• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 30 تشرين2/نوفمبر 2014

رسائل متبادلة بين البروفيسور : علاء حسين الجوادي الموسوي سفير العراق في سوريّا وصديقه الصابئي المندائي : فاروق عبدالجبار عبدالإمام

  هيئة اعلام و ثقافه الاتحاد
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

الدكتور السيد علاء الجوادي التاريخ: 29/10/2014 14:35:14 جواب للاخ فاروق القسم الاول : اخي فاروق عبدالجبار عبدالإمام البغدادي العراقي الصابئي المندائي ابن محلات بغداد القديمة وابن الأخلاق الأصيلة التي استقيناها جميعا من تراثٍ عراقيًّ أصيل يربط بداية الوجود الانساني في العراق إلى المستقبل النوراني الذي سيُشرق على أرض العراق عندما يأذن لوليه الاعظم بالظهور فتتنور الأرضين من نوره الالهي النبوي. اعتز كثيرا بتعليقاتكم ورسائلكم الكريمة لانها تمتلئ بالصدق والطيبة وذاكرة التاريخ غير المزّيف. والمرءُ كثيرٌ باخوانه وانت من اعز اخواني وإن فرقتنا عقود طويلة لكنها الفطرة او صبغة الله التي تربط الانوار في عالم التجلي فترفض الزَّبَد وتُبقي ما ينفعُ الناس. لقد حبى الله العراق الكثير من الأصالات، ما يحسده عليه الناس ففي بلدنا الأنهار المقدسة دجلة والفرات، وقد اعتبر الصابئة المندائيون هذين النهرين نهرين مقدسين وسموهما ادگـلات اي دجلة وپـوراتون اي الفرات انهما مقدستان تطهر الارواح والاجساد. كما اعتبر توراة اليهود هذين النهرين مقدسين من بين اربعة انهار في الدنيا ... والعراق بلد الأديان التوحيدية مثل الديانة الايزدانية والديانة الصابئية والديانة الحنيفية الإبراهيمية أمُّ الديانات اليهودية والمسيحية والاسلامية.

ما عساي أن أقول أمام تعليقك الأخوي الراقي... تأملت فوجدت إن خير رد على سلامكم هو ان اعرف قارئي الغالي عن الديانة التوحيديّة الصابئيّة، عملا بقول الله في كتابه الخاتم القرأن الكريم اذا حيتم بتحية فحيوا باحسن منها او ردوها، وسأردها لفاروق بمختصر عن الديانة التوحيدية الاقدم لاخوتي المسلمين كي يتعاملوا مع هذا المكوّن العراقي الأقدم بكل محبة واحترام، فاقول وعلى الله التكلان ومنه الهداية والايمان:

لقد جهل الكثير من الناس حقيقة الصابئة ونتيجة لهذا الجهل تولدت عندهم ردود فعل جاحلة وجاهلية ولا تتناسب مع الحضارة والانسانية. لقد عاشرت الصابئة وقرأت كتبهم المقدسة وقرأت كتابهم المقدس كنزا ربا عدة مرات فوجدته كتاب هداية وانوار لا سيما اذا اخذنا قدمه الموغل بالتاريخ بنظر الإعتبار. عندما تقرأ هذا الكتاب المقدس ترى به نور التوحيد والدين الالهي بوضوح، وانا اضع قرب سريري ورأس عند نومي كتبا مقدسة اتذاكر معها قبل النوم فاستجلي منها عبر التوحيد والايمان والانسانية ، اضع القرأن الكريم، والتوراة (العهد القديم) والانجيل (العهد الجديد) وكتاب كنزا ربا وكتاب نهج البلاغة لإمام المتقين وكتاب الصحيفة السجادية لزين العابدين، وكتاب (تحف العقول) الذي به مختارات من اقوال الرسول واهل بيته الاطهار وكتاب مفاتيح الجنان الذي ضمن ازاهير عطرة من الادعية المروية عن اهل البيت عليهم السلام ... هذه هي جنتي الروحانية التي اسمر بها مع عالم النور.... قد يتعجب قول ويزاود علينا آخرون كيف ذلك وانت سيد جليل من سلالة الرسول اتقدّسُ كُتبا لغيرِ المسلمين؟؟؟!!! اقول ان التعصب أعمى العيون فلم يعودوا يروا لئالئ العقول ... اتلوموني ان اقرأ بكتب الاولين او الصابئة المندائيين وهم يقولون في تمجد ربي العظيم الاحي الازلي:{ بِأَســْــــمَــاءِ الـْــحَــــيَّ الْــعــَـظـِـيّـمِ، مُسبَّحٌ رَبيّ بقـَلبٍ نـَقيّ. هو الحيُّ العَظيم، البَصيرُ القـَديرُ العـَليمْ، العـَزيزُ الحَكيمْ * هو الأزَليُّ القـَديمْ، الغـَريبُ عـَن أكـوانِ النُّورْ، الغَـنيُّ عن أكوانِ النُّورْ * هوَ القـَولُ والسَّمعُ والبَصَرْ، الشـَّـفاءُ والظَّـفَـْر، والقوَّةُ والثـَّباتْ * هو الحيَّ العظيمْ مَسَرة القلبْ، وغـُفرانُ الخَطايا ـ مُسبَّحٌ رَبّي بقـَلبٍ نـَقيّ ـ يا ربَّ الأكوانِ جَميعاً، مُسَبحٌ أنتَ، مُبارَكٌ، مُمجَّدٌ، مُعظـَّمٌ، مَّوقرٌ، قـَيّومْ* العَظيمُ السَّامي ـ ملكُ النـُّـورِ السَّامي * الحنـَّـانُ التــَّـوابُ الرؤوفُ الرَّحيْم الحيُّ العظيْم * لا حدَّ لِبَهائِهْ ولا مَدى لضيائِهْ * المنتَشِرةُ قـُوتـُهْ* العظيمةُ قـُدرَتـُهْ * هو العظيْم الذي لايُرى ولا يُحَدّْ * لا شريكَ لهُ في سُلطانِـْه، ولاصاحبَ لهُ له في صَولَجانِهْ * مَن يتــَّـكلْ عليهِ فلَن يَخيبْ، ومَن يُسبَّحْ باسمِهِ فلَن يَستَريبْ، ومَن يَسألْهُ فهوَ السَّميعُ المُجيْب * ما كانَ لأنهُ ماكان، ولايكونُ لأنـَّهُ لايكونْ * خالدٌ فوقَ كلَّ الأكوانْ. لا موتَ يَدنو منهُ ولا بُطلانْ * وأمامَهَ الملائكةُ ماثلونْ، بأضوَيتِهم يَتألَّقونْ. ساجدينَ خاشعينْ. شاكرينَ مُسبَّحينْ * هو الَّذي لا حَدَّ لهُ ولا كَيلْ } .

ألا يلاحظ القارئ الكريم الفهيم اصداء ذلك في صحف المسلمين؟! اقرأ هذا وكأني أقـرأ القرأن او حديث الرسول الكريم وكلام الامام علي او زين العابدين وكأني اقرأ دعاء البهاء او دعاء الجوشن الكبير او دعاء السمات ... الخ ...إعلموا يا خوتي في الطريق ، إن ديانة الصابئة هي أحد الأديان الإبراهيمية وهي من اقدم تلك الاديان واتباعها من الصابئة يتبعون انبياء الله آدم، شيث، ادريس، نوح، سام بن ونوح، يحيى بن زكريا عليهم السلام. وقد كانوا منتشرين في بلاد الرافدين وفلسطين، ولا يزال بعض من أتباعها موجودين في العراق وفي الأحواز في إيران. وكلمة الصابئة مشتقة من الجذر (صبا) والذي يعني باللغة المندائية اصطبغ، او غط أو غطس في الماء وهي من أهم شعائرهم الدينية وبذلك يكون معنى الصابئة أي المصطبغين بنور الإيمان. ولاحظ اخي القارئ التطابق بين هذه الكلمة والكلمة القرانية الكريمة (صبغة الله) وصبغة الله هي الحنيفية وهي الفطرة الانسانية السليمة.سيد علاء يتبع لطفا

الاسم: الدكتور السيد علاء الجوادي التاريخ: 29/10/2014 14:36:03 جواب للاخ فاروق القسم الثاني : تدعو الديانة الصابئية للإيمان بالله ووحدانيته مطلقاً، لاشريك له، واحد أحـد، وله من الأسماء والصفات ما اشرنا اليها آنفا. وتراتيل الصابئة هي صرخة الانسان العراقيين القديمة بالنداء التوحيدي الصوفي القديم، لذلك إعتبرها أتباعُها إنها ديانة أتباع آدم، وشيث بن ادم (شيتل)، وأنش ( انوش بن شيث )، إدريس (دنانوخت)، ونوح (نو)، وسام بن نوح (شوم)، إبراهيم ( بهرام) ويهيا يهانا (يحيى بن زكريا ).

وتقوم الديانة الصابئية على أركان خمسة اساسية هي:ـ 1- التوحيد بالحي الأزلي واحد أحد ( سهدوثا ادهيي )،2- والصباغة والتطهر ( مصبتا وطماشا )،3- الوضوء والصلاة ( ارشاما وابراخا )،4- الصوم ( صوما )،5- الصدقة والزكاة ( زدقا ).وازاء هذا كله نعرف السر الذي اوحى به الله فخصَّ القرآن الصابئة بصورة مستقلة بثلاثة آياتٍ كريمة هن:

ـ 1- سورة البقرة:إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *

*2- سورة المائدة: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *

3- سورة الحج: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ*

ولا جدال أمام كلام الله فالصابئة بنص كتاب الله المنزل على خاتم انبيائه محمد صلى الله عليه واله وسلم من الذين امنوا.وكتاب الصابئة المندائيين المقدس المنزل يدعى (كنزا ربا) أي الكنز العظيم مخطوط باللغة المندائية، ويحتوي هذا الكتاب على صحف ادم وشيت وسام عليهم السلام. وهو كتاب ضخم ويقع في 600 صفحة وترجم للعربية حديثا وهو بقسمين:القسم الأول: من جهة اليمين ويتضمن سفر التكوين وتعاليم الرب الحي العظيم والصراع الدائر بين الخير والشر والنور والظلام وكذلك تفاصيل هبوط النفس في جسد ادم ويتضمن كذلك تسبيحات للخالق واحكام فقهية ودينية.القسم الثاني: من جهة اليسار ويتناول قضايا (النفس) وما يلحقها من عقاب وثواب. إضافة إلى تراتيل وتعاليم ووصايا.ولدى الصابئة المندائيون كتب أخرى مثل كتاب (دراشا اد يهيا) أي تعالم النبي يحيى بن زكريا. وهو مترجم كذلك.والصابئة اجتماعيا قوم مسالمون ودودون محبون للمسلمين وللنبي محمد ولاهل بيته الاطهار وقد انسجموا في معيشتهم مع المسلمين ويتكلمون العربية باللهجة العراقية الجنوبية. كما انهم يمتازون بصفاء الالوان وجمال الخلقة والاخلاق. ويسمون ابناءهم باسماء ائمة اهل البيت واسماء بناتهم فلا عجب ان ترى فيهم وبكثرة من اسمه عباس او حسين او حسن او حيدر أو زهراء بل ان اسم جد اخي الغالي فاروق هو عبد الامام والمقصود الامام من اهل البيت وهو اسم شاع في جنوب العراق. ويمتازون ببراعتهم باعمال فنية رائعة وهي محط إعجاب الجميع وقد شاهدناها في واجهات محلاتهم في شارع النهر ببغداد قرب نهر دجلة. وشهد بذلك السياح والرحالة الأجانب الذين كانوا يقبلون على اقتناء هذه الروائع المنقوش عليها صوراً جميلة بكل دقة وروعة ومطعمة بمادة المينة السوداء التي يدعوها (بالمحرق). كما برع منهم في مجال فن صياغة الذهب صاغة كبار امثال: زهرون بن ملا خضر وحسني زهرون وعنيسي الفياض وناصر وحاتم ومنصور حاتم وعبد سكوت وبدن خضر وكريم النشمي و فالح النشمي وياسر صكر وزامل وضامن حويزاوي وسعد رهيف ... الخ.والصابئة المندائيون هم شعب آرامي عراقي قديم ولغته هي اللغة الآرامية الشرقية المتأثرة كثيرا بالاكدية. وقد تواجد الآراميون جنبا إلى جنب .

اشكرك اخي فاروق وارجو ان يكون بردي صورة مختصرة عن حقيقة مضيعة ..

تألمت لقولك: لقد قمت بجولة لتفقد إخوتي الذين تشتتوا في بقاع الأرض بين المانيا وهولندا وبريطانيا وامريكا واستراليا، ارض العراق لم تحفظهم؛ فالتجأوا لمن يمنحهم الأمن والإستقرار" واقول له هذا هو حالي كذلك ... لكني فرحت لقولك بعد ذلك مباشرة: "ليحفظك الحي الأزلي ويجعلك إمتداداً لآل البيت الذين ذهبوا لكنهم تركوا كنز ذهبٍ صافياً ممثلاً بك ايها الورع في محراب العلم والمعرفة".

ودمت لأخيك سيد علاء

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الاسم: فاروق عبدالجبار عبدالإمــام التاريخ: 28/10/2014 11:04:45 البروفيسور :الإنسان إبن أرض العرب المعطاء علاء الجوادي الموسوي أنتظر طلتك كما ينتظر المسلمون هلال العيدين ؛ فطلتك تعني لي الكثير ، إنها إطلالة أنتظرها ؛لأستشف منها عبق الروح المختفي بين السطور ، سطورك سمطٌ من لأليء تطوق عنق القاري الذي يستلهم منها المواعظ والحكم ، فهي غذاء لا يُستغنى عنه لمن يريد الإفادة والإستفادة ، ردودك الرائعة على محبيك هي بحد ذاتها مقال يستحق معه أن تُفرد له حقولاً خاصة ؛ بما يحمله من توضيحات وشروحات تعمُّ معها الفائدة ويطمئن معها القلب المتلهف على المعرفة الوجدانيّة الروحيّة ؛ لأنها وبلا شك مفيدة وغنيّة تكون وفي معظم الأحاين مكملة لأي موضوع تخوض فيه ، ايها الإنسان الطيب ، آسف لـتأخري في التعليق ؛ فلقد قمت بجولة لتفقد إخوتي الذين تشتتوا في بقاع الأرض بين المانيا وهولندا وبريطانيا وامريكا واستراليا ، ارض العراق لم تحفظهم ؛ فالتجأوا لمن يمنحهم الأمن والإستقرار ليحفظك الحي الأزلي ويجعلك إمتداداً لآل البيت الذين ذهبوا لكنهم تركوا كنز ذهبٍ صافياً ممثلاً بك ايها الورع في محراب العلم والمعرفة ، ودم لأخيك

فاروق عبدالجبار عبدالإمام –

الاسم: جواب الاستاذ الفاضل فاروق عبد الجبار عبدالامام التاريخ: 30/10/2014 10:38:37 أخي الحكيم البروفيسور علاء الجوادي لا يسعني في هذه اللحظة إلاّ أن أنحني إكباراً؛ لما خصصتنا به من تعريفٍ أتشرف أن أحمله تاجاً لامعاً أنير به طريق من حاد عن الطريق القويم. بورك قلم أنت حامله، وبورك قلبٌ يضخُّ الحبَّ والعطاء ، لبٌّ رقيق لإنسان نذر نفسه وماله لخدمة أخيه الإنسان لقد كان تعليقكم وكأنه من المعلقات السبع

اخوك الصابئي المندائي فاروق عبد الجبار عبدالامام

See more at:

http://www.alnoor.se/article.asp?id=256984&msg=sent#comments

**** يرتبط البروفيسور علاء حسين الجوادي و الاستاذ فاروق عبدالجبار ، بروابط التلمذة ، التي بدأت عام 1958 في الصف الأول الإبتدائي في مدرسة المهديّة الإبتدائية للبنين الكائنة في المحلة البغداديّة القديمة ( قنبر علي) لكنها لم تنته، رغم عاديات الزمن

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014