طباعة هذه الصفحة
السبت, 13 كانون1/ديسمبر 2014

احترام الوقت واستهلاك الزهور

  عزيز ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

تُعرف الشعوب المتحضرة من خلال احترامها للوقت ومدى استهلاكها للزهور ، لان الثقافة العامة لهذه الشعوب تمر من خلال هذين المحورين الهامين ، وتمتاز الدول المتقدمة باحترامها الصارم للوقت ، لان الذي لايحترم الوقت حسب هذا المقياس لا يحترم ذاته ولا يحترم ذوي العلاقة ولا يحترم الوطن والمواطنة ، وهذه واحدة من اهم شواهد التطورالحضاري والفكري للغرب عنه في الشرق ، وهذا هو الفارق بين منظار التحضر والتخلف ، ينعكس بطبيعة الحال على مدى استهلاك كل بلد للزهور، ومن ثم يعطي هذا التصرف انطباع راقٍ على مدى ثقافة ذلك البلد ومدى تطوره وازدهاره .
وهذا ينطبق بدوره على الاعلام المقروء والمسموع ، فالاعلام هو الناطق الحي بأسم وواقع المجتمع ، لما له من دور كبير ومؤثرعلى واقع حال المجتمعات والشعوب ، في توعية وثقافة الناس ، لان عامل الوقت والزمن هو جوهر الحياة الحضارية اليوم .
ان مراعاة الذوق العام من السمات الاساسية لاحترام الوقت ، وعرض ما يروم قراءته وفق المتطلبات الضرورية في الوقت الحاضر، وفق جدولة زمنية مناسبة للوقت للنشر اليومي ، بدل قراءة كتابات ثانوية او مواضيع ليس له علاقة لا من قريب او من بعيد بواقع الحال بل يتكلم عن امور بويهيمية ليس لها صلة بالواقع ، بحيث يكون اكثر سلاسة ومتعة بدل التشاؤم والتذمر مع زيادة الذات تعباً على تعب .
يرتجى من مواقعنا المندائية القديرة ، ان تمعن النظر لهذه الحالة الشائعة ، ومن كتابنا المبدعين مراعاة ذلك لدورهم الفاعل والمؤثر في صنع الكلمة الناطقة ، لان العِبرة ليس بالكثرة بل بالنوعية الجيدة وبالاختيار السليم والمدروس ، مع مراعاة الاختصار والتركيز المفيد وفرز عصارة ما نكتب باسلوب يمتاز بالجدية والكياسة وكما يقال *خير الكلام ما قل ودل* ، لان الغاية من كل ذلك في إيصال الافكار والمفاهيم باقصر الطرق واوضحها ، كونها الوسيلة الناضجة التي تستخدم في التغيير نحو الأمثل والأفضل ، لان المضامين الحضارية اليوم تتمثل في احترام الوقت وفي استهلاك الزهور.
دمتم بخير .

الدخول للتعليق