• Default
  • Title
  • Date
الثلاثاء, 03 تشرين2/نوفمبر 2015

لا اكراه في الدين

  عزيز ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

نرى ويرى الجميع ما وصل اليه الحال في العراق اليوم من تمزق وتخبط واضح في الحياة الاجتماعية والسياسة بسبب تراكمات كمية لمختلف الازمنة العابرة من الفرقة والتمايز والدونية المقيتة لفئات واقليات عراقية مسالمة تمتاز بالطيبة والمحبة والتسامح ( المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية والشبك ) ، ساهمت بشكل فاعل في تأسيس وبناء حضارة عريقة على ارض دجلة والفرات في هذا الوطن المعطاء ، والذي يشهد لها القاصي والداني ، هذا البلد الذي مزقته الخيول الهمجية عبر عصورة المختلفة طمعاً في موقعه وخيراته وتكالبت عليه قوى الشر لتسلبه ارادته وقوته ووحدته وتفتيت نسيجه الاجتماعي والوطني :
ان القرار التعسفي والمجحف بحقوق الاقليات الدينية في العراق ، والذي اصدره مجلس النواب العراقي في 27/10 / 2015 علامة سوداء في تاريخه ، حيث اثبت فشله واستبداده في اتخاذ القرارات ومنها هذا القرار الجائر في استهداف مكونات الشعب العراقي الاساسية غير المسلمة في الفقرة ثانيا من المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية السيئة الصيت .
لذا يتطلب من كل القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني المحافظة على لحمة ونسيج هذا الوطن ، والوقوف بحزم وبارادة صلبة لا تلين تجاه هذا التجاوز الجديد على حقوق ومقدرات الاقليات الدينية المسالمة التي لا حول ولا قوة ، ولا ذنب لها سوى انتمائها وحبها وتشبثها بتربته المقدسة ارض الاباء والاجداد ، ما تعرضت وتتعرض له الان من هجمة شرسة منسقة من قبل الارهاب الخارجي المتمثل بقوى الظلالة والظلام ، وبدواعش العصر الجديد المتمثل باعضاء البرلمان العراقي الذين لم يبخلوا جهدا في سبيل تصفية الاقليات وفق نظام ممنهج واضح في سبيل إخلاء ارض العراق الحبيب من مكوناته الاساسية والاصلية ، وبمعالجة السلبيات والانكسارات المتتالية الحاصلة من انعدام الامن والخدمات الاخرى ، وبهدف تطبيق سياسة التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي وفق المخطط المرسوم له ، من اجل صنع اتفاقية جديدة كاتفاقية سايكس بيكو ، ولكن بادوار مختلفة على حساب الاقليات الدينية بتقسيم المنطقة حسب ما ترتأيه مصالح واطماع القوى الكبرى .
لقد كانت كنيسة النجاة البداية لهذا المخطط المريب وتوالت الاحداث والهجمات الشرسة من قبل الارهاب واذنابهم الماجورين ، واخيراً وليس اخراً ما جرى ويجري للاخوة المسيحيين والايزيدين في الموصل وفي سهل نينوى الا استكمالا لهذا المخطط المهين .
ان بيان رئاسة الطائفة المتمثل بشخص الريش مه ستار جبار حلو المحترم رئيس الطائفة المندائية في العراق والعالم ، وتصريحات الرئيس الفخري لاتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر الاستاذ الدكتور صهيب الناشىء الاخيرة وبيان هيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق ، ليس هذا فقط بل يتطلب من الجميع والوقوف بحزم تجاه هذه المؤامرة المعدّة سلفاً لتصفية الاقليات وقلع جذورها من ارض الرافدين ، كل حسب موقعه بمناشدة المؤسسات والمنظمات المدنية ومنظمة حقوق الانسان الدولية والبرلمانات الاوربية وبابا الفاتكان بهذا الخصوص .
وهذا يعيد الى الاذهان ما قاله احد الحكام الطغاة العرب يوما ما بنص العبارة ، نحمد الله ونشكره لا يوجد ببينا من دين اخر غيرالاسلام ، فذهب الى مزبلة التاريخ دون رجعة ،.
فنقول لهم اين انتم من القران من كتابكم المقدس الذي نادى بحرية الفكر وحقوق الاديان الاخرى والذي رفع شعاره المقدس ( لا اكراه في الدين ) ، ومن اقوال الرسول الكريم ومن اقوال الامام على ( ع ) في مقولته الشهيرة ( اذا لم يكن اخاك في الدين نضير لك في الخلق ) ، اين نحن من كل هذا يا سادة يا كرام حكام العراق ونواب شعبه المقهور والمغلوب على أمره ، ان غدا لناظره قريب ، وعلى الباغي تدور الدوائر ، والله مع الصابرين .
عيد سعيد وكل عام وانتم بالف خير وسلام.

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014