طباعة هذه الصفحة
الجمعة, 19 أيلول/سبتمبر 2014

مجرد كلام - ظاهرة البرازيلي

  عماد حياوي المبارك
تقييم هذا الموضوع
(3 عدد الأصوات)

من الصدف ان تُجاور بيت اهلي في حي القادسية اعدادية الصمود العربي للبنات (مقابل المندي)، وايضاً في شارع بيت اهل زوجتي بحي المتنبي بالمنصور تقع ثانوية التجارة للبنات ومعهد الفنون الجميلة للبنات (بعد فصل الجنسين) واعدادية الكفاح العربي ... للبنات ايضاً
وكنا نعاني من تصرفات شباب طائش ومن ازعاجهم لنا وللطالبات، وكنت اُسمّي تواجد هذا الكم الهائل من السيارات بـ(ظاهرة البرازيلي) لاننا وفجأة نجد الشارع وقد امتلأ من حيث لاندري ... بسيارات البرازيلي !

× × ×

كنا خلال اواخر التسعينات في محل شارع النهر نشترك بصحيفة (بابل)، كلنا يتذكر هذه الجريدة ذات القطع الصغير، وكان سبب اشتراكنا هو ان موزع الجرائد (شايب) فقير من اهل الجنوب، نحب لهجته وطباعه، لذا فقد اشتركنا بالجريدة تشجيعا له على كسب لقمة الحلال، فتعودنا ان يأتينا يومياً بوجه صبوح ولايغادر إلا وقد شربَ الشاي معنا.
من بين مواضيع الجريدة كنت اقرأ فقرة ـ على ذمة الوكالات ـ لانها تَنقل بالنص تعليقات اجنبية على الوضع بالعراق بشكل وكأن الجريدة تنقل اخبار بلد آخر، وكنا نستعجل قرائتها قبل ان نحمّي (سفرطاساتنا) لانها ستكون لاحقاّ (شرشف) المائدة !

في احد اعداد الجريدة، كُتب عمود تحته اسمٌ لكاتبه، يقول بأن على المدارس والعوائل تربية وتحصين بناتهم طالبات الثانوية اكثر، وعلى الادارات منع التمكيج والتبرج ومراقبة سلوكهن خارج المدارس، وعلى الآباء والامهات التركيز على تحشيمهن وتحجيبهن و و و !

لم اُطِق كلام الكاتب ولم (أهظم) الطرح وتزاحمت الكلمات في ذهني للتعليق، ووقفتْ (ببلعومي) واحسستها ثقيلة وصار عليّ اطلاقها لا محالة، خشية (ان تنام على قلبي)، فسألت صاحبنا الموزع حول امكانية ايصال تعليق مكتوب للجريدة، فوعدني بأنه سيوصله لبريد الجريدة، وعندئذ سيأخذ طريقه للتحرير، فكتبت أسطر قليلة تحت اسم مستعار (فارس الصحراء) زيادة في التحوط، قلت فيها

(((أخي الكاتب، ألم يكن الاجدر بك ان تدعو الاسر بتربية أولادهم الطائشين، بدل مطالبتك بزيادة تقييد حرية بناتنا، فلِمَ الام لم تراقب غياب ابنها خلال (حلّة) مدارس البنات، وان يحاسب الاب ابنه عند خروجه بسيارته بهذا الوقت، أليس هؤلاء هم من يتحرش بأخواتنا وبناتنا ويقطعون الطريق عليهن، ام العكس ؟
اننا نعاني من طيش الاولاد وتعَديهم على حرية بناتنا وتعريضهن واطفالنا للخطر، والشارع والمنطقة للضجيج، إبحث عن جذور المشكلة ـ عزيزي ـ وانقذنا من صولات اولادكم، ودع بناتنا فلا ترمِ الذنب عليهن بل على تربية الاولاد والسيطرة على سلوكهم، وهو الحل الامثل والآنجع بدل ما ذهبت انت اليه ! )))

× × ×

بعد اسبوع واذا بشاب ببدلة انيقة يتجه للمحل، بعد ان أشار صاحبنا بائع الصحف البصراوي له، فسّرَ بأشارته تجاهنا ـ تقريباً ـ غاية الضيف الثقيل هذا !

قال وبدون تحية : الاستاذ شخصياً يشرف على المقالات، ولا مرة نستلم رسالة مثل مالتكم ؟

أجبته بعد ان ادركُت الشر في عيونه : انا كنت ايضاً اؤيد مقال الجريدة، ولازم نربي بناتنا بشكل احسن، لكن صاحب الرد كان له رأي اغضبني عليه، وطردته من محلي !
ـ منو تقصد ؟
قالتُ : زبون من الموصل عديم التربية، الحمد لله زعل وما راح نشوفة !

قال الاخ الانيق وهو يقف منتفضاً : على كل حال خلي يحترم نفسة لو احنة نعلمة الاحترام، أخ ال ...
وهي آخر كلمات نطقها بدل القاءه التحية، وقد همَّ بالمغادرة ...

علق اخي صلاح : شورطكم ياغشمة، هذه كتابات عدي تحت أسماء مستعارة !

الدخول للتعليق