طباعة هذه الصفحة
الإثنين, 15 أيلول/سبتمبر 2014

شبيبتنا المندائية والمستقبل

  الدكتور قيس مغشغش
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

الشكر والتقدير لبناتنا المندائيات
عاشت وتعيش المندائية بأبنائها وبناتها. وليس أجمل من أحضان الأهل تواجدا وقربا ولقاءا. وحيث فرضت الهجرة على المندائيين
وتوزعوا في بلدان الشتات، فإن حرصهم على وجودهم المندائي وتشبثهم بمندائيتهم ظل وراء كل الجهود التي يسعون لها حفاظا على كيانهم، رغم كل الصعاب والتحديات التي تفوق قدراتهم.
ولديمومة الوجود المندائي فإن الإقتران بين أبنائنا وبناتنا المندائيين يجب أن يكون مندائيا بحسب الإلتزام المندائي والعرف الديني السائد. ونجد أن الأهل يحرصون على هذا بكل ما يقدرون ويوفرون، كما نجد أن الأبناء، وبعد أن إمتصوا صدمة ثقافة المجتمعات الجديدة، صاروا يحرصون اليوم على الإقتران المندائي لحرصهم على هويتهم الخاصة، ولأنهم عرفوا أن الزواج المندائي أبقى وأجمل.
وربما تكون فرص اللقاء والتعارف بين الأبناء من الجنسين في البلدان التي فيها تواجدات مندائية كبيرة أسهل وأيسر، وبالتالي تتوفر فيها فرص أفضل للإقتران وإقامة الرباط بالزواج. ولذلك نلاحظ أن إقبال أبنائنا على الإقتران المندائي فيها قائم وكبير اليوم، ساهم بذلك الأستقرار بشكل أكبر وتشجيع الأهل وإسنادهم ومتابعتهم. كما ساهمت تكنولوجيا الإتصال بتوفير فرص التعارف بين أبنائنا والتي نتمنى ونطمح أن تغتنم بشكل طيب وصحيح نحو مزيد اللقاء والتعارف والألفة بين الأبناء. فصفحات الإعلام المندائي والفيس بوك ولقاءات وتجمعات الشباب كلها وسائل طيبة تخدم التعارف المندائي وتديم التعريف به معتقدا وطقسا ومناسبات وحياة إجتماعية. وبوسائل الإتصال هذه صار التعارف بين الأبناء المندائيين من الجنسين أكثر، وسعوا للإقتران بالآخر تأسيسا على ذلك، وهو أمر يبعث على السرور والحاجة للتشجيع. وقد سجل المندائيون زيجات ناجحة وكثيرة صارت أخبارها تتناقل بين الأبناء وأسرهم. بل صار تعارف الأبناء سببا في تعارف العديد من الأسر المندائية وتقاربها.
ومن نتيجة هذه التعارفات واللقاءت ظهرت الحاجة لأن يكون إقتران الزواج أحيانا بين شاب مندائي في السويد وشابة مندائية في هولندا أو ألمانيا أو الدنمارك أو النرويج أو فنلدا أو إنكلتراأو أمريكا أو استراليا أو كندا أو في أي بلد آخر وبالعكس. وجريا على ما متعارف عليه بأن الزوجة تتبع الزوج في الغالب، فقد صار الطلب إن تلتحق الشابة المندائية بزوجها. وفي هذا نجد تضحية كبيرة من الفتاة المندائية التي حرصت وقبلت الإقتران بشاب مندائي وارتضت أن تلتحق به في البلد أو القارة التي هو فيها مضحية بحضن الأهل ومضحية باللغة التي تعلمتها في البلد الذي هي فيه والتي قد تختلف عن لغة البلد الذي ستنتقل إليه، ومضحية بعلاقاتها وصديقاتها اللائي لها في مكان تواجدها، ومضحية أحيانا بوظيفتها وعملها الذي بدأته، وأن عليها البدء من جديد في المجتمع الجديد. كما أنها تضحية من الأهل بمفارقة بنتهم ولو في بلد قريب. وكل ذلك حرصا على الزواج المندائي الذي يحفظ المندائية ويديم بقائها.
ونجد أن على الشاب المندائي الذي تلتحلق به زوجته من بلد وجودها أن يقدر هذه التضحية وأن يضيفها إلى محبته لزوجته، كما علينا جميعا أن نُحيّي كل أبنائنا وبناتنا الذين حرصوا ويحرصون على زواجهم وإقترانهم المندائي ونعلن عن زواجهم وأفراحهم ونيسر ذلك بقلة المتطلبات ليكونوا قدوة لغيرهم.
فتحية لبناتنا اللائي يتحملن السفر إلى بلد آخر من أجل زواجهن المندائي، وللأهل الذين لم يتزمتوا وآثروا زواج بناتهم المندائي على محبة أن تبقى بناتهم قربهم وفي هذا كرم وتضحية من أجل المندائية.
إنها بحق محبة المندائية التي تقدمها اليوم بناتنا المندائيات لمندائيتهن، والتي علينا تقديرها وتشجيعها قدر محبتنا لمندائيتنا.

الدخول للتعليق