة واحدة من كل المكونات العراقية الوطنية , ونتمنى ان يكون صوته المخلص المستقل دائماً , لصالح الوفاق والسلم الأهليين , وتعزيز كل خطوة تهدف لوحدة وتطور العراق وازدهاره . وهنا اجد ان هذه المواصفات , تتوفر الى حد كبير بمرشح الطائفة رقم واحد , السيد خالد حميد شلتاغ , ولهذا إنتُخب من مجلس عموم الطائفة , وبإشراف مباشر من رئاسة الطائفة , مع جٌل احترامي للسادة المرشحين الآخرين .
بيد ان اي مخلص , مهما كانت قدراته وكفاءاته , سيغرق في لجة الصراعات والأختلافات والخططوالأهداف التي ترسمها وتنفذها القوى المتنفذة واجنداتها , اذا لم يستند الى قوى التغيير التي تخوض هذه المعركة الديمقراطية المصيرية ... وهذا منا جميعاً ان ندعم القوائم الديمقراطية التي تخوض الأنتخابات تحت راية الأئتلاف المدني الديمقراطي وقائمة الوركاء الديمقراطية . فهذه القوى , التي لم تتلوث ايديها بالمال الحرام ولم يشوه صورتها الفساد الأداري والمالي , وهي وحدها من تراعي حقوق ومصالح الأقليات الدينية والقومية وتسعى لأستقرار العراق وازدهاره وتوطيد السلم الأهلي . وهنا أمامنا طريقان واضحان : الأول هو التصويت لقوائم التيار الديمقراطي كل في محافظته التي ينتسب اليها . أما الثاني فهو اقناع ودفع معارفنا واصدقائنا للتصويت لقوائم هذا التيار الذي لا أمل للأقليات الدينية والقومية , لنيل حقوقها وضمان مصالحها دون مساندته , فهو الدعامة الأساسية التي ينبغي ان نستند اليها من خلال التصويت لقوائمه .
لقد جربنا التيارات الأسلامية المختلفة , فلم ننلمنها , سوى التهميش وقلب ظهر المجن والتنكر للوعود , بمجرد ان صعدوا الى مواقع المسؤولية على أكتاف الناس .
فلتتلاحم قوى شعبنا من اقليات دينية وقومية ومذهبية , والجماهير الواسعة التي تريد التغيير نحو الأفضل والأحسن , لدعم اصحاب الأيادي البيضاء النظيفة والعقول المتفتحة والبرامج والأهداف الواضحة , لبناء عراقنا الجديد , بعد ان جربنا سيطرة قوى المحاصصة الطائفية وسراق المال العام , الذين لم يقدموا غير الفساد والخراب , انها مهمة صعبة في الوقت الحاضر ولكنها ليست مستحيلة . وختاماً أود الأشارة الى ان العراق يعتبر دائرة انتخابية واحدة بالنسبة لمرشحي مقاعد الكوتا , بينما يكون التصويت كل حسب محافظته بالنسبة للتصويت العام .

الدخول للتعليق